أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - من خزان الذاكرة















المزيد.....

من خزان الذاكرة


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 315 - 2002 / 11 / 22 - 06:07
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 
( أقبل الفجر يا حبيبي )

 

أقبل الفجر ولم تنم, أغمض عيناك يا قلبي, أسترح على عتبة البيت المسكون بالأنس والجان والتعب والحب والغضب في يوم من ألم.. نم يا حبيبي هنيهة دون تفكير وسئم.. هنا نحن حبيبي هنا نفرش الكلمات أسرة والحب لحاف من ألم..

نلتحف بحبنا ونرتاح حتى لو لم ننم.. أقبل الفجر ولم تنم عين الحلوة*, أغمض عيناك أيها العاشق المذبوح بسيف حلاوتها القاتلة, ضع رقبتك تحت رحمة السيف الفضي ولا تخف موتا يليق بحبك الأبدي.. لم تمض القافلة, لم يرحل قطار الرحلة الألف, لكن الحب زاد نحافة وخوف, وازدادت مطالبه الأمنية.. أقبل الفجر يل حبيبي ولم تنم, كأنني أراك في وحدتي المسلي ومسكن الألم , كأني أراك في جنازة قلبي الذي وهبتك, سائق سيارة الموتى, تنقل الجثة على حمالة معطلة. أقبل الفجر مع الضوء الكسول ومن عدم التماسك والفرق بين الألوان ما بين المواسم و الفصول , في لحظة تدخل وفضول, كان قلبها يبصق نفسه من فم الضحية.. وكانت كما كان هو ضحية لفجر لم يأتي ولحياة لم تأتي برضاها, فلو خيرت ما كنا ندري كيف كان سيكون قرارها..

         *

(أيلول يا أيلول!)

 

أيلول يا أيلول!

 من منحك الصفار وسلاح التعري ؟

 من سماك سبتمبر الخجول؟

و من  لونك بالذهب الطبيعي؟

آه من القلب حين يرتمي على أرض حبه مرة واحدة..

آه من الحرب حين ترمي الإنسان جثة بساق واحدة..

أيلول يا أيلول !

لمن نرسل برقيات التعزية, للقاتل الذي قتل حبه نكاية ثم أنتحر غيظا, أم للحب المذبوح بسكين الغيرة والحيرة ؟

أيبكي النهر بحبوحة الحرية, أتبكي الدنيا جمال الحورية, وورود المزهرية وتمثال الحرية ؟

أيلول يا أيلول !

رأيت في البلاد التي غادرها المغول مشغولة بعرض الأفلام عن المغول الجدد, ورأيتهم جند المغول الجدد ينبشون المقابر ويسدون المعابر ويستوردون البشر والكحول.. وكلما ضاقت بهم الحياة جاءهم من بلاد الحرية المزيد من المدد.

رأيت الأندلس معلقة على حبل مشنقة في القدس, وكلاهما مصدوم الوجه وعديم الابتسامة, وسمعت صوت زرياب ودنانير يصدح في كل زقاق صغيرا كان أم كبير.. سمعت ديك الجن يشاور دجاجة الشيطان في مسألة طلاق الأخت الكبرى, وهروبها إلى الأمام نحو الضفة الأخرى.. سمعت صوت التآمر وكان أعلى من كل صوت آخر..

رأيت الميادين ممتلئة بالمقاتلين وبالمحاربين, يتقد مهم لحن مارسيل وصوت أحمد قعبور ينادينا كي نخرج من القبور..

أيبكي النهر ضفتاه؟ لا يا نهر أن في مطر الشتاء دعاءنا المقبول

أن في الطبيعة مكامن الثورة والسيول..

ومنابع الزلازل الهدامة..

 و أصل البراكين التي تطبخ الآخرة فيها مع قرع الطبول..

فلا ينفع يومها ندم أو ملامة..

أيلول يا أيلول !

خذني إلى عيننا الحلوة وخذ مقابل أخذي ما شئت مني. لقد توزعت كأنني مليون شخص في شخصية واحدة, عائدة من المجهول إلى المجهول.. يا عين حلاوتنا وحلاوة العيون التي أحبتنا وأحببنا, لا يليق بك البكاء بين يدي جدد المغول, ولا معنى للشهادة أن لم تكن مقرونة بدمع فرحك, وبلون زهوك وبتربعك عرش كفاحنا أما وفية لكل فكرة من وحي الزواريب التي تعلمنا فيها وعلى عتبات بيوتها قراءة الديالكتيك ورأس المال ومذكرات تشي جيفارا وسيرة الخلفاء والصحابى.. آه يا رفاق الدرب من درب تعبد بالدماء وبالمبادئ الشهيدة, ألا ليتني يا مخيم ما أجبرت على تركك وحيدا, محاصرا بكل عداءات القبائل والعشائر والطوائف والخوارج والعصاة والطغاة والمماليك والذيليين والأذناب والأوباش والخفافيش والقرود والدود وصهاينة اليهود وعسكر بقايا التقسميات الاستعمارية.. أيا ليتني يم مخيم مت هناك, مع من مات من الخلان فداك.. مع رفاقي وأصدقائي وأخوتي وأبناء العمومة والجيران والحارات الفقيرة, تلك المتسلحة بالبنادق والمبادئ والعقيدة..

أيلول يا أيلول !

الدنيا تهوي ببطء شديد وكأنها شهب أو جرم سماوي يواصل هبوطه منذ زمن قديم, متجها نحو مواطن التعلم والتأمل والتأقلم مع البطون الفارغة ألا مما فيها من أعضاء.. حتى حق الحياة في حياتنا صار يحسب بمشيئة من لا مشيئة لهم, فالمشيئة التي تعطينا حق الحياة هي قوة حفاظنا على نعم الحياة. فأما حياة تليق بما جئنا لأجله, أحرار كما ولدنا أو موت يجعل من مرورنا على الدنيا عبرة لمن سيأتي من بعدنا.

أيلول يا أيلول !

أعط أطفال المخيم سماء لطائراتهم الورقية والكرتونية, ولا تجعل سمائك الزرقاء ملاذا للطائرات المعدنية..

أمنح أوارق الشجر صفة الشهداء بعد كل غارة عمياء..

هكذا يقول العقل فيما لم تجرأ على قوله العقول المتمدنة والمتحضرة, تلك الهاربة من الشمع الأحمر إلى الحرية المسجونة في قفص الدجل والتقاليد المستحدثة..

أيلول يا أيلول !

دم ولحم وملح وحلم على الطرق, حرب جديدة في الأفق الذي لبس ثياب الغرق, مدن بازدهارها تتغنى وأخرى بفقرها تحلى, مخيمات بنار لهيبها تحرق عروش الوهم  التي بنيت بلا أصول لتحافظ على الأصل والجذور.. وأيلول الفلسطيني يكرر ويقول : أبيض بحرنا الجليدي, بيضاء قلوبنا وأرضنا خضراء كل الفصول..

أيلول يا أيلول !

أيلول يا أيلول..

يا أيلول ..

 

( سبتمبر 1987)

* مخيم عين الحلوة أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

 

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوفمبر, يوم تاريخي للعرب ولليهود معا 19..:
- سمير القنطار فارس هذا الزمان
- إرهابيات
- طلعت يعقوب,الرمز الفلسطيني المميز
- الاستعمار البريطاني سابقا أساس المشاكل كلها
- هو صوتك يا صمتي الصارخ
- كل يطارد غيره حقدا وبغضا وغيره
- حقد الواعظ روبيرتسون يتقاطع مع كتابات الردة..
- ماذا عن الفلسطينيين في العراق؟
- أخبار سريعة وأخرى مريعة..
- مثل وردة تسقى بالدم
- زيني يا زين, لا أنت عالراس ولا عالعين..
- إسرائيل الجديدة ستكون يمينية اللون والعقيدة
- أمريكا والإرهاب العلني ..
- إنما أحب أخي إذا كان صديقي ..
- عجائب وغرائب 2
- شارون ونتنياهو أفضل من بيريز وشارون
- فارس بلا جواد, آخر الفرسان العرب
- تغلبت مصلحة فتح على مصلحة فلسطين
- سأحدثكم عن أيمن..


المزيد.....




- فيديو مخيف يظهر لحظة هبوب إعصار مدمر في الصين.. شاهد ما حدث ...
- السيسي يلوم المصريين: بتدخلوا أولادكم آداب وتجارة وحقوق طب ه ...
- ألمانيا تواجه موجة من تهديدات التجسس من روسيا والصين
- أكسيوس: لأول مرة منذ بدء الحرب.. إسرائيل منفتحة على مناقشة - ...
- عباس: واشنطن هي الوحيدة القادرة على إيقاف اجتياح رفح
- نائبة مصرية تتهم شركة ألبان عالمية بازدواجية المعايير
- -سرايا القدس- تعرض تجهيزها الصواريخ وقصف مستوطنات غلاف غزة ( ...
- القوات الأمريكية تلقي مساعدات منتهية الصلاحية للفلسطينيين في ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- وسائل إعلام تشيد بقدرات القوات الروسية ووتيرة تطورها


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - من خزان الذاكرة