أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شريف خوري لطيف - ظاهرة الإلحاد ما بين إستخفاف الإعلام و سقطات ريهام !















المزيد.....

ظاهرة الإلحاد ما بين إستخفاف الإعلام و سقطات ريهام !


شريف خوري لطيف

الحوار المتمدن-العدد: 4455 - 2014 / 5 / 16 - 23:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




متي ينهض إعلامنا المصري ليخاطب عقلية مشاهديه بمصداقية وبلا أدنى رتوش؟! لا لإلباسهم عِمَّة البلاهة بفكر مسطح و إضمحلال ثقافي، فالسماوات مفتوحة، والهوة صارت شاسعة عندما نقارن بين عَكْ فضائياتنا و بين تفوق قنوات الإعلام الغربي. فمازال الإصرار على تقديم صورة مبتورة للحقيقة الغائبة دائماً و إلباس المشاهد السلطانية و البامبرز، فإلى متى ينتقون ضيوفهم من الجهلاء ومضمحلي الفكر للقيام بدور «المفكر الناضورجي» لتغليف الجهل في كبسولة ليتعاطاها المغيبين عبر الشاشات، بأسلوب الزَنّ على الوِدان أمرّ من السحر!، أو تقديم ضيوف قاصرين لم يبلغوا سن الرُشد و بحاجة لوصاية و لتكميم أفواههم و لتمثيل دور الكومبارس أمام المذيع النجم حتى لا يتعدى فكرهم وثقافتهم المستوى الثقافي و الفكري لمذيع يرى نفسه دائماً في دور البطولة ويريد ضيوفاً لطفاء و ظرفاء ليؤدون فقط دور المفعول بهم!.
على مدار حلقتين من برنامج صبايا الخير للمذيعته ريهام سعيد! وبالمناسبة ليست وحدها من وقعت في هذه السقطات بل نحن أمام ثقافة سادت مجتمع بأكمله، فليس النقد موجهاً لشخصها بل لكافة المذيعين الذين ينتهجون فكرها وأسلوبها في عرض المشكلات ويقعون في نفس السقطات والتناقضات، حين قدمت لنا نموذجين لمرتدين عن أديانهم، الدكتورة نهى محمد طبيبة لادينية من خلفية مسلمة ولا تعترف بوجود أديان ولا برُسل ولا تعترف بقرآن ولا بكتب سماوية ولكن تؤمن فقط بوجود إله خالق، بينما الملحد أيمن رمزي وهو من خلفية مسيحية لا يعترف حتى بوجود إله بالمَرَّة، فهو ملحداً أو بمعنى أصح لاديني مرتد لأن شرقنا الأوسط ليس فيه إلحاد متوارث بالمفهوم الغربي فجميع المرتدين مولودين لأبوين لهما أديان، و عمله كأمين مكتبة وفر له فرصة القراءة و الثقافة حتى وصل لدرجة علمية أنه يحضِّر لدراسات عليا فهو وقارئ جيداً لآلاف الكتب على حد قوله، ليس لديه مشاكل ولا عقد نفسيه غاية ما في الأمر أنه يعيش يومه ولا تعنيه نهايته ولا آخرته لأن الأديان والإلوهية خارج دائرة إهتمامه كما وصفها، فلا يؤمن بالله ولا يذهب للكنيسة مع زوجته المتدينة و إبنته. و ليس لديه قضية فكرية يطرحها ليقول لنا أسباب إلحاده، بل يؤمن فقط بقيمة الإنسان وسعادته باللحظة التي يحياها. فهو ناضج ثقافياً ويتكلم بذهنية حاضرة و هادئ البال والطباع وفي سكينة رأيتُ عينيه فيها وهي تسخر من المذيعة وضيفها الطفل مُعاذ أحمد ذو الحادية عشر عاماً و الذي أحضرته خصيصاً لأداء دور المُقرئ و الواعظ الديني له. بينما الدكتورة نهى طرحت أسبابها وقامت بتأليف كتابها عن أسباب تركها الدين بعد رحلة بحث و دراسة إمتدت لـ 25 سنة كما ذكرت، وأخيراً توصلت لحالة اللادينية التي إرتضت أن تعيش بها حياتها وناسبتها فكريا وعلمياً وثقافياً.

ولكن واضح أن مذيعة برنامج صبايا إقتربت من ملف شائك رغم أنها مشكورة في جرأتها على فتحه، ولكن لسوء حظها لم تكن مؤهلة ولا لديها الخبرة الكافية لإدارة الحلقتين، ولكن لا أعرف لماذا إختارت ضيوفاً لحلقة المرتد الأضعف فكرياً وهو هنا الملحد أيمن، ولم تأتِ بأي ضيف أو شيخ أو طفل واعظ يستدر عطف ويزحزح فكر الدكتورة نهى وحججها وأسباب تركها للدين رغم أنها الحالة الأكثر شيوعاً بمصر، فهل كان سوء إختيارها للضيوف المحاورين لأحد المرتدين دون الأخر، وكأن لسان حالها ينطق «مقدرش على الحمار و قدر على البردعة»؟!
فجميعاً نعلم أسباب ظاهرة الإلحاد بمصر وكما أعلنها الشيخ الفاضل الذي أكن له محبة كبيرة وهو شيخ الأزهر الجليل أحمد كريمة، أن سَنة حكم الإخوان والمتسلفة كانت المحرك الأساسي الذي طفت على السطح بسببه ظاهرة الإلحاد في مصر. فكلما زادت درجة المغالاة والتطرف الوهابي و الإخواني والهوس الديني كلما زادت نسبة ترك الناس للدين، لأن طبيعة الإنسان خلقت على المحبة و يريد الحياة في سلام لا بتضييق الخناق عليه لسلب حرياته الطبيعية التي حباه الله بها.

فلم تدرك مذيعتنا أن الموضوع أكبر من أنها تأتي بطفل يتلوا علي المرتد أيمن سورة الأعراف وعِدِّية يس، و يسمعه آيات ونصوص مقدسة نظرية، لأن الملحدين عموماً لديهم مخزون قوي من الثقافة والفكر العملي الذي يطبقونه في منظومة حياتهم، وهذا إختصره الملحد أيمن في عبارة واحدة بقوله« كنت مسيحي و دالوقت أنا إنسان»، قيمة إنسانيته هذه هي التي جعلته أكثر من مرة أثناء الحلقة أن يطلب من المذيعة أن تعامله على أساسها، بينما مذيعتنا رهيفة القلب التي أجهشت بالدموع لأجله قائلة« أنا حـ أعيط فعلاً دالوقت تأثراً علشانك»، فسألته و دموع الشفقة بعينيها« يعني أنت تتضايق لو أصنفك كافر؟!»، لحظتها لم أشعر بفارق كبير بين نظرتها التكفيرية التي تحمل دمعة حانية وماكرة في نفس الوقت، وبين فكر الإسلامي المتطرف الذي يحمل سيف القتل للجهاد في سبيل إلهه، فمذيعتنا رقيقة المشاعر لم تتورع ولم تخجل ولم تجهش بالبكاء في حلقة المرتدة الدكتورة نهى ولم تتمنى لها الهداية كما تمنت لأيمن، حين أظهرت العين الحمرة لها وهي تقول:« أنا عايزة اطبق تفاصيل شرع الله، ويطبق في كل حتة والخمرة تتمنع والكباريهات تقفل، أنا مسلمة فلازم أطبق شرع الله» فصُدمت الطبيبة كما صُدم الكثيرين من المشاهدين، فظهر فكرها على طبيعته، فالإنفلات العصبي كان أقوى من أن تخفي فكرها، و كشلال إجتاح أعصاب مذيعتنا الرقيقة، فظهرت على شفاهها لغة الدم تقطر بغزارة من جوفها دون أن تشعر بنفسها، فسألتها نهى بهدوء« يعني إنتى موافقة إن إيد السارق تتقطع؟!» فردت المذيعة بتلقائية:« أه طبعاً موافقة! .. طبعاً موافقة إن إيد السارق تتقطع والزانية تترجم!»هنا تأكدت أننا في أزمة حقيقية ومرض مستعصي وأن مجتمعنا المصري ليس بخير، فالهوس ديني لم يأكل فقط عقول البسطاء والمغيبين لأنهم جهلاء وعذرهم معهم، بل نخر العظام حتى النخاع لمن يدعون العلمانية ويرتدون ثيابها من الخارج فقط لأجل مصالح شخصية ولكنهم ولا يؤمنون بأبسط مبادئها، فتحت جلدهم لِحيَّة موروثة تصل حتى بطنهم! فلا تعايش حقيقي في مجتمع مأزوم ينكر و يرفض الأخر حد الكراهية وكل من يخالفهم الفكر والعقيدة والرأي. وسألت نفسي لماذا إذاً رفضت سيادتها حكم الإخوان بالشريعة وهو أخف التيارات الإسلامية تطبيقاً لتفاصيل الشريعة كما طلبت؟! ولماذا قمنا بثورة 30 يونيو إلا لأجل إسقاط حكم هذه الشريعة التي تحلم مذيعتنا الآن بتطبيقها ؟! فلماذا رفضت حكم الشريعة إذاً وهو من أتاها على طبق من ذهب ليحقق لها حلمها في تطبيق تفاصيله لتُقطع يد السارق و تُرجم الزانية؟!

بالتأكيد لو كانت طلبت من الطفل معاذ الواعظ و المقرئ والشيخ كريمة مجالسة الدكتورة نهى للتحاور، فبكل تأكيد لن يرفضا، على الأقل كانوا أداروا الحلقة بطريقة أفضل من الناحية الدينية وليس العلمية ولا الطبية. فالدكتورة نهى صاحبة فكر وعقلية علمية و أسباب واضحة لإرتدادها، أما مذيعتنا النجمة أختارت الأسهل، لاحظت أن أيمن يتمتع بتبلد للمشاعر تجاه إلهه كما قال لها القس داود، فأرادت بطلتنا فقط أن تستعرض بحالته صورة معينة و توصيل رسالة ما لمشاهديها! أو ربما أرادت أن تقول للمشاهد أن فكر هذا الملحد لا يرتقي لإيمان ذاك الطفل الحافظ لقرآنه و لإيمانه القلبي والذي طلبت منه أن يتلو عليه آيات القرآن، ولكن لم يحالفها الحظ في عقد هذه المقارنة الغير متكافئة الطرفين والتي لا ترتقي لفكر الملحد ولم يشفي كلامهما قناعة مشاهد متوسط الثقافة، فكانت النتيجة إستمراريتها بتحدٍ لإستفزاز مشاعر الناس أكثر، ممن رفضوا حلقتها الثانية و أسلوبها و الطريقة التي طردت بها الدكتورة نهى وكانت النتيجة أن خرجت في اليوم التالي على معارضيها عبر البرنامج لتقول لهم بالحرف« اخبطوا راسكم في الحيط»! فلم تتحمل أن يعترض الناس على أسلوبها فهي لا تملك إلا هشاشة فكر و ضحالة ثقافة لم يرتقوا للرد على التساؤلات والحجج العلمية والطبية التي ساقتها الدكتورة نهى بخصوص مراحل تكون الجنين بين العلم والدين!.

لهذا رأيناها لم تترك الفرصة للدكتورة نهى لتتحدث و تطرح فكرها، فحقها في الرد محفوظ طالما إستدعتها لبرنامجها، فأبسط أدبيات الحديث التي يتعلمها المذيع المتحضر الواعي والفاهم لعمله متى يتكلم ولا يقاطع ضيفه و هو ما نعرفه بفن الإستماع للأخر والإنصات لفكره وكلامه - تكلم لكي أعرفك- ليكون لدى المذيع القدرة على طرح الأسئلة التدريجية للوصول لنقطة الخلاف لتحقيق الهدف من حلقته بالشكل الذي يحترم به ضيفه ومشاهديه وليس بأسلوب مقاطعة الضيفة كما حدث، فإحترام المذيعة و ضيفها المتبادل مكملاً للمشهد لإنجاح البرنامج وإفادة المشاهد بفكر له مصداقية .
وعلى المشاهد إنتقاء الفكر المنطقي الذي يتناسب وعقليته وإيمانه، ولكن ماحدث أن المذيعة كررت مقاطعتها للطبيبة و ببركان من الغضب يثور بداخلها قالت:«لازم أقاطعك أنا المذيعة هنا!» فمذيعتنا النجمة تشعر أنها بطلة الحلقات وضيوفها مجرد كومبارس أو عرائس ماريونت تحركهم كيفما شاءت! وكانت النتيجة الطبيعية أنها طردت ضيفتها بعد أن وصفتها بالمجنونة والمريضة عقلياً، فلم تستطع السيطرة على أعصابها حين أخذت كلام الطبيبة بمحمل الكرامة الشخصية! بقولها: «لم تحترمني، ولم تحترم فكر الآخرين،».
والسؤال الذي حير الكثيرين، ألم تكن تعلم مقدماً فكر ضيفتها؟ و عدم إيمانها بالأديان ولا بالكتب المقدسة؟ و فيما ستتحدث؟! و أنها طبيبة ذات عقلية علمية تحتاج لمحاور على مستوى عقلي للإقناع بالمنطق والحجة لأنها قامت بتأليف كتاب عن أسبابها الفكرية التي التي جعلتها مرتدة بعد دراسة للأديان على مدار 25 سنة وان عقلية زي الدكتورة نهى بالتأكيد سترفض الخضوع لأداء دور الكومبارس لبطلتنا المذيعة كما أرادت ؟! أم كانت منتظرة منها أن تتوب على إيديها وتصلي ركعتين لله ! والأدهى أنها إكتفت بتبرير وصفها لها بالمجنونة بقولها« علشان هي مريضة عقلياً و نفسياً»، رغم أن الطبيبة أكدت أنها تؤمن بالله ولكنها لا تؤمن بأديان ولا بكتب مقدسة، أو ليس المريض لا حرج عليه وينبغي الإستماع إليه لأنه بحاجة لعلاج،لا معايرته بجنونه و بمرضه،إن كانت فعلاً مريضة وتحتاج لعلاج نفسي؟!

ليس دفاعاً عن فكر الإلحاد ولا المرتدين بل عن حقهم في حرية إبداء آرائهم والعيش بمجتمع يعترف بإنسانيتهم و إنهم بني آدمين يستحقوا الحياة التي منحها لهم الخالق مع علمه الإلهي المسبق بأنهم سينكرونه، فلم تدرك المذيعة ولم يسعفها فكرها أن المُلحد شخص يتمتع بدرجة عالية من الثقافة و الفكر العقلاني والمنطقي و الذي وصلت به درجة قناعته الفكرية لدرجة أكبر من مجرد أن نستخدم معه أسلوب التلقين و الوصاية،فهم ليسوا بحاجة لسماع أو لترديد نصوص دينية سواء مسيحية أو إسلامية، لأنهم وصلوا لقناعتهم بعد قراءاتهم المتعمقة ومقارنتهم للأديان، بل قرأوا آلاف الكتب على حد قول الملحد أيمن، ومع هذا لم يشكل إرتداده تهديداً لمن حوله ولم يطلب حجب وجهه أمام الشاشة كما فعلت الدكتورة نهى ولها عذرها في هذا، لأنه ببساطة وكما قال القس لا تكفير في المسيحية وبالتالي لا حدود تقام على من إرتد عنها، فلم نجد إرتداده هدد أمن كنيسته كما إدعت المذيعة على الدكتورة نهى ولم يزعزع إيمان المسيحية ولم تتركه أسرته وتتبرأ منه، لأنه ببساطة حسابه مع خالقه الذي لم يُخوِّل لنا حق محاسبته لأنه في إيماننا قد قتل نفسه بنفسه حيث لا رجاء له في مراحم ربنا، فأمثاله في الإيمان المسيحي يقول عنهم السيد المسيح أنهم «موتى بالروح» حتى وهم احياء في الجسد وهو الموت الأشد و الأقسى من موت الجسد ومن قتلهم بسيف الرِدَّة، فليس في المسيحية محاباة ولا نفاق للإيمان فكما قال السيد المسيح «لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ»« مت21»، لأنه ببساطة ربنا يريد إيماناً حقيقياً لأجله وليس نفاقاً تقوياً لأجل فلان ولا مجاملة لأجل عِلاّن، يريد أن يرى ثماراُ زكية نتيجة هذا الإيمان، «فكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ»«مت21»، فقط نتركهم يعيشوا حياتهم بسلام و بمجتمع يقبلهم على ما هم عليه و بحريته الفكرية والعقيدية، مجتمع يقدِّر قيمة الإنسان والتعايش السلمي مع الأخر بعيداً عن ديانة هذا ومعتقد ذاك.

فالملحدين والمرتدين ليسوا بحاجة لأسلوب الوصايا ولا لخطاب ديني بآيات ومواعظ لأنهم يحفظون النصوص الدينية النظرية أكثر من المؤمنين أنفسهم ولكنهم لا يشعرون بأُلفة روحية لها تربطهم بخالقهم، بل و يستخدمون هذه الآيات ويتداولونها حُجة على أصحابها والمؤمنين بها في جدالهم وحواراتهم. فلماذا الإستخفاف بعقولهم لمجرد إختلافهم معنا، فقد اختار المرتد الطريقة الأنسب من مكسبات الحياة ليتكيف معها عملياً بعقله وفكره وضميره الإنساني. ولكن واضح أن المذيعة النجمة كانت مُصرَّة على دور الوصاية والحكم على الناس بنظرة الكفر إياها، فسألت فضيلة الشيخ كريمة الله يباركله عن حكم الدين ،وهل أيمن كافر؟! فرد«كافر بلا شك»، ولأن الشيخ الوقور كان على درجة من الذكاء التي حاول بها إرجاع كلمة الكفر لمعناها اللغوى لا بمفهومها القرآني والفقهي و المرتبط بقتل المرتد وهو مشكوراً على كلامه فقد خصص كلامه عن المرتد المسلم وقال بالحرف مليش دعوة بالمرتد المسيحي ليتغاضى التعرض لنقطة أن المرتد المسيحي تحول من كفر المسيحية لكفر الإرتداد فسواء كان مسيحياً أو مرتداً عن مسيحيته ففي كلتا الحالتين هو كافر، فلن يَضُرُّ الشاةَ سلخُها بعد ذَبحِها!

وخرجت من هاتين الحلقتين بيقين ألا وهو أن صراحة الملحد واللاديني و مواجهته مع نفسه قد تقوده يوماً لمعرفه خالقه فهو أفضل مئات المرات من منافق تقوى يتخفى في رداء تدين كاذب ومزيف ليخادع به من حوله و يشوه صورة دينه وخالقه، وأنه أفضل مليون مرة من مؤمن متطرف يقتل و يجرم ويستحل سفك دماء الأبرياء بإسم الدين، فلم نرى ملحداً قتل في سبيل معتقده و في سبيل فرض آرائه على الأخرين! ونحن في ظل سماوات مفتوحة على عالم الفضائيات العالمية بثقافاته المتنوعة والمختلفة التي قد تناسبنا أو لا تناسب ثقافتنا و فكرنا و إيماننا، ولكن لن نستطع معها إستخدام أسلوب تكميم الأفواه وتعمية العيون لإقناعهم بأسلوب الوصايا والقمع الفكري، فظاهرة الإلحاد أكبر مما يتصورها البعض و أعمق من تهمشها وتجاهلها وتسفِّيهها، فإن أردنا تسليط الضوء على تفشيها بمصر علينا أن نعترف أولاً بوجودها كما قال الشيخ كريمة، فهذا غيض من فيض قادم وجارف كلما زادت معه نسبة ترك الناس للدين، فلابد من مواجتها بشجاعة وبصراحة ونسأل أنفسنا عن أسبابها لا بأسلوب دفن الرؤوس بالرمال، بل بخلق جسر ثقافي للتواصل معهم بأسلوب نحترم فيه عقليتهم ومنطقهم ولا نسخر منهم وندعي كذباً جنونهم ومرضهم لمجرد عجزنا وفشلنا في الرد على منطقهم وأسئلتهم كما فعلت السيدة ريهام.
فأنتِ يا عزيزتي ولأنكِ تعرضتي لملف شائك يحتاج لمتخصصين فلم تستطيعي معه الرد المنطقي عليهم لأنكِ غير مؤهلة لا دينياً ولا علمياً، فقط إستفزيتي مشاعر الناس و سخط الجميع بطردك للدكتورة نهى وعدم جدالكِ لها بالتي هي أحسن كما يقول دينكِ، فالدين ليس نصوص نظرية تتلا على المسامع بل الدين معاملة حسنة.

فلم تعد ثقافة التكتل ولغة الغالبة و حشد الآراء ولو كانت على خطأٍ، تنفع مع أصحاب العقول المفكرة ولم تعد لغة التهديد و القمع الفكري ولا الإستقواء العددي هي الحلّ سوى لمجتمع يسوده شريعة الغاب، بل ضرورة تنشأة أجيال وتخريج إنسان مؤمن حقيقي وصالح للمجتمع وهذا دور المدرسة و دور العبادة بث روح المحبة والتسامح والإعتراف بالأخر لا ثقافة تجاهله والتقليل منه و نبذه ببغضة وحقد دفين.
فالموضوع أكبر من أن نأتي بهم أمام الشاشات لنسخر من فكرهم ونسفههم ونصفهم بالجنون أو أنهم مرضى نفسيين، وإلا نكون بنسبب عثرة لهم ولمن سينتهج طريقهم. إن لم نبادلهم العقلانية والحجة بالحجة إن كنا نملك قدرة عالية حقيقية على الإقناع تفوق ثقافتهم و فكرهم ومنطقهم.



#شريف_خوري_لطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشهيد مارمرقس، كاروز الديار المصرية
- ما بين مارى سامح و مريم الحسيني، وطن جريح
- تبشرون بموتي، وتعترفون بقيامتي
- لعازر هلم خارجاً !
- كنيسة الله التي إقتناها بدمه
- يا إما تتفكك الدولة !
- صليبك يا ماري، محنة برهامي
- الشفاء بالطب الإنجيلي !
- ارفعي حجابك، هذه ثورة !
- متى تدُق أجراس الكنيسة بالسعودية ؟!
- صراع الآلهة، و دول الحريق العربي
- عندما تُغتال آدمية الإنسان مرتين !
- أنَصَافُنا تَتَآكل
- الفراعنة، و قصة حب خالدة
- نون النسوة لا تُريده ذكر وسيم !
- الترهيب الفيسبوكي
- أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ ال ...
- كنيسة العذراء الأثرية بدير المِحرَّق أول كنيسة تُدشن بمصر وا ...
- لقد وقعنا في الفخ الدستوري!
- القبطي كائن ساقط قيد دائماً !


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شريف خوري لطيف - ظاهرة الإلحاد ما بين إستخفاف الإعلام و سقطات ريهام !