أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شريف خوري لطيف - ارفعي حجابك، هذه ثورة !















المزيد.....

ارفعي حجابك، هذه ثورة !


شريف خوري لطيف

الحوار المتمدن-العدد: 4395 - 2014 / 3 / 16 - 21:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لو كان سعد باشا زغلول يعيش أيامنا هذه، لكان وقف وسط ميدان التحرير يومي 25 يناير، 30 يونيو وقال لأم ألمصريين «هذه ثورة،، ارفعي حجابك يا صفية » و لكان قال للمعترضين « المرأة خرجت إلى الثورة بالبرقع ومن حقها أن ترفع الحجاب اليوم » . فهناك حوار للكاتب الكبير إحسان عبد القدوس بجريدة الزمان 8 يناير 1948 مع السيدة هدى شعراوي أول إمرأة خلعت البرقع و غطاء الرأس أثناء ثورة 1919 فحكت لكاتبنا الكبير كيف كانت عائدة وإبنتها وزوجها على نفس الباخرة التي عاد عليها سعد باشا حين إستقبلته الحشود عام 1920 فتقول: « حينما وصلنا للميناء استأذنت زوج إبنتي في أن أنزل أنا و إبنتي للجموع المحتشدة لاستقبال سعد، سافرتي الوجه، فأذن لنا، ورفعنا البرقع وقرأنا الفاتحة ثم خطونا علي سلم الباخرة مكشوفتي الوجه.. وتلفتنا لنري تأثير الوجه الذي يبدو سافراً لأول حركة بين الجموع، فلم تجد له تأثيراً أبداً، لأن كل الناس كانوا متوجهين نحوسعد متشوقين الي طلعته!. »

وقد كان يوم 16مارس 1919 وهو عيد المرأة المصرية، حيث صار علامة فارقة و مميزة في تاريخها المرأة وهو يوم ثورتها ضد الاستعمار ونضالها من أجل الاستقلال، وذكرى إستشهاد حميدة خليل أول شهيدة مصرية برصاص الإنجليز من أجل تحرير الوطن.حين تظاهرت فى هذا اليوم أكثر من 300 سيدة وعلى رأسهن صفية زغلول وهدى شعراوي وهن مرتديين البرقع ولدى وصولهن لميدان الإسماعيلية " التحرير حالياً " تجمعن أمام ثكنات قصر النيل، وهتفن ضد الإحتلال، وقمن بخلع البرقع وغطاء الرأس وهناك رواية تقول أنهن قاموا بحرقه بميدان الإسماعيلية الذي سُمى فيما بعد بميدان التحرير. وهناك العديد من الصور لهدى شعراوي وأم المصريين يظهرن في المناسبات العامة مكشوفات الشعر بدون غطاء الرأس .كما ظهرت هدى شعراوي بالصور في مؤتمر برلين أغسطس 1928.

هكذا نجحت صفية زغلول وهدى شعراوي في نزع الحجاب قبل خمسة وتسعون عاماً. حيث كانت هذه الثورة بمثابة النقلة النوعية والفكرية لمكانة المرأة المصرية وإسترداد الكثير من حقوقها الطبيعية، حين كانت ترتدي الملاية اللفّ والبرقع واليشبك والبيشة والمنديل أبو أوية، وكلها أزياء شعبية للمرأة المصرية قبل ثورة 1919 لاعلاقة لها بالدين، وبنزع تلك الأزياء الشعبية التي حجبت كينونتها، إستردت المرأة المصرية الكثير من حقوقها و تحررت فكرياً من كل نقيصة وثقافة ذكورية.
ومن يومها لم تعد المرأة المصرية تحجب وجهها ولا شعرها ، إلا في ثمانينات القرن الماضي حين زحف الحجاب الخليجي ثم النقاب السعودي لرؤوس المصريات و دخلت علينا أزياء دخيلة من شبه جزيرة العرب بتمويل تجار الدين لفرض حجابهم وأزيائهم وفكرهم وجهلهم المقدس، فإرتدته الكثيرات لتغطى معه عقلها بحجاب العورة والنقيصة تخوفاً و إجباراً من الأهل ومن مجتمع، تشبع بثقافة الذكورية الوافدة علينا من تلك الدول، ولكن يا له من واقع مرير أثبت معه أن نسبة التحرش بها و إغتصابها وممارسات العنف ضدها قد زادت أكثر مما كانت عليه قبل إرتدائه!.

و بعد أكثر من تسعين عاماً من ثورة1919خرجت المرأة المصرية في ثورتي25 يناير ، 30 يونيو لتؤكد مرة أخرى مشاركتها بالعمل الوطني وتخلع الكثيرات منهن حجاب فكر البداوة الذي صدره لنا ذكور دول الخليج فهو لايمت لمجتمعنا بعلاقة ولم يفرضه الدين، فلا هو فرضاً ولا سُنّة إنما مجرد عادة كما قرأنا هذا التصريح عن مؤسسة الأزهر الشريف عبر عشرات الجرائد والمواقع الإلكترونية، وأكد هذا فضيلة الشيخ الدكتور مصطفي محمد راشد أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بفتوى بكتابه« الرد على الفتاوي الوهابية والفكر المتطرف الإرهابي» تناول فيه من الناحية الفقهية ما أُشيع بتسميته الحجاب أو « غطاء الرأس الإسلامي»، مثبتاً بنصوص قرآنية و أحاديث صحيحة أنه ليس فريضة دينية معتبراً الحجاب شعاراً سياسياً لا أكثر، فقط يؤدي للتفرقة بين المواطنين والتمييز بينهم على أساس ديني.كما كتب هذا الطرح في مقال منشور في يناير 2010 بموقع الحوار المتمدن بعنوان« الحجاب ليس فريضة إسلامية ».

هكذا نجد ظاهرة الحجاب إرتبطت إرتباط وثيق بالثورات السياسية والنهج السياسي التي إنتهجه الرؤساء و الحكام، فنجد مثلاً الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة أول رئيس تولى بعد الإستقلال وهو المسلم الذي يعرف دينه، حيث ظهر في عبر شاشة التليفزيون في إحتفال شعبي وهو ينزع قسراً بيديه حجاب المرأة التونسية قائلاً لها: « انظري إلى الدنيا من غير حجاب». وفي عام 1981 أصدر قانوناً إسمه « المنشور 108 ، 102 » يأمر فيه المرأة بمنع إرتداء غطاء الرأس « الحجاب» معتبره زياً ليس دينياً بل يمثل مظهر من مظاهر الطائفية وينافي روح العصر ومعوق لقيم التطوير والتنمية والحداثة. وظلت تونس المدنية تلاحق هذا الزي وتمنعه بعد وفاة الرئيس بورقيبة، حتى أنه ومع بدء العام الدراسي في سبتمبر 2005 شن مسئولين بالتعليم بتونس حملة واسعة النطاق لتطبيق المنشور 108، وتم منع الطالبات المحجبات من دخول المدارس والكليات وملاحقتهن قانونياً وتقاد النساء المخالفات لقسم الشرطة للتحقيق معها في هذه التهمة حيث تجبر على توقيع تعهد بعدم إرتداء الحجاب مستقبلاً. و إنتهى الحظر بسقوط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي في يناير عام 2011 وصعود التيارات الدينية للحكم .
مما يؤكد أن الحجاب زياً سياسياً إرتبط بالتغييرات والحركات السياسية على الساحة. و دعى شعوب العالم على تشجيع نزع هذا الزي في اليوم العالمي لنزع الحجاب وهو يوم 10 يوليو من كل عام تضامناً مع النساء المقهورات التي فرض عليهم لبس الحجاب أو النقاب أو الشادور أينما كانوا، لتحرير فكر المرأة المقهورة والمجبرة على إرتداء الحجاب من تجار الدين أصحاب ثقافة الفكر المريض.

وللمرأة أقول إرفعي حجابكِ و إرفعي رأسك وإعتزي بكينونتك كإمرأة وبثقتكِ بنفسكِ و إفتخري بشعرك فهو تاجكِ وليس بعورة كما يحاول الحاقدين التقليل منكِ ومن طبيعتكِ كأنثى ومن مكانتكِ الإجتماعية وتجملي بحجاب حياؤك وسلوككِ وعفتك و أخلاقيات طهارتكِ، فلا يمكن لقطعة قماش أن تحدد إيمانكِ ولن يمنحكِ العفة والفضيلة حجاب النقيصة والعورة ! فأكبر عدو للمرأة هو المرأة نفسها حين تخضع وترتضي أن يُمارس عليها ثقافة الجسد و عادات لا تمت للدين ولا ترتقي لمستواها الفكري كأنثى خلقها الله كاملة ومساوية للرجل، فليستِ بنصف رجلٍ ولا من ضلع أعوج ولا ماعون تابع للرجل لقضاء حاجته كما يروج أصحاب فكر البداوة الوهابي و الدخيل على مجتمعنا المصري. فطبيعة مجتمعنا علماني بالفطرة مهما حاول تُجار اللحم الرخيص تمويل فكرهم لتمريره لمجتمعنا. فتاريخكِ مشرِّف مشهود له في العالم أجمع إنكِ غيرتي تاريخ بلادكِ بثورتين غيرت تاريخ بلادي فتغيري فكرياً مع ما قمتِ به من ثورات، ثوري وكوني عزيزة في نظر نفسك لتكوني كذلك في نظر الرجل. فلا ينظر لكِ نظرة ذكورية، لأقول لكِ كما قال شاعر المرأة الكبير نزار قباني: « ثوري!.. أحبّكِ أن تثُوري,, ثُوري على شرق السبايا والتكايا والبخُورِ,, ثُوري على التاريخ وانتصري على الوهم الكبيرِ,, لا ترهبي أحداً فإن الشمس مقبرةُ النسورِ,, ثُوري على شرقٍ يراكِ وليمةً فوقَ السريرِ» .



#شريف_خوري_لطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى تدُق أجراس الكنيسة بالسعودية ؟!
- صراع الآلهة، و دول الحريق العربي
- عندما تُغتال آدمية الإنسان مرتين !
- أنَصَافُنا تَتَآكل
- الفراعنة، و قصة حب خالدة
- نون النسوة لا تُريده ذكر وسيم !
- الترهيب الفيسبوكي
- أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ ال ...
- كنيسة العذراء الأثرية بدير المِحرَّق أول كنيسة تُدشن بمصر وا ...
- لقد وقعنا في الفخ الدستوري!
- القبطي كائن ساقط قيد دائماً !
- يقولون أن المرأة نجسة !
- باسم يوسف، انتقد ولا تبتذل
- هل أنزل الله ديانات سماوية بشرائع متفرِّقة ؟
- مِحنة الإسلاميين مع الهوية المصرية ‘‘ أولاً: معضلة القومية ا ...
- لماذا تدعم أمريكا والغرب الإسلام السياسي ؟
- سد النهضة، و سياسة تجويع المصريين
- هل أعلن السيد المسيح عن عقيدة لاهوته ؟
- هل كانت ثورات بريئة.. وماذا بعد السقوط ؟!
- الإسلام وعلاقته بالنُصرانية والمسيحية {1}


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شريف خوري لطيف - ارفعي حجابك، هذه ثورة !