أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - شريف خوري لطيف - أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ














المزيد.....

أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ


شريف خوري لطيف

الحوار المتمدن-العدد: 4328 - 2014 / 1 / 7 - 17:51
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    




أجراسٌ تدق و تراتيل ميلاد تصدح بأصوات ملائكية وطفل بمذودٍ يولد، إيذاناً بملء الزمان لميلاد بتولي و إفتقاد الإلهي، ليسطع شمس البِرّ بنوره وتتجسد المحبة الإلهية على الأرض، فتتبدد ظلمة قلبك أيها الإنسان ليعيدك الله لمساحة الحب التي فقدتها فتوهب لروحك الحياة من جديد، أحكوا لنا يا رعاة ماذا وجدتم في المذود غير طفل في التِبنّ مكفَّناً في قماطه رهين علامته المقدسة ليبذل ذاته عليها، وملائكة تهبط عليه وتصعد مهللة بترنيمة الفرح وتسبحة المجد للحظة قدسية هي كل ملء الزمان الذي طالما إنتظرته الإنسانية، وأنتم أيها المجوس لماذا قدمتم ذهبكم لملك المذود الفقير وهو ملك الملوك ورب الأرباب السماوي الذي إفتقر خصيصاً ليغنينا بفقره للمجد العتيد، لا يملك ولا يريد أن يملك كل باطلٍ على الأرض، فمملكته ليست من هذا العالم!

جئتَنا ياطفل السماء لا تحمل سوى قلب يفيض بحب إلهي مطلق يكفي أن يملأ كل قلوب الإنسانية، لتلقي ببشارة فرحك وخلاصك وسلامك على الأرض، وأي سلام في القلوب تركت! فليس كما يُعطي العالم بسخاؤك قد أعطيتَ، ومازلت تفيض من روحك القدوس على إنسانيتنا لتمنحها من جزيل نعمك ومحبتك وعطفك، فتعال أيها الكائن السماوي أنر بنورك ظلمة عالمنا لتحتوينا في حضنك الذي فتحته للعالم على صليبك حين فتحت ذراعيك مُسمرتين عليه، و رفعت المسكونة الزرقاء بين يديك وحملتها على أذرعك الأبدية، لتمنح الطمأنينة لقلوبنا القلقة وتُثبِّت الرُكب المرتجفة لترفع عنا ظلمة الخوف، لتمسح عنا زمن العبودية وترفع بدمك عار كل خطية، لتعيد تشكيل طينتنا بين يديك على دولاب الفخاري أيها الفخاري الأعظم، و تُلبِسنا من جديد طبيعتك السماوية و تُملِّح الأرض بعربون أفراحك الأبدية.

تعال لتُسكِّت رياح الشر وعواصف الكراهية و زوابع الإنتقام التي تجتاح بلادنا، تعال لتغسل أرضنا من الدماء الطاهرة التي سُفكت عليها و تصرخ إليك طالبة الإنتقام لها من سافكيها، و تكشف أعمال النَجاسة والنِخاسة و ظلمة أعمال إبليس، و تحِلّ تعاظم أهل البِدع و تجار الدين و فتاوي المرضى الذين ينفثون سواد صدورهم في وجوهنا، اكشف آثار أقدامهم الهمجية وإرهاب أياديهم الدموية، لتبدد مشورة قوم الموت و أعداء الحياة وكراهي الإنسانية لتُسقِط زيف أقنعتهم، وتخلع ثياب الحِملان عن أجساد الذئاب لتعري إنسانهم العتيق، و تهدم قُبح أفكار أهل الكهف كما إنهارت وتحطمت تحت أقدامك أوثان مصر الفرعونية أمام وجهك القدوس.

تعال فكُلي إيمان يجثو بإنسحاقٍ تحت قدميك أنك ستُخرِج من الظلمة نور، ومن العمى بصيرة، ومن الجافي حلاوة، فمن حضن الضيقات والألمات يخرج كل رجاء و تعزيات، تعال و اقرع سيمفونية أجراسك على الأبواب المنغلقة لتفتح لك مذاود قلوبها فتدخل إليها وتسكن فيها و تتعشى معها و تتعزي بك في تيهها و غربتها على الأرض.

تعال لنقدم اليوم قلوبنا مذاوداً صغيرة في عيد تجسدك الإلهي، لكي تملك عليها وتسودها فترنم لك وتمجدك مع أبيك الصالح و روحك القدوس ونسجد لك كما سجد المجوس قبل تقديم هداياهم إليك لأنك حملتنا و مازلت تحمل في قلبك خلاص العالم الذي بذلت ذاتك لأجله، تعالَ لتجعل قلوبنا مذوداً صغيراً تولد فيه كل يوم وتملأها من فرحك السماوي ومن سلامك العجيب الذي يفوق كل سلام.

ربي وإلهي يا من وُلدت في بيت لحم لتصير الذبيحة الحقيقية الحقة، دعنا نقتني قلوب من لحم لتنبت إنسانيتنا من جديد أعواد خضراء غضة من المحبة الحقيقية لينساب منها أنهار عذبة تفيض من ينبوع محبتك لتروي بقية القلوب الصخرية المتشققة و العطشى لمحبتك، تعال يا من جوعت وعطِشت في جسد تواضعنا وأنت الخبز الحيِّ الذي نزل من سماء عرشه وينبوع الماء الحيِّ للحياة الأبدية، يامن تواضعت لتنزل إلينا من مجد عرشك لتمنحنا جسد مجدك و ترفعنا لمملكتك الأبدية، و لأنك الأبرع جمالاً من بني البشر حين أخليت ذاتك لتولد في شبه الناس فليكن لنا حسب وعدك، فأنتَ .. أنتَ البداية والنهاية، الأول والآخر، الرب الكائن والذي كان، القادر على كل شيء والدائم إلى الأبد.



#شريف_خوري_لطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كنيسة العذراء الأثرية بدير المِحرَّق أول كنيسة تُدشن بمصر وا ...
- لقد وقعنا في الفخ الدستوري!
- القبطي كائن ساقط قيد دائماً !
- يقولون أن المرأة نجسة !
- باسم يوسف، انتقد ولا تبتذل
- هل أنزل الله ديانات سماوية بشرائع متفرِّقة ؟
- مِحنة الإسلاميين مع الهوية المصرية ‘‘ أولاً: معضلة القومية ا ...
- لماذا تدعم أمريكا والغرب الإسلام السياسي ؟
- سد النهضة، و سياسة تجويع المصريين
- هل أعلن السيد المسيح عن عقيدة لاهوته ؟
- هل كانت ثورات بريئة.. وماذا بعد السقوط ؟!
- الإسلام وعلاقته بالنُصرانية والمسيحية {1}
- حمادة يقلع .. حكاية تعرية وإغتصاب شعب
- الحاكم بأمره، وشعب البلاك بلوك
- أخي المسلم، أنت لستُ كافراً


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - شريف خوري لطيف - أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ