أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شريف خوري لطيف - باسم يوسف، انتقد ولا تبتذل














المزيد.....

باسم يوسف، انتقد ولا تبتذل


شريف خوري لطيف

الحوار المتمدن-العدد: 4259 - 2013 / 10 / 29 - 17:48
المحور: المجتمع المدني
    


كلمة حق ليست دفاعاً عن أحد ضد أحد وبدون تشنج وعصبية، ولأجل مصلحة الوطن يجب ألا تزعجنا كثيراً إختلاف آرائنا السياسية والإجتماعية في تقييم الأخرين، فالموضوع أكبر وأعمق من كونه نقداً لاذعاً، لأنه يمس حرية التعبير عن الرأي والوعي الديمقراطي للمجتمع، فبمجرد إذاعة الحلقة الساخرة من برنامج «البرنامج» أنهالت البلاغات للنائب العام وإمتلأت الفضائيات بالتعليقات اللاذعة وكان للمذيع باسم يوسف النصيب الأعظم من كيل الإتهامات بالخيانة والعمالة وكلها إتهامات لا نريد الخوض فيها حتى يثبتوا إدانتهم له، ولكن ما نريده دائماً أن لا نضخم رد الفعل ليصير أكبر من الخطأ نفسه، وحتى لا نصيب المجتمع بحالة من التشكيك الدائم والتخوين لإثارة مزيد من الفوضى الخلاقة التي تصب في مصلحة الأعداء الحقيقيين للوطن، وكأن هناك إتفاق على عملية تصفية حسابات سريعة لإسقاط كل ماهو ناجح في المجتمع حتى لو كان مجرد برنامج كوميدي يبروز لنا صورة كاريكاتيرية إيجابية تبرز وتختصر فيها ما نحن عليه من عيوب ومميزات ! فعندما ننتقد أوضاعنا لنصلح من حالنا أفضل مما ينتقدنا أعداء الوطن. حتى نتخلص أولاً بأول من الجهل والبلاهة كما قال نجيب محفوظ:« إذا لم ينقرض الجهل من بلداننا سيأتي السياح للتفرج علينا بدل الأثار»،فديناميكية الآراء وحرية التعبير الهدف منها دائما السعي للأفضل والأصلح والأبقى .

فلم ننتهي بعد من قضايا الفقر والتخلف التي خلَّفها لنا الإخوان ميراثاً مُرَّاً مظلماً يحتاج لمجهود سنوات من التنوير حتى نعود على الأقل لما كنا عليه، ولم ننتهي بعد من مشكلاتنا السياسية والإقتصادية لنتفرغ لننقد ونطعن بعضنا الأخر! لماذا أسائنا إستخدام الديمقراطية والحرية وأكتفينا بإستخدامها لإقامة التظاهرات ورفع الإحتجاجات و القضايا والبلاغات وكأن هذا هو كل ما تمنيناه من حرية الرأي والتعبير والديمقراطية المنشودة بعد الثورة!

تناسى المعترضين أن هذا البرنامج الكوميدي الساخر لم يكن له أن يرى النور قبل ثورة 25 يناير، وأنه خرج في توقيت كانا أحوج إليه بعد الثورة والحالة المزاجية للمصريين كانت مهيأة وفي حاجة لمثل هذا البرنامج الكوميدي والذي فيه أمتعنا بأسلوب ساخر ونقد لاذع والذي به أظهر كل عيوب حكم الرئيس المنزوعة صلاحيته وكشف إجرام جماعته وكل تيارات الإسلام السياسي، وكنا سعداء بنقده لأنه كان هناك رفض عام شعبي لحكم الإخوان. فلماذا الهجوم عليه الآن أليست هي نفس حرية التعبير التي قبلنا بها قبل 30 يونيو؟! لسنا في حاجة لأن يقال عنا الحكمة الأفلاطونية « لو أمطرت السماء حرية، لرأيت العبيد يحملون المظلات »
فالثورات دائما ماتفرز مزيد من الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي ولا تُفرز أبداً تابوهات مقدسة ولا رموز وطنية على الأقل في الفترات الإنتقالية لحكم مؤقت، فليس هناك أشخاص فوق الإنتقاد ليتم تأليههم بعد ثورة ناجحة حققت مكاسبها لمزيد من العدالة الإجتماعية ولمزيد من الحريات وأولها حرية التعبير عن الرأي وحرية الكتابة والفن والإبداع ،فالمجتمعات المتقدمة تقيَّم من منظور فنونها وآدابها و إبداعاتها، وثورتنا المفروض أنها تخطَّت مرحلة صناعة فرعون جديد لتأليهه، وهذه هي الديمقراطية التي حارب المصريين لأجلها كل التيارات الرجعية للإسلام السياسي .

لا ننسى أن السلطة الرئاسية المؤقتة الحالية لها قبول شعبي والعاملين فيها هم موظفين بالدولة بمن فيهم بطلنا القومي الفريق السيسي إبن مصر ذلك الرجل الوطني الذي قاد البلاد بحكمة بعيداً عن إنهيارات محققة لا يعلم مداها إلا الله، وأعتقد أن الفريق السيسي نفسه هو الوحيد الذي لن يغضب أو يستنكر أي إنتقادات له لأنه رجل عسكري يتمتع بشخصية قوية وكاملة ويعلم أن الشعب يريده قائداً وزعيماً قومياً وليس إلهاً ولا ديكتاتوراً، ولأنه يعلم مدى محبته في قلوب المصريين الذين إلتفوا حوله، وأنه يقود جيشه لحماية هذا الشعب الذي وضعه في نور عينيه كما وصفه، فمواقفه القوية والحاسمة في الفترة الحرجة التي تمر بها البلاد، كانت سبب تربعه بقلوب المصريين، لأنه رجل المرحلة للمهمات الصعبة التي إستعصت على الكثيرين القيام بها.

ولبرنامج باسم يوسف وفريق إعداده نقول يجب أن يكون أدائكم بعيد عن الإبتذال وعن إستخدام الألفاظ والإيحاءات الخارجة حتى لا يفقد البرنامج جمهوره، فالبرنامج يدخل كل بيت وتنتظره كل الأسرة بمن فيهم الأطفال الذي سيشبِّون على ما يستقونه من كلمات وألفاظ يجدونها متداولة خصوصاً من برامج سيبقى وقعها بصمة في ذاكرتهم، حتى لا نهبط بالمجتمع لمستوى تصبح فيه هذه الألفاظ والإيحاءات الخادشة للحياء العام, أفعال عادية، ليرتفع الذوق العام المجتمعي للحفاظ على قيمه الأخلاقية، و أن كانت هذه الحلقة قد جائت مبكراً وفي توقيت حرج، جائت في توقيت مايزال فيه الجرح مفتوحاً ولم يندمل من آثار الإحتلال الإخواني الجائر على مصر، فما زالنا نعاني الحرب الخفية التي تريد النيِّل من الوطن سواء بالداخل أو بالخارج، ومازلنا في مرحلة النقاهة ولسنا في وضع صحي كامل ولا الوقت مناسباً لننتقد وضعنا الحالي، لأن الوضع مازال خطيراً ولا نريد إثارة مزيد من الفُرقة والتحزب وزيادة الوضع تعقيداً وإشتعالاً ونحرق كل شيء يعطينا الأمل في أن ننهض بمجتمعنا من جديد، و نبني وعي مجتمعي بفكر حقيقي يناسب روح ثورتنا، نتعلم فيه كيف نستخدم حريتنا ولا نسيء إستخدامها بحيث تتعارض مع حرية المجتمع ككل، ولا نعطي الفرصة لأعداء الوطن أن يحدثوا حالة من الإنشقاق حول شخصية وطنية محبوبة كالفريق عبد الفتاح السيسي، شخصة إلتف حولها المصريين وتكاتفوا معه للخروج الكامل من الأزمة السياسية الحالية.



#شريف_خوري_لطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أنزل الله ديانات سماوية بشرائع متفرِّقة ؟
- مِحنة الإسلاميين مع الهوية المصرية ‘‘ أولاً: معضلة القومية ا ...
- لماذا تدعم أمريكا والغرب الإسلام السياسي ؟
- سد النهضة، و سياسة تجويع المصريين
- هل أعلن السيد المسيح عن عقيدة لاهوته ؟
- هل كانت ثورات بريئة.. وماذا بعد السقوط ؟!
- الإسلام وعلاقته بالنُصرانية والمسيحية {1}
- حمادة يقلع .. حكاية تعرية وإغتصاب شعب
- الحاكم بأمره، وشعب البلاك بلوك
- أخي المسلم، أنت لستُ كافراً


المزيد.....




- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شريف خوري لطيف - باسم يوسف، انتقد ولا تبتذل