أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شريف خوري لطيف - عندما تُغتال آدمية الإنسان مرتين !















المزيد.....

عندما تُغتال آدمية الإنسان مرتين !


شريف خوري لطيف

الحوار المتمدن-العدد: 4373 - 2014 / 2 / 22 - 21:32
المحور: المجتمع المدني
    


حين تصبح الجريمة جريمتين .. قتل بسكين.. ثم إغتيال أدبي ومعنوي.. فماذا تبقى من إنسانيتنا ؟! حين يغتالون شرف الشهيد مع سبق الإصرار، و يخوضون في عِرضه بدم بارد وبصفاقة وجه متبلد.. تصريحات متضاربة للأمن في قضية مذبحة أسرة الإسكندرية المسيحية. عندما يصبح الجاني الحقيقي والدوبلير والمشتبه فيه متساويين جميعاً في نظر الأمن قبل بدء التحقيقات .. فالمتهم لم يعد برئ حتى تثبت إدانته، بل الإدانة جاهزة دائماً ومطلوب متهم على مقاس الجريمة !
مؤتمر صحفي بمديرية أمن الأسكندرية ليعلن على الهواء خوضه في أعراض وسُمعة عائلة مذبوحة، فهل مطلوب منا أن نصدق هذا الفيلم الهندي ؟!.. سيناريو التحقيقات المخزية ستظل صفعة على جبين الأمن وتمادي المجرم الحقيقي في إجرامه في كل جريمة يفلت من عقابها.. حالة من الإستنكار والسخط العام والقبطي تسود المجتمع. جريمة بكل المقاييس تمثل حالة صارخة من الفشل والفوضى وضعف الجهاز الأمني الوطني.

مسلسل سخيف من الكوميديا السوداء في كل مرة تراق فيها دماء مسيحية ! النيابة في أول صريحت بأن الجريمة إنتقامية لأن الأسرة سورية تؤيد بشار الأسد، رغم ثبوت عدم إنتماء الأسرة لأي ميل سياسي فيما بعد، وأنهم بمصر منذ زمن بعيد فالزوج يوسف نخلة مولود بمصر من أصل سوري والزوجة عبير حنا طويل سورية حاصلة على الجنسية المصرية منذ زمن طويل وهي إبنة خال زوجها.

ثم صرحت النيابة بأن الجاني هو ريمون نجل القتيلة الرابعة منى نخلة وهي شقيقة الزوج المذبوح، وأنه من قام بجريمته " بمفرده" لإحتياجه للمال لأجل إدمانه ! شخص واحد يقتل أربعة أفراد مرة واحدة بمن فيهم أمه التي أنجبته ! و أن الجيران شهدوا بأنهم شاهدوه و أدلوا بأوصافه وهو نازل من العمارة مرتبكاً.

طبعاً ريمون 22 سنة يا ولداه ، لا يصلح لتمثيل دور الجاني لأنه لايصلح أساساً لأن يكون غريم لخاله المذبوح ، فالمهمة تتطلب جاني تكون فيه كل المواصفات التي تناسب مقاس القضية لتهدأة الرأي العام !
تخبط واضح في التصريحات الأمنية وتضارب أقوالهم المتناقضة، رغم تأكيدات كل الجيران، بأن أفراد العائلة هم ناس طيبين و محترمين وعلى خُلقٍ و في حالهم ولا يشوب سمعتهم شائبة! ورغم أن المعاينة الأولى أثبتت أن الجريمة تمت ليست بدافع السرقة لأن كل محتويات الشقة كاملة بما فيها من حليِّ ذهبية للزوجة بحسب معاينة النيابة لمسرح الجريمة، إلا أن سيادة اللواء مدير صرح في مؤتمره بأن الجريمة تمت بقصد السرقة في المقام الأول و بقصد إرتباط الجاني بعلاقة غير شريفة بالزوجة المذبوحة! وعلى غير العادة أن يقوم السيد اللواء مدير أمن الأسكندرية بنفسه بالتحقيق بنفسه، ليسأل الجاني خالد هاشم غزال و الذي ظهر فجأة في التحقيقات و أنه نجل الخدامة التي تعمل لدى الأسرة وأنه على علاقة غير مشروعة بزوجة المذبوح ! وكما ظهر بفيديو التحقيقات كان سيادة اللواء يساعده في إجاباته بأدق التفاصيل الصغيرة، وكأن سيادته كان مع الجاني لحظة إرتكابه الجريمة ! هل مطلوب منا أن نصدق أن أسرة من أربعة أفراد تذبح بغرض السرقة ولا يسرق المجرم القنوع سوى سلسلة صغيرة خاصة بشقيقة الزوج ؟! وأين هي شهادة الشهود الذين رأوا الجاني وهو نازل مرتبكاً، لماذا لم يشهدوا على إبن الخدامة الذي قدمه لنا السيد مدير أمن الأسكندرية على الفضائيات؟! بالتأكيد لو كان نفسه الجاني الحقيقي كانت الجيران تعرفت عليه من الوهلة الأولى وهو نازل مرتبكاً وما كانوا أخطأوا بينه وبين ريمون نجل المذبوحة الرابعة !

ليستمر الجاني الدوبلير إبن الخدامة في سرد مسرحيته الهزلية كما تطلَّب دوره التمثيلي، بأن الزوجة بعدما ساعدته في التخلص من شقيقة زوجها التي لم يذكر الجاني سبباً واضحاً وراء قتله لها، وبعد أن إنتهوا من ذبحها إتصل الزوج بزوجته ليخبرها أنه سيحضر مساء يوم الحادث من سفره ! والسؤال، ماذا لو لم يتصل بزوجته ولم يحضر الزوج من سفره في هذا اليوم ؟! ماذنب شقيقته أن تُقتل وهي ضيقة بمنزل شقيقها ؟! وبحسب تصريحات مدير الأمن في المؤتمر الصحفي بأن الزوج دخل البيت وتناول العشاء ومكث فترة من الوقت قبل أن يذهب للنوم، كل هذا ولم يرى ولم يلاحظ جثة شقيقته ولا الدماء ولم يشعر بقتلها ولا بأي شيء غير طبيعي يثير شكوكه ؟! ولكن ولأن مخرج المسرحية فاشل وأخرجها على عجل دون ان ينتبه لسقطاته والأسئلة الكثيرة التي لم يستطع سد ثغراتها، فظهرت هكذا المسرحية مفضوحة الأكاذيب !

ثم بعد أن أجهزاو على الزوج وذبحوه، إستأذنت الزوجة المذبوحة الجاني لترتاح وتنام شوية فلم يؤرقها منظر بِركة الدماء ولا الجثتين الملقيتين معها، فلم تكن مرتبكة ولم تشعر بإنهيار عصبياً لتخلد لسكينة نوم هادئ وهي قريرة العين، هادئة القلب، بل قالت للجاني أنها ستقوم من نومها لتكمل معه تقطيع الجثث و تعبئتها في أكياس، يا للهول ! أي إمرأة هذه، ومن أين لها كل هذه الأعصابها الفولاذية لتفعل كل هذا يا سيادة مدير الأمن ؟!
فجأة إستيقظ الجاني من غفلته و ظل يفكر فيما حدث قائلاً:" راجعت نفسي في كل حاجة وقلت في نفسي دي ست هان عليها كل حاجة وقتلت جوزها وأخت جوزها يبقى حتعمل معايا إيه فقررت أقتلها وأمشى".
هكذا بكل سهولة قرر قتلها، بعد أن قتل لأجلها الزوج وشقيقته لأجل أن يخلو له الجو معها، ولكن فضَّل قتل الزوجة وطفلها في النهاية، ليخرج ياولداه من مسرح الدماء ومن المولد بالحُمّص، والحُمّص كان عبارة عن سرقة السلسلة الذهبية الصغيرة التي كانت في رقبة شقيقة الزوج !

ما أسهل أن نلقي بالجريمة و برُمَّتها على شماعة الشرف والنصف التحتاني ياسيادة مدير الأمن، وأن نلوث طهارة وعِفِّة الشهداء ونقتلهم مرة ثانية مع سبق الإصرار، حين يفشل الأمن في العثور على المجرم الحقيقي !
ياسيادة مدير الأمن كفاكم أكاذيب مفضوحة يُندى لها الجبين، كفاكم عبث وتضليل للناس، إحترموا عقولنا وقدموا المجرم الحقيقي وأعلنوا عنه يا إما إعلنوا فشلكم في الوصول إليه، مش عيب أن نعلن فشلنا، العيب هو أن نترك المجرم الحقيقي حراً طليق ونتقاعس في القيام بواجبنا، قوموا بواجبكم بما يرضي الله، فستُسألون يوماً أمامه عن إهمالكم وتوانيكم وما قصَّرتم في القيام به، أسألوا ضمائركم قبل أن يسألكم الله !.

وللشهداء الأربعة المذبوحين سنقول أن لهم إله ستظل تصرخ دمائهم إليه من الأرض الظالمة التي لم نجد عليها العدل ولا الرحمة، ستصرخ دمائهم حتى يوم الدينونة العظيم طالبة القصاص والعدالة من كل من سقطت بين يديه نقطة دماء بريئة وخان أمانتها، وسيقف كل من ساعد في طمس معالم هذه الجريمة بين يدي الله يوماً وسيعطي حساباً عما أئتمنتم عليه ولم تحفظوه. فلن يكون هؤلاء الشهداء المذبوحين هم آخر الجرائم الطائفية ، سيظل هناك سلسلة طويلة لا نهاية لها من شهداء المسيحية، طالما الجاني سيظل في كل مرة حرٌ يمارس هوايته وسيخرج كل مرة كالشعرة من العجين طالما ستقدمون عن كل جريمة طائفية، مجرم دوبلير أو مختلاً عقلياً أو إبن خدامة !.



#شريف_خوري_لطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنَصَافُنا تَتَآكل
- الفراعنة، و قصة حب خالدة
- نون النسوة لا تُريده ذكر وسيم !
- الترهيب الفيسبوكي
- أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ ال ...
- كنيسة العذراء الأثرية بدير المِحرَّق أول كنيسة تُدشن بمصر وا ...
- لقد وقعنا في الفخ الدستوري!
- القبطي كائن ساقط قيد دائماً !
- يقولون أن المرأة نجسة !
- باسم يوسف، انتقد ولا تبتذل
- هل أنزل الله ديانات سماوية بشرائع متفرِّقة ؟
- مِحنة الإسلاميين مع الهوية المصرية ‘‘ أولاً: معضلة القومية ا ...
- لماذا تدعم أمريكا والغرب الإسلام السياسي ؟
- سد النهضة، و سياسة تجويع المصريين
- هل أعلن السيد المسيح عن عقيدة لاهوته ؟
- هل كانت ثورات بريئة.. وماذا بعد السقوط ؟!
- الإسلام وعلاقته بالنُصرانية والمسيحية {1}
- حمادة يقلع .. حكاية تعرية وإغتصاب شعب
- الحاكم بأمره، وشعب البلاك بلوك
- أخي المسلم، أنت لستُ كافراً


المزيد.....




- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شريف خوري لطيف - عندما تُغتال آدمية الإنسان مرتين !