أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شريف خوري لطيف - الشفاء بالطب الإنجيلي !















المزيد.....

الشفاء بالطب الإنجيلي !


شريف خوري لطيف

الحوار المتمدن-العدد: 4405 - 2014 / 3 / 26 - 23:12
المحور: المجتمع المدني
    


جروبات فيسبوكية كثيرة ينسب أصحابها أنفسهم للمسيحية و منها جروبات فتحت خصيصاً للإسائة والسخرية ومحاربة المسيحية في عقيدتها و رموزها، منها جروب لطالبي قانون الزواج المدني خارج الكنيسة، ومن إسم هذه الجروبات نعرف نوعية الأيادي العابثة والمحركة لها و من يقومون بخدمتها والغرض منها و لماذا هجومهم الشديد الآن على الكنيسة وحنقهم عليها و سخريتهم منها بصور كاريكاتورية وبوستات أقل ما توصف بشذوذها ومجونها.
و من ضمن بوستاتهم المسخرة التي طرحوها، بوست يسألون فيه لماذا يلجأ الأساقفة للعلاج بالخارج بملايين الجنيهات من أموال الفقراء، ولا يتعالجون بزيت مسحة المرضى أو بمعجزات الشفاء التي يقوم بها القمص مكاري يونان؟!
واضح أنهم لا ينتمون لدين ولا لكنيسة فموضوعاتهم وطرحها تنم عن جهل شديد وعدم إيمان، و أن الشفاء أولا وأخيراً بإيدين ربنا سواء بصلوات مسحة المرضى أو بمعجزات أو بالذهاب للطبيب، فالإيمان لا يتعارض مع الطب ولا ينافيه، فقد كان القديس لوقا الإنجيلي طبيب، ومع هذا جال مبشراً بالإنجيل مع بولس الرسول وكان يشفي المرضى ويخرج شياطين بالصلوات والتضرعات ودعاه بولس الرسول : «الطبيب الحبيب» «كو 4: 14» ولم يقل لنا أن علمه كطبيب يتعارض مع ما يقوم به من خدمة المرضى بالصلاة والمعجزات، بل أستشهد بسبب إيمانه التبشيري هذا.

كذلك صلوات شفاء المرضى وإخراج الشياطين وإقامة الموتى لم تمنع شوكة المرض من جسد بولس الرسول والتي كان يعانيها وهو من كان يشفى مئات المرضى وأقامة الموتى بإسم سيده المسيح ! ومع هذا لم يستطع أن يشفى نفسه، ليس لعدم إيمانه بل كي لا ترتفع نفسه في مجد العالم الباطل بعد الإعلانات والأسرار السماوية التي كشفها رب المجد له، رغم تضرعه للرب ثلاث مرات لكي تفارقه هذه الشوكة، فصارت الشوكة سبب في تمجيده للمسيح أكثر فكان يشفى مرضى أكثر:«لئلا أرتفع بفرط الإعلانات، أُعطيت شوكة في الجسد، ملاك الشيطان ليلطمني لئلا أرتفع. من جهة هذا تضرعت إلي الرب ثلاث مرات أن يفارقني. فقال لي: تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تُكمل»«2 كو 12: 7- 9 »
كما أن الله يتحنن بمعجزات الشفاء على البعض و خصوصاً المساكين و الفقراء، لابد من توافر درجة من الإيمان بالله في طلب الشفاء، وهو ما يمكِّن الكاهن من إتمام مشيئة السماء بإسم سيده المسيح لو كانت المشيئة الإلهية تتوافق مع إيمان المريض، كما كان السيد الرب نفسه يقول للمرضى « إيمانك قد شفاك» .
و رغم أن السيد الرب أبهر اليهود بمعجزاته كطبيب أعظم :« مِنْ أَيْنَ لَهُ هَذَا؟ وَمَا هَذِهِ الْحِكْمَةُ الْمَوْهُوبَةُ لَهُ، وَهَذِهِ الْمُعْجِزَاتُ الْجَارِيَةُ عَلَى يَدَيْهِ؟... وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَعْمَلَ هُنَاكَ أَيَّةَ مُعْجِزَةٍ، غَيْرَ أَنَّهُ لَمَسَ بِيَدَيْهِ عَدَداً قَلِيلاً مِنَ الْمَرْضَى فَشَفَاهُمْ. وَتَعَجَّبَ مِنْ عَدَمِ إِيمَانِهِمْ»
إلا أنه لم يستطع أن يجري معجزات كثيرة في موطنه بالناصرة .. لماذا يا رب وأنت الطبيب الشافي الأعظم ؟! .. يقول الإنجيل حرفياً « وَتَعَجَّبَ مِنْ عَدَمِ إِيمَانِهِمْ»، فالشفاء بزيت مسحة المرضى لايتم للجميع لأنه عمل من أعمال الروح القدس وبقوة إيمان المريض نفسه و بقوة الصلاة و بيد الله الشافية أولا وأخيراً وعدم التشكيك فيه.

لهذا فالسيد المسيح نفسه وهو من خلق أعين للعميان لم نجده يوصينا مثلاً بخدمة الشفاء بـ «الطب الإنجيلي» ! و القديس بولس الرسول وهو من إتبع إيمان سيده وكان يملك موهبة الشفاء لآلاف من المرضى أثناء رحلته التبشيرية حتى أن المرضى كانوا يشفون من المناديل و العصائب التي كانت يربطها بولس على جسده جسده:« حتى كان يؤتى عن جسده بمناديل أو مآزر إلى المرضى، فتزول عنهم الأمراض، وتخرج الأرواح الشريرة منهم»«أع19: 12» ومع هذا لم يوصينا بولس الرسول بـ « الطب الرسولي » مثلاً ! فموهبة شفاء المرضى أولاً وأخيراً تتم بإسم رب المجد يسوع وبنعمته فهو من له كامل القدرة الإلهية وليس سواه.

فإن كان كل المرضى يشفون بالصلوات و المعجزات فلن يجد الأطباء رزقهم من مهنتهم . وحتى في تناول الأدوية بنصلي إن ربنا يجعل فيها الشفاء، فالإنجيل يوصينا أن نصلي كل حين ولا نملّ ! ولم يقل لنا إما تصلّون أو تعالجون عند الأطباء! فالصلوات لا تتنافي مع الطب والأدوية، لأن ربنا هو أيضاً من سبب الأسباب للإكتشافات العلمية الطبية و الدوائية، وإستخدامنا وثقتنا في هذه الأدوية هو إيمان وتوقير لعمله وليده الممدودة لنا بالشفاء بأساليب شتى.

والسؤال لهؤلاء العميان، ما هي علاقة علاج رجال الدين بأموال الفقراء؟! أن كان الأساقفة والكهنة تركوا أموال العالم وميراثهم الأرضي وكرسوا أنفسهم لخدمة الكلمة الإلهية لسيدهم المسيح، فإن كانوا لا يُعالجون من أمراضهم فكيف يقوون على خدمة الكنيسة وشعبها من الفقراء والمحتاجين؟! ولا يُخفى على أحد أن كثيرين من الآباء الذين يتم تسفيرهم للخارج لحالاتهم الحرجة بيتكفل بنفقاتهم العائلات القبطية الغنية سواء لأقباط من الداخل أو من أقباط المهجر، يعني هم أيضاً محتاجين للإعانة ولمن يعولهم من القادرين ، فالله لا ينسى قديسيه بل يعولهم بأساليب مختلفة كما يعول الفقير والمسكين وكل محتاج ويدبر لهم إحتياجاتهم من حيث لا ندري. كما أن إيرادات الأديرة تدرِّ دخلاً كبيراً من أصبحت منتجاتها اليدوية والزراعية والصناعات الأولية ولها إيراد كبير لايكفي فقط الإنفاق على رهبانها المنتجين فيها، بل و يتم توزع إيراداتها الزائدة للكنائس لتقوم بدورها بتوزيعها على الفقراء والمحتاجين بحسب كشوفات كل كنيسة والمسجل فيها أسماء الأسر المحتاجة بل بتساعد الكنيسة بعض الأسر والمحتاجين من خارجها لمن يلجأون إليها من الحالات الصعبة. وليس كما يدعي المفترين من المأزومين، فلكل جهة ميزانيتها ودخلها الخاص بها و المنفصلة في الإنفاق والصرف!

واضح أن الموضوع ورائه الكثيرين من المستفيدين سواء كانوا مسيحيين أو من خارج الكنيسة وسواء كانوا فعلا مأزومين أو مأجورين لهذا العمل المشين، ليحاربوا الكنيسة بهذه الطريقة المنافية لكل القيم والأخلاقيات لمحاولة تشويهها بكل السُبل، والأيادي المحركة لهم بتستغل ظروفهم المادية ومشاكلهم الإجتماعية وضعف إيمانهم، فهم غير مدركين أن محنتهم في الزواج الثاني المدني لا علاقة لها بالكنيسة، فلكنيسة المسيح شريعة إيمانية تحكمها لا الأساقفة ولا حتى البطريرك نفسه له أن يتنزال عن هذه الشريعة الكتابية لأجلهم، فلا يظنوا أن بأفعالهم هذه سيتمكنون من الضغط على الكنيسة بشتى أساليبهم لكي تخالف الكنيسة شريعة الزوجة الواحدة للإعتراف بطلاقهم وبزواجهم الثاني، فأسلوبهم المنفر في طرح قضيتهم، تجعلها قضية خاسرة و من الصعب علينا أن نتعاطف حتى مع مشكلاتهم، لإنحطاط الأساليب التي يستخدمونها وحنقهم على الكنيسة التي وصلت بهم حد محاربتهم لها.
فإن كانت لهم قضية فليطرحوها و يعرضوا محناتهم ومشاكلهم على الدولة لا الكنيسة، وليصلوا أن ربنا يحل مشاكلهم وضيقاتهم بمعرفته و بالأسلوب المناسب وللائق بإنسانيتهم لا بأسلوب تشويه الكنيسة والسخرية من رموزها، لأنهم بهذا ينحدرون من مستوى سيئ للأسوء من التدني الأخلاقي. فلا ينطبق عليهم فقط قول الكتاب هلك شعبي من عدم المعرفة، فشن هجومهم بهذه الطريقة المقززة يقول حتى الجهل تعرى وتبرأ منهم وهم يسقطون صرعى لتدني الأخلاق كلما إبتعدوا عن المسيح، وعن أصل الكرمة التي قدستهم في الرب، ودعيوا على إسمه أولاد الله، ولكنهم رفضوا البنوة وفضلوا أن يسلكوا طريق العبيد! .



#شريف_خوري_لطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارفعي حجابك، هذه ثورة !
- متى تدُق أجراس الكنيسة بالسعودية ؟!
- صراع الآلهة، و دول الحريق العربي
- عندما تُغتال آدمية الإنسان مرتين !
- أنَصَافُنا تَتَآكل
- الفراعنة، و قصة حب خالدة
- نون النسوة لا تُريده ذكر وسيم !
- الترهيب الفيسبوكي
- أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ ال ...
- كنيسة العذراء الأثرية بدير المِحرَّق أول كنيسة تُدشن بمصر وا ...
- لقد وقعنا في الفخ الدستوري!
- القبطي كائن ساقط قيد دائماً !
- يقولون أن المرأة نجسة !
- باسم يوسف، انتقد ولا تبتذل
- هل أنزل الله ديانات سماوية بشرائع متفرِّقة ؟
- مِحنة الإسلاميين مع الهوية المصرية ‘‘ أولاً: معضلة القومية ا ...
- لماذا تدعم أمريكا والغرب الإسلام السياسي ؟
- سد النهضة، و سياسة تجويع المصريين
- هل أعلن السيد المسيح عن عقيدة لاهوته ؟
- هل كانت ثورات بريئة.. وماذا بعد السقوط ؟!


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شريف خوري لطيف - الشفاء بالطب الإنجيلي !