أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - نصابون ومتبجحون –الأديان بشرية الفكر والهوى والهوية.















المزيد.....


نصابون ومتبجحون –الأديان بشرية الفكر والهوى والهوية.


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4454 - 2014 / 5 / 15 - 17:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


– الأديان بشرية الفكر والهوى والهوية (23)

قبل ان نتطرق لهذا البحث يلح على ذهنى قضية فكرية خلافية أعرضها عليكم للمناقشة وأرجو أن لا تطغى على محتويات البحث الذى نحن بصدده .. القضية هى حرية النشر والتعبير فى موقع كالحوار المتمدن صاحب التوجه اليسارى الماركسى العلمانى فهل من مبدأ الإيمان بحرية الفكر والنشر يتم السماح بأى كتابات تتناقض بشدة مع توجهاته الفكرية والتقدمية لتتسلل أفكار خرافية وأصولية وسلفية تحت مظلته طارحة مغالطات وفكر متخلف يشوه الفكر والوعى ليصب هذا فى النهاية للترويج للفكر الدينى الرجعى ,فألا يحق لموقع ذو توجه فكرى تقدمى أن يحول دون نشر تلك الخزعبلات والأفكار المغلوطة وإلا سنجد أنفسنا بعد حين أمام مقالات تتناول التداوى بالقرآن والزيت المقدس وأخرى عن تسخير الجان والرقية الشرعية وبركة الملاك ميخائيل لتصب فى تخريب الوعى ويضحى موقع كالحوار بدلا من أن يكون منارة للتنوير نفتخر بحيازته على جائزة ابن رشد إلى موقع دينى ينشر الخراب والإظلام والتخلف فهل من حق الموقع ان يحول دون التهافت والبعد عن رسالته أم حرية الفكر والنشر هى صاحبة الكلمة الأولى فلا حجر ولا حظر على أى فكر حتى ولو كان تخريبى خرافى ,لتبقى هذه قضية جديرة بالنقاش .

لم انتقد المسيحية كثيراً فى كتاباتى لكونها ليست ذات ثقل إجتماعى سياسى مؤثر ذو إنتشار فى عالمنا العربى ,ولا ذات حضور وتأثير فاعل فى منظومة مجتمعاتنا العربية علاوة أن حضورها هادئ ومقبول من حيث كونها ليست صاحبة مشروع سيلسى ولا ذات نزعة متزمته عنيفة متصادمة فى حراكها مع الواقع والعصر ,فالمسيحيون يرفضون إسقاط الدين فى السياسة أو حضور للمسيحية كمنظم ومهيمن قاهر فى الحياة الإجتماعية بحكم إنعدام شريعة صارمة حادة فى الإيمان المسيحى يتبعونها ليبقى تعاطيهم مع العصر والمجتمع من خلال منهجية عامة ذات خطوط عريضة تعتنى بالعلاقات الإنسانية القائمة على المحبة والرغبة فى السلام .
هناك حالة فكرية جيدة فى إيمان المسيحيين تتمثل فى تحررهم من قدسية الحرف والنص لذا نجدهم تجاوزوا منهجية العهد القديم كأحداث وقصص خرافية وشريعة بالرغم أن العهد القديم يمثل أكثر من نصف الكتاب المقدس ليكون إنسلاخهم عنه شبيه بفقه المنسوخ فى التراث الإسلامى حيث نُسخ العهد القديم حكماً وبقى لفظاً ,ومن هنا أراحوا وإستراحوا فتحرروا من كل الهمجية والعنف والعنصرية والشريعة القاسية التى بالعهد القديم وتمسكوا بحزمة من السلوكيات لنجد المسيحى غير متقيد بحرفية النصوص معتبراً إياها رمز وتاريخ غير قابل للإستحضار والإسقاط على الواقع ,لذا لا تجد مسيحى يُشيد بحروب موسى ويشوع الهمجية مهللا لها معتبراً إياها نماذج مشرفة عليه الإقتداء بها ومن هنا يجد الناقد للمسيحية رسالته النقدية بلا فاعلية كون المُتلقى متجاوز لهذا النهج فلا هو متمسك بحرفيته ولا معتبراً إياه ناموس حياة ولا شريعة ولا مسقطا للتاريخ على الواقع طالبا بقاءه .

يأتى نقدى للمسيحية حينما أتناول التفكير الخرافى فى إطار توثيق رؤيتى ببشرية النص كمنتج بشرى من شعر رأسه حتى أخمص قدميه لأتعرض لبعض المشاهد التى تؤكد رؤيتى وتوثقها ,ويأتى هذا المقال بعد ظهور ظاهرة الإعجاز العلمى فى الكتاب المقدس على غرار الإعجاز العلمى فى القرآن لتتسلل بشارات هذه الكتابات الدوغمائية لموقع الحوار المتمدن ونجد من يعتبر الخرافات فى الكتاب المقدس إعجازا علميا زاعماً أن هذا ما يؤكده الكتاب المقدس ككلمة الرب التى يعلن فيها إعجازه من خلال نبؤاته بأشياء يرون أن العلم يقرها حسب زعمهم .لنحظى على نفس القدر من البجاحة والنصب والتزييف التى مارسها أقرانهم أصحاب الإعجاز العلمى فى القرآن الذين كان لنا معهم صولات ومازال أمامنا الكثير من الجولات لنثبت تهافت و زيف وإحتيال هذا النهج .
لم يكن هذا المقال مدرجاً فى أولوياتى الحالية ولكنى وجدت من الأهمية بمكان الإجهاز على ظاهرة الإعجاز العلمى فى الكتاب المقدس وهى فى ريعانها كما يكون نقدى لهذه الخزعبلات فى إطار توثيق رؤيتى أن الأديان بشرية الفكر والهوى والهوية تعبر عن فكر ورؤية إنسان قديم وكيف كان يرى الطبيعة والكون وفق وعيه ومعارفه المحدودة ,فليخجل المعاصرون من تراثهم عندما يتبنون تلك الرؤى .

- الأرض
وجدنا من يقول بكروية الأرض وفقاً للكتاب المقدس عندما يقف مبهوراً أمام آية سفر اشعيا " 22:40 "الْجَالِسُ عَلَى كُرَةِ الأَرْضِ وَسُكَّانُهَا كَالْجُنْدُبِ. الَّذِي يَنْشُرُ السَّمَاوَاتِ كَسَرَادِقَ، وَيَبْسُطُهَا كَخَيْمَةٍ لِلسَّكَنِ" وبالرغم أن هذه الآية تنال من الإله المُفترض أنه وجود غير مادى وغير محدود لتصوره بشكل عملاق جالس على كرة سكانها من الجراد وليمرر جمل من سم إبرة عندما يغفل أيضا وصف السماء كسرادق ممتدة كخيمة لأعرابى فيبدو أن سحر كلمة "كرة الأرض " قد أخذت الألباب لتجعل المغيبون ينفخون صدورهم فخراً لتشفع "كرة الأرض" كل الخزى من الخرافات التى تمرح بين ارجاء الكتاب المقدس ليجعلوا لأساطير وفكر إنسان قديم موطأ قدم فى عالم فضح كل الخرافات والتهافت ولم يبق منها شئ .
قبل أن نثبت من خلال الكتاب المقدس أن الأرض مسطحة وليست كروية فلنفند مقولة " الجالس على كرة الارض" فترجمة النص أساسا غير صحيحة ,فالنص الأصلى يقول دائرة الأرض وليس كروية وهناك فرق شاسع بين الدائرة والكرة
King James Version: Isaiah Chapter 40
22 It is he that sitteth upon the circle of the earth, and the inhabitants thereof are as grasshoppers-;- that stretcheth out the heavens as a curtain, and spreadeth them out as a tent to dwell in
لنعتنى ب (upon the circle of the earth ) فهى تعنى دائرة وليست كرة و لتتأكد فى مواضع أخرى بتعبير دائرة كما فى امثال 27: 8 " لما ثبت السماوات كنت هناك أنا. لما رسم دائرة على وجه الغمر " كذلك استخدم كلمة دائرة فى مواضع عدة كما فى تكوين 19 "وكان لما أخرجاهم إلى خارج أنه قال: «اهرب لحياتك لا تنظر إلى ورائك، ولا تقف في كل الدائرة اهرب إلى الجبل لئلا تهلك» .

ولكن هناك ترجمة أخرى تعنى قبة الأرض "هو الجالس على قبة الأرض، وسكانها تحته كالجراد، يبسط السماوات كالستارة ويمدها كخيمة للسكن."وأتصور هذه الصورة الأقرب لذهنية كاتب النص والتى تؤكدها رؤيته للسماوات كخيمة .لذا تصور الأرض مسطحة والسماء بمثابة قبة أو خيمة على شكل نصف كرة تنتهى اطرافها عن حدود الأرض المسطحة لتكون النجوم بمثابة مصابيح والشمس قرص إضاءة كبير يتحرك على السطح الداخلى لهذه القبه ليعتقد بمشهد الشمس التى تتحرك حول الأرض .

فلنتناول ما يجود به الكتاب المقدس من تأكيدات أن الأرض مسطحة فنجد فى سفر الرؤيا 20 :8 "وَيَخْرُجُ لِيُضِلَّ الأُمَمَ الَّذِينَ فِي أَرْبَعِ زَوَايَا الأَرْضِ: جُوجَ وَمَاجُوجَ، لِيَجْمَعَهُمْ لِلْحَرْبِ، الَّذِينَ عَدَدُهُمْ مِثْلُ رَمْلِ الْبَحْر" .
لن نعتنى بخرافة جوج وماجوج التى وجدت لها سبيلاً فى النص القرآنى ولننظر إلى " أَرْبَعِ زَوَايَا الأَرْضِ" فهل الكرة لها زوايا أم الزوايا للشكل المسطح . - كذلك تتأكد فى حزقيال (7/2) : " و انت يا ابن ادم فهكذا قال السيد الرب لارض اسرائيل نهاية قد جاءت النهاية على زوايا الارض الاربع "- كما ورد نص آخر في سفر أيوب (38/4-6 ) يقول أن الأرض ذات قواعد وحجر زاوية " اين كنت حين أسست الارض اخبر ان كان عندك فهم (5) من وضع قياسها.لانك تعلم.او من مدّ عليها مطمارا. (6) على اي شيء قرّت قواعدها او من وضع حجر زاويتها "
كذلك نجد أطراف الارض فى (أشعياء 11: 12) " وَيَرْفَعُ رَايَةً لِلأُمَمِ وَيَجْمَعُ مَنْفِيِّي إِسْرَائِيلَ وَيَضُمُّ مُشَتَّتِي يَهُوذَا مِنْ أَرْبَعَةِ أَطْرَافِ الأَرْضِ." - ونجد زوايا الارض ثانية فى (رؤيا 7: 1). وَبَعْدَ هَذَا رَأَيْتُ أَرْبَعَةَ مَلاَئِكَةٍ وَاقِفِينَ عَلَى أَرْبَعِ زَوَايَا الأَرْضِ، مُمْسِكِينَ أَرْبَعَ رِيَاحِ الأَرْضِ لِكَيْ لاَ تَهُبَّ رِيحٌ عَلَى الأَرْضِ وَلاَ عَلَى الْبَحْرِ وَلاَ عَلَى شَجَرَةٍ مَا - وفى أشعياء ( 11/12 ) تتكرر اطراف الأرض :" ويرفع راية للامم ويجمع منفيي اسرائيل ويضم مشتتي يهوذا من اربعة اطراف الارض - وفى ( أشعياء 40: 28) " أَمَا عَرَفْتَ أَمْ لَمْ تَسْمَعْ؟ إِلَهُ الدَّهْرِ الرَّبُّ خَالِقُ أَطْرَافِ الأَرْضِ لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَعْيَا. لَيْسَ عَنْ فَهْمِهِ فَحْصٌ. - وفى ( دانيال 4/10-11 ): " فرؤى راسي على فراشي هي اني كنت ارى فاذا بشجرة في وسط الارض و طولها عظيم فكبرت الشجرة و قويت فبلغ علوها الى السماء و منظرها الى اقصى كل الارض "
فهل الجسم الكروي يمكن أن يكون له أطراف وزوايا أم الشكل المسطح ذو زوايا و أطراف.

نأتى إلى مشهد آخر من أنجيل لوقا 4: 5 يثبت أن الأرض مسطحة " ثم اصعده ابليس الى جبل عال و اراه جميع ممالك المسكونة في لحظة من الزمان ,و قال له ابليس لك اعطي هذا السلطان كله ومجدهن لانه الي قد دفع و انا اعطيه لمن اريد , فان سجدت امامي يكون لك الجميع .فاجابه يسوع و قال اذهب يا شيطان انه مكتوب للرب الهك تسجد و اياه وحده تعبد" .
فلنعتنى ب (اصعده ابليس الى جبل عال وأراه جميع ممالك المسكونة في لحظة من الزمان) فهذا يعنى بداهة أن الأرض مسطحة فلو كانت الأرض كروية وصعد المسيح مع الشيطان لأكبر قمة جبل فيستحيل بالطبع أن يرى كل ممالك الأرض مع كروية الأرض ولكن قد تستقيم عندما تكون الأرض مسطحة . ليتأكد هذا المشهد فى( أشعياء 18: 3) "يَا جَمِيعَ سُكَّانِ الْمَسْكُونَةِ وَقَاطِنِي الأَرْضِ عَُِنْدَمَا تَرْتَفِعُ الرَّايَةُ عَلَى الْجِبَالِ تَنْظُرُونَ وَعِنْدَمَا يُضْرَبُ بِالْبُوقِ تَسْمَعُونَ. " ويتأكد أيضا فى دانيال 4 : 10 فَرُؤَى رَأْسِي عَلَى فِرَاشِي هِيَ أَنِّي كُنْتُ أَرَى فَإِذَا بِشَجَرَةٍ فِي وَسَطِ -لأَرْضِ وَطُولُهَا عَظِيمٌ. 11فَكَبُرَتِ -لشَّجَرَةُ وَقَوِيَتْ فَبَلَغَ عُلُوُّهَا إِلَى -لسَّمَاءِ وَمَنْظَرُهَا إِلَى أَقْصَى كُلِّ -لأَرْضِ. 12أَوْرَاقُهَا جَمِيلَةٌ وَثَمَرُهَا كَثِيرٌ وَفِيهَا طَعَامٌ لِلْجَمِيعِ وَتَحْتَهَا -سْتَظَلَّ حَيَوَانُ -لْبَرِّ وَفِي أَغْصَانِهَا سَكَنَتْ طُيُورُ -لسَّمَاءِ وَطَعِمَ مِنْهَا كُلُّ -لْبَشَر
ولنتوقف أمام (وَمَنْظَرُهَا إِلَى أَقْصَى كُلِّ -لأَرْضِ ) فكل الأرض شاهدت الشجرة فلو كانت الأرض كروية فهل يمكن الرؤية .!

- السماء المرفوعة على أعمدة .
إذا كان المسلمون يخجلون ويتخبطون عند ذكر أن السماء على أعمدة لا ترونها أى توجد أعمدة ولكن شفافة غير مرئية فالنص بالكتاب المقدس أكثر تهافتاً فهناك أعمدة ترفع السماء وتتزعزع من غضب الرب .!
جاء في سفر الأعمال 9:6 أن الارض لها أعمدة : (الْمُزَعْزِعُ الأَرْضَ مِنْ مَقَرِّهَا فَتَتَزَلْزَلُ أَعْمِدَتُهَا) وجاء في سفر الاعمال 26:11" أَعْمِدَةُ السَّمَاوَاتِ تَرْتَعِدُ وَتَرْتَاعُ مِنْ زَجْرِهِ."

- الشمس هى التى تدور حول الأرض .
تناولت سابقا رؤية القرآن للشمس التى تدور حول الأرض ويبدو أن تلك الفكرة كانت سائدة فى العصور القديمة وأتصور أن الإنسان القديم كانت رؤيته حينها وفق مشاهداته فقد تصور الشمس قرص إضاءة كبير يتحرك على السطح الداخلى لهذه القبه ليعتقد بمشهد الشمس التى تتحرك أمام عيونه حول الأرض والتى يمكن للرب أن يوقف حركتها من أجل عيون الرعاع الهمج من العبرانيين حتى ينتهوا من مذابحهم البربرية .
فى سفر يشوع 10:(و بينما هم هاربون من امام اسرائيل و هم في منحدر بيت حورون رماهم الرب بحجارة عظيمة من السماء الى عزيقة فماتوا و الذين ماتوا بحجارة البرد هم اكثر من الذين قتلهم بنو اسرائيل بالسيف .حينئذ كلم يشوع الرب يوم اسلم الرب الاموريين امام بني اسرائيل و قال امام عيون اسرائيل يا شمس دومي على جبعون و يا قمر على وادي ايلون . فدامت الشمس و وقف القمر حتى انتقم الشعب من اعدائه اليس هذا مكتوبا في سفر ياشر فوقفت الشمس في كبد السماء و لم تعجل للغروب نحو يوم كامل . ولم يكن مثل ذلك اليوم قبله ولا بعده سمع فيه الرب صوت انسان لان الرب حارب عن اسرائيل .)
دعك من قصة الرب الذى يقذف بالحجارة فآلهة الأديان الإبراهيمية طفولية الهوى غريبة الشأن والأطوار ولنعتنى بقوله( يا شمس دومي على جبعون و يا قمر على وادي ايلون فدامت الشمس ووقف القمر حتى انتقم الشعب من اعدائه).. فما رأى أصحاب الإعجاز العلمى !! .

- السحاب ليس بخار ماء بل غبار رجل الرب .
جاء في سفر ناحوم 1 عدد3 ( طَرِيقُ الرَّبِّ فِي الزَّوْبَعَةِ وَالْعَاصِفَةِ، وَالْغَمَامُ غُبَارُ قَدَمَيْهِ.) كان يمكن أن نقبل على مضض عبارة "طَرِيقُ الرَّبِّ فِي الزَّوْبَعَةِ وَالْعَاصِفَةِ" ونعتبرها أسلوب ادبى ولكن عندما يقول " الْغَمَامُ غُبَارُ قَدَمَيْهِ " فهنا نحن أمام جملة تقريرية لماهية الغمام وهل لنا أن نلفت الإنتباه فى الطريق لتشخيصية الإله كونه صاحب قدمين .

- ملايين النجوم بحجم الشمش تتساقط فوق دماغ الأرض وتتحرك مهرولة امام مسيرة المجوس .
النجوم التى هى بمئات الملايين والتى تناظر وتعادل فى حجمها حجم شمسنا أو تفوقها مئات المرات ,ولنعلم أيضا أن الشمس تعادل مليون مرة حجم الارض لنجد الكتاب المقدس يتصور النجوم كمجموعة من الحجارة يقذف بها الله الأرض يوم القيامة وللعلم هذه الصورة موجودة فى القرآن حتى لا تنفرج أسارير أحد بخرافات الكتابات المقدس فالكل فى الهم خرافة .لنرى في سفر الرؤيا 6 عدد 13 عن علامات نهاية الزمان ما يلي : (ونظرت لما فتح الختم السادس واذا زلزلة عظيمة حدثت والشمس صارت سوداء كمسح من شعر والقمر صار كالدم . ونجوم السماء سقطت الى الارض كما تطرح شجرة التين سقاطها اذا هزتها ريح عظيمة ).
وفي إنجيل متى 24 عدد 29 يعطينا صورة لعلامات نهاية الزمان بقوله: (وللوقت بعد ضيق تلك الايام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السموات تتزعزع ).
مشهد آخر طريف عن تلك القصة المشهورة عن نجم يعادل اكثر من مليون مرة حجم الأرض ليهرول أمام المجوس الذين ذهبوا لأورشليم للتبشير بميلاد المسيح فلا نجد مسيحى يفطن لصورة (فإننا رأينا نجمة في المشرق وأتينا لنسجد له فذهبوا إذا النجم الذي رأوه في المشرق يتقدمهم) .كما جاء فى متى 2 أعداد 1-10 " ولما ولد يسوع في بيت لحم في أيام هيردوس الملك إذا مجوس من المشرق قد جاءوا إلى أورشليم قائلين . أين هو المولود ملك اليهود ؟ فإننا رأينا نجمة في المشرق وأتينا لنسجد له فذهبوا إذا النجم الذي رأوه في المشرق يتقدمهم حتى جاء ، ووقف فوق حيث كان الصبي، فلما رأوا النجم فرحوا فرحاً عظيماً جداً ."

-الخلق
قصة الخلق فى الكتاب المقدس مليئة بالثقوب والتهافت لتعصف هذه الأسطورة بأى مفردة علمية ففى الأصحاح الأول من سفر التكوين ( في البدء خلق الله السماوات والأرض وكانت الأرض خربة وخالية، وعلى وجه الغمر ظلمة، وروح الله يرف على وجه المياه , وقال الله: ليكن نور، فكان نور ,ورأى الله النور أنه حسن , وفصل الله بين النور والظلمة , ودعا الله النور نهارا، والظلمة دعاها ليلا. وكان مساء وكان صباح يوما واحدا)
فلنسأل بداية ماذا يعنى يوم الخلق كزمن ,فالكتاب المقدس يعتبره يوما ذو صباح ومساء وهذا يخالف بداهة التكوين الحقيقى للوجود والحياة الذى استمر مليارات ومئات الملايين من السنين ليبقى السؤال مطروحاً أيضا عن اليوم الإلهى فاليوم هو حركة المكان فأى مكان تحرك ليضبط الله يومه وساعته .
فلنتحدث بنظرية الإنفجار الكبير التى لا أعرف لماذا يقرها المسيحيون بعكس التطور التى تصيبهم بإرتكاريا فما معنى ان لله خلق الأرض والسماوات فكل هذا كان مدموج فالسموات والأرض كانتا كتلة غازية واحدة على مدى 10بلايين السنين ، ومنذ بضعة بلايين من السنين تكونت المجموعة الشمسية.لتخرج الأرض من هذا الإنفجار كشظية ملتهبة وليست كرة ماء وروح الرب يرف عليها ,, ثم مامعنى النور والظلمة هنا فى عدم وجود الشمس , فالشمس والقمر جاءا فى اليوم الرابع ,, وما معنى الليل والنهار فهما ينتجان من دوران الأرض حول محورها فى وجود الشمس ,والشمس لم تكن قد خلقت الا فى اليوم الرابع كما سنقرأ.
دعك من الإنفجار الكبير ولننظر فى ( تكوين 1: 9-13) " لِتَجْتَمِعِ الْمِيَاهُ تَحْتَ السَّمَاءِ الَى مَكَانٍ وَاحِدٍ وَلْتَظْهَرِ الْيَابِسَةُ وَكَانَ كَذَلِكَ.. وَدَعَا اللهُ الْيَابِسَةَ ارْضا وَمُجْتَمَعَ الْمِيَاهِ دَعَاهُ بِحَارا. وَرَاى اللهُ ذَلِكَ انَّهُ حَسَنٌ.. وَقَالَ اللهُ: «لِتُنْبِتِ الارْضُ عُشْبا وَبَقْلا يُبْزِرُ بِزْرا وَشَجَرا ذَا ثَمَرٍ يَعْمَلُ ثَمَرا كَجِنْسِهِ بِزْرُهُ فِيهِ عَلَى الارْضِ». وَكَانَ كَذَلِكَ. فَاخْرَجَتِ الارْضُ عُشْبا وَبَقْلا يُبْزِرُ بِزْرا كَجِنْسِهِ وَشَجَرا يَعْمَلُ ثَمَرا بِزْرُهُ فِيهِ كَجِنْسِهِ. وَرَاى اللهُ ذَلِكَ انَّهُ حَسَنٌ. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْما ثَالِثا. "
النبات لا يتواجد إلا من خلال عملية التمثيل الضوئى فكيف يمكن لأي حياة نباتية أن تظهر دون الشمس , فالشمس لم تكن موجوده فالرب خلقها الرب فى اليوم الرابع!! كما ورد فى نفس الإصحاح (وقال الله: لتكن أنوار في جلد السماء لتفصل بين النهار والليل، وتكون لآيات وأوقات وأيام وسنين , وتكون أنوارا في جلد السماء لتنير على الأرض. وكان كذلك . فعمل الله النورين العظيمين: النور الأكبر لحكم النهار، والنور الأصغر لحكم الليل، والنجوم . وجعلها الله في جلد السماء لتنير على الأرض .ولتحكم على النهار والليل . ولتفصل بين النور والظلمة. ورأى الله ذلك أنه حسن . وكان مساء وكان صباح يوما رابعاً) .!

- مراحل خلق الجنين والإعجاز العلمى
أيوب10عدد 8: " يداك كوّنتاني وصنعتاني كلي جميعا.أفتبتلعني. اذكر انك جبلتني كالطين.أفتعيدني الى التراب. ألم تصبّني كاللبن وخثّرتني كالجبن. كسوتني جلدا ولحما فنسجتني بعظام وعصب. منحتني حياة ورحمة وحفظت عنايتك روحي. لكنك كتمت هذه في قلبك.علمتان هذا عندك."
لن نعتنى بيدى الرب كتشخيص للإله ولننظر لما يتصوره البعض إعجاز فى مراحل خلق الجنين فهل قدم لنا خلطة اللبن والجبن والكسوة بالجلد واللحم والعظام والعصب شيئا جديدا عما يعرفه المراقب العادى ,فالكلمات ذات رؤية عامة وليست ذات تفصيل يمنحنا الجديد وفهم المجهول ولكن يبقى هذا الكلام ذو معنى فى عيون الإعجازيين .

نكتفى بهذا القدر من التصورات القديمة التى تتناقض وتتصادم مع وعينا ومفاهيمنا العلمية الحالية لأتصور أنه لم يعد لدى الإعجازيين الجدد شئ يقدمونه سوى التعاطى مع النهج الطفولى بإنساب أى ظاهرة مادية إلى فعل الإله كفاعل ومالك حصرى لها بدون أن يقدموا أى سند للملكية سوى الزعم بإستحواذ الإله على الطبيعة ولا يتبقى لهم بعد رحلة الإفلاس والنصب سوى أن يقولوا فلتقل لنا كيف جاءت الحياة والخلية الحية لنقل لهم ببساطة أنتم أصحاب كل العلم واليقين والحقيقة لديكم فلتقولوا لنا كيف ركب الرب محتويات الخلية وماهى الخطوات التى إتبعها فهو إدعائكم الذين ترددونه بيقين وبلا خجل .

أحترم الكثير من المسيحيين عندما يقرون بأن الكتاب المقدس ليس كتاب فيزياء وأحياء كما أجد هذا النهج لدى بعض المسلمين ,فهم يعتبرون أن الكتاب المقدس كتاب حياة مع الرب وتحسس طرقه وليس كتاب علوم أو شريعة,, كما لديهم شئ طيب وهو الإعتقاد بتاريخية وبشرية النص ,فالنص جاء متوائماً مع فكر ووعى وخيال وظروف الإنسان القديم لذا هم غير مرغمين على الإيمان بحرفية النص ومشاهده التاريخية لينتقوا مجموعة من الأخلاقيات والسلوكيات ويتعايشوا معها كمنهج حياة لذا هم يتأقلمون مع العلمانية .
بالرغم تحفظى بالطبع على هذا النهج الإنتقائى الهروبى الذى يتبرأ من أى شئ مُخجل إلا أن المرء لا يستطيع أن يفعل شيئاً أمام من يريدون أن يؤمنون هكذا ويتأقلمون مع الحياة بتلك الطريقة فهذه حريتهم طالما لا يتصادمون مع الحباة بغطرسة وتبجح ليأتى مقالى هذا لهؤلاء الأصوليين المسيحيين الذين يتوهمون أن الكتابات البشرية أصبحت ناموس إلهى ساقط من السماء يمارسون من خلاله عملية نصب وإحتيال ولن أقول غفلة بل تعمد الإلتفاف والإحتيال لنحظى على نصابون ومتبجحون جدد .
فلتكتفوا بإيمانكم بالكتاب المقدس ككتاب روحى متحرر من خزعبلات وشراسة فكر الإنسان القديم ولتعيشوا الحياة كما إعتدتموها فعند إرتطامكم بالعقل والمنطق والعلم فستكون خسائركم فادحة فلن يبقى بعدها إيمان ولا يحزنون .

دمتم بخير .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " - حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إدينى عقلك-الأديان بشرية الفكر والهوى والهوية.
- فيلم حلاوة روح يعرى قبحنا وهشاشتنا .
- إستحالة الخلق –خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم .
- آلهة شريرة أم مزاجية أم تبريرات بشرية.
- العشوائية والمعنى– نحن من نخلق المعنى.
- توقف وتأمل قليلا-الأديان بشرية الفكر والهوى.
- النقد الدينى الدينى بين التهافت والإزدواجية والتبجح .
- وجود عشوائى-نحو فهم للوجود والحياة والإنسان .
- تسامح الإسلام المنسوخ .
- ثقافة البغبغاء – لماذا نحن متخلفون.
- سامى لبيب - مفكر يساري وباحث في الشأن الديني – فى حوار مفتوح ...
- ثقافتنا البشعة طالت العلمانيين والملحدين واللادينين العرب.
- شهيد الذبابة.
- تأملات فى ثقافتنا البائسة-لماذا نحن متخلفون.
- تخاذل المثقف – لماذا نحن متخلفون .
- عذراً إيمانكم كله خاطئ فالله ليس كمثله شئ.
- لماذا الإيمان ولماذا يؤمنون .
- تأمل .تأمل -الأديان بشرية الفكر والهوى والهوية .
- منطق الله-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم(34).
- الصراع العربى الإسرائيلى الذى خاب وخبا-قضية للنقاش .


المزيد.....




- “ماما جابت بيبي”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على القمر الصنا ...
- الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في لبنان يعلن تنفيذ 25 عمل ...
- “طلع البدر علينا” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- إعلام: المرشد الأعلى الإيراني يصدر التعليمات بالاستعداد لمها ...
- غارة إسرائيلية على مقر جمعية كشافة الرسالة الإسلامية في خربة ...
- مصر.. رد رسمي على التهديد بإخلاء دير سانت كاترين التاريخي في ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا لقوات الاحتلال الاس ...
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي: الكيان ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان: مجاهدونا استهدفوا تجمعا لقوات ا ...
- قائد حرس الثورة الإسلامية اللواء سلامي مخاطبا الصهاينة: أنتم ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - نصابون ومتبجحون –الأديان بشرية الفكر والهوى والهوية.