!!... تعابيرٌ جنسية لوزير الخارجية المصري

رائد عمر

الحوار المتمدن-العدد: 4441 - 2014 / 5 / 2 - 19:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

!!. تعابيرٌ جنسيّة , لوزير الخارجية المصري





رائد عمر العيدروسي


فوجِئتُ يوم امس - شخصياً - بتصريح غريبٍ لوزير الخارجية المصري , غريبٌ في طريقةِ صياغته وفي اسلوبِ تعبيره , ولمْ يتَسَنَّ لي متابعة ردود الفعل الفورية FEED BACK - التغذية المرتدّة - " وِفقَ إصطلاحاتِ عِلم الإعلام " لعموم الرأي العام أزاء تصريحهُ التعبيري او تعبيره التصريحي هذا .! , وزيرُ خارجية مصر وفي توصيفهِ او توضيحهِ للعلاقة بين الولايات المتحدة ومصر قال: > إنَّ العلاقة بين مِصر وامريكا هي علاقةُ زواج وليست علاقة نزوة لليلة واحدة < .!!! , وارى أنّ مجموعةً منّ النِقاطِ والأعتباراتِ تتَرتَبُ على هذا التصريح او التعبير
1- صحيحٌ أنَّ هنالك تعابيرٌ مجازيّةٌ تُستخدمُ في الأدبِ والشِعرِ والنثر , بل في عموم الأحاديث المتداوله العامة - لكنّهُ في الدبلوماسية , فأنَّ لها لغتها الخاصّه , وكُلُّ مفردةٍ تُقال يتوجّبُ أنْ يُحسَبُ لها حسابها بالدقة المتناهية , بُغية أنْ يفهمها الطرف المقابل بالطريقةِ التي يُرادُ لها ان تُفهَمْ , وخصوصاً بعدمِ تركِ مجالٍ لتأويلها من قِبَلِ وسائلِ الإعلام المختلفة , ومع الأخّذِ بنظرِ الإعتبار أنَ هنالكَ تصريحاتٌ دبلوماسيه تحمِلُ رسائلاً مُبَطّنه , وهنا يكمن فنُّ إختيار المفرداتِ .! , وهنالك بالطبع هامشٌ خاص لتضمينِ بعض التصريحات الدبلوماسية بمفرداتٍ تعتمدُ التعابير المجازية الخاصة , لكنه هامشٌ ضيّقٌ للغاية , وغالباً ما يتحاشاهُ الدبلوماسيون لصعوبةِ الخوضِ في غِماره ....:
2- السيد نبيل فهمي - وزير الخارجية المصري لمْ يستطع أن يُوازن هذه العلاقة - الزوجية - بين مصر وامريكا بشكلٍ متكافئ ابداً , فوجهة نظره المصرية - إذا ما صَحّتْ فعلياً بالإفتراض البعيدِ عن الواقع - فأنها بلا شك لاتُمثّلُ وجهة النظر الأمريكية تجاه مصر , ولا سيّما منذَ سقوطِ حسني مبارك , فالدبلوماسية الأمريكية يكتنفها التذبذب والتَقَلّب تجاهَ الأحداث والمتغيرات في مصر , فهي تارةً أيّدت الأخوان المسلمين ودعمت الرئيس مرسي , وبأخرى دَعَمتْ خلعه , ثمَ انها تقطع توريد السلاح الى مصر - والجنرال السيسي يضطر لعقدِ صّفَقاتِ سلاحٍ مع روسيا - ثمّ يعاود الأمريكان توريدَ " الأباتشي " الى مصر بشكلٍ نسبيٍّ مهين , وبذاتِ الوقتِ تُعارضُ القضاءَ المصري في إعدامِ قادةِ الأخوان المسلمين المتّهمين بممارسة الإرهاب , فعن ايِّ علاقةِ زواجٍ يتحدّثُ الوزير المصري .!؟ , هل هو زواجُ مُتعه .! والذي هو اقربُ ممّا سمّاهُ بنزوةٍ لليلةٍ واحدة .! ومع ما يحمله هذا التعبيرُ من إبتذال
3- وايضاً , فوزيرُ خارجيةِ مصر - وبأسلوبِ تعبيرهِ هذا - فلربّما لمْ يخطُرُ في بالهِ , او عِبرَ فشلهِ المُفرطِ في إسلوبِ التعبير , فأنّهُ عّجِزَ بالكاملِ والمُطلق لأن يُبَيّنَ ويُوَضّح مَنْ هو الزوجُ ومَنْ هيَ الزوجة .!! فهل منَ المعقولِ أنْ تَتَزوّجُ مِصر اكبرَ دولةٍ عُظمى في العالم .! أو هل منَ المنطقِ أنْ تختار امريكا زوجةً لها , غير مُستقرّةً أمنيّاً وسياسيّاً .!! وكُلُّ الُدولِ الأوربيةِ الشقراء تَتَودّدُ لأمريكا لِمُمارسةِ العلائقِ معها عِبرَ " الرَغَباتِ والإثارةِ وغيرها .! " , ثّمّ , ماذا عن دُوَلٍ اُخرياتٍ - لا اُريدُ تسميتها - تَعرِضُ اجسادها واوطانها وشعوبها لترضِيةِ وإشباعِ الأمريكان في رَغَباتهم وَ نَزَواتهم مُقابِلَ الإبقاء عليهم في إفتراشِ سَدّةَ الحُكم , في فِراشٍ وثير ..!
4- وَ حَسبَ تعبير الوزير المصري , فأنّ الزواج مع امريكا يعني طلاقاً مع كلّ التوجّهات والإعتبارات القومية العربية , فكم من أذىً واضرارٍ تسبّبتْ بها امريكا للأمةِ العربية جمعاء منذ حرب عام 1967 على اقلِّ تقدير
5- ثُمَّ , إنَّ الزواجَ المِصري - الأمريكي المفترضُ هذا , يعني إرتباطاً وزواجاً - ضمنياً - مع واحدةٍ اخرى تَتدلّى فوقَ صدرِها نجمة داود ..! وما بَرِحَت معاهدة كامب ديفيد تضعُ ساقاً في القاهرة واُخرى في تل ابيب .! والمعاهدةُ السيّئةِ الصيتِ هذه , سوفَ لن يستطيعُ ايّ رئيسٍ مُقبلٍ لمصر , الإنسحابَ والتملّصُ منها سواءً كان الجنرال السيسي او غيره , وخصوصاً في المدى المنظور او المتوسّط , ولعلّهُ ينبغي القولُ هنا أنَّ ما سمّاهُ وزيرُ خارجيةِ مصر ب : - زواجٍ - هو اقربُ من الزواجِ الستراتيجي المفروض فرضا مع دولة او دويلة اسرائيل منه الى الولايات المتحدة
6- إنَّ التوصيف او التعبير هذا عن العلاقةِ مع الأمريكان , لا نلمسهُ - كعرب - متماثلاً مع السياسة الخارجية المصرية , سواءً في جانبها القومي - العربي , او حتى عِبرَ العلاقة الدبلوماسية مع الولايات المتحدة . ولا ادري هنا اذا ما كانَ السيد نبيل فهمي شاعراً من قبل انْ يتولّى حقيبة الخارجية , او إنّه إمتهنَ الشِعر بعد ذلك .! , وفي كلتا الحالتين , فما علاقة الخيال الأدبي بالدبلوماسية .. ! ؟





رائد عمر العيدروسي
[email protected]

#رائد_عمر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل