أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد عمر - الجنديّة .. !!!














المزيد.....

الجنديّة .. !!!


رائد عمر

الحوار المتمدن-العدد: 4373 - 2014 / 2 / 22 - 08:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




اولاً : لا يعني " العنوان " هنا , بما يعنيه في لَهَجاتٍ محليّةٍ عربية بأنه - فتاة - مقابل " شرطية " , ولا علاقة له ايضا بكلمة " مجنّدة " المستخدمة رسمياً في الإشارةِ الى الفتيات المنتميات او المنتسبات الى الجيش .. وبعد ذلك , لابد أنّ العنوان قد اتّضحَ معناه بشكلٍ او بآخرٍ , او ربما بعدة معانٍ متقاربة , ف " الجنديّة " يعني تفسيرها في البلدان العربية بأنها : " الخدمة العسكرية " , كما يعني " الحياة العسكرية " للجنود , لكنّ المعنى الأساسي والأهم هو " القِيَم العسكرية " في الجيش

ثانيا : وَسْطَ انتشار الأنباء في الشارع العراقي وفي الأماكن العامة , والتي اشتملت حتى على مقاهي " الكوفي شوب " و حافلات النقل العامة والخاصة , حولَ هروب اعداد من الجنود وافراد الشرطة من المعارك الدائرة في قاطع عمليات الفلوجة - الرمادي , ومصدر هذه الأخبار هو الجنود الهاربون انفسهم الذين جعلوا هذه الأخبار تنتشر هنا وهناك بالطريقةِ التي انتشرت فيها .... وفي الواقع فهذه ليست المرة الأولى التي تحدث فيها في العراق , فقد سبقَ أن هربَ بعض الجنود من الإلتحاق بوحداتهم العسكرية اثناء الحرب - العراقية الايرانية , وحرب عام 1991 في الكويت ايضا . وفي هذا الصدد فلا امتلكُ معلوماتٍ دقيقة عن حالاتٍ مماثلة حدثت في دولٍ عربية شهِدتْ في السابق معاركاً ودخَلَت حروب

ثالثا : موضوعُ الهروب والتهرّب من الحرب , جَرَّ ذاكرتي وسَحَبَها " بقفزةٍ سريعة " الى نحوِ ربعِ قَرنٍ منَ الزمن , الى كتابٍ عنوانهُ " قيادة العاصفة " وهو عنوانٌ مشتق من التسمية الامريكية المعروفة ب " عاصفة الصحراء " ,وهي ايضا التسمية المقابِلة " لأمّ المعارك " عراقياً آنذاك , الكتاب كان قد صدرّ في عام 1991 عن دار نشر " هاربر كولنز " ومؤلّفهُ الجنرال السير " بيتر دي لا بيليير " قائد القوات البريطانية في تلك الحرب > يتّضح من اسم الجنرال انه ينحدر من سلالةٍ ذي جذورٍ فرنسية الأصل انه في حالة الكشف عن ايٍّ منهم وبحوزته ايّ كمية مفترضة من الخمرة < , فأنَّ العقوبة الأشد وقعاً في قانون العقوبات العسكري البريطاني ستُتَّخَذْ بحقّه , ولكن ماهي هذه العقوبة .؟ إنها ليست السجن , ولا قطعاً للراتب .! , إنها : التي يجري بموجبها إعادة الجندي المخالف الى بريطانيا .!! اي منعه من المشاركة في الحرب .! وذلك يُعَدْ في العُرف العسكري والأجتماعي البريطاني نوعاً من العار .! . وهنا تتّضح جسامة الفرق بين التقاليد السائدة عندنا وبين تقاليد الجيش البريطاني ولا ريب أنَّ لا أحداً يرغب في الدخول الى لهيب المعارك والحروب , ولكنها حينَ تقع , فأنها تفرض التزاماتٍ عسكرية واخلاقية واجتماعية لها ما لها من أبعاد , ولعلّ إحدى هذه الأَبعاد المميزة هي حين يرى الجندي البريطاني أنَّ تلك الحرب المرسَل اليها عام 1991 , لا يُشكلُ العراق فيها آنذاك ايّ خطرٍ على الأمن القومي البريطاني , والمسافة بين العراق وبريطانيا هي بالطبع الآلاف من الكيلومترات والوقائع تشير أنَّ البريطانيين هم المعتدين وهم المحتلين كما فعلوها في عام 2003 , لكنه لمْ تظهر اي من حالات التذمّر لدى الجنود البريطانيين الذين شاركوا بكلا الحربين , وهذه هي في الحقيقة قِيم " الجندية " في الجيوش .. ينبغي ان يُفهم هنا أنَّ هذه المقالة هي تجريدية و ليست بذي علاقة بالجانب السياسي والبُعد السياسي لأيٍّ من الأطراف التي شاركت في كلا الحربين على العراق , لكنّ الهدفَ منها هو إظهار آفاق منظومة المفاهيم والرؤى السائدة في جيوش الغرب ومقارنتها بما يسود عندنا , إنها مسألةُ افكارٍ ولا تتعلّقُ بقادةٍ او اشخاص , سواءً عسكريين او مدنيين , بل انه في الجانب الآخر , فقد كان العديد من الجنود والضباط البريطانيين من مرتكبي الجرائم الوحشية خلال احتلالهم للعراق وقتلوا وعذّبوا واغتصبوا , لكنّ ذلك لمْ يكن ضمن السياسة العسكرية للجيش البريطاني , وهذا ليس بالطبع دفاعا عنهم , انما الأمانة الصحفية تستدعي ذِكرَ الحقائق
إنَّ كتاب " قيادة العاصفة " الذي تطرّقنا الى احدى النقاط المستنبطه منه , وهو كتابٌ لمْ يكن متداولاً في العراق حتى بعد الإحتلال , وقد تسرَّبتْ نسخٌ مستنسخه منه بكمياتٍ ضئيلة في فترة التسعينيات , ويمكن برأيي - على الأقل - قراءته بطرقٍ متباينة حسب رؤية القارئ ونظرته للأحداث , وقد لفتَ نظري أنَّ اهالي وعوائل الجنود البريطانيين , واثناء فترة تحشّد الجيوش في الاراضي السعودية - قبل الشروع بالهجوم على العراق - كانوا منهمكين بأرسال الهدايا وعلب الحلوى الى ابنائهم من الجنود هناك - عِبرَ بريدٍ عسكري فتحته القيادة البريطانية لهم قبل التحضيرات للهجوم , وما لبثت تلك العوائل أن صارت ترسل تلك الهدايا من دونِ اسماءٍ محددة , فالمهم لديها ان تصل الى مقاتلين بريطانيين .! وذلك لاشكّ شعورٌ تفاعليٌّ وطنيٌ واجتماعيّ , ولمْ يقف بالضد من قيادة دولته المعتدية , وايضاً هنالك مواضيعٌ أخريات فيما بين سطورِ هذا الكتاب تتعلّق بإنعكاساتِ سوسيولوجيا وسيكولوجيا الحرب , لكننا لسنا بصددِ اجراءِ دعايةٍ لكتابٍ صدرَ منذ نحوِ ربعِ قرن , واكتفينا بالحديثِ هنا عن أبعادِ احدى نِقاطِه الثانوية , و " ليتَ ولعلَّ وعسى " أن تغدو مفيدةً ولو للبعض ... !!


رائد عمر العيدروسي
[email protected]



#رائد_عمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقبّلات سياسية .. لا تفتح الشهيه ..!!!
- نقطة و نقطة ..!!!
- شعارات و إشعارات ..!!!
- قصيدة سياسية بعنوان : هي ..!!!
- قصيدة بعنوان : في صالة العمليات ..!!!
- معلومتان سياسيتان يجهلوهاالكثيرون ..!!!
- شكوى للموقع
- قصيدة بعنوان : عملية اعدام ..!!!
- نحن والقبور والزهور .!!
- نحنُ والقبور والبخور ..!!!
- كيف نستقي ونستسقي الأخبار ..!؟
- !!!. النجيفي ورسالة الفندق
- صغير المراسلين ... كبير المراسلين .!!!
- اشياء عن جمال عبد الناصر


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد عمر - الجنديّة .. !!!