أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - منزلنا الريفي (44)















المزيد.....

منزلنا الريفي (44)


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 4439 - 2014 / 4 / 30 - 00:15
المحور: الادب والفن
    


همس الطفولة (1)

في طفولتي ؛ كان المجال ضيقا، لكن الحلم كان واسعا، لم أكن أعرف أحدا في ذلك الوقت، جميع الأشخاص كانوا يظهرون لي كالغرباء، وجدت نفسي ذات يوم مقذوفا في عالم غريب، كنت ضعيفا، وكان هو الأقوى، أحسست بيدين غضتين تلامسان خداي، وشعرت ذات يوم بشفتين تقبلان شفتاي، لم أكن أعرف ذلك الشخص، وها هو الآن يمنحني ثدياه بكل حبور وسرور، عندها شعرت بنعيم يلفني لفا، كان هذا العالم ينطق رموزا لم أفهمها قط، ولكن المهم هو أنني كنت أسرح فيه دون قيود، لا أحد يمنعني من فعل هذا، أو فعل ذاك، وكلما أحسست بوخز، إلا ووجدت من يعينني على تجاوزه ؛ هذا هو عالمي، في فصل الربيع كنت أهيم في البراري، وفي فصل الشتاء كنت أنصت لزخات المطر، وهي تتقاطر على بيتنا القزديري، وفي نفس الوقت كنت أتحلق حول المدخنة، أما في الصيف فتجدني بمعية رفاقي نتراشق بالمياه وسط الوادي، بينما في الخريف كنت تجدني أنصت لهبوب الرياح، وهي تعصف بأوراق قريتي .
كنت أنا هو ذاك العالم، وذاك العالم هو أنا، لا فرق، وما كان يجمعنا هو الخيال، هو البحث عن الغائب في أتون الحاضر، تقول أختي الصغرى : " لقد كنت في طفولتك كثير السؤال، كنت جمرا يأبى الانطفاء، كنت ترابا يأبى الارتواء، وماءا يأبى البخار "، هو أنت، أنت الساري في الزمان، المرتحل في المكان، الباحث عن الوجد والعشق والهيام .
كان العالم يكبر، وكلما كبر، كان خيالي يكبر، عرفت ذات يوم من الذي قبلني ذات يوم، وعرفت ذات يوم من عانقني ذات يوم، ومن منحني ثدياه ذات يوم، كل شيء سيطفح ذات يوم، وها أنا أكتب ذات يوم .
أذكر الأقحوان، وهو يفيض زمهريرا كأنه يقترب من السماء، أذكر طفلا وهو في قمة العنفوان، كان يرتع بين قطيع الأغنام، تأخذه امرأة من يده سرعان ما ينفلت من يديها وهو يطارد الأكباش، تقول : " احذر أنت عالمي لا تكون بدونك الحياة "، وكانت العصافير تجول بين السحاب، تدندن تغريدا كأنه رحيق الحب الهيام .
ذات شتاء، كان المطر يهطل، وكانت الجداول تفيض مياها من حولنا، كنا ننصب شباكا أنا وأخواي، وبعد هنيهات نعثر بين الشباك على بيضات، كانت قد جرفتها السيول من المساكن البعيدة، كنا نفرح كثيرا، ولكن أخي الأكبر الذي يدعى ناصف هو من كان يستحوذ على محصول الشباك، غير أن أمي تتدخل، وتنصفنا جميعا، لم تدخل أمي يوما إلى المدرسة، أمي كانت راعية ماهرة، كانت مرتحلة بين القطعان، لم تقبع يوما بالبيت، تعلمت الحرية في طفولتها، وفي تربيتنا لم تميز بين الذكور والإناث، في مجتمعنا القروي، يعتبر الرأي مهمة ذكورية، لكن أمي كسرت هذا العرف، وكانت تحكي لنا عن مغامراتها وهي بين القطعان، ولطالما حدثتني عن سباحتها في الوادي، وتفوقها على الذكور والإناث، ولما كانت تغادر الوادي كانت تجد القطعان قد اختفت، غير أنها في الأخير كانت تعثر عليها، فلا يمكن العودة إلى المنزل دون العثور عليها، فوالدها كان يعتبر القطعان هي مورد رزقه، وعلى من يرعاها أن يختفي مثلما هي اختفت، الرعي مسؤولية كما الأسرة مسؤولية، لأمي ذاكرة قوية، فهي تحفظ عن ظهر قلب أمثال وحكايات شعبية، وهي تعبر بشكل قوي عن نمط التفكير السائد في ربوع العالم القروي، كما أن ذاكرتها تختزن مجموعة من الوقائع والأحداث التي عرفها الدوار، وما ينبغي فعله في هذا الجانب هو تسجيل هذه الوقائع، والعمل على تأويلها، ومساءلة منطوقها للوصول للآفاق التي تنشدها .
كانت الدراسة تعني كل شيء لأمي، صحيح أنها لم تدرس، لكنها تملك ثقافة خصبة، لقد درس إخوانها، فكانت تدرس معهم، وذاكرتها مازالت تحتفظ بمجموعة من الأناشيد، كانت أمي تحرص على دراسة أولادها، فهم بالنسبة لها كل شيء، كانت تستيقظ في الصباح، وتوقظنا جميعا، وعلينا أن نذهب باكرين إلى المدرسة، ونفس الشيء بالنسبة لأبي، لقد ناضل كثيرا من أجل أن ندرس جميعا وخاصة أختي الكبرى، لقد كان يخصص لها مصروفا من النفقة والكراء، وكان يزاوج بين عمله ومتابعتها . كان أبي فلاحا ريفيا بسيطا، يشتغل بشركة للتنمية الفلاحية، وفي نفس الوقت يعمل حرا في حيازاته الأرضية، لم يكن دخله كافيا ليلبي جميع متطلبات الحياة، ولهذا كان يحاول أن يوفق بين مصاريف المدرسة ومصاريف المنزل . كنا نقطن بالريف، وكانت الثانويات بعيدة عن قريتنا، ومن دخله المتواضع اشترى دراجات لإخواني، لكنهم لم يواصلوا الدراسة ؛ أحس والدي كما أمي بخيبة أمل كبيرة، الأخت الكبرى التي لطالما تم الرهان عليها تفوقت في دراستها، ولم تحصل على عمل، أما إخواني ففشلوا فشلا ذريعا، في هذه الأسرة ترعرعت، كانت أسرة تراهن على المدرسة وفق إمكانياتها، كانت تعتبر أن من يجتهد يحصل على ما يستحق، ولكن مع مرور الوقت أصبحت تظهر هذه النظرة ساذجة، صحيح أن هذا الموقف اهتز، ولكن لما توظفت أختي عادت نفس الرؤية لتهيمن على أسرتنا .
عشت داخل أسرة متدينة ومحافظة، ولكن في داخلها يسود نسيم عليل، كان إسلامها شعبيا متسامحا، فوالدي لم يسبق له أن أجبر واحدا منا على أداء الفروض الدينية، بيد أن هذا لم يكن تسامحا مطلقا، فإذا لم تقم بواجباتك الدينية، فلا يتم احترام هذا التوجه كقناعة، بل تعتبر الأسرة أن القيام بالفروض الدينية يبقى مسألة وقت، وأنه لابد أن تظهر لكل واحد الحقيقة ويعود إلى رشده، بمعنى أنه ليس هناك إيمان بالاختلاف، يتم التسامح في مسألة الصلاة، لكن الصوم لا يتم التسامح فيه إلا لماما، أذكر في طفولتي أن عمي بوعزة كان يختلي بين كرموس الهندية، ويأتي على الأخضر واليابس، كما أذكر جارنا عبد القادر لقد كان يتجرع قنينة لبن في الصيف القائظ، وهو يحفر البئر في باطن الأرض، لم يكن الصوم بهذه الحدة في الالتزام، ولم يوبخ شخص من طرف شخص آخر، كان الذي يصوم يحترم من لا يصوم، ومن لا يصوم يحترم من يصوم . ذلك هو التسامح الذي كان يعمر قريتنا .
لم أكن أعرف الله في طفولتي، كما لم أعرف الشيطان، أو الجن، أو الملائكة، أو شيئا من هذا القبيل، فقط كنت أعرف أمي، وشيئا فشيئا عرفت أبي وإخواني، أما المجال، فقد عرفت في طفولتي منزلنا الريفي، كان منزلا رائعا، وكان يتكون من بيت إسمنتي مصبوغ باللون الأخضر، ويعتليه قزدير محدب، أما على الجانب الأيسر، فقد كانت هناك كشينة مبنية بالديس، كنا نضع فيها براميلا صغيرة من المياه، أذكر ذات يوم أنني أحسست بالعطش، فمنحني أخي ناصر قسطا من الماء موضوعا في غراف أزرق، أحن إلى تلك الكشينة المصممة بشكل جيد، كما أحن إلى ذلك الطفل الذي كان يلعب معي، إنه أخي، لم نكن دائما متوافقين، فمن حين للآخر كنا نتعارك، لكن ما كان يعجبني فيه هو المغامرة، فلم يكن يتراجع إلى الخلف، فكثيرة هي العوالم التي فتحها أمامي، أذكر صيدنا معا للسمك على ضفاف الوادي، ناهيك عن جنان الكرموس التي اقتحمناها، وهؤلاء الفتيات اللواتي كن يمرحن على جانب الوادي، لقد داهمن سكونهن، ولم يرانا أحد ...
تعاركت معه ذات يوم في حظيرة منزلنا، فجرحته على جبهته، وأكلت نصيبا من العصا من طرف أختي الصغرى، كانت تقدره كثيرا، لأنه مغامر، بينما أنا كان يتم وصمي بالكسول .
كان الله يتردد كثيرا على منزلنا، كل الموانع يقف وراءها الله، تقول جدتي " أن الله وضع الفطام، لكي لا يعيش الطفل عالة على أمه "، عندها عرفت أن الله هو من اقتحم أسواري ذات يوم، وأخرجني من النعيم الذي كنت فيه، من قبل كنت أجري، وألعب وأمزح دون قيود، ولكن لما سمعت هذه الكلمة ذات يوم، أحسست أنني لست حرا في عالمي، فكل فعل أقوم به، إلا وأشعر بتأنيب الضمير، ذات يوم كنا راجعين أنا وأخي من الحقل، وكانت الأمطار قد تأخرت عن الهطول، قال لي :
- أتمنى أن يمطرنا الله هذا المساء .
قلت له بسذاجة :
- هل الله هو من يأتي بالمطر ؟
قال لي بطريقة غاضبة :
- وهل أحد غيره أيها الغبي ؟
رديت عليه :
- أيكون هو ذلك الذي يستحوذ على السماء ( في إشارة إلى الغمام ) ؟!!
ركلني، ثم حدثني بطريقة تعتمر لون الغضب :
- اسكت أيها الأبله، إن الله يسمعنا الآن، وأحذرك من عذابه الأليم، إنك تشرك بالله، الله لا يظهر أيها الأحمق، إنه هو من خلق السحاب الذي تتحدث عنه .
كيف لا يظهر، وهو يحضر معنا دائما كوجبة يومية ؟
حينما طردت تلك الشركة الملعونة والدي المسكين دون حقوق، وحينما حرمتنا الدولة من البناء، ولما نفقت قطعاننا، الله هو السبب في ذلك ... لقد تحول الله إلى مشجب يتستر من تحته مجموعة من الأشخاص والمؤسسات على أفعالهم المقيتة . الإنسان هو من صنع فكرة الله لكي يبرر ضعفه أو قوته، فوالدي لما وجد نفسه مسرحا، وجد الله كسلوان يفرغ فيه همه وكربه، وتلك الشركة فعلت نفس الأمر، واعتبرت أن الله هو من أمرها بذلك .
الله ليس كما يعتقد البعض أنه جبار ومدمر، يلحق الشر بعباده، ويكبح رغباتهم، ويهددهم بالعذاب الأليم، الله حسب ما يبدو لي هو كل ما هو جميل، هو تلك الجنة التي غادرتها في طفولتي، هو الحب في مغامراته، هو السلام في نشدانه، هو الأفق في اجتراحه، هو الإبداع في خلوده، هو السعادة في لذتها . هو من يعطف علينا، هو من يحنو علينا، هو الحرية في تفتقها، هو الإخوة في تحققها، هو العدالة في ممارستها....ذلك هو الله الذي علمتني إياه مدرسة الحياة .
في طفولتي ؛ كنت نشيطا، ولطالما هددتني أختي بأن قلبي سيسكت، وعندها سأموت، وبأن الله سيعذبني وسيلقيني في جهنم، وسأظل أحترق، لهذا علي أن أكون مستكينا، جامدا، خنوعا، أنصت لطلباتها، وعلي في نفس الوقت أن أكف عن طرح الأسئلة، كانت تقول لي :
- الله سيعذبك، إن واصلت السؤال عنه .
أقول لها :
- من هو الله يا أختي ؟
ترد علي :
- الله هو من خلقنا .
أعاود الكرة :
- كيف خلقت ؟ كيف أتيت إلى الوجود ؟
ترد علي ثانية :
- ألا تكف عن طرح الأسئلة، إنها أكبر منك .
تسكت، تقترب مني، تضمني، وكانت وقتها قد انتهت من طهي الخبز على الفرن الطيني، ثم تواصل :
- أمي، عندما ولدتك، فتحت بطنها، ثق بي، ستأتي أختنا الكبرى التي تدرس بالدار البيضاء، هي متعلمة، وستصبح قريبا أستاذة، وهي من ستشرح لك الأمر جيدا .
لا أثق بكلامها مطلقا، أعرف أنها تكذب علي، أعرف أن أختي الكبرى ستأتي، ستوبخني، أعرف أنها إذا علمت بالأمر، فإنها لن تأتيني بالحلويات، وستعطيها لابن عمي المهدي، ذلك الولد المستكين، لم لا حسناء ابنة عمي الآخر، أعرف أن علي أن أنصت إليها، وفي نفس الوقت علي أن أطمر هذه الأسئلة، حقا لقد طمرتها، لكنها لم تمت، وظلت حاضرة، وهذا هو سر عشقي للفلسفة، الفلسفة مصالحة مع الطفولة، وعودة إلى مرحها ونشوتها، واجتراح أفقها، ولكي نتفلسف علينا أن نكون أطفالا .



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس ساخرة
- غدا سأولد من جديد
- الوداع
- مشاهد من المستشفى
- أريدها
- تمرد
- منزلنا الريفي (43)
- كلمات من دماء
- خوالجي الباكية
- شاعرة الافتراضي
- النافذة المغلقة
- منزلنا الريفي (42)
- منزلنا الريفي (41)
- منزلنا الريفي (40)
- منزلنا الريفي (39)
- منزلنا الريفي (38)
- منزلنا الريفي (37)
- عيد ميلادي
- منزلنا الريفي (36)
- المستنقعات


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - منزلنا الريفي (44)