أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - ابراهيم سمو - اللاجئون السوريون و..ضيافة الجوار















المزيد.....

اللاجئون السوريون و..ضيافة الجوار


ابراهيم سمو

الحوار المتمدن-العدد: 4431 - 2014 / 4 / 22 - 21:37
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


يتدفق السوريون في كل لحظة من مدار الساعة باعداد مضاعفة بل مهولة الى خارج الحدود هربا من الموت واشكاله العديدة وآلته واساليبه المتنوعة حتى امتلأت دول الجوار بل فاضت بهم في تأفف فغادرها كثير منهم حتى حطت الرحال ببعضهم في دول الجوع من افريقيا او في اقاصي استرالية او الصين والهند والبرازيل ناهيك عن اوروبة وامريكا وسواها من امصار وبلدان لم تخطر يوما على بال الراحلين اليها ولو في الحلم الاقامةَ فيها لولا ظروف القهر التي دفعتهم هذه وهنا ومن باب التوضيح فإن المعطيات تشيرعلى الارض انه اذا لم يُهتدَ الى حلول توفيقية عاجلة فان الشعب السوري سوف يُصنَف بين اثنين : ميت ؛قتيل اومهاجر؛ لاجئ ليس الا لاسيما وان المعاناة عدا عن الداخل اضحت تتفاقم كذلك في الخارج يوما فيوما لدى اللاجئين في دول الجوار الاسلامية والعربية كتركيا والاردن واقليم كردستان العراق ولبنان وسواها من التي فتحت حدودها ثم اخذت تتذمر من الوافدين لاسباب قد تبدو احيانا مقنعة ومشروعة واخرى مجحفة ،ذات عسف وفوقية، الامر الذي يزيد من التهميش ويحيل تفاقم المأساة الى ماهو اكبر وادهى لا سيما :
من النواحي الانسانية :
إذ يتلقى اللاجئون السوريون في المجتمعات المضيفة، الشقيقة ، الجارة عددا من الضغوط الاجتماعية والاقتصادية والنفسية التي تترك آثارها بصورة آنية اوبعيدة المدى او قد تطفح تداعياتها متأخرة قليلا اوبشكل مباشروفوري وفقا للمجتمع المضيف وظروف اللاجئ عينه ثم قدراته الذاتية والشخصية على المواجهة والتأقلم واهم ما يمكن ان يشار اليه هنا هو مشكلة التنميط الاجتماعي المرتبط بالنظرة الدونية الى اللاجئين بكونهم مُستضعَفين يفتقرون الى شبكات الحماية الاجتماعية وسواها من التي كوّنوها كافراد في بيئاتهم ثم زالت عنهم لدى مغادرتهم اياها الى المجتمعات المُستقبِلة التي اخذت تترفع وهي الشقيقة عن التواصل معهم بل لاحت تشددُ من العزلة التي تفرضها حكوماتها على هؤلاء الاخوة المستضعفين الذين دفعتهم ظروف القهر في بلدهم الى الفرار وهرولت اي المجتمعات المضيفة الى الخلف تنأى في الغالب عن ايجاد صيغ مشتركة من التي تتشدق بها نظريا وتتعلق بالاخوة العربية او الاسلامية اوالانسانية بل انكشفت تُغرِق في الزهو بنفسها وبمظاهر تفوقها وهي تقارن وجودها على ارضها بالاشقاء المطرودين بل المطاردين من الموت اليها والمنهكين الذين استفحلت الحاجة كي تستبد بهم حتى تفشت من ثم البطالة وعجزت الحكومات المتلقية وكذلك المنظمات الحقوقية والانسانية الاممية اوالاهلية و المحلية الراعية على تلك الارض عن تأمين حد المعيشة الانى فاستقرت السلوكيات غير السوية وانتشرت الممارسات الخاطئة التي تنجم في العادة كسلوك تعويضي عن سوء الاستيعاب وراجت الدعارة في اواسط القاصرين عدا عن البالغين وكثر الزواج المبكر للفتيات فضلا عن ارتفاع منسوب السرقات والتسول وعمالة الاطفال واطفال الشوارع وتفككت الاسرة فتعثرت التربية واختلت القيم السامية التي كانت تضمرها الاسرة لاعضائها ... وللتدليل على هذا الواقع المأساوي فان صحيفة "ايدنليك" التركية ذكرت في تقرير لها ان 400 حالة اغتصاب وقعت في مخيمات اللاجئين السوريين في تركية من بينهن 250حاملا واشارت الصحيفة ان بعض المغتصبات اجبرن تحت التهديد على تشغيلهن كمومسات خارج المخيمات . كما وتحدثت وسائل اعلامية عن انتهاكات فاضحة بحق النساء اللاجئات في مخيم في مخيم "الزعتري" الاردني إذ عوملت المرأة السورية اللاجئة كوعاء للشهوة اما في كردستان العراق وفي سابقة خطيرة فقد تناوب سبعة من الشبان من اقليم كردستان على اغتصاب فتاة قاصر لايتجاوز عمرها السادسة عشرة بعد ان اقدموا على خطفها بالقوة واقتيادها قسرا الى مكان فعلهم الشائن كما وقد اوضح تقرير حقوقي لبناني مؤيَد بالادلة والقرائن الداحضة على وقوع تجاوزات قانونية وعمليات تعذيب ممنهجة من قبل السلطات اللبنانية ضد اللاجئين السوريين وكشف التقرير النقاب عن وجود متهمين لدى القضاء العسكري اللبناني بينهم ضباط سوريون منشقون ومتطوعون وناشطون بتهم جزافية اعتباطية ومن جهة اخرى اكد التقرير نفسه ان بين المعتقلين نساء واطفال .اما عن الواقع التعليمي ففي الاردن مثلا يخضع التلاميذ السوريون للتعليم الطارئ وفق طبيعة ابتدعتها اليونسكو بيد ان السيد "مشيل سرفاي" ممثل اليونسيف يظهر الصعاب والعوائق التي تواجههم بقوله : " يمثل التمويل تحديا كبيرا بالنسبة لنا فالحكومة ـ يقصد الحكومة الاردنية ـ تتحمل بالفعل فوق طاقتها بالنسبة للتكاليف ولذا فان اليونسيف تغطي تعليم السوريين في المدارس العامة ". وفي لبنان تعترف مديرة اليونسيف الاقليمية لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقية "ماريا كاليفيس" :" ان اكبر مشكلة تواجه الطفل السوري في لبنان هي بلاشك التعليم " ويأتي إقرار ممثلة اليونسيف هذه بعد ادراكها ان اقل من 25 بالمائة من الاطفال السوريين فقط قد التحقوا بالتعليم اما في تركية وعدا عن فجوة انقطاع التلاميذ لسنتين اوثلاث عن التعلم في بلادهم فإن اللغة واختلافها تشكل عائقا حقيقيا ويمكن ان تقف مانع عثرة في وجه الدافعية كي تثبطها لدى الصغار واليافعين هذاواضافة الى ما تم ذكره فقد يتقهقر استعداد التلاميذ عن التعليم ليس في تركيا وحسب بل في سواها من الدول الاخرى بفعل تبايّن المناهج والاساليب التعليمية وتفاوت مستوى المعلمين التأهيلي وتكرر الانقطاع عن الدروس بسبب العوامل الجوية والطبيعية واختلاف شكل المدارس التي يمكن ان تكون في خيمة اوغرفة مسبقة الصنع او من التوتياء او احيانا في العراء هذا ناهيك عن الخوف والقلق المقيمين كسلوك مثبط كسبته الاطفال جراء اجواء الصراع التي عانوها في البلاد وعايشوها .
البيئةُ والصحة والغذاء : يعيش اللاجئون السوريون في مناطق معزولة متباعدة مبعثرة غير مأهولة وبعيدة عن المراكز الحضرية بل كثيرا ما تشاد في الصحراء كما هو الحال في الاردن او في مناطق جبلية ذات وعورة كما في لبنان وكردستان العراق إذ سرعان ما تتقطع السبل بهم فيها حين تشتد الثلوج والامطار والاوحال اوعندما يتنكبون بالغباروالكثبان المتحركة أوالرياح التي تعصف بين الفينة والاخرى فتهدد خيامهم التي لا تمتلك غالبا مقومات البقاء والثبات الامر الذي يفاقم الوضع الانساني ويشد اصحابه نحو المأساة ومن ذلك فقد اكدت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان الامطار دهمت 500 خيمة مما يعني ان وعورة الطبيعة و قسوة المناخ اظهرا من شأوهما ما يعرقل الرعاية الصحية ويعقد سبل العلاج التي يمكن على قلتها ان يتلقاها اصحاب العاهات والعلل والامراض المزمنة اوذات العدوى او المستعصية اوالعقد النفسية التي خلقتها الحروب اواججتها، هذا اضافة الى شح الكوادر الطبية والعجز عن تغطية نفقات العلاج التي قد يستوجبها المرض بيد ان ما تقدم قاطبة وجهٌ من المعاناة لكن الوجوه الاخرى ذات التداعيات المزدوجة بل الاكثر من مزدوجة تكمن في مشكلة قلة التغذية وتفاقم العجزعن تغطية الانفاق على غذاء اللاجئين وايجاد جهة ذات ملاءة تمول و تصمد لوقت طويل امام تزايد اللاجئين بوتائر صاعقة ومفجعة بخاصة في المستقبل وفي هذا المنحى لم تخف ممثلة اليونيسف "أناماريا لوريني" في لبنان مثلا فزعها حين ذهبت : "إن اليونيسف قلقة اليوم بشأن تدهور الوضع الغذائي للاجئين السوريين في لبنان، فسوء التغذية بات يشكل تهديدًا جديدًا وصامتًا لدى اللاجئين، وهو ناجم عن تدني مستوى النظافة الشخصية وعدم توفر مياه الشرب الجيدة وانتشار الأمراض وغياب التحصين وممارسات التغذية غير السليمة للأطفال الصغار" .

الوضعُ القانوني والحقوقي :ليس في كل من العراق ولبنان والاردن التي تجاور سورية قانون ينطم شؤون اللجوء ويحدد حقوق اللاجئين والتزاماتهم كما ان هذه الدول لم توقع على اتفاقية اللاجئين الدولية لعام 1951 والبروتوكولات المتعلقة بها لذا فهي جمعيا غيرملزمة بقبول اللاجئين فضلا عن حمايتهم انما لها في غياب الناظم القانوني حرية التكييف الاعتباطي في التعامل مع قضايا المتدفقين من غير مواطنيها الى على اراضيها واطلاق التوصيفات التي تلائم مصالحها وسياساتها الخاصة ..والامر عينه يمكن ان يسري على تركية التي وقعت على اتفاقية اللاجئين لكن بشرط تحابي من خلاله الاوربيين وجغرافية اوروبة لاسباب في عمق يعقوب خاص بالدولة التركية إذ تقبلهم وحدهم وتمتنع عمن سواهم من سكان قارات هذه المعمورة.. ثم ..وعَودا على التوصيفات فلبنان تطلق على السوري الفار اليها وصف نازح واقليم كردستان العراق يدعوه رغم عدم وجود قانون ينظم هذه العلاقة لاجئا امّا في الاردن فيُعلَّم الوافد السوري اليها من الحرب باوصاف مضطربة تتأرجح بين ضيف ومسميات اخرى لاتخرج عن الدلالة عينها وفي تركيا فان التسمية استقرت على ضيف وهكذا ولكون العلاقة لا تتأسس على حامل حقوقي اوعلى الاقل قانوني سليم فان السوريين الفارين في دول جواره معرضون بل تعرضوا لاخطار الاعادة القسرية وقد رصدت مؤسسات حقوقية وانسانية في كل من الاردن ولبنان وتركية حالات من الإبعاد القسري بذرائع وما اكثرها وتجدر ههنا الاشارة ان المنظمات الحقوقية والانسانية الراصدة ارشدت في لبنان مثلا مَنْ انتهت مفاعيل جوازاتهم بعدم مراجعة السلطات او المفارز الحدودية خارج علمها خشية الاعتقال والترحيل جبرا ونصحت المتدفقين السوريين بعدم الدخول عن المنافذ الرسمية ثم وللتدليل على القيود المشهورة على حرية التنقل والاقامة والعمل ففي كردستان العراق تشترط سلطات الاقليم على السوريين الذين يبتغون العمل او الاقامة في مدينة هولير مثلا ان يستحصل السوري طالب التنقل موافقةَ حزب البارتي السوري ـ جناح عبد الحكيم بشار وان يقدم هو السوري في الآن ذاته كفيلا عراقيا ضامنا ... والاسئلة التي تبقى ، تؤرق النص هنا ...هل السوري في بلاد الاشقاء ، الجوار وبذريعة الضيافة والنزوح معتقل ام قيد إقامة حبرية !!! والا فلِمَ لا تُنتظَم العلاقة في اطار قانوني صحيح ..هل خشية من الالتزامات الاقتصادية والحقوقية والسياسية والدولية ام حبا في سادية لاتليق !!!التساؤلات تتسع ومأساةُ الاشقاء على باب الاشقاء وكما تفصح المؤشرات تعمق ...فهل من حياة لمن تنادي !.



#ابراهيم_سمو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون الانتخاب الرئاسي في سورية ..وقراءة
- السيادة وتنحياتها ..معادلات من خُلاسة فمتلونة
- المرأة..وجندر جنس
- الربيع العربي ... انظمة من ملح وثورات من ملح
- جافة ....جهفة ..جهفاهُ نكسة في واقع، ...
- تل ابيض.. امارة صَعْلَك
- اللاجئون السوريون بين سندان الضيافة التركية و مطرقة ...
- ثورة مَطارين ...أوان القيامة قصص قصيرة جدا
- -وليدو -،- شيرينة- ... ثورة غرقى . دمعة من واقع قصيرة
- هو..ميكي وأنا ومضة قصيرة
- بَكْمَز وشَلاش ..ثم عشائريات فضاءات قصيرة جدا
- كامبٌ.. ويوميات قصص قصيرة جدا
- على أرض الثورة ...عاهرتان وعفيفية قصة قصيرة جدا
- كُرمى ل- ابو عبدو - والثورة قصة قصيرة
- سيمون: الطفلة الخطيفة بين القانون والواقع والتداعيات
- سيروب .. ثم عيشونة والثورة قصص قصيرة جدا
- ثورة المُلثَّمين... و أمي
- ركلُ نعيق.. فركون
- الغرقى وكردستان البحر
- كونفرانس الاكاديميين الايزيدين وهوية المهجر


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - ابراهيم سمو - اللاجئون السوريون و..ضيافة الجوار