أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - مقايضة عفنة















المزيد.....

مقايضة عفنة


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 4430 - 2014 / 4 / 21 - 23:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقايضة عفنة
مروان صباح / مقايضة المقايضات ، ليس تماماً ، عقارية أو بشرية تسعى للعمل في اروقة الرق ، المتواري بشكله التقليدي عن أعين القانون أو تلك المهنة الطاعنة على سبيل الحصر ، وأقدمها على الاطلاق بلا منازع ، الاتجار بالنساء ، بل ، نقف عند الغذاء بشتى أنواعه وتفاصيله ، رغم طبقيته التى تصل أحياناً بالمرء إلى الجنون بعد الغلو والتعصب بأنماط حياتية غير قابلة إطلاقاً للمساومة أو التنازل ، وعلى أن ، الأغلبية الساحقة تجهل فوق جهلها ما يجري لكيفية صنع الغذاء ، الذي يعتبر قائماً دون أدنى شك على من يستهلكه ، طبعاً ، إلا أن ، المستهلك آخر من يعلم بما يحصل من انتهاكات صريحة وأخرى مغيبة بقصد التهرب من المعايير والمقاييس ، حذفت ، جملةً وتفصيلاً من قاموس الغذاء الصحي ، والحقيقةً ما تبقى فعلاً ، إكسسوارات تساعد في تمرير ما يراد تمريره من مواد أدخلت بطريقة تعزيزية للمادة الأساسية ، في المقابل ، تعتبر معظم المنتجات ، للأسف ، ضمن معايير غذائية غير صالحة قطعاً للآدميين كونها بخسة الصنف لا يستعين بها إلا أخِسّاء مجردين من القيم الإنسانية ، بل ، يحملون في طيات أعماقهم صيغ دونية التى جعلت غريزة البقاء تتفوق على جميع الفِطر بعد ما توحشت الأنفس ، والملفت حتى الاستشاط ، تلك المقايضة العفنة بين من يحتكر السلع على اختلافها ومن متورط حتى الاستسلام أمامها ، فقد تجد ، الغباء يُسهل لِمقارنات قاسية اللون ، خصوصاً ، عندما يتقدم محتكر بجعل سلعة معينة قد احتكرها قياساً بالمجاهيل ، تكون الجريمة فقدت شهودها بالمطلق ، لأن ، يعتقد بأنه بخفة الفهلوي قد جنب عائلته سوادها عندما اتخاذ الأفضل منها ، أمام قائمة طويلة وعريضة معا ً ، تتجاوز مئة نوع ، يخضع هو ليس غيره ، لها بكامل الارتهان ودون أن يبدى أي انتقاد ، وإن حصل وأبدى ، يبقى عابراً ، لا قيمة تُسجل ، ولا قياس يغير الحال . إذاً ، الجميع متهم ، بل ، متواطأ مع أصحاب الجريمة الفاعلة في المجتمع ، متورطين بشكل أو بآخر في مقايضات عفنة ، رغم الإصابة التى شملت العموم ، إلا أن التباهي يبقى فاعلاً بذروة السلوك المنقطع والمتجدد معاً ، حصراً بالمناسبات ، لكنه لا يقدم حلول جذرية بقدر ما هو استعراضي ، مفصوم وناقص ، لهذا ، ما من أحد ، مهما أدعى ، قادر على وضع حدً لذلك الانتهاج ، كون المسألة أكبر من الأفراد وتحتاج إلى معالجات تربوية بعيداً عن تدخل جهات ذات اختصاص تقليدي ، أي ، يعاد النظر ، تماماً ، في أصول التربية البيتية والمدرسية معاً بالإضافة إلى وضع المناهج التى تتعلق بالتربية الوطنية بقفص الاتهام ، شريطة أن يحاكمها قضاة يملكون قدرة التصحيح والمعالجة وعلى رأس امتلاكهم ، القدرة على التمييز بين الأفكار التى يمكن طرحها وعينات حية أدت إلى هذا التخلف المجتمعي ، فمن يراقب باهتمام ، يلاحظ بأن المجتمعات تحولت إلى محميات وحقول للتجارب ، بل ، هي اشبه إلى حقول مضادة تتربص بعض الأطراف ، ب ، بعضها والجميع يجتهد بقياسات خبيثة بهدف تمرير فساده المغلف بأدوات تكميلية تحاكي الحياة إلى حد ما ، الذي يتطلع أصحابها في نهاية المطاف إلى زيادة في الربح ، أما الأنكى ، وقد يصل التواطؤ إلى درجة الابتلاء ، معمم أفقياً ، إذ ما أخذنا الزعتر قياساً كونه منتج محلي وتاريخي في هذه المعادلة الغامضة ، لنجد الزعتر يحتل بين القدماء مكانة واسعة وذات قيمة عصية على التشويه ، إلا أنه يختلف عند المعاصرين ، فالعملية أقرب إلى الانتقام وبأثر رجعي ، فمنهم استخدمه كنكهة عطرية ، اضافية ، وآخرين وضعوه تحت الوسادة للمساعدة على النوم الهادئ ومنع الكوابيس ، وأمثالنا ارتبط بالشجاعة والذكاء ، رغم كثافة انتاجه الهائل ، بل ، يعتبر نبات معمر كونه يتحمل تقلبات الطقس ، بجفافه وشدة تجمده ، وبالتأكيد ليس كغيره ، ينمو حتى على طول الشواطئ ، ورغم كل هذا التواضع النبتي الملفت للانتباه ووفرته ، يقف المرء بحيرة أمام حقيقة لا تقبل التدليس أو المراوغة لما آل إليه الزعتر في بلاد الزعتر ، حيث باتَّ الإنسان يأكل كل شيء باستثنائه ، وذلك بسب حجم المواد الأُخرى التى أضيفت بشكل هستيري اضرت بالنبتة الأصلية .
حتى الأكل مع مرور الوقت ، وتوغل البشر في سنوات الحياة ، يتحول الأمر إلى روتيني ، إلا ما ندر ، يحدث تذوق احياناً بمائدة تعج بالأطعمة او سوائل تتناثر في اماكن جانبية بقرب المائدة ، حيث ، هي الأخرى ، فقدت فوائدها بعد ما مورست بحقها أبشع التعديلات الملونة والكيميائية ، وقد يكون مألوفاً حضارياً عندما يفرغ الإنسان من تناول الطعام يلجأ مباشرة لمعاودة تقيم وتصنيف لما هضم ، باستثناء مجتمعات تُكرر الأخطاء وتتحول القضية لاستمرأ وتلذذ بوقوع في الخطايا ، عندها فقط تصبح المعادلة منزوعة المعايير والقياسات ، بل ، معكوسة تماماً ، فبدل التفكرّ ، يتقدم الكسل كبديل طبيعي ، لا التعب .
تُغدق المؤسسات والشركات مبالغ طائلة بهدف تسويق منتجاتها وقد يكون في أغلب التقديرات ، التكلفة ، مضاعفة على حساب المنتج ، وهذا لا يعني ان الدعايات في وقت من الأوقات وما يترتب عليها من عناصر تشغيلية ، مسألة شائكة ، بل ، العكس ، تعتبر من المسائل المساعدة في تقليص حدة البطالة وتوفير فرص عمل للقادر في هذا المجال ، بالإضافة كونها ، تصنف حالة ابداعية ، إلا أن ، الملحقات تأتي دائماً على كاهل المنتج ، بالطبع ، عندما تتغير المعايير وتنقلب تصبح شروط السلامة في خبر كان ، وكلما تعرض المنتج إلى كثافة في الطلب ، باشر القائمون عليه إلى تكثيف نطاق العرض من خلال الاعلانات ، فتصبح الحكاية سلسلة انخفاضات لا تعرف التوقف .
الثابت في الجانب الأخر من الأرض ، يعاكس لما يحصل بالجانب الأول ، فأوروبا تعتني بالمعايير المنصوص عليها دولياً أو محلياً وهناك دول ترى بضرورة إضافات خاصة بها ، لكن تبقى الدعاية والتى تسمى بالبروباغاندا حكاية أخرى ، ليس كما فهمها بعض الشعوب أنها فقط موجهة ومعدة سلفاً ، وبشكل مقصود من أجل فقد تأثير على افكار وسلوك وخيارات الناس عموماً ، وتوجيههم نحو الهدف المطلوب بصيغة القطيع ، المنزوعين من دسم التمييز ، حيث يحرص الفاعلين حولها أن تبقى ناقصة المعلومة وغير شاملة .
آن الأوان ، أن يعاد النظر بالمقايضات العفنة ، السائدة ، رأفتاً بالجميع ولأن الجميع ينطلق من معتقد الكسب السريع ، بالتأكيد ، تابعيات ذلك هو الدمار ومن الجوانب ، عديدة وعلى رأسها صحة الإنسان الذي يعاني الأمرّين ، حيث ، اقتصرت حياته بين صيدلية متحركة وعيادات طبية .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمهورية اردوغان ،،، الثانية
- استعادة جغرافيات ، ونتائج انتخابية تفتح عدة احتمالات
- يمتنع البحر عن هضم السفيه
- تقليم الخيانة
- الدول الحديثة على المحك
- الحقيقة ... رغم مرارة واقعيتها
- الإضهاد الطويل
- مزيج أبومازن
- سُلالة ، أبداً ، لا تنقرض
- قراءة طبوغرافية
- أبومازن والواقعية الفائقة
- أبومازن والواقع العربي
- وصف وظيفي ،،، للمستشار
- رهانات خاطئة ، تولَّد مثيلاتها من العنف
- سلاسل بيضاء
- يعيّش ، حالة فريدة
- حجر الفلاسفة
- اتفاقاً نووياً يطيح بالجامعة العربية
- اخفاق يشبه سلسلة اخفاقات
- الطاقة البديلة


المزيد.....




- نظرة على ترسانة إسرائيل النووية.. هل هي سرية وما مخاطر قصف ا ...
- قبل ساعات من اجتماع بالغ الأهمية.. ماكرون يكشف عن عرض أوروبي ...
- المغرب.. طلبة يحتجون على هدم مساكنهم الجامعية
- غزة: مقتل 43 فلسطينيا بنيران القوات الإسرائيلية معظمهم كان ي ...
- أضرار في مفاعل آراك الإيراني جراء غارات إسرائيل وتطمينات بشأ ...
- قطر تحذّر من خطورة القصف الإسرائيلي لإيران على إمدادات الطاق ...
- آمال وآلام.. آلاف الطلبة بغزة لم يشملهم امتحان -التوجيهي- لع ...
- كاتب إيراني: أعارض النظام الحالي ولكن حبي لإيران يفوق كل شيء ...
- استهداف إسرائيلي جديد لمنتظري المساعدات قرب محور نتساريم وسط ...
- غارات إسرائيلية على مناطق مختلفة بقطاع غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - مقايضة عفنة