أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - استعادة جغرافيات ، ونتائج انتخابية تفتح عدة احتمالات















المزيد.....

استعادة جغرافيات ، ونتائج انتخابية تفتح عدة احتمالات


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 4417 - 2014 / 4 / 7 - 00:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فاصل أخر يعاد تكراره اليوم ، بهدوء ، شهدته موسكو في عام 1682 م عندما تولى بطرس الأكبر مقاليد الحكم من القيصر فيردو الثالث ، وعلى الرغم ، أن إعلان الرسمي لإمبراطورية جاء في أعقاب معاهدة نيستاد عام 1721 م ، حكم بطرس منذ ( 1672 – 1725 ) م ، كشريك لأخيه في السنوات الأولى ثم منفرداً عام 1696 م ، اطاح بجميع التراكمات التى أثقلت الحركة الطبيعية ، لروسيا التاريخية ، بدءاً بالهيمنة المغولية التى سمحت للنظام الديني الصارم بالتوغل في الحياة العامة كجدار منيع من التسلل العثماني ، فكان أول توجهاته التوسع نحو آسيا لتنتقل القيصرية ، متواضعة الشأن ، متقطعة الجغرافيا ، تعبتُ الاقتصاد ، محدودة الزراعة ، منحصرة الطبقات ، بين نبلاء وفقراء ، جيش متهالك ، قرارها لا يتخطى إمارة موسكو ، إلى امبراطورية حدودها تعد من أكبر الدول العالم ، حيث ، حصل ذلك في القرن السابع عشر ، ويسجل التاريخ في تلك المرحلة لأول وطأة قدم استيطانية روسية في سيبيريا قامت بإخماد جميع تمردات القبائلية التى حاولت أن تثور في حينها ، كما ، استردت بتزامن ، مدينة كييف من بولندا حتى باتت حدود الدولة الإدارية الروسية تصل عند أوروبا الشرقية وفي الشمال استقرت عند المتجمد الشمالي ، الذي اتاح امتلاك عدة جزر أهمها نوفانا ، أما في الشرق ، من سهوب سيبيريا إلى جبال الأورال ونهره وبحر قزوين إلى غرباً من الجبال ذاتها ، حيث ، يقع الحد الذي يفصل تماماً بين قارتي آسيا وأوروبا ، وبالنسبة للحدود الجنوبية وصلت إلى البحر الأسود والقوقاز ، وعلى الرغم من تغييرات الكبيرة التى طرأت على أغلب الحدود ، إلا أن الحدود الغربية بقت كما هي إلى حد كبير ، حيث ، بلغت مساحة الإمبراطورية في القرن التاسع عشر ما يقارب 22,000,000 كلم2 وهو ما يعادل سدس مساحة الأرض ، بينما أغلبية السكان يعيشون في الجزء الأوروبي من روسيا ، مما جعلها أن تضم أكبر تنوع من المجموعات العرقية التى زاد تعدادها عن مائة ، فيما شكل العرق الروسي حوالي 45% من إجمالي عدد السكان .
ليست جزيرة القرم على الإطلاق النقطة الأهم لدى روسيا اليوم بقدر كييف المدينة التى كانت ومازالت تُعتبر الثالثة حجماً بعد العاصمة الروسية ، موسكو ، طبعاً ، بالحقب الثلاثة ، القيصرية والإمبراطورية والبلشفية ، وعلى الرغم ما تؤمنه القرم من اطلالة استراتيجية ، كونها تقع شمال البحر الأسود وعلى وجه الخصوص عاصمتها وأهم مدنها سيمفروبول اليوم ، المسجد الأبيض ، قبل أن يستولى عليها الروس ، ظلت من ذلك الوقت ذات أهمية قصوى لاحتوائها قاعدة بحرية روسية تعد الوحيدة من نوعها في المياه الدافئة ، ومن المؤكد ، عندما وقعت يد الرئيس الروسي قرار ضم الجزيرة كانت عينه ترمي نحو تخوم كييف ، بل ، إلى ما بعد التخوم ، ليس لاعتباريتها التاريخية كموطأ أول للسلاف أو المنبت الأول للمذهب الأرثوذكسي ، تماماً ، بل ، لسهولها الطويلة المطل على الناحية الغربية من أوروبا ، فلم يكن الصمت الذي خيم على الحلف الناتو قادم من قصر نظر أو عجز في الاستقراء ، ابداً ، حين أجهزت قوات بوتين على كامل الجزيرة ، بقدر الاكتفاء المبدئي بعمقين لم يحلم بهما الحلف قبل استقلال أوكرانيا في 16 / تموز / 1990 م ،، أو بعد ، تفكك وسقوط الإتحاد السوفيتي في 25 / كانون الأول من العام 1991 ، فعلياً ، شملت حدوده أغلب منطقة أوراسيا ، حيث ، حكم الإتحاد ، الدول ، بالدستور الشيوعي ، ما بين الفترة ( 1922 – 1991 ) م ، وتشير الدلائل الخالصة بأن ولادة الإتحاد السوفيتي بعد انتهاء الحرب الأهلية التى دامت أربع سنوات من رحم الإمبراطورية الروسية ، لكن ، إن حيدنا الأراضي البولندية والفنلندية ، بالإضافة للمتغيرات منذ نشأت المشروع الشيوعي على الحدود الموروثة بتغير الزمن وتعاقب الأحداث التاريخية ، خاصة بعد أن ضمنت الحرب العالمية الثانية مناطق شاسعة في البلطيق وشرق بولندا وغيرهما ، تُتاخم الحدود الشرقية لأوروبا التى اجتمع تحت إتحاده 15 دولة بحلول عام 1956 م .
المسألة تحمل أبعاد مختلفة ، ابتداءً ، من جغرافية منقطعة عن عمق مائي ، مريح الابحار يصل إلى تطلع موسكوفي ، ليس أقل من ازاحت شبح حلف الناتو عن حدود الطوق الروسية ، حيث ، باتت فواهات بنادقه كما يقال ، على مرمى حجر ، وقد يكون الإتحاد الروسي اليوم يعاني مشاكل حديثة العناصر ، وأخرى مزمنة تتعلق بغياب واضح لفئات شبابية تسببت بانقطاع ما يسمى بالتدافع الطبيعي للأجيال وذلك يعود إلى فقدان الحياة العامة للمؤسسة الزوجية بالإضافة لمسألة ، بالغة العمق وطاعنة النهج في حياة السياسية الروسية على اختلاف عناوينها الاسمية ، كانت ومازالت تؤمن بالنظام الأوتوقراطي على الرغم من تعديل طفيف الذي ابتكره الرئيس بوتين على النحو التبادلي للمقاعد ، حيث ، جعل الأبواب مغلقة أمام تعديل جذري ، أضعف فرص الشعوب المحيطة وآخرى راغبة أن تندمج بالقطاعين الصناعي والزراعي كما هو حاصل ويحصل في الولايات المتحدة ، بالدرجة الأولى وأوروبا الغربية بالدرجة التالية ، وبين العوائق والإصرار نحو التحرك الغالب عليه نوع من المراوحة تشير الحقيقة ضمن استقراء لا يستطيع انكار تماماً تلك النقلات النوعية وخاصةً التى جعلت من موسكو أن تعود إلى الصدارة الدولية ، خصوصاً ، من خلال عنصرين ، التصنيع العسكري وتصدير الخامات الأولية ، وأيضاً ، بالارتكاز على عناصر مضادة للعناصر المتحالفة مع الولايات المتحدة الأمريكية ، إن كانت في المشرق العربي أو أوروبا الشرقية أو المنطقة اللاتينية وأخيراً ، بناء تفاهمات مع الصين دون أن يتطور إلى تحالف .
وقبل أن يخيم الإغفال على المشهد العام ، لا بد للقياس أن يتولى المهمة بشكل منهجي دون التورط في حلقات التمني لأن القدرات لها قياسات لا تقبل الارتجاليات ، والعالم كما يعرف يتمثل بجغرافيات ، يمتلك باطنها العديد من الخامات والمياه بالإضافة لشعوب منقسمة تحت مفاهيم كثيرة ، بحاجة إلى إدارة مركزية ، وبعيداً ، عن الخطوات التى قطعها حتى الآن الجانب الروسي ، بل ، ما اقتطع يسجل خفةً ومرونةً بالغة الرسائل ، إلا ان ، حلف الناتو وبحجمه الضخم يمتص برشاقة تلك التعديلات التى فرضتها الارادة الروسية من خلال اعادة هيكلة تمركزها عند اجزاء ذات أهمية مشتركة ، فضلاً ، لاستغفال مقصود ، هو ، ادخال الروس إلى السوق الغربي بجميع خاماته التى يعتبرها مصدر اساسي لخزينة الدولة .
تتماثل روسيا في اجزاء من العالم ، كمرادف ، بينما تعمل على اضداد منافس في اماكن أخرى ، تعتبرها ، خاصرتها الطبيعية ، وما يمكن تسجيله اختلافاً عن البارحة ، وبمعنى يجيز تفسير حالة التطور للقطبين ، هو ، البعد الديني ، المغلف بمدنية سوداء تتيح ترجمة عوامل انشقاقية ، فالمسحيين في أوروبا نسبتهم حوالى ، حسب التقديرات لعام 2011 م بلغت 75% من سكان الأرض الأوروبية ، ويأتي المذهب الكاثوليك في المرتبة الأولى حيث يشكل نسبة 46% من مجمل المسحيين ، بينما الارثوذكس لا يتجاوز 35% وبالرغم من منشأ البروتستانتية في أوروبا ، فنسبة هذا المذهب تتقلص على الدوام حتى وصلت إلى 17% ، لكنه ، هو ، لا سواه ، يقود حلف الناتو الذي ينطوي تحت سقفه جميع المذاهب الاخرى في أوروبا الغربية أو الشرقية ، في المقابل ، يتواجد في الجهة الأخرى وعلى الخط التماس حوالي 100 مليون مواطن روسي ، حسب الإحصائيات الأخيرة ينتمي 75% منهم إلى الكنيسة الارثوذكسية ، على الأقل مسجلين بصيغة الانتماء دون ضرورة التفاعل الإلزامي أو الملتزم ، بينما ، النسب الأُخرى موزعة بين المسلمين وغيرهم ، من الطوائف ، ولم تنحصر تاريخياً الكنيسة الارثوذكسية داخل حدود روسيا ، بل ، يتبعها كنائس عدة ، منها في الولايات المتحدة الأمريكية التى أعلنت انفصالها ، قريباً ، والكنيسة اليابانية والأوكرانية والصينية والكورية وغيرهم ، ولعل الأسباب كثيرة وأحياناً متشعبة على شاكلة الخليط بين نوايا قديمة طامحة ، مثل ، إمبراطورية بطرس الأكبر ، وبالطبع ، بوتين ، المتجددة ، لكن ، بمقتربات قريبة لروح المذهب الارثوزكسي ، وليس إلى روح الشيوعية أو الرأسمالية الملحدة ، الذي يبقى المذهب راسخ رسوخ عند مفاهيم أصولية غير قابل الاختراق أو التحريك أو حتى التغير الجذري ، تماماً ، كطبيعة وطابع أغلبية الروس ، المتماسكين بروح القومية وبخصوصية الفاصل عن أوروبا الغربية ، معتبرين ومدركين حجم وقوعها في فخ لمن يتحكم بإدارة العالم على الأصعدة الكافة ومن بينها الأساسيات ، كحافظة المال والبورصات بالإضافة للسلع الأولية ، ركيزة الإنسان وقوت الشعوب .
موقف روسيا في استونيا الجنوبية وجزيرة القرم دلالة متقدمة على فعل قادم نحو أوكرانيا عند الضرورة في هذا السياق ، ف ، بالرغم من الدعوات المتبادلة من كيلا القطبين بالتهدئة وعدم الإنجرار نحو كوارث مجهولة النتائج ، والسبب ، وجيه في الواقع ، كون الطرفين غير راغبين ، وبذات الوقت غير مهيئين دفع فاتورة باهظة التكليف ، بل ، توقيتها لن حين الآن ، إلا أن ، استيقاظ الروس على النحو ، استرداد جغرافيات ، ما هي إلا استعدادات لما هو قادم ، خصوصاً ، بأن المزاج الأوروبي يعاني من معضلات بنيوية شتى ، يتقلص حضور اليسار لصالح اليمين المتحرك بكل ثقة ضد الأقليات ، مقابل تخوفات يمينية بشأن الهوية الوطنية من الإصابة إلى حد التفكك ، وهذا ، فأن ما أنتجته الانتخابات الفرنسية والتركية ، حيث ، يقع جزء صغير من أراضي التركية في منطقة البلقان بالقارة الأوروبية يشكل هذا الجزء من مساحة الأناضول 3% ، يسمح لما تقدم ، أن يعيد ترتيب سياقات تحمل احتمالات مفتوحة في الواقع ، وليس مقتصرة على تحرك جغرافي كالقرم أو استونيا او انتخابي يأتي باليمين ، المعتدل ، أو المتطرف .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يمتنع البحر عن هضم السفيه
- تقليم الخيانة
- الدول الحديثة على المحك
- الحقيقة ... رغم مرارة واقعيتها
- الإضهاد الطويل
- مزيج أبومازن
- سُلالة ، أبداً ، لا تنقرض
- قراءة طبوغرافية
- أبومازن والواقعية الفائقة
- أبومازن والواقع العربي
- وصف وظيفي ،،، للمستشار
- رهانات خاطئة ، تولَّد مثيلاتها من العنف
- سلاسل بيضاء
- يعيّش ، حالة فريدة
- حجر الفلاسفة
- اتفاقاً نووياً يطيح بالجامعة العربية
- اخفاق يشبه سلسلة اخفاقات
- الطاقة البديلة
- التعليم المنزوع من التربية
- دولة الطوق


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - استعادة جغرافيات ، ونتائج انتخابية تفتح عدة احتمالات