أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - أبومازن والواقع العربي














المزيد.....

أبومازن والواقع العربي


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 4342 - 2014 / 1 / 22 - 00:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مروان صباح / طبيعياً ، أن تتعامل إسرائيل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بطريقة اعتادت على انتهاجها ، ليس مع العرب فقط ، بقدر ما هي اشبه بنهج شمولي يُصيب جميع مكونات السياسية العربية والدولية ، بل ، إذ ، كان المرء من أتباع قول الحق ، يجد أن الاستثناءات معدومة بما فيها مهاجمة وزير خارجية الإدارة الأمريكية في الآونة الأخيرة ، وكان ، ايضاً ، من خصائص طبيعتها أن تثور الدولة العبرية من خلال ماكينة إعلامها الجهنمية ذات خصوصية هائلةُ التأثير ، كُلما أقترب الحل الذي سيلزمها فعلاً ، رسم حدودها ، والتى تسعى جاهدةً بالحفاظ على فضفاضيتها .
وليس سراً ، كما أنه لم يكن اكتشافا ، ابداً ، أن إسرائيل في واقع أمرها ترغب ، دون شك ، إبقاء الحال الفلسطيني بين الفلتان الأمني والإدارة الفاشلة ، الغارقة بالفساد والإفساد ، التى وصلت إلى حد الاستباحة ، وكما يبدو ، بعد مرور 8 سنوات على انتخاب الشعب الفلسطيني رئيساً جديداً باتت تضرب اخماسها بأسداسها على فقدانها كثير من الأوراق الفوضوية التى كانت تدخرها كاحتياطي ، تؤمن لها متى شاءت لخبطة الساحة الفلسطينية ، حيث ، تستغلها كذرائع مُستحضرَ من مخزونها ألاحتلالي تهدف بهذا ، التنصل من أي استحقاقات طال دفعها .
ذات يوم غير بعيد ، ومن تونس المقر الرسمي ، ألقى الرئيس عباس في المجلس المركزي ل م . ت . ف ، خطاباً حذر من السقوط في الممارسات الغير ناضجة ، تكون الحجج الفاعلة والذرائع المنقذة للإسرائيلي بتعطيل تنفيذ الاتفاق المفترض أن يوصل السلطة إلى عتبات الدولة ، وكأن استقراءه للقادم دلالة حية على معرفته بعمق بالماضي ، لهذا وضع يده على قلبه وقال ما أخافه أن لا نحسن الأداء .
من الانصاف القول ، لم تطلق المؤسسة السياسية الإسرائيلية وصفها جزافاً ، عندما تبين متأخراً لها خطورته الكامنة في ادارته لملف المفاوضات ، وهنا لا بد للتاريخ القريب أن يُقدم بشكل سلس وهادئ بعيداً عن اللغط والمناكفات القاصرة ، استقراءً يساعدنا جميعاً ، رغم حق الاختلاف ، لكننا ، نربط المقدمات بالنتائج المتوالية ، وبالتالي نستطيع أن نوظف القرائن التى نحتكم إليها لنرجح استقراء على الاستنتاجات ، لهذا ، لم تكن السنوات الثمانية الماضية ، خطواتها يسيرة ، بل ، حملت في طياتها العديد من العصي الغليظة وعلى رأسها الانقسام المخجل أمام تضحيات الشعب وتجربته الديمقراطية السباقة في المنطقة ، لكنها ، انتقلت لتُنهي مرحلة صعبة كان فيها الفلتان الأمني والفساد والإدارة الفاشلة والشخصنة اسياد المواقف ويعود كل ذلك في حقيقة الأمر إلى فقدان السيطرة على مسار الانتفاضة ، حيث ، تطلبَ جهداً مريراً عُولجت القضايا بخصوصية فائقة وصولاً إلى ما هو اليوم عليه من انضباط جعل الإسرائيلي حائراً ، مربكاً ، فاقد لعنصرين الانتقاد والاتكاء على اخطاء الماضي ، رغم ، المحاولات الحثيثة التى هددت وتهدد استمرارية اداء المؤسسة ، إن كانت عربياً أو دولياً ، وقد يكون العنصر الأهم كوسيلة ضاغطة من حين إلى أخر ، هو ، الدعم المالي المتراجع لحد التقتير ، بالإضافة ، لتراجع أفظع ، سجلته السنوات الأخيرة ، حيث باتت القضية المركزية عند العرب ليست من اولوياتهم وبذات القيمة لدى العالم .
مصداقية الرئيس الفلسطيني ، بالتأكيد ، تُزعج الكثير ، ليست مقتصرة عند توليه الرئاسة ، فحسب ، بل منذ كان الاستقطاب في ذروته والساحة السياسية مليئة بالتجمعات المتباينة ، حول عدة افكار احتاجت في أغلب الوقت إلى مناورات وتضليل ، حيث اتخذ البعض القفز في الهواء نهجاً وراهنوا على فرضيات خيالية لا تمت بصلة إلى الواقع ، بل ، هناك من يسعى إلى زراعة بذور الشك في ذهنية متابعي الشأن السياسي من أجل تحويلهم إلى رهائن للمسموع والمتناقل ، لكن التاريخ يسجل ايامه بشكل واضح لا لبس فيه ، وحتى الآن لم يتحول مرض الزهايمر إلى وباء معمم كي ينسى على وجه الخصوص الفلسطينيون والأردنيون تلك الأيام التى استعادة بعض ماء الوجه للعرب عام 1968 م عندما خاضا معركة الكرامة وحدهما دون أي مساندة تذكر ، ثم تبعها اجتياح الليطاني ومن ثم معركة الاقتلاع 1982 م ، تلاها انتفاضتين قاسيتين بالغتين التكلفة والمصير ، دقت جموع الناس من خلالهما ناقوسى الخطر ، القادم نحو الاحتلال والعالم ، بأن الفصل العنصري والقوانين العسكرية المفروضة تجعل منهم ذات سيادة اسمية ، وبالرغم من المواجهة الفاقدة للتوازن لم يلق الشعب الفلسطيني سوى الخذلان والعجز نتيجة صمت عربي ثقيل .
الارتهان للمسموع والمتناقل ( من إلى ) لا يجوز فيه اليقين ولا المطلق ، لأن الاستسلام لفئتي التطرف والمبالغة يؤديان إلى الهاوية والانحدار ، في كل مرة تتصاعد الاتهامات حول تنازل مُفترض بخصوص الثابت والثوابت ، يخرج في الوقت المناسب الرئيس الفلسطيني محمود عباس ليؤكد على سياق المفاوضات وعلى المكشوف يقول الرجل ما يقوله ، أمام الأمريكي والإسرائيلي والعربي ، بأن القدس لنا ويهودية الدولة مصطلح غريب عن الكون ، فهل يا ترى من خلال التجربة والاحتكاك بسياساته ومواقفه الراسخة ، ألم يأن ، أولاً للفلسطينيين وثانياً للعرب أن يتعلموا بأن براغماتية أبومازن مشبعة بالمبدئية ومبدئيته ليست غافلة عن استيعاب المتغير ، بل يعي جيداً ، ان لكل خديعة ، عمر ، ولكل تضليل ، نهاية .
والسلام



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وصف وظيفي ،،، للمستشار
- رهانات خاطئة ، تولَّد مثيلاتها من العنف
- سلاسل بيضاء
- يعيّش ، حالة فريدة
- حجر الفلاسفة
- اتفاقاً نووياً يطيح بالجامعة العربية
- اخفاق يشبه سلسلة اخفاقات
- الطاقة البديلة
- التعليم المنزوع من التربية
- دولة الطوق
- تأطير المثقف بطاقية أخفاء
- الحقيقة المقلوبة
- نظام تشليحي
- المنعطف الأهم
- الشاهد الوحيد ،،، أُعدم
- المصالح القادمة بميزان القوة
- حلاق القرية وسياسي المدينة
- مقايضة تنتهي بابتلاع التمساح للطيور
- كي تنجو
- عصر ... بلا بيت


المزيد.....




- صرخة أنجتها من الموت.. لحظات تحبس الأنفاس لطفلة كادت تُدهس أ ...
- ليدي غاغا تلهب أجواء شاطئ كوباكابانا بالبرازيل في حفل مجاني ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي: نستدعي عشرات آلاف الجنود لتوسيع الح ...
- إعلام عبري: ضباط وجنود احتياط إسرائيليون يرفضون بشكل كبير ال ...
- بعد استهداف مطار بن غوريون.. نتنياهو يهدد الحوثيين بضرب اليم ...
- عاصفة رملية تضرب العاصمة العراقية بغداد وتثير قلق السكان
- استئناف الرحلات الجوية في مطار بورتسودان بعد استهدافه بطائرا ...
- وسط تصاعد الفوضى في غزة.. حماس تعدم متهمين بالسرقة
- نتنياهو: سنرد على استهداف الحوثيين لمطار تل أبيب في الوقت وا ...
- ترامب يستبعد ترشحه لولاية ثالثة في 2028 ويؤكد تركيزه على -أر ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - أبومازن والواقع العربي