|
قراءة طبوغرافية
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 4360 - 2014 / 2 / 9 - 23:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قراءة طبوغرافية مروان صباح / يقع الالتباس عادةً عند العامة ، الغير متخصصة بالثقافة ، حيث تختلط التعريفات بعضها ببعض ، وهذا ، طبيعياً ، لا حرج فيه عند أغلب شعوب الأرض ، ولكي نفكك التشابك ، لا بد من تحسس المصدر الأول لهذا الانبثاث الأفقي ، وكما يصرح الواقع بأن الالتباس حاصلّ ، وانتهى الأمر ، عند بعض النخب ، التى عكست تدريجياً التباسها نحو القاعدة الأوسع ، هي بالتأكيد ، غير قادرة على التمييز بين المهن الثقافية بسبب تفوق انشغالها بالمعدة على العقل وقد يكون تغاضي عن الخطأ في مجالات عدة ، مسموح ، إلا أن ، من غير الطبيعي يقع ذات الخطأ بين المثقفين في زاوية تُعتبر ذات خصوصية ، إن كانت مقارنات شعرية أو نثرية او كتابة أفكار تتعلق بمواضيع سياسية وغيرهما تحمل نمطية السهل الممتنع ، تماماً ، كما هو حاصل من خلط في موقع أخر بين الصحفي والكاتب ، فهناك ارث من جملة تداخلات أدت إلى ترك انطباع لدى الذِهنية العامة بأن الصحفي ضروري تصنيفه بالكاتب كما أن الكاتب بالتأكيد ، صحفي ، وهذا في واقع العبثيّ ، قد يكون ، أما في واقع التمحيص غير وارد على الإطلاق لأن الفارق عميق ، بل ، المسألة في حيثياتها ترتكز على مفاهيم ثابتة التى تحدد الرؤى المتفاوتة بين واقعية الحدث الذي أصبح من الماضي القريب والواقعية الفائقة التى هي حاصل جمع تجارب متعمقة بالتاريخ بالإضافة للحاضر ، ويكون التفكير دائماً ، الغالب على التمييز بين الأحداث المتعاقبة والأفكار المتاحة للعمل معها في المنظور القريب ، لهذا ، القائد الحقيقي للكاتب هو العقل ، حيث تتغلب على كتاباته صيغّ ابداعية هاجعة هناك في الدماغ ، يراها البعض خيالية لكنها مقدمات مبكرة لما يمكن أن يحصل نتيجة نظّرته الثاقبة ، وقد تكون قصة الفيلسوف تشيكوف عندما حذر المجتمع منّ تبنيه لأنماط سلوكية ستؤدى حتماً بنتائج كارثية على العائلات التى تستخدم صانعات في بيوتهم ، كان في احدى كتاباته قد كتب عن بلوغ الصانعة الحد القهر ، قابله على الفور هجمة إستغرابية حين أكد بأن ، سيأتي يوم وتخنق الصانعة اثناء عملها المفرط والمتواصل ، الطفل المخدوم ، تماماً ، حصل ذلك بعد رحيل الكاتب الذي اخترق التركيز بعقود ونُشرت أول حادثة في الصحف للأسباب ذاتها ، مقابل ، صحفي ، مهني ، ينقل الحدث على النحو البانورامي دون أي استقراءات ، فلا يحذف ولا يضيف لكي لا يقع في الاستنتاجات . هنا وعلى وتيرة ما يحمله المسرح الخشبي للكلمة ، فأن وظيفة المبدعى ، إعطاء الكلمة معنى آخر عن المتداول ، مغايراً لما يقع من محظور في عبثية تبدو مزمنة ، حين يعتقد امرئ أن الطبقات توحدت كما سيحصل للتقاويم يوم القيامة ، والفوارق معدومة ، بل ، كما يبدو عن سابق تصميم وتصور ، تتقدم العبثيات لقطع الفاصل ، على الرغم بأن للشاعر قاموسه اللغوي وللكاتب ، أيضاً ، بالإضافة للناثر ، وتجد الإشارة ضرورة الابتعاد عن خصوصية الشاعر ، لكي نرسم مربعين ونوسع كل منهما على الشكل متوازي متقابل بين من يمتلك القدرة النثرية والأخرى ، السهل الممتنع ، وعند قراءة مكوناتهما الطبوغرافية ، نلاحظ ، بأن ، القاموسين مختلفين في الجوهر ، إلا انهما متقاربين في الشكل أحياناً أو من الفكرة المطروحة ، مع تحفظ ، واجب ، لكاتب بالروحية النثرية والإيقاع من داخل الكلمة ، كونه يختص فعلاً بميزة السرد الثقيل ، على الرغم من اشتكاء قارئيه وتسجيل اعترافات لحظية أو عابرة بصعوبة الفهم والحاجة للتركيز الخاص والتكرار لأكثر من مرة ، هذا يعود في حقيقة المنطق إلى واقع البلاغة الناتجة عن قاموس تأسس من بحر ، أمواجه عالية ، ودروب فيه مستقيمة وأخرى متعرجة ، تراكمت عبر السنوات مفردات وكلمات وعبارات تحتفظ بمهارتها بالإضافة إلى أنها انتقائية تستحضر من أماكن مخفية تماماً عن السطح ، بقدر ما هي تتطلب جهد الغوص المحكم في أعماق اللغة والإبداع ، لهذا ، لا بد أن يتوفر الحد الأدنى لمن يفكر بتقديم المقارنات بين الكِتابات ، وليس ضروري ، مجرد ممارسة القراءة ، تعطي انطباع لدى المرء ، بأنه أصبح شريك في وظيفة النقّد ، بل يتوجب ، هنا المعرفة ، بأن الناثر ، حتى لو كانت كتاباته مقالات فكرية أو اجتماعية أو سياسية ، تبقى تحمل عدة نقاط تغيب كما تبدو عن القراء ، اولاً ، الخيال المشبع بهواجس الحاضر ، يتبعها ، الفكر الذي اخترق حاجز التركيز انتهاءً بالإيقاعية . والأرجح أن الاختلاط ، لا يخلو من التباسات أخرى ، هي انكى مما تقدم ، بل أعمق وأخطر ، حيث تتدخل ، أيضاً ، المقارنات في مواقع صيغتها تحدياً جهولاً ، عندما تقاس بين كتابات فكرية بنمط نثري وأخرى جاءت نتيجة حدث بواقع السهل الممتنع ، ف ، تناول الأحداث التى وقعت على اختلاف مسائلها ، شيء ، وأخرى ، نتيجة استقراء للقائم ، شيء ، بالتأكيد مختلف ، لأن ، الكتابة المجردة من مرآتها التاريخية المرتبطة بثقافات المتعاقبة على الجغرافيا تبقى منزوعة الدسم ، ليس القصد أكثر صحياً ، بل ، أقل معرفةً بما يجري وما ينعكس تماماً على المستقبل . من انصاف القول ، وليس صعباً على رؤساء تحرير الصحف مراجعة منهجية ادارتهم بمفعول رجعي أو بمفاعيل الحاضر ، حيث تُرتكب خطايا بحق من يكتب بشكل يومي حاذفاً الفسحة الضرورية لإتاحة للعقل والتأمل والفكر أن لا يتورط بالاجترار والتكرار ، وهذا الحد الأدنى لحقوق الكاتب دون المساس بحقوقه المكتسبة ، لكي يبقى للموضوع قضية . والسلام كاتب عربي
#مروان_صباح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أبومازن والواقعية الفائقة
-
أبومازن والواقع العربي
-
وصف وظيفي ،،، للمستشار
-
رهانات خاطئة ، تولَّد مثيلاتها من العنف
-
سلاسل بيضاء
-
يعيّش ، حالة فريدة
-
حجر الفلاسفة
-
اتفاقاً نووياً يطيح بالجامعة العربية
-
اخفاق يشبه سلسلة اخفاقات
-
الطاقة البديلة
-
التعليم المنزوع من التربية
-
دولة الطوق
-
تأطير المثقف بطاقية أخفاء
-
الحقيقة المقلوبة
-
نظام تشليحي
-
المنعطف الأهم
-
الشاهد الوحيد ،،، أُعدم
-
المصالح القادمة بميزان القوة
-
حلاق القرية وسياسي المدينة
-
مقايضة تنتهي بابتلاع التمساح للطيور
المزيد.....
-
-أرسلها مواطن هارب-.. داخلية الكويت تعلن إحباط تهريب شحنة مخ
...
-
-التحالف الإسلامي- ينفذ برنامجا تدريبيا حول -الاستخبارات الب
...
-
سوريا.. ثالث باخرة فوسفات عالي الجودة تستعد للإبحار إلى روما
...
-
الشرطة الإسرائيلية: العثور على قنبلة موقوتة ملفوفة بعلم إسرا
...
-
سرقة ورعب في أحد ملاهي دمشق: اعتداءات على الحريات وفصائل مسل
...
-
محامون مصريون يطعنون أمام القضاء الإداري في قرار نشر اتفاقية
...
-
في تصعيد غير مسبوق .. الدعم السريع تستهدف بورتسودان بمسيرات
...
-
ترامب خلال لقاء مع -NBC-: أنا منفتح للسماح بحصول إيران على ب
...
-
مفتي السعودية يوجه رسالة وتحذيرا للحجاج
-
ضابط أمريكي سابق: ترامب أراد خداع روسيا لتجميد النزاع في أوك
...
المزيد.....
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
المزيد.....
|