أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم هادي - إنتخابات العصر الداعشي














المزيد.....

إنتخابات العصر الداعشي


قاسم هادي

الحوار المتمدن-العدد: 4429 - 2014 / 4 / 19 - 11:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان كان صدام حسين عميلا للاستخبارات المركزية الامريكية او لم يكن فان كل سياساته كانت تصب لصالح امريكا التي كانت آخرها حصولها على قواعد عسكرية دائمة في المنطقة لطالما حلمت بها حتى قبل بدء ما تسمى بالحرب الباردة والتي لم تكن يوما باردة. والتلميذ الجديد عميلا كان او لا فانه يتبع تماما خطى اساتذته اما النتيجة اليوم فانها لصالح طرفين متضادين او على الاقل تتقاطع في هذه المرحلة مصالحهما وهما امريكا وايران. كان المخطط الامريكي يهدف الى زرع خنجر في خاصرة روسيا وقد نجح في تاسيس القاعدة عام 1982 كما اشارت اليه هيلاري كلنتون الوزيرة السابقة للخارجية الامريكية. لكن هذا المارد ربما انقلب عليها تقاطعا للمصالح او دفعته هي باتجاه التقاطع كما فعلت وزيرة الخارجية الامريكية اثناء المكالمة الهاتفية التي قالت لصدام حسين بعد سؤاله عن مسألة الكويت ان هذا شأن داخلي لا شأن لنا به، وطبعا هي رسالة واضحة الى ان الكويت هي احدى ضواحيكم. وكما نفخ ذلك المخطط وعظّم خطر بن لادن وصدام حسين ووجد مبررا عالميا لإحتلال افغانستان والعراق ومحاولة فرض النظام العالمي الجديد واعلان امريكا القوة الوحيدة في العالم. فانها اليوم تتراجع متوسلة تدعو لاشراك اوربا وروسيا في ادارة العالم ورسالة اوباما للسلام العالمي ونتائج مؤتمر جنيف خير دليلين على هذا التراجع.
بغض النظر عن صحة تقارير الاندبندت والتايمز البريطانيتين او عدمه فان التقارير اشارت الى ان داعش تدار من قبل قاسم سليماني وانه يستخدم احد بيادقه وهو ابراهيم الراوي (ابو بكر البغدادي) التي اشارت التقارير عن خطأ فضيع ارتكبته القوات الامريكية حين سجنت الاخير مع قيادة القاعدة الامر الذي حوله من سلفي الى راديكالي حسب التقرير المذكور، واغلب الظن ان القوات الامريكية لم ترتكب خطأ. هذا الدعم المزدوج الذي يتلقاه المالكي ياتي أكله لأمريكا التي غادرت العراق بوجه أسود امام الرأي العام العالمي وتحاول بشتى الطرق انجاح العملية السياسية بقيادة المالكي معولة على اعادة جزء من هيبتها في حال استقرار الوضع العراقي، وفي الوقت نفسه فان ايران نالت نصيبها من ثمار المالكي منفذا مشاريعها في المنطقة بإضفاء صبغة ولاية الفقيه وتقويض النفوذ الامريكي ليس على العراق وحسب بل على المنطقة. ان اعلان ايران عن ان على امريكا ان تفاوض القاعدة من خلال طهران بدل من قطر رسالة واضحة للامريكان على ان ايران هي اللاعب الاساس في المنطقة وانها لديها مفاتيح القاعدة ايضا.
ان مجرد النظر الى توقيت الاحداث يبين بما لا يقبل الشك ان حملة المالكي ليست الا رسالة ما قبل الانتخابات. مجرد مراجعة الاحداث واعتصام الرمادي الذي طال اكثر من سنة يبين بوضوح ان المالكي لم يكن مستعدا للتفاوض وانه استخدم الاعتصام، كعدة جهات اخرى طبعا مواليه له او مساندة للاعتصامات، استخدمه في اطار ورقته الطائفية. لم يرضخ المالكي الى دعوات العشائر وغيرها بالرغم من توسع حملة الاعتصامات وامتدادها الى مدن اخرى. وقد تمت سرقتها لصالح احزاب وجماعات الاسلام السياسي السني. وفي هذا المضمار فان قبول المالكي على انسحاب الجيش من الانبار رضوخا لمطالب العشائر كان احد اركان الرسالة التي يود توجيهها. ان تبعات انسحاب الجيش بالمبررات الساذجة التي اعلنها الجيش كانت عودة داعش للسيطرة على الكثير من المناطق وانتشار نفوذها الى صلاح الدين وديالى وبابل ومشارف بغداد وفرض قوانين الذبح والجلد وغيرها وافغنة تلك المدن، كما ان حملة قتل رؤساء العشائر وكبار المتصدين لحكم داعش انتشرت بقوة على خلفية اتهامهم بالتعاون مع قوات المالكي، هذا ناهيك عن الفوضى والتخبط التي نالت المعارضين هناك من غير المؤيدين لداعش على خلفية اتهامهم بدعم الارهاب والتستر على قيادات القاعدة داخل خيم الاعتصام الامر الذي ابرزه المالكي كأحد اسباب فض الاعتصام بالطريقة البشعة التي جرت.
ان اختصار رسالة المالكي هو ان يضع الجماهير وجه لوجه مع الارهاب فلا تعود قادرة على المطالبة او حتى التفكير بالبطاقة التموينية او الفساد الذي دخل كل مفاصل المؤسسات والوزارات وتوابعها، ولا تعود مكترثة بمحاسبة المجرمين والفاسدين من اركان العملية السياسية، وليست مهتمة بالنتيجة بالمأكل او الكهرباء وبقية الخدمات لأن خطر الجلد والذبح اقعدهم في بيوتهم خصوصا في المناطق المنكوبة. ان سوء الخدمات وفياضانات المدن بسبب الامطار وشحة البطاقة التموينية وتذبذبها والبطالة المليونية ناهيك عن عدم توقف عمليات السيارات المفخخة اصبحت كلها مسائل تكاد ان تكون من الدرجة الثانية قياسا الى سيطرة داعش على المدن تباعا وافغنتها. وفي الطريق الى صناديق الاقتراع وبدون الحاجة الى تصفية المخالفين عن طريق هيئة الاجتثاث او المحكمة الدستورية او التزوير وتمزيق صور الناخبين المخالفين وفتوى تحريم انتخاب العلماني، وكل هذا يجري على قدم وساق، لكن التاثير الاعظم يأتي من وراء ذلك كله. حيث تبين رسالة المالكي الى ان انتخبوني فاطلق عليكم كلابي وحاشيتي وفساد حكومتي او لا تفعلوا فتحكمكم داعش.
ان مهزلة الانتخابات لاتقف عند الحدود التي يتباكى عليها البعض من تمزيق الصور وغيرها بل انها حملة موجهة بالكامل، فتاوى للموهومين، عدو شرس متاهب لمن قد لايتبع الفتاوى فيحكمه الخوف بدل الفتوى، حملة اعلامية شعواء للنيل من المخالفين، واخيرا تسخير اجهزة الدولة من هيئة الاجتثاث والمحكمة الدستورية واعتقالات الداخلية لمن تبقى من المنافسين، حتى ان الحكومات المحلية بالمحافظات سخرت قواها بنفس الطريقة. ان منظومة الاسلام السياسي الشيعي تمارس الادوار نفسها وبالاتجاهات ذاتها وان اختلفوا وتقاتلوا فيما بينهم، وان استخدم احدهم كالمجلس الاعلى ورقة التغليف بالسليفون المدني. اما التيار القومي والاسلام السياسي السني وان لعبوا منفردين الا ان ادوارهم واتجاهاتهم تكاد تكون واحدة باتجاه تصعيد الاتهامات بالطائفية بغية تأجيجها والعزف على اوتار التاريخ العروبي الملئ بالاجرام والتغني بالماضي المجيد مع التجذيب الكثير لمجازر ذلك التاريخ.



#قاسم_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمحة عن المناظرات الدينية
- -متاسلمون- تضليل فج
- قزوينكم ام مدّنا من سيضحك أخيرا؟
- حوار ... برئ
- القبانجي ليس بثائر ...
- أبي وأمي ليسا فداءا لأحد
- إحتفال القتل البربري
- الجماهير في طريق اللاعودة
- الناتو يريدها حرباً
- سنكون معا ... ضد إتحاد البرابرة
- المجالس العمالية... مصير لا يمكن تفاديه
- معضلتان في أحداث العراق
- الجبهة المدنية والتحررية الغائبة
- رسالة إلى العالم بصدد اعتقال مسؤول حملة محاكمة صدام
- الى العمال في العالم
- مشروع قرار حول حل ازمة البطالة
- أزمة البطالة..الى أين تأخذ المرأة
- مشروع السلامة الوطنية.. أعادة أنتاج الاستبداد
- رداً على تصريحات وزارة العمل


المزيد.....




- الأردن: مستوطنون إسرائيليون اعتدوا على قافلتي مساعدات في طري ...
- فيدان .. تركيا ستنضم إلى استئناف جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بمح ...
- -معلومات مضللة-.. موسكو تنفي اتهامات بروكسل لها بانتهاك حقوق ...
- مراقب الدولة في إسرائيل يبدأ تحقيقا عسكريا بهزيمة الجيش أمام ...
- شاب سعودي يقتل أخته لعدم رضاه عن عملها وقيادتها السيارة
- صاحب -ثلاثية نيويورك- و-4 3 2 1-.. بول أوستر يودع الحياة عن ...
- فيضانات كينيا تجبر السلطات على إجلاء السياح من محمية ماساي م ...
- فيديو: وزير الخارجية الفرنسي يستكمل جولته الإقليمية بلقاء نظ ...
- شجب حقوقي لإدانة الناشطة السعودية مناهل العتيبي بـ-الإرهاب- ...
- السعودية.. جريمة مروعة في نجران تثير غضبا كبيرا والسلطات تتح ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم هادي - إنتخابات العصر الداعشي