أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد قانصو - دوّار الشمس














المزيد.....

دوّار الشمس


محمد قانصو

الحوار المتمدن-العدد: 4417 - 2014 / 4 / 7 - 07:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


.. وحين وصل إليه حيّاه و أهداه زهرة دوّار الشمس !..
تعجّب الملك من هديته ولم يستطع أن يخفي دهشته وحيرته، فأومأ على عجل لأحد حراسه أن يستوقف ذلك الرجل ..
لحق الحارس به، وقد همّ بالخروج من قاعة الاستقبال المكتظّة بالناس المغمورين بفرحة لقاء الملك. قال الحارس : إنّ صاحب الجلالة يأمر باستبقائك فهلمّ معي ..
لم يسأل عن الأسباب، ولم تأخذه الدهشة المقرونة بالخوف والرهبة، وإنما مشى بتؤدة أمام الحارس الذي قاده إلى غرفة ملحقة بالقاعة الكبيرة .
انتهى الاحتفال وخلا المكان من الجموع التي استنفذت كلّ تملّقها ومديحها، وأودعت جلالة الملك هداياها المجبولة بعرق الأيام وخبز الفقراء.
أمر الملك بإحضار الرجل فأدخل عليه، وبدون مقدمات عاجله بالسؤال:
من أنت ؟ وما سرّ زهرتك هذه ؟
قال الرجل : أما أنا فمن أبناء رعيتكم، أعيش في هذه المملكة، أملك قوتي كفاف يومي ، وأستزيد من قوت عقل لا يرضى بالقليل ..
وأما زهرتي ، فقد أهداني نظيرها والدي مذ كنت صبياً ورفيقاً له في الحقل، يوماً ما قال لي : يا بنيّ أنظر إلى هذه الزهرة فهي رفيقة الشمس الدائمة، وجهها لا يشيح عن النور ، والنور يعني الحقيقة التي لا تغيّبها العتمة، يا بنيّ لتكن زهرة دوّار الشمس شعارك في الحياة ، عش كما هذه الزهرة، وجهك دائماً للشمس ووجهتك أبداً للحقيقة ..
ومنذ ذلك اليوم وأنا شديد التعلّق بدوار الشمس، أزرعها في حقلي، أزين بها جدراني ودفاتري ، وأهديها لمن أحبّ وأرجو له الخير ..
قال الملك : ولما خصصتني بها وإلامَ ترمي من وراء ذلك ؟
أجاب الرجل : يا صاحب الجلالة الناس عبيد أهوائهم و الدنيا دار افتتان، ولكم سقط في شباكها كثيرون ممن كانت تسحرنا ألسنتهم وترهقنا أفعالهم، كم من خطيب كان يبيع الحق بالباطل، وتاجر بالدين يقود الناس إلى الضلالة، كم من حاكم مستبّد بنى سلطانه على هياكل الضعفاء وجماجمهم، كم من مال نهب، ودم سفك باسم الله والعدالة .
يا صاحب الجلالة لا يغرنّك أولئك الذين جاءوا محمّلين بالهدايا، وأطربوك بمديحهم وتصفيقهم، فوالله ما قادهم إليك إلا الخوف والطمع، الخوف من سطوتك، والطمع بما في يديك. جاءوك وقد أسلسوا قيادهم لك وأوكلوك أمورهم، حملوا إليك عقولهم لتفكّر عنهم، وأقروا لك بالطاعة العمياء لتكون سيّدهم ..
فإن أحسنت إليهم ولو من جيوبهم سبّحوا باسمك ورفعوا صورك في الساحات، وإن لم يهطل عليهم غيثك سلقوك بألسنة حداد ..
يا صاحب الجلالة أعذرني إن لم أنحنِ لك حدّ الركوع كما يفعل الناس، لأني نذرت ركوعي للكبير المتعال ، وتجاوز عن جرأتي التي لم أقصد منها الإساءة بقدر ما أردت النصيحة والإحسان ..
أيها الملك كن كدوّار الشمس وجهتك الحق والخير، واجعل من هذه الزهرة شعاراً لمملكتك ورمزاً لحكمك، تصفّح وجه الشمس لينعكس نورها على محيّاك، ليضيء لك الطريق ويهديك السبيل، فيسود العدل في الرعيّة، ويعمّ الخير، وينتصف للمظلوم من الظالم .
أيها الملك « قلِ الحقّ في وجوه الأقوياء، واحرص على أن لا تقول الباطل لتكسب تصفيق الضعفاء»، وما أروع أن يصفّق لك هؤلاء، لأنهم أبعد ما يكونون عن التملّق والزيف ..
أطرق الملك وقد أعجبه كلام الرجل المسترسل في خطابه الوعظي، وكان مستمعاً باهتمام لكل ما ينثره ذلك الحكيم من دروس وعبر .
وحين انتهى من مقالته الجميلة تبسّم الملك في وجهه وأذن له بالانصراف .
و في اليوم التالي تفاجأ الناس حين رأوا راية كبيرة زرقاء تتوسطها زهرة دوّار الشمس تعلو القصر المنيف !..

بقلم : الشيخ محمد أسعد قانصو



#محمد_قانصو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلنا مخطئون ..
- كيلو جرائد ..
- أمي الشهيدة
- ليس بين الله وبين أحد قرابة ..
- الأعمى ..
- إنا تطيرنا بكم .. ( الغراب )
- وحيداً على رصيف الوجع ..
- نشرة الأخبار!..
- حكومة إنقاذ او على البلد السلام ..
- للمرأة كل الأيام ..
- الدم الضائع بين القبائل ..
- الحكمة أيها اللبنانيون
- يا زمن الحسين !..
- لسان العرب!..
- الجوع ..
- مياومون ..
- الكتابة رسالة ..
- آباء الشعب المحترمين
- الديموقراطية صنيعة الأمة ونتاج وعيها ..
- قانون سكسونيا !..


المزيد.....




- لعبة لطالما ارتبطت بكبار السن وتلقى رواجًا بين شباب بريطانيا ...
- وصفها بأنها -محرجة-.. استمع لما قاله مذيع CNN عن قمة ترامب و ...
- مصمّمة نيجيرية تخطف الأنظار عالميًا بأزياء هندسية مستوحاة من ...
- -أوهام عدوانية-.. رغد صدام تعلق على تصريحات نتنياهو عن -إسرا ...
- وثيقة سرية على مكتب نتنياهو.. حماس قد توافق على صفقة جزئية ت ...
- ترامب يتنمّر على الحلفاء والرؤساء
- ظروف صعبة يعيشها كبار السن في غزة نتيجة الحصار والتجويع
- كبريات الصحف الأميركية تجمع على انتقاد قمة ترامب وبوتين بألا ...
- هآرتس: سموتريتش محق وخطة الاستيطان الجديدة ستدفن الدولة الفل ...
- تعرف على أبرز المبادرات التي سعت إلى وقف حرب روسيا على أوكرا ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد قانصو - دوّار الشمس