أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - التغيير ممكن..والمطلوب هو...؟















المزيد.....

التغيير ممكن..والمطلوب هو...؟


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4413 - 2014 / 4 / 3 - 08:40
المحور: المجتمع المدني
    



دخلنا شهر نيسان..الموعود بالتغيير،وفيه سترون العجائب من الدعايات الانتخابية..من اللواتي لا يضعن صورهن على ملصقاتهن (حرام) في اشارة انهن متدينات،الى اللواتي يضعن المساحيق (والحمرة الطوخ) في اشارة انهن متحضرات،ومن الذين يلبسون العمائم ويطيلون اللحى ويكوون الجبهات في اشارة انهم اتقياء ،الى (الأفندية..بآخر لوك) في اشارة انهم علمانيون..الى آخرى تثير فيكم الضحك المرّ وتجعلكم تصفقون الراح بالراح!..وكأن التصويت سيكون على المظهر لا على ما يمتلكه المرشح من مواصفات الكفاءة والخبرة والسيرة العلمية والسمعة الحسنة.والأوجع،ان فاسدين سيملئون الشوارع بدعايات انتخابية ضخمة ويدفعون لفضائيات ملايين الدولارات دون خجل انها من مال مسروق.
وأزاء ذلك يفترض في الناخب العراقي ان يأتي ببرلمان جديد يحيلهم الى القضاء لتقاضيهم رواتب ضخمة وتقاعد مفرط في النهم، واسترجاع ما اخذوه دون وجه حق،ومحاكمتهم بتهم الفساد والتزوير والتحايل وخيانة الوعود،فضلا عما سببوه من تهرؤ في الاخلاق والقيم ومعاناة اجتماعية واحباط وعزلهم لأنفسهم في منطقة خضراء تنعم بالرفاهية والأمان وتركهم لمن انتخبوهم يعيشون البؤس والأحزان.
وما يحصل الان ان الناخب العراقي يتعرض الى هجمات مباشرة واخرى غير مباشرة من ثلاث جبهات تستهدف تيئيسه بأن التغيير غير ممكن وايصاله الى حالة العجز التام بقبول سوء الحال.فاحزاب السلطة عمدت منذ زمن الى ان تجعل المواطن يقتنع بقولهم بانه(ماكو غيرنا)..واستخدمت آلية التكرار في ترديد هذه المقولة لتوصله الى جعله يرى نفسه انه حيثما ولّى وجهه فأنه ملاقيهم.
وللأسف ،فانه وقع بهذه (المصيدة) في آذار الماضي محللون سياسيون ومثقفون،راحوا يتحدثون عبر وسائل الاعلام بما يجعل المواطن الحائر يخرج بنتيجة أن العراق ليس فيه سوى الكتل الكبرى..وجعلوه يحصر التنافس الانتخابي بين رموز الحكومة والبرلمان وكأن البلد قد خلا من اهله مع ان هنالك اكثر من تسعة آلاف مرشّح بينهم اصحاب كفاءات وخبرات..ومن المحروقة قلوبهم على الوطن وأهله.
والجبهة الثالثة هي القوى المناوئة للسلطة التي اخذت تشيع بين الناس بأن الانتخابات سوف لن تكون نزيهة،وراحت تستنجد بالأمين العام للأمم المتحدة وكأنه الحامي الناصر لهم فيما يراه العراقي بأنه (لا يحل ولا يربط).
وما يؤلم اننا تحدثنا مع اشخاص بسطاء فوجدنا ان تأثير هذه الجبهات قد فعل فعله في اضعاف الروح المعنوية للناخبين العراقيين،وصاروا يتبادلون فيما بينهم عبارات تيئيسية من قبيل:(يمعود شتنتخب..وعيونك العراق انباع وخلص)،واخرى تقعد من يعيش حالة التردد على شاكلة:( لا اتعّب نفسك..وداعتك النتائج محسومة مقدّما ان رحت او ما رحت)،(وشراح يفيد صوتك وصوتي والبطاقات الانتخابية انباعت بالالاف)،وأخرى تعميمات خاطئة:( وشحصلنه من اللي يكولون نخاف الله حتى نجرّب غيرهم،)وأخرى تخديرية :(شين التعرفه احسن من زين الما تعرفه ،والعراق من يومه ما تصيرله جاره، وهذا قدرنه وأمرنا لله..)..وحتى الذين كانوا يعشقون رموزا وطنية صاروا ،من خيبتهم فيهم،يرددون مع انفسهم:(ياريل طلعوا دغش والوطن جذابي!).
لقد اشرنا سابقا الى ان الناخبين العراقين يتوزعون على ثلاثة مواقف:المنتمون لأحزاب السلطة والمنتفعون منها،والمنتمون للقوى المدنية والديمقراطية والدينية المعتدلة والمتعاطفون معها،والجماهير الموزعة بين العازفين عن المشاركة بالانتخابات والمترددين والمنتظرين ظهور بديل جديد.
وفي ضوء مؤشرات انتخابية سابقة فأن الذي يحسم نتائج انتخابات نيسان 2014 هو حجم مشاركة اللامنتمين،لأنهم يشكلون النسبة الأكبر مقايسة بعدد المنتمين الى الأحزاب السياسية.
والمشكلة ان الغالبية من هؤلاء واقعون تحت تأثيرين من جبهتين متضادتين يحققان هدفا واحدا هو تيئيس الناخب العراقي من حصول التغيير.فأحزاب السلطة ستمارس دعايات انتخابية ضخمة..وستملأ الشوارع بصور مرشحيها،وتوزع الهدايا وتمنح الوعود لوجوه اجتماعية بتولّي مسؤوليات مرموقة،وتغري كبار رجال الاعمال بمقاولات دسمة..وستعمد الى توظيف مواعظ دينية واخرى اخلاقية تحذّر من فساد اخلاق ان هم ذهبوا مع انهم كانوا الأفسد في تاريخ العراق ،واخرى تخويفية بأنه (تصير دمايات) ان استلمها غيرهم..وكل ما يجعل الناخب يقتنع بأنه (ماكو غيرهم). والمفارقة ان قوى التغيير تعزز لدي المواطن هذا الرأي(الاعتقاد) لكونها تبدو له غير قادرة على التغيير بسبب ممارستها دور المستضعف،المستنجد،الشاكي الباكي الذي يستصرخ هذا وذاك لنصرته. وهكذا بات الناخب العراقي يتلقى (السطرات) من كل الجهات لتيئيسه من امكانية التغيير،مع انه ليس من المنطق ولا هو بالمعقول ان يستمر الحال اربع سنوات اخرى شبع فيها المواطن قهرا وتأخر الوطن دهرا.
ما المطلوب اذن؟
المطلوب:ان على قوى التغيير(مدنية،تقدمية،ديمقراطية،دينية معتدلة)ان تغير موقفها (360)درجة،بأن تتحول من موقف:المستضعف،المغلوب على أمره،الشاكي الباكي الذي يشيع بين الناس ان الانتخابات لن تكون نزيهة، وأن الأمور منفلتة وفوضى، وأنه لا اجراءات فنية وقانونية لدى مفوضية الانتخابات ولا ولا...الى دور الواثق من نفسه،القوي بالحق وللحق،القادر على كشف عمليات التزوير في الانتخابات،والمتوعد بكشف المزورين،والفاضح للفاسدين، بصيغة كشف الناهب لقوت الناخب، والفاشل في ادارة الدولة لا بصيغة التسقيط والتشهير..المجيد لفن الاقناع بتوظيف حقائق موضوعية في خطابه للناس من قبيل: ان الملايين التي يصرفها رموز السلطة على الدعايات الانتخابية هي من اموالكم ايها العراقيون،لأنهم حين جاءوا الى العراق كانوا لا يملكون ثمن تذكرة الطائرة،وان مئة وعشرين مليار دولار نهبها مسؤولون كانت تكفي لأن لا يبقى فقير في العراق،وأن بقاء الرموز الفاسدة في السلطة ،والمشبوهة في الكيانات السياسية والخالقة للأزمات..يعني بقاء العراقيين اربع سنوات اخرى من انعدام الامن والبطالة وسوء الحال والجزع والمضي في طريق هلاك العراقيين وتفتيت العراق..وعلى مثل هذا الايقاع القوي المقنع ينبغي ان يكون صوت قوى التغيير..يجهر به اعلاميون ومتحدثون يجيدون فن الاقناع.
وأسف مرة أخرى ان قوى التغيير تفرّط بمواقف لقوى اخرى لها تاثيرها الجماهيري الكبير ولا توظفها لما يخدم قضيتها..مع ان كليهما يستهدفات التغيير. فلقد دعت المرجعية، جميع العراقيين الى المشاركة في الانتخابات، واوصتهم باختيار الاصلح الذي يمتاز بثلاث صفات: الكفاءة والخبرة والنزاهة،وانها لا تريد (دولة اشخاص او كيانات بل دولة مؤسسات)، وأن لا يكون التنافس قائما على العنف بل على التعديل والتغيير،وتأكيدها على محاربة الفساد وتصريحها العلني في خطب الجمعة ان في الحكومة والبرلمان "لصوص وحيتان"..وهو وصف دقيق يدعمه تصريح للسيد رئيس مجلس الوزراء قال فيه ان لديه " ملفات عن فاسدين لو كشفناها لانقلب عاليها سافلها "..الى غير ذلك من حقائق واحداث لو احسنت قوى التغيير استخدامها لشكلت ضربات موجعة للخصم(القوي الفاشل) في حلبة التنافس الانتخابي.
هل ستتحول قوى التغيير من القطب السالب الى القطب الموجب وتغير موقفها وخطابها 360 درجة..من موقف المستضعف،المستنجد،الشاكي الباكي..الى موقف القوي الواثق من انتصار الكفاءة على الجهل والنزاهة على الخيانة والوعد الحق بالخلاص من الجزع والنكد والخوف وتوقع الشر..وكأن العراقيين ليسوا من البشر برغم انهم اذكى شعوب المنطقة ويعيشون في وطن ينفرد بامتلاكه ثلاث ثروات لتحقيق الرفاهية :تحت الأرض وفوقها وفي العقول..هل سيتغير؟
نأمل ذلك..مع خالص تمنياتنا بالموفقية لكل قلب مسكون بحب العراق وأهله.

(*) مرشّح التحالف المدني الديمقراطي



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأفكار اللاعقلانية..وسيكولوجيا الغالب والمغلوب
- لأن العراق اصبح أشبه ب(المنهوبة)!
- ثقافة نفسية(115):السمنة عند الأطفال
- ثقافة التسامح
- خطاب (ماكو غيرهم)..وهم وتضليل
- حوار مع الدكتور قاسم حسين صالح- حاوره: قاسم موزان
- حذار من اليأس
- برلمان أمعط..وشعب محبط
- قوادون وبغايا..يرشحّون للبرلمان العراقي!
- العراقيون والصراع واللاوعي الجمعي..تحليل سيكوبولتك
- ثقافة نفسية(112):نوبة الذعر
- الهروب الى أل(آي فون)!
- في سيكولوجيا الحكّام والشعوب العربية (2-2)
- في سيكولوجيا الحكّام والشعوب العربية (1-2)
- ثقافة نفسية(111):جهاز السعادة
- سنة جديدة..للعراقيين!
- كتابات ساخرة: قيم الركاع من ديرة عفج
- قوى التغيير وفن الاقناع
- هل كان للموساد دور في مقتل الأميرة ديانا؟
- حملة:من اجل اغنية عراقية فيها ذوق ومتعة روحية


المزيد.....




- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - التغيير ممكن..والمطلوب هو...؟