عبدالكريم الساعدي
الحوار المتمدن-العدد: 4408 - 2014 / 3 / 29 - 22:19
المحور:
الادب والفن
بعدَ غيابٍ طويل
حيثُ خيوط الثلجِ
تغزو فروةَ الرأسِ
على الأرصفةِ ،
وفوقَ ازدحامِ المحطاتِ
ألملِمُ خُطوَتي
من تحت تَعثّرِ نشوةِ الأمسِ
أتخطّى أمنيةَ صمتي
كأخرس يُلوّحُ بعينيهِ لضجيجِ الهمسِ
أندهشُ لما تبقّى من كأسي
فزِعاً
ورمشي بين َ جفونِ الحسراتِ
يُصلَبُ غريباً في الفجرِ
وفي أسفارِ الليلِ الملتهبةِ
وعلى ضفافِ اللاشيء
الراكضِ بأسفاري المنسيّةِ
أستافُ تراتيلَ الفرحِ
من وحلِ الصدأ
وأحفرُ في الفراغِ ثقباً أسوداً
يجذبُ كلّي من أشلاء الكونِ
ذلكَ حلمٌ يلتحفُ تمتماتَ صمتي
مُذْ كنتُ مُدجّجاً بعوالمِ الذكرى
وأزهاري بطيفِ ألوانِها
ترسمني وهجاً فوقَ الأفقِ
أنا مرآةُ الصمتِ ،
وهذا ضجيجُ موتي
آه لو كنتِ معي قبلَ أن يسقطَ كأسي
حيثُ يطرقُ الفجرُ ليالينا ،
فيغفو الطرفُ فوقَ نشوةِ ماضينا
ولأنّي مثلُكِ تسبدِلُ الطرقاتُ خطواتي
أتساءَلُ:
لماذا أختنِقُ بالنسيانِ ؟
ولماذا نغطي عوراتِ الصمتِ ؟
وحينَ يغردُ الحزنُ فوقَ الجراحِ
منسيّا
يخنقني الوجدُ رغبةً في لسعةِ مدنكِ البعيدة
ثمةَ استفاقة للهمسِ :
كلّما عشقتُ امرأةً مثلكِ
تشكّلتْ قصيييييييييييييييييييييييييييييييييدة.
#عبدالكريم_الساعدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟