أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - هواجس ملموسة في الانتخابات التشريعية















المزيد.....

هواجس ملموسة في الانتخابات التشريعية


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 4402 - 2014 / 3 / 23 - 12:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكثير من الأحزاب والكتل السياسية تتحدث عن الانتخابات التشريعية القادمة وكأنها سفينة نوح التي طال انتظارها لكي تنقذ البلاد من الغرق وتعيدها إلى المسار المستقيم وتجتاز بها أهوال الوضع الأمني والاقتصادي والمعيشي والخدمي السيئ ، وتخلصها من صراع الديكة للهيمنة وتغلق المنافذ أمام الدكتاتورية الجديدة التي تلبس " دشداشة صبغ النيل "بإسم الديمقراطية الحديثة لكي تصل سفينة نوح " العراق " إلى شاطئ الأمان، وبما أن التشاؤم صفة نكوصية ولكن ليس باليد حيلة فإننا نقول مضطرين بالتفاؤل لحرصنا على شرط بدون سذاجة مفرطة حتى لا نتهم بالبله، فالكثير من الدلائل تشير أن لا هناك تغيير كبير في النتائج القادمة إلا اللهم إذا ما دقق خطاب التيار الديمقراطي والحزب الشيوعي العراقي بشكل صحيح من قبل الجماهير العراقية بعدما جربت من انتخبتهم وتعرفت على أعمالهم وهل نفذوا ما وعدوا به ! وهل وعت هذه الجماهير حقوقها ومطالبها المشروعة وبواجبات ممثليها في البرلمان، فخلال الدورات الانتخابية السابقة والأخيرة بالذات لم يكن لا النواب ولا البرلمان بالمستوى الذي يقال عنه أنهم أدوا واجبهم وقاموا بعملهم ووحدوا جهودهم بالرغم من انتماءاتهم الحزبية وغير الحزبية من اجل مصالح
أولاً : شعبهم
وثانياً : من صوتوا لهم
فهم غائبون حاضرون ما بين جلسات البرلمان، يتلاسنون ويتفننون في التصريحات ويتقاتلون من أجل مصالح كتلهم الضيقة لكنهم سرعان ما يتفقون على رعاية مصالحهم الذاتية واكبر مثال ما جرى من الاتفاق على رواتبهم التقاعدية الخيالية، بينما عطلت العديد من القوانين المهمة التي تخدم البلاد وأجلت العديد من جلسات البرلمان بسبب غياباتهم غير المشروعة أو رفضهم حضور الجلسات بحجة اعتراضهم على جدولها وهاهي الكتل الثلاث المتنفذة تتبادل الأدوار في مقاطعة جلسات البرلمان ولكل كتلة ذرائعها، فائتلاف دولة القانون تقاطع لأن جدول الاجتماع يخلو من الموازنة العامة، وكتلة متحدون للإصلاح لها مآرب لا تُعرف لأنها مازالت تفكر باتخاذ موقف جديد إزاء الجلسات حول قضية الانبار، أما التحالف الكردستاني فهو متمسك بعدم الحضور إذا ما بحثت الموازنة الاتحادية وفي الجانب الداخلي فـ ( 4 ) شهور مرت على الانتخابات في الإقليم ولم يتم تشكيل الحكومة .
لقد أطلق على البرلمان الحالي العديد من الألقاب والصفات غير الحميدة واعتبر بحق برلماناً مشلولاً وفاشلاً ومقصراً في أداء واجبه التشريعي والرقابي لا بل أصبح البعض من كتله السياسية جزء من السلطة التشريعية وبخاصة المهيمنين على القرار حيث تؤمر بأوامر الاعتراض أو المقاطعة إذا ما وجدت أنها لا تخدم مصالحها وأهدافها السياسية ولا توجهاتها الحزبية الضيقة، حتى وان كانت تخدم الشعب والبلاد فالمصلحة المنحصرة في أنانية الهيمنة والتسويف لديها أفضل من مصلحة البلاد وأفضل من مصالح الجماهير وأفضل من مصالح إنجاح العملية السياسية ولا يهمها الانحدار والوضع المزري ووصول البلاد إلى مشارف الحرب الطائفية الأهلية أو التقسيم الذي أصبح مؤشراً في تهديدات البعض من الكتل والأحزاب الطائفية والقوى التكفيرية بحجة مصالح هذه الفئة من الشعب أو تلك الفئة، بينما والحق يقال هم أساسا ضد مصالح الجميع لأنهم يتفننون في تطبيق المثل الاستعماري القديم " فرق تسد" وهم لا يعرفون انه قاتلهم قبل غيرهم.
إن الانتخابات القادمة على الأبواب على رغم من وجود شكوك كثيرة حول قيامها في ظروف العراق الحالية فليس من المعقول تجاوز محنة الحرب في الانبار والفلوجة ومئات الآلاف من المواطنين تركوا منازلهم ومناطقهم وأعمالهم تهجيراً أو هرباً من القتال والقصف العشوائي الذي كان واسع الدمار، كما أن الأوضاع الأمنية السيئة في نينوى وديالى وصلاح الدين وكركوك وغيرهم من المحافظات والقصبات لا يحسد عليه، ثم هناك قرارات قضائية انتقائية في استبعاد العديد من النواب للترشيح في الانتخابات القادمة ودخول القضاء طرف في منعهم بتهم تتعلق بحسن السيرة والسلوك وتهم جنائية "واستبعدت محكمة التمييز في ( 16) من آذار الجاري (2014 ) " النواب عبد ذياب العجيلي وجواد الشهيلي وصباح الساعدي وحيدر الملا ووزير المالية المستقيل رافع العيساوي بشكل نهائي عن المشاركة في الانتخابات المقبلة" وهناك قلق جدي بأن الأحوال القادمة لا تبشر بالخير وقد يتم استبعاد آخرين بتهم إعلامية، واعتبر الكثير من المراقبين والمواطنين أن هذه الانتقائية غريبة عن السلوك الانتخابي الديمقراطي وهو كيد سياسي لا يرتبط بمواد الدستور حول التهم الجنائية، كما اعتبروا هذه الخطوة دليل على أن الانتخابات لن تسلم من التزوير لمصلحة السيد رئيس الوزراء وائتلافه دولة القانون وهناك سعي لاستبعاد آخرين بتهم شتى، وقد برأت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات نفسها حيث نشرت صحيفة الاستقامة في بغداد تأكيدها بأن هناك " أكثر من ( 500 ) أمر إلقاء القبض على مرشحين للانتخابات بتهم مختلفة لم تتعامل المفوضية معها ولم تستبعد إي مرشح للانتخابات البرلمانية القادمة بناء على مذكرات إلقاء القبض، وفي هذا الصدد أشار بصريح العبارة السيد صدر الدين القبانجي إمام جمعة النجف الاشرف إلى ضرورة تحقيق المهنية في قضايا استبعاد المرشحين في الانتخابات القادمة وإنه " يجب تحقيق المهنية العالية في استبعاد المرشحين عن مجلس النواب العراقي بعيدا عن الضغوط والتأثيرات السياسية " وقد تساءل " لماذا إبقاء مرشح وهو محكوم ومن أصدقاء صدام وصاحب سجل اسود مع الإرهاب والطائفية وسجله قيد التحقيق ؟ فيما تُغلق الأبواب على مرشح لم يثبت عليه شيْ" .. فهل ستجري الاستجابة لطلبه أو طلب مئات الآلاف من المواطنين والمراقبين والذين تهمهم ديمقراطية الانتخابات ومستقبل العملية السياسية ؟ بالتأكيد سيكون الحكم صعباً ونقول أن الاستبعاد لن يكون وحده الساعي للتدخل لمنع البعض من المعارضين أمثال السيد مثال الالوسي وغيره أو حتى من التحالف المدني الديمقراطي وسوف تُخلق العديد من المطبات والعثرات للتأثير على سير الانتخابات إن كان قبلها أو أثنائها وما علينا إلا الانتظار إذا ما جرت الانتخابات في موعدها المحدد!، ولن نذهب إلى القول بوجود مخطط للتأجيل وحل البرلمان وان يبقى السيد نوري المالكي وحكومته في مكانهما لتصريف الأعمال وقد تطول المدة وتصدر قرارات بدون مراقبة البرلمان وحتى السلطة القضائية لأنها ستكون مشلولة، وما صرح به السيد مقتدى الصدر الحليف السابق لرئيس مجلس الوزراء نوري المالكي يوم الجمعة ما هو إلا توجس بأن هناك احتمالات لا تحصي حول الإقصاء وكم الأفواه ومحاربة الإعلام المعارض واعتبرها " خطوة دكتاتورية وقحة " وقد أشار بكل وضوح أن " استبعاد بعض السياسيين والنواب وغلق الفضائيات بمقابل إعفاء الأصوات غير المعارضة للحكومة وتكريمها، سيكون باباً لبناء الدكتاتورية واستفحالها " وحسب قوله "سيؤدي إلى خنق جميع الأفواه ، ولن يكون هناك صوت معارض للفساد والظلم في الحكومة "
إن الهواجس المشروعة حول الانتخابات القادمة ونتائجها ستبقى تقلق كل من يهمه إنجاح العملية الانتخابية على أسس ديمقراطية صحيحة لأن الأفاق الضبابية التي تبدو غير واضحة أو كما يقال " منذ البداية " لم تكن بالمستوى المؤهل الذي تجعل المرء يثق بأن العملية الانتخابية ستمر بدون التواءات وتعرجات وتزوير وتجاوزات ومحاولات للتدخل وينجر ذلك إلى تلك الأساليب التي اتبعت في الرشوة وشراء الذمم بالبطانيات والمدفئات وقد تتطور إلى التلفزيونات وأجهزة الكمبيوتر وتلفونات النقال وغيرها!! والتهديد بالمعاقبة الدنيوية الجسدية والاغتيال أو بمعاقبة الأئمة والسادة والوعود بالجنة والحسنة ورضاء الله ، وقد تطلق فتاوى سرية طائفية ينشرها البعض بشكل منظم وهادف، إلا أن الأمر لن يكون سهلاً مثلما كان في السابق فالتجربة التي مرت بها جماهير شعبنا مع عمل البرلمان وشلله خلال السنين المنصرمة لم تكن سهلة ولا يمكن نسيانها بسهولة وهي حافز جدي للتغيير إذا ما استغل بشكل صحيح ولتعريف الجماهير بحقوقها وواجباتها وهي مهمة كل الوطنيين المخلصين، ومهمة التحالف المدني الديمقراطي الذي يجب أن يوسع نشاطه ومسعاه لإنجاح العملية الانتخابية على أسس سليمة نسبياً، ولا باس أن نُذكر جماهير شعبنا بما آلت عليه ظروف البرلمان وأداء أعضاء البرلمان غير الجيد ونتائج أعمال البرلمان السابق من فشل وشلل وصراع وتطاحن وعدم القدرة بالقيام بدوره التشريعي والرقابي بشكل سليم، وما صرح به عضو التحالف المدني الديمقراطي السيد حسين درويش العدلي صحيح كل الصحة حيث قال أن "العراق ليس لديه برلمان يمارس سلطاته ويفرض هيبته، لسبب جوهري يتلخص بان النظام التوافقي الطائفي المعتمد في الدولة لا يعطي أهمية للبرلمان، بل للاتفاقات السياسية التي تتم في الغرف المغلقة، ثم تحال إلى البرلمان لكي يصوت عليها شكلياً " ومن هذا المنطلق علينا مهمة واضحة يجب أن نعمل من اجلها بكل جدية وبنشاط واسع وهادف وهي رفع وعي الجماهير بمهماتها في التغيير والتوجه لإيجاد برلمان يستطيع تنفيذ مهماته بدون إي تدخل من السلطة التنفيذية أو أية سلطة أخرى وان يكون فعلاً وقولاً برلماناً يستطيع خدمة الشعب في التشريع والمراقبة



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق.. إلى أين؟
- لو كان!..
- مدى الالتزام بالاتفاقية حول البرنامج النووي الإيراني
- الأمطار والتفجيرات وقانون الأحزاب النائم
- مخاطر التطرف الديني على السلم الاجتماعي
- مجالات بيئية صغيرة
- وماذا بعد زيارة نوري المالكي لواشنطن ...؟
- شهداء انقلاب 8 شباط عام 1963 بين الحقيقة والتضليل
- تحولات طبيعية في بيئة القوانين الخريفية
- الأكثرية تصرخ بهم: لا تسرقوا أصواتنا الانتخابية بقانون للسرق ...
- في البيئة شيطان وملائكة بأجنحة فضية
- البيئة في نجوم الشمال
- كركوك قدسهم ونجفهم وكربلائهم وليس القدس الضائعة
- في البيئية تتقسم نور الشمس
- صراع الحيتان السياسية من أجل تمرير قانون انتخابات يخدم مصالح ...
- الإقليم هدف قديم يتجدد بالعملية الإرهابية الأخيرة في أربيل
- نكتة البرلمان الحاضر الغائب في دوراته الفلكية!!
- مؤتمر وثيقة الشرف والسلم الاجتماعي بدون الحزب الشيوعي والتيا ...
- هل يستوي ألم الحنين مع البعاد؟
- التحالف الذي أزاح حزب العمل النرويجي وحلفائه من السلطة


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - هواجس ملموسة في الانتخابات التشريعية