أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمة ناعوت - هنا كردستان














المزيد.....

هنا كردستان


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4389 - 2014 / 3 / 10 - 19:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هنا أرضُ الأحلام. أرض دُفع فيها دمٌ وروحٌ ووجع. هنا شعبٌ حَلُمَ حلماً هائلاً، على بساطته ومشروعيته. حق الحياة. لكن بشروط. شرط التمسّك بهُويةٍ تركها لهم الأجدادُ وسَرَت فى عروقهم، يأبون لها أن تفنى أو تُباد أو تندثر. دفنهم الفاشىُّ أحياءً فى مقابر جماعية، لكنهم بقوا. حرقَ أعضاءهم بالكيماوى، لكنهم بقَوا. مزّق أوصالَهم وسحق آدميتهم، لكنهم بقَوا. بقوا، وسيبقون لأن الشعوبَ دائماً أبقى من حُكّامها، وأرقى. طارد لُغتَهم حتى يصمتَ اللسانُ الكردىُّ، ويفنى تراثهم وحضارتهم، لكنهم توارثوا أبجديتَهم جيلاً بعد جيل، وتناقلوا تراثَهم حتى وصل سليماً مُعافىً من السلف إلى الخلف. حاربوا الفناء بالشِّعر والفن والتشكيل والفولكلور وزهرة النرجس. حفظوا زيَّهم القديم يلبسونه فى الأعياد والمناسبات كيلا ينسى الأحفادُ ميراثَ السلف الذى حورب لكى تموت معه الهوية الكردية، تلك التى لم تمُتْ، ولن تموتَ، مادام إصرارٌ على البقاء. يدُ الله تمتدُ لتسندَ المقموعين ليحيوا، حين أُريدَ لهم أن يموتوا.

هنا كردستان. وشعبٌ من أرقى شعوب الأرض. رجالٌ يحترمون النساء، ونساءٌ يدركن أنهن كنزُ الأرض وهدية السماء لبنى الإنسان. هنا كردستان حيث شجرُ اللوز، وزهرُ النرجس الذى شكّلوا علَم إقليمهم من قلبه الأصفر كقرص الشمس، على خلفية بيضاء كاكتمال الإشراق، وشريط أخضر مثل النُّسْغ يسرى فى ساق الزهرة، وشريط أحمر بلون الدماء التى أُريقت حتى استقلوا وتحرَّروا واقتنصوا الحكمَ الذاتى عام 1991 من أنياب الديكتاتور العراقىّ. مئاتُ الآلاف من الأكراد السوريين ينتظرهم الآن مصيرٌ غامض يحلمون بوطن حرّ مثل ذاك الذى صنعه أقرانهم بكردستان العراق. صديقتى الشاعرة الكردية السورية «أخين ولات» قالت لى بالأمس ونحن على مائدة الشِّعر: «فقط نحلم أن نعيش دون أن تُسحق هويتنا». فى سوريا لا يحصل الكردىُّ على أى حق مواطنة ويُدعى: «مكتوم». إن هو وُلِدَ، لا تُسجّل له شهادةُ ميلاد، وإن مات، لا يشعر به أحد، لأنه غير موجود فى سجلات الدولة!

لماذا أكتبُ عن كردستان الآن؟ هذا المقال لا ينتمى لأدب الرحلات، بقدر ما ينتمى لأدب «الأحلام»، إن جاز التصنيف. أكتبُ عن هذا البلد الجميل، (ولن أقول: «إقليم»، لأنه بلدٌ كامل متكامل)، لأننى بقدر ما شعرتُ بالفرح للأكراد إذ اقتنصوا حريتَهم واستردوا هويتَهم، بقدر ما شعرتُ بالحزن على مصرَ التى تفقد هويتها وحريتها. أكتبُ لأننى حينما نظرتُ للصورة الكبيرة على الجدار، هتف صديقى «حسن سِليفانى»، رئيس اتحاد الأدباء الكرد، بفخر: هذا زعيمنا وقائدنا «مسعود البارزانى». متى يا مصرُ نشير إلى قائدنا، بفخر وفرح؟!



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القتل على العقيدة
- تُرى كيف يقرأ هؤلاء؟!
- متى يطمئن مرسي؟
- صولجان -نادر عباسي- المستبد
- الديكتاتور محمد صبحي
- المرأة بين عقيلة وفرحات
- حوار قديم مع فاطمة ناعوت 2006 | ناعوت: الشاعر راء لأنه لا يق ...
- الحبُّ قد أمر
- وجوه أجدادي
- هنا أجدادي الحزانَى
- المستشار النبيل، وامرأة الكفيف
- الغراب والفراشة على بوابة جهنم
- أيها النحيلُ، سلامٌ عليك!
- أول لص فى التاريخ
- مَن يخافُ فيلم-حين ميسرة- ؟
- الفرح يليق بك يا فينسنت
- زنقة الرجالة
- صانعُ الفرح، وصُنّاع الهلاك
- ليلةٌ تضيئُها النجوم - فان جوخ
- إخناتون والعياط


المزيد.....




- توقف وابتسم ثم غادر.. فيديو تصرف بايدن -الغريب- بعد سؤال عن ...
- أكسيوس: خطاب بايدن يجدد الضغط على حماس لإبرام صفقة مع إسرائي ...
- الغرب يشيد بمقترح بايدن ويحث حماس على قبوله
- في يومهم العالمي.. زاخاروفا: أبلغوهم أن روسيا لا تستسلم ولن ...
- بوتين يهنئ المواطنين الروس باليوم العالمي للطفل
- العراق.. السلطات الأمنية تكشف تفاصيل جديدة في قضية البلوغر ا ...
- بعد -حادثة الخريطة-.. فعاليات سياسية مغربية تطالب بإلغاء الت ...
- -تعزز منظومة المناعة-.. فوائد الفراولة للصحة
- Dell تطلق مجموعة من الحواسب المتطورة والأنيقة
- كيف يؤثر النفي على فهمنا للعبارات والجمل؟!


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمة ناعوت - هنا كردستان