أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - هنا أجدادي الحزانَى














المزيد.....

هنا أجدادي الحزانَى


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4375 - 2014 / 2 / 24 - 05:36
المحور: المجتمع المدني
    




هنا، في الجيزة وسقّارة والأقصر، وإدفو، وكوم أمبو، وأسوان، وغيرها من مدن أرض طِيبة، كيميت، الأرض السوداء، هبة النيل، مصر، ترقد أجسادُ أجدادي العظام في لفافات الكتّان الخالدة، يشهدون على فجر الضمير الإنساني الذين صنعوه بعبقريتهم ومواهبهم التي خصّهم بها الُله قبل غيرهم من أجناس الأرض، من أجل أن يُعلّموا بقية الأمم معنى الحضارة بما تحمل من قيم إنسانية رفيعة من شأنها أن تحقق فكرة الله في الأرض ورغبته في تعمير الكون بالنور والعلم والمحبة والسلام والترقّي يومًا بعد يوم على سلّم التحضر. هنا أجدادي يرقدون في سلام، وصمت. لكنني أكاد أسمع زفرات حزنهم يتردد صداه بين جدران المعابد والقبور.
نقرأ على إحدى الجداريات رمسيس الثاني يقول: "أنا ابنُ مصرَ العظيم، أنا ملكُ أعظم أمة علي وجه الأرض. سأقاتل وأمحو من الوجود كلَّ من يفكر أن يعتدي علي بلادي مصر، وكلَّ من يقترب منها ليؤذي شعبي العظيم. سأذلُّ أعدائي وأعداء بلدي ومملكتي لتظل مصرُ الأعلى والأقوى و الأغنى والأعظم على وجه الأرض.”
كنتُ في رحلة نيلية بين الأقصر وأسوان قبل شهر. البواخرُ راسيةٌ في صمتٍ وحزن فوق صفحة نهر النيل الخالد، لا أحد يقربُها من سياح أجانب ومصريين. محالُ التراث الفرعوني مغلقةٌ. المتاحفُ خاويةٌ على عروشها. البازاراتُ لا تجد من يعمُرُها. المعابد والمقابر تكاد تسمع جدرانها تتكلم وتقول: “لمن شيّدنا كل هذا المجد؟ للصمت والخواء؟"
لو علم أجدادُنا أن أصلابهم النبيلة ستنجبُ أقزامًا يدفعهم قِصَرُ قاماتهم لمعاداة الحضارة، لقتلوا أنفسَهم قبل أن يتناسلوا. ولكن، هل الإخوان من إرهابيي مصر وزباينتهم من أصلاب أجدادنا الفراعين حقًّا؟! يبدو أن التاريخ سيثبتُ عكس هذا. معازيل مرسي من الجهاديين والتكفيريين والإرهابيين يُهلكون الأرواح البريئة من مصريين وأجانب لكي يخربوا السياحة ويدمروا اقتصاد مصر الذي أرهقوه بطمعهم وغبائهم على مدى عامين كئيبين. منظمة الإخوان الدولية تشكّل ميليشيات لاستهداف الفنادق والسياح الأجانب. ثم يخرج الإخواني الجهول علاء صادق شامتًا فرحًا في إزهاق أرواح الأبرياء فيكتب بركاكته المعهودة على حسابه الرخيص في تويتر: “العشرين سائح الى موجودين فى مصر، والاربعين الى ناوين ييجوا مصر، بح خلاص بح كلهم راحوا بح، بعد الانفجار بتاع طابا.” بارك الإخوانيُّ، الذي يخطئ في الإملاء كما أخطأ أبواه في تعليمه الجمال والتحضر، باركَ حادثَ طابا الذي أنفذته ميليشيات أنصار بيت المقدس، وبارك موت الأرباء وبارك تدمير السياحة في مصر! لكن قدراته الذهنية المحدودة بفقرها وضيق أفقها لم تمكّنه من طرح سؤال بديهي: “لماذا لم يطلق أربابُه في تنظيم القاعدة وطالبان وأنصار بيت المقدس وأنصار السُّنّة والجهاديين والمقدسيين الأحرار طلقةَ رصاص واحدة أو قنبلة يتيمة نحو صدر إسرائيل؟" ربما لأنه يعلم أن أربابه مُوالون لصهيون الذي يعزّز وجودهم بمباركة أمريكا راعية الإرهاب في الشرق الأوسط الذي يودّون أن يحققوا فيه نبوءة "أودينون"، المفكر الصهيوني، الذي قال قبل عشرين عامًا إن انتصار إسرائيل على العرب لن يكون إلا بتفتيت الدول الكبرى إلى دويلات متناحرة على أسس طائفية.
اللهم عليك بمصاصي الدماء، أعداء الحياة الحاقدين على مصر الرافضين سلامها وأمنها. اللهم اِهدِهم أو امحهم.

فاطمة ناعوت
Twitter: @FatimaNaoot



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستشار النبيل، وامرأة الكفيف
- الغراب والفراشة على بوابة جهنم
- أيها النحيلُ، سلامٌ عليك!
- أول لص فى التاريخ
- مَن يخافُ فيلم-حين ميسرة- ؟
- الفرح يليق بك يا فينسنت
- زنقة الرجالة
- صانعُ الفرح، وصُنّاع الهلاك
- ليلةٌ تضيئُها النجوم - فان جوخ
- إخناتون والعياط
- رأس نفرتيتي، أسرقُها؟!
- العوار والعماء
- كنْ صوت من لا صوتَ له
- العياط وأمهات مصر
- لغة أجدادِنا
- لماذا خدع يعقوب بسطاءنا؟
- ابتسامة جورج سيدهم
- موعدنا في كاتدرائية المسجد
- الدستور والسلفيون
- مصريةٌ رغم أنف مَن يكره!


المزيد.....




- جندته عميلة أوكرانية.. اعتقال المشتبه به الثالث في محاولة اغ ...
- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...
- خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا: انتقادات حقوقية ولندن تصر
- حملة -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تزيل مخيما لمهاجرين و ...
- الأمم المتحدة تطلب فتح تحقيق دولي في المقابر الجماعية في مست ...
- أرقام صادمة.. اليونيسيف تحذر من مخاطر -الأسلحة المتفجرة- على ...
- أهالي الأسرى الإسرائيليين يحتجون في تل أبيب لإطلاق أبنائهم


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - هنا أجدادي الحزانَى