أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - المرأة بين النص الديني والقانون المدني الحديث، قانون الأحوال الشخصية للمسلمين ولغير المسلمين،بمناسبة 8 مارت -آذار عيد المرأة العالمي 2014 - فاطمة ناعوت - المستشار النبيل، وامرأة الكفيف














المزيد.....

المستشار النبيل، وامرأة الكفيف


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4375 - 2014 / 2 / 24 - 05:35
المحور: ملف - المرأة بين النص الديني والقانون المدني الحديث، قانون الأحوال الشخصية للمسلمين ولغير المسلمين،بمناسبة 8 مارت -آذار عيد المرأة العالمي 2014
    


عزيزتي نصف الدنيا

"لا فضلَ لعربيٍٍّ على عربيّة/ إلا بمقدار تكاثفِ خيوطِ الشرانق/ حول جيدِها/ ليس بوسعِكَ الفرحُ/ بسقوطِ الملكةِ في النُقلةِ الأخيرة/ ما يجعلُ الفوزَ زائفًا/ خارقًا لقانونِ/ "كِشّْ.... ماتتْ"/ فكلُّ خدعةٍ تكسرُ أنثى/ "لا يعوّلُ عليها"/ مادام للرجلِ مثلُ بطشِ المرأتين/ ومادام اليومُ يتكئُ على عصًا مشطورةٍ/ بين الأسودِ/ والأبيضْ.”
***


فاطمة ناعوت
Twitter: @FatimaNaoot



ستبقين يا مصرُ دُرّةَ الكون، ورمزَ التحضّر والسموّ، مادامتِ تُنجبين رجالاً يُقدّرون قيمةَ المرأة العالية، ونساءً يعرفن قدرَهن الرفيعَ ويتمسكنّ بحقوقهن حين يحاول الغاصبون اغتصابَها.
في أول تطبيق للدستور الجديد لعام 2014، أصدرتْ محكمةُ القضاء الإداري بكفر الشيخ، برئاسة المستشار الدكتور "محمد عبد الوهاب خفاجى"، نائب رئيس مجلس الدولة ورئيس المحكمة، حكمًا تاريخيًّا لصالح المرأة المصرية. أكّد فيه على مجموعة من القيم والحقوق والمكتسبات التي رُدّت للمرأة في الدستور الجديد. إذ يجب على سلطات الدولة أن تكفل للمرأة تمكينها من التوفيق بين واجبات الأُسرة ومتطلبات العمل. فإجبار الممرضة على السهر بالمستشفيات بعيدًا عن رعاية زوجها الكفيف في الليل يعدُّ إخلالا جسيمًا بالحقوق الدستورية، فضلا عن حقوق الإنسان التي كفلتها الشرائعُ السماوية. فالواجب الأسريّ للمرأة، يجب ألا يحول دون سعيها الطموح في العمل.
رفضت وكيلة وزارة الصحة بكفر الشيخ إعفاء إحدى الممرضات من السهر بمستشفى بلطيم المركزى، بحُجة أن رعايتها زوجها الكفيف ليلا، ليس سببًا طبيًّا يخصها. لكن الممرضة تمسكّت بحقها وذهبت بصحبة زوجها الكفيف متشابكى اليدين إلى المحكمة.
وقضت هيئة المحكمة بإلغاء قرار وكيلة وزارة الصحة وإلزامها بعدم تكليف الممرضة بالسهر إعمالا لأحكام الدستور الجديد المعدل لسنة 2014 بكفالة التوفيق بين واجبات الأسرة للمرأة ومتطلبات العمل، حتى تتمكن من رعاية زوجها فاقد البصر آناء الليل الموحش، حرصًا على حياته من المخاطر، وتلك مصلحةٌ اجتماعية وإنسانية أولى بالرعاية والاعتبار.
قالتِ المحكمةُ إن المُشرِّعَ الدستوريَّ ألزم الدولةَ بحماية المرأة ضدَّ كلِّ أشكال العنف وكفلَ تمكينها من التوفيق بين واجبات الأسرة ومتطلبات العمل. ودفعت المحكمةُ بأن المرأة المصرية كانت السندَ الركيز للرجل في كفاحه ضد الاستبداد على مدار ثورات التاريخ منذ أوائل القرن الماضي، بل منذ فجر التاريخ في عصر الأُسرات الفرعونية، وحتى اللحظة الراهنة عقب ثورتين استثنائيتين، سعيًا للحرية والديمقراطية، وضربت للرجل مثلا طيبًا في الوطنية وغدت مصباح الحضارة المصرية في النضال والتضحية. وكان دورها في تنمية المجتمع عنصرًا فاعلًا ومؤثرًا بعد أن تجرّعتِ القهرَ والمهانة والاضطهاد في عصور الظلام، على الرغم من كونها الكوكبَ الذي يستنير به الرجلُ؛ وبدونها لا تستقيم الحياة. المرأةُ هي تاجُ الخليقة ونواةُ المجتمع الأولى، ولها على الرجل سُلطة المشاركة. ومن ثَم كان حريًّا بالرجل ألا يستأثر وحده بجنى ثمار الحرية بل عليه أن يمهّد لها الطريق لتبسط يديها الحانية وتشاركه قطوفها الدانية. وما من ريب في أن ما تمنحه المرأةُ لأسرتها من الفضائل الكريمة وآداب السلوك الطيب، يؤثر حتمًا على حُسن اضطلاعها بالوظائف المجتمعية العامة التي تقوم بها، ما يستوجب على كافة سلطات الدولة ألا تتغافل عن حق المرأة في الموازنة بين واجبات الاسرة ومتطلبات العمل، وهو ما ارتقى به المشرِّعُ الدستوري، لتصبح كفالة تلك الموازنة من الحقوق الدستورية الأصيلة للمرأة.

تحية احترام للمستشار المثقف النبيل، ولكافة هيئة المحكمة النبهاء.

***
* من قصيدة "أبيض وأسود" | ديوان "فوق كف امرأة" | فاطمة ناعوت | الهيئة المصرية العامة للكتاب 2004



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغراب والفراشة على بوابة جهنم
- أيها النحيلُ، سلامٌ عليك!
- أول لص فى التاريخ
- مَن يخافُ فيلم-حين ميسرة- ؟
- الفرح يليق بك يا فينسنت
- زنقة الرجالة
- صانعُ الفرح، وصُنّاع الهلاك
- ليلةٌ تضيئُها النجوم - فان جوخ
- إخناتون والعياط
- رأس نفرتيتي، أسرقُها؟!
- العوار والعماء
- كنْ صوت من لا صوتَ له
- العياط وأمهات مصر
- لغة أجدادِنا
- لماذا خدع يعقوب بسطاءنا؟
- ابتسامة جورج سيدهم
- موعدنا في كاتدرائية المسجد
- الدستور والسلفيون
- مصريةٌ رغم أنف مَن يكره!
- أطفالُ السماء


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- دراسة نقدية لمسألة العنف القائم على النوع الاجتماعي بالمغرب ... / أحمد الخراز


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - المرأة بين النص الديني والقانون المدني الحديث، قانون الأحوال الشخصية للمسلمين ولغير المسلمين،بمناسبة 8 مارت -آذار عيد المرأة العالمي 2014 - فاطمة ناعوت - المستشار النبيل، وامرأة الكفيف