أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - تفاهة الإسلام - تهافت منطق محمّد بن آمنة والقرآن في الرّدّ على المشكّكين - ج1















المزيد.....

تفاهة الإسلام - تهافت منطق محمّد بن آمنة والقرآن في الرّدّ على المشكّكين - ج1


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 4387 - 2014 / 3 / 8 - 22:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تفاهة الإسلام - تهافت منطق محمّد بن آمنة والقرآن في الرّدّ على المشكّكين - ج1

-----------------
(يمكنكم الإطلاع على بقيّة مقالاتي على المدوّنة: http://utopia-666.over-blog.com )
-----------------

يعجّ القرآن بذكر شكوك وإعتراضات أهل قريش وتكذيبهم لمحمّد بن آمنة وسخريتهم من الخرافات التي كان يأتيهم بها وبردود كثيرة على كلّ تلك الإعتراضات والإنتقادات، لكن الواضح أنّ كاتب القرآن (سواء كان هذا الكاتب هو محمّد نفسه أو إله الإسلام الذي لم يره أحد) لا يملك من المنطق والعقل شيئا، لذلك أتت ردوده ضعيفة مضحكة لا يُصدّقها إلاّ من عطّل دماغه وأصرّ على تصديقها، مثلما هو الحال مع خرافات كثيرة يصدّقها المسلمون ويؤمنون بها حين تأتي في القرآن في حين أنّهم لا يقبلونها حين يتعرّضون لمثلها في حياتهم اليوميّة. ويمكننا أن نسوق أمثلة كثيرة في هذا الموضوع. فلو قلت لمسلم: "رأيت البارحة حمارا يطير في السّماء" لما صدّقك ولإتّهمك بالكذب. لماذا؟ لأنّه يعرف أنّ الحمار لا يطير ولا يستطيع أن يطير. في الجانب الآخر، نرى أنّ نفس هذا المسلم يؤمن بأنّ رسوله محمّد بن آمنة إمتطى دابّة دون البغل وفوق الحمار وطار على متنها إلى السّماء السّابعة. ولو إستعمل عقله وطبّق نفس المقياس على الحالتين لكان هناك تناسق في المواقف وثبات. فإذا كان حمار محمّد يطير، فلا شيء يمنع أيّ حمار آخر من الطّيران. وإذا كان الحمار لا يطير، فحكاية البراق لا يمكن أن تكون إلاّ خرافة سخيفة. فالأصل في المنطق تطبيق نفس المقياس على كلّ الأمثلة المطروحة، فهو لا يعترف بالإستثناءات وإلاّ أصبح مجرّد لغو ونفاق وكذب وضحك على الذّقون. وهذا بالضّبط ما سنراه في القرآن، من خلال بعض الأمثلة الواضحة والجليّة.
يقول القرآن: "ومن أظلمُ ممّن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إليّ ولم يوحَ إليه شيء" (الأنعام، 93).
لنراجع ما تقوله التّفاسير. في تفسير إبن كثير نقرأ ما يلي: "يقول تعالى «ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا» أي لا أحد أظلم ممن كذب على الله فجعل له شركاء أو ولدا أو ادعى أن الله أرسله إلى الناس ولم يرسله ولهذا قال تعالى «أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء» قال عكرمة وقتادة نزلت في مسيلمة الكذاب «ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله» أي ومن ادعى أنه يعارض ما جاء من عند الله من الوحي مما يفتريه من القول كقوله تعالى «وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا» الآية."
إذن، حسب تفسير إبن كثير، هذه الآية مخصّصة، في بدايتها، لأهل قريش الذين يشركون مع الله آلهة أخرى وقد يكون المتّهمون فيها أيضا المسيحيّون بما أنّهم يقولون أنّ المسيح إبن الله، وفي عمومها، لمسلم بن حبيب أو مسيلمة الكذّاب، كما كان يسمّيه محمّد بن آمنة تصغيرا وإحتقارا، ذلك أنّه إدّعى النّبوءة وقال أنّه كان لديه وحي من عند ربّه وكانت له سور كان يقرأها على النّاس وجمع أتباعا كثيرين حوله.
إذا فكّكنا الإشكاليّة إلى أجزاء وحاولنا إستقصاء أوجه الشّبه بين وحي محمّد المزعوم ووحي مسلم بن حبيب سنجد ما يلي: أوّلا، محمّد بن آمنة إدّعى النّبوءة ومسلم بن حبيب فعل نفس الشّيء. ثانيا، محمّد بن آمنة قال أنّه يوحى إليه وأتى بسوره ومسلم بن حبيب أيضا قال أنّه يوحى إليه وأتى بسوره الخاصّة. ثالثا، لا أحد رأى إله محمّد بن آمنة، ولا أحد رأى إله مسلم بن حبيب. رابعا، لا أحد رأى جبريل ساعي البريد الإلهي الذي يزعم محمّد أنّه يأتيه بالوحي، ولا أحد لديه دليل على صحّة أنّ مسلم بن حبيب يأتيه وحي من السّماء. خامسا، محمّد بن آمنة لم يقم بأيّة معجزة (ألا يقول القرآن صراحة، في الآية 59 من سورة الإسراء: "وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"؟)، فكلّ إدّعاءاته بأنّه نبيّ مبنيّة على أنّ القرآن هو معجزته الوحيدة، في حين أنّ القرآن كلام عاديّ وكلّ النّاس يستطيعون الكلام والإتيان بكلام مثل القرآن أو أحسن منه (والشّعر الجاهلي أحسن مثال)؛ ومسلم بن حبيب أيضا لم يأت بأّية معجزة، وكلّ إدّعاءاته مبنيّة على الآيات المليئة بالسّجع (مثل القرآن) التي كان يتلوها على أتباعه. سادسا، لا أحد لديه دليل من خارج القرآن يدلّ على أنّ القرآن كلام إلهي، ولا أحد لديه دليل من خارج سجع مسلم بن حبيب يثبت أنّ ما كان يتلوه مصدره سماويّ.
والآن، لنفكّر في كلّ هذه النّقاط ولنحاول الخروج منها بأحكام. القرآن يتّهم مسلم بن حبيب بالإفتراء على الله، ولكن نفس التّهمة ثابتة على القرآن نفسه. فما الذي يثبت أنّ القرآن هو كلام الله أصلا؟ إذا قلنا أنّ القرآن نفسه يثبت ذلك، فهذا منطق دائري لا يقبله أحد. فالدّليل يجب أن يكون خارجيّا، أن يأتي من خارج النّصّ فيزكّيه ويعطيه مشروعيّته. فإذا إتُّهم أحدهم بالسّرقة وكان عليه أن يثبت براءته من هذه الجريمة، هل يقبل القاضي بأن يكتفي بأقوال المتّهم ليحكم ببراءته؟ بالطّبع لا، فإدّعاء البراءة من التّهم ردّ فعل عادي تجده عند كلّ النّاس، ولو كانت شهادة المتّهم ببراءته مرتبطة بأقواله هو لما أُدين أحد بأيّة جريمة. فدليل البراءة يجب أن يأتي من طرف آخر يُدلي بشهادته فيبرّئ ساحة المتّهم. فكيف لا يُقبل المنطق الدّائري في القضاء الذي يتعامل مع أمور مادّيّة واضحة وملموسة ويُصبح حجّة قاطعة في الأمور الدّينيّة المبنيّة على أشياء لم يرها أحد ولا يستطيع أحد التّثبّت منها؟
القرآن يتّهم مسلم بن حبيب أنّه يكذب حين يقول أنّ الله أوحى إليه ولكنّ هذه التّهمة ثابتة على محمّد بن آمنة أكثر من ثبوتها على الأوّل. بل الأدهى أنّ القرآن ينفي أن يكون قد أوحي إلى مسلم بن حبيب بقوله "ولم يوحَ إليه شيء"، في حين أنّه لا يوجد أيّ دليل يثبت أنّ محمّدا بن آمنة كان يوحى إليه. فلا أحد رأى ربّ محمّد ولا أحد يمكن أن يجزم بأنّه إله واحد لا شريك له ولا أحد لديه دليل على أنّه عاجز على الإعلان عن نفسه بإستعمال طرق أخرى عدا إرسال أنبياء ولا أحد رأى جبريل ولا أحد رأى وتحقّق من صحّة الخرافات التي كان محمّد يوهم بها النّاس بداية من الجنّة وأنهارها والنّار وشدّتها وعذاب القبر والجنّ والملائكة وإبليس، إلخ. فالقرآن هنا يعطي لنفسه شرعيّة وهميّة للحديث بإسم ربّ لا يستطيع أحد التّحقّق من صحّة نسبته إليه ويحكم على الآخر بالإفتراء والكذب، وكان الأولى أن يُقدّم هو أدلّة من خارجه على أنّ ربّ محمّد موجود فعلا وأنّه واحد ووحيد لا شركاء له وأنّ له ساعي بريد إسمه جبريل وأنّ محمّدا كان نبيّا فعلا وأنّ الكلام الذي كان يقوله وحي مصدره إلهه... ولو قدّم أدلّة من هذا النّوع لما كان محتاجا لتكذيب إدّعاءات مسلم بن حبيب لأنّه سيكون ظاهرا وجليّا. أمّا أن تتّهم الآخرين بالكذب دون أن تعطي أيّ دليل على صدقك، فهذا هو الكذب بعينه.
خلاصة القول: إذا كان إدّعاء مسلم للنبوءة إفتراء وكذبا، فإدّعاء محمّد للنبوءة هو أيضا إفتراء وكذب. وإذا كان القرآن وحده (ودون اللّجوء إلى أدلّة خارجيّة) دليلا على صدق نبوءة محمّد، فسجع مسلم بن حبيب هو أيضا دليل على صدق نبوءته. وإذا إعتبرنا أنّ شهادة القرآن على نفسه بأنّه كلام ربّ محمّد شهادة كافية، فيجب أن نعتبر أنّ شهادة مسلم بن حبيب بأنّ السّجع الذي كان يتلوه إنّما هو من عند ربّه شهادة كافية لإثبات ذلك.



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ردّ على أكاذيب ونفاق أحمد عصيد بخصوص الجذور الحقيقية للإسلام ...
- ردّ على أكاذيب ونفاق أحمد عصيد بخصوص الجذور الحقيقية للإسلام ...
- ردّ على أكاذيب ونفاق أحمد عصيد بخصوص الجذور الحقيقية للإسلام ...
- خرافة الإسلام التّونسي الزّيتوني الوسطي: الطاهر بن عاشور أنم ...
- خواطر لمن يعقلون - ج14
- رسالة مفتوحة إلى عبد الجليل التميمي: متى يعتذر العرب المسلمو ...
- خواطر لمن يعقلون - ج13
- خواطر لمن يعقلون - ج12
- خواطر لمن يعقلون - ج11
- الإسلام دين شرك ووثنيّة وإن كره وكذب المسلمون - ج3
- الإسلام دين شرك ووثنيّة وإن كره وكذب المسلمون - ج2
- الإسلام دين شرك ووثنيّة وإن كره وكذب المسلمون - ج1
- كلّ عام وأنت الهوى
- سمفونيّة
- الحاكمون بأمر الشّبح
- لا فرق بين الإسلام التّونسي الزّيتوني المعتدل وإسلام الوهابي ...
- لا فرق بين الإسلام التّونسي الزّيتوني المعتدل وإسلام الوهابي ...
- لا فرق بين الإسلام التّونسي الزّيتوني المعتدل وإسلام الوهابي ...
- فليأتوا بحديث مثله - سورة الله
- فليأتوا بحديث مثله - سورة الانسان


المزيد.....




- ترامب يتهم اليهود المؤيدين للحزب الديمقراطي بكراهية دينهم وإ ...
- إبراهيم عيسى يُعلق على سؤال -معقول هيخش الجنة؟- وهذا ما قاله ...
- -حرب غزة- تلقي بظلالها داخل كندا.. الضحايا يهود ومسلمين
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - تفاهة الإسلام - تهافت منطق محمّد بن آمنة والقرآن في الرّدّ على المشكّكين - ج1