الحاكمون بأمر الشّبح

مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 4346 - 2014 / 1 / 26 - 20:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الحاكمون بأمر الشّبح


من عمق الهاوية يأتون
صارخين مولولين
كغربان سود ينعقون
مكبّرين
أبناء الشّبح هم
وأتباعه المخلصون
ذاك نسبهم
يُعرف من لحيّ كالمكانس
تتدلّى من وجوه لا تُشبه شيئا
ومن طابع الشّبح السّماوي
النّابت على الجباه
بين العيون
هم خير الشّعوب
وبهذا يؤمنون
هم النّاطقون بإسم الشّبح
الموقّعون بإسمه
والحاكمون بأمره
والنّاهبون بأمره
والنّاكحون بأمره
والقاتلون بأمره
الحالمون بمؤخّرات حور العين
وغلمان السّماء
وبأنهار لبن وعسل
وخمر لم يمسسه ماء
السّاعون إلى هداية النّاس
لطريق مولاهم المعبّد بالوحل والطّين
ولو بالقتل والذّبح
غربان الأزمنة الغابرة
من عمق الخرافة يصعدون
وبمولاهم يفتخرون
ولهم الحقّ في ذلك وأكثر
حين ينعقون:
"الشّبح مولانا
ولا مولى لكم"
من غياهب التّاريخ يأتون
مكبّرين:
"الشّبح أكبر"
هم يُشبهوننا
غير أنّ ما في جماجمهم ليس منّا
ولا نعرف عنه شيئا
وجهلهم بذلك أكبر
...
فسلام على من أتاني
في سواد اللّيل
ينعق
وأغرقني في بذاءة لفظ
أُنزل من دُبر شبح أخرق
عاقر لم أره
ولا رآه أحد من السّابقين
سلام على اللاّهثين
خلف أسمال الخرافة
يملأ رؤوسهم القمل
من الخارج والدّاخل
يدّعون العلم وهم الأجهل
والأحمق
ويزعمون الصّلاح وهم كالوباء
أينما حلّوا لم تنبت الأرض
لا وردا ولا زنبق
كفّروني كيفما شئتم
فلست الأوّل
وأصلبوني
وأقتلوني
فصوتي ليس الوحيد
وكلامي هو الأصدق والأعمق
وستأتي جحافل بعدي
تشبهني
لتردّد كلامي المحُرق
وتلعن الشّبح وأتباعه
وتنصب المقاصل لعبيده
وتحرق تاريخكم
وتُنهي زمن الخرافة الأخرق

#مالك_بارودي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل