أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - لا فرق بين الإسلام التّونسي الزّيتوني المعتدل وإسلام الوهابيّة والقاعدة والجماعات الإرهابيّة المتشدّد - ج1















المزيد.....

لا فرق بين الإسلام التّونسي الزّيتوني المعتدل وإسلام الوهابيّة والقاعدة والجماعات الإرهابيّة المتشدّد - ج1


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 4345 - 2014 / 1 / 25 - 23:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا فرق بين الإسلام التّونسي الزّيتوني المعتدل وإسلام الوهابيّة والقاعدة والجماعات الإرهابيّة المتشدّد - ج1

-----------------
(يمكنكم الإطلاع على بقيّة مقالاتي على المدوّنة: http://utopia-666.over-blog.org )
-----------------

البارحة، دخلت في نقاش حادّ مع أحد زملائي في العمل حول موضوع الإسلام، حيث كان زميلي متحمّسا جدّا للدّفاع عمّا يسمّيه "الإسلام التّونسي المعتدل"، مع إستنكار شديد لما يحدث في سوريا والعراق، على سبيل المثال، والذي سمّاه "إسلاما متشدّدا". غضب زميلي كثيرا وإتّهمني بأنّي لا أعرف الإسلام (الأدهى والأمرّ أنّه هو نفسه لم يقرأ القرآن كاملا) وأنّ كلّ كلامي مجرّد ترديد لـ"شبهات" يطلقها "أعداء الإسلام" (أي المسيحيّون واليهود) لتشويه الإسلام. وإنتهى النّقاش بإنصرافه خاصّة بعدما تبيّن له أنّه لا أمل له في أن أغيّر موقفي من الإسلام. وكانت آخر جملة قلتها له: "ليس هناك أيّ فرق بين الإسلام المعتدل والإسلام المتشدّد. الإسلام واحد، وهو متشدّد إرهابي".
في الحقيقة، هذه ليست المرّة الأولى التي أحاول فيها فتح عيون النّاس وجعلهم يفهمون أنّ هذا التّقسيم الذي تلوكه يوميّا أعداد كبيرة من المسلمين ليس إلاّ خرافة لا أساس لها من الصّحّة وكذبة كبيرة إنطلت عليهم فصدّقوها وأخذوها كما هي وإستنبطوا وإخترعوا حُججا وفروقا بين هذين النّوعين من الإسلام لتترسّخ الخرافة أكثر فأكثر في أذهانهم، خاصّة وأنّ الأمور المتعلّقة بالإسلام هي أكثر المواضيع التي تداعب مشاعر المسلم وتنجح في إستمالته منذ الوهلة الأولى.
والأمر لا يتوقّف على طبقة معيّنة أو فئة ذات مستوى تعليمي أو ثقافي محدّد دون غيرها، فحتّى رجال السّياسة والإقتصاد والثّقافة أخذوا نصيبهم من هذا الشّعار، بل ذهب الأمر ببعضهم إلى تبنّي خطاب قد يتبادر إلى ذهنك وأنت تستمع إليه أنّ أصحابه يحتكرون الموضوع وقد يكون لديهم "تراخيص إلهيّة حصريّة" للحديث عنه. والسّبب يرجع في نظري إلى أنّه إذا أردت العيش والنّجاح في تونس (مثلما هو الحال في كلّ الدّول العربيّة التي تكثر فيها الأمّيّة ويعيش أغلب أهلها، حتّى المتعلّمين والمثقّفين منهم، على الخرافات، فترى طبيبا يؤمن بأنّ القرآن شفاء للأمراض، وترى إستاذا في اللّغة العربيّة يؤمن بأنّ القرآن معجزة المعجزات رغم ما فيه من أخطاء لغويّة واضحة وجليّة، وترى دكتورا في الفلسفة أو التّاريخ يؤمن بأنّ محمّد بن آمنة طار إلى السّماء السّابعة على ظهر بغل أو أنّ الشّهب المارّة في السّماء ترجم الشّياطين، إلخ) يجب عليك أن تلعب ورقة "الدّين" وتُظهر حدّا أدنى من التّديّن أو، على الأقل، إحترام الإسلام ورموزه من قرآن ورسول وصحابة ومساجد وأذان وشيوخ وأئمّة وفتاوى، وإلاّ فسيكون جزاؤك التّهميش والإبعاد والتّخوين والتّكفير وربّما يصل الأمر إلى قتلك.
منذ ثلاث أو أربع أيّام، فُتحت أبواب الحرب في "المجلس التأسيسي" التّونسي المنكبّ منذ أكثر من عامين على صياغة دستور جديد. حرب بسبب الفصل السّادس الذي صُودق عليه في المرّة الأولى بالصّيغة التّالية: "الدّولة راعية للدّين، كافلة لحرّيّة المعتقد والضّمير وممارسة الشّعائر الدّينيّة، حامية للمقدّسات، ضامنة لحياد المساجد ودور العبادة عن التّوظيف الحزبي"، ثمّ عُرض للمصادقة عليه في مرّة ثانية بعد حادثة تكفير نائب الجبهة الشّعبيّة منجي الرّحوي من قبل النّائب عن حركة النّهضة الحبيب اللّوز وتمّت إضافة فقرة أخيرة له تنصّ على أن "يحجّر التّكفير والتّحريض على العنف". ثمّ عُرض الفصل للمصادقة عليه في مرّة ثالثة بعد تصاعد وتيرة رفض تضمين "تحجير التّكفير" في الدّستور وصلت حدّ الإفتاء بعدم جواز المصادقة على دستور يتضمّن تجريم التّكفير.
أمّا عن الجهة التي أصدرت الفتوى فهي "هيئة التّدريس والبحث العلمي بجامعة الزّيتونة". نقرأ في مقال نشرته جريدة "الشّروق" التّونسيّة بتاريخ 22 جانفي 2014 (العدد 8244، ص 6) تحت عنوان"الهيئة العلميّة بالزّيتونة تتحفّظ على «حرّيّة الضّمير» وتستنكر «تحجير التّكفير»" ما يلي: "أصدرت هيئة التّدريس والبحث العلمي بجامعة الزّيتونة وبدعوة من النّقابة الأساسيّة وبعد إطّلاعها على الفصل السّادس من مشروع الدّستور، بيانا صحفيّا جاء فيه أنّ الهيئة تؤكّد على ضرورة إعتبار الشّريعة الإسلاميّة مصدرا أساسيّا للتّشريع، وإستنكارها تجاهل المجلس التأسيسي لمطالبها التي وقع إيداعها بمكتب الضّبط منذ أفريل 2013 المتضمّنة لدسترة المجلس الإسلامي الأعلى وإستشارة جامعة الزّيتونة في المسائل الرّاجعة لها بالنّظر. وأعلنت الهيئة عن تمسّكها بمقتضيات الفصل الأوّل من الدّستور الذي ينصّ على أنّ الدّين الإسلامي هو دين الشّعب والدّولة وهو ما يفرض تعريفا لحرّيّة المعتقد يتمّ تحديده بإحترام ثوابت الدّين الإسلامي ومؤسّساته الإفتائيّة والعلميّة الشّرعيّة التي من واجبها الحكم على جميع المظاهر المنافية أو المعادية للدّين الإسلامي." ثمّ نقرأ: "كما أكّد البيان تحفّظ هيئة التّدريس والبحث العلمي بجامعة الزّيتونة على إطلاقيّة عبارة حرّيّة الضّمير، ودعوتها إلى حذفها أو تقييدها بما لا يتعارض مع الفصل الأوّل من الدّستور وعدم إعتماد التّفسير القانوني الدّولي لها لما له في نظرها من نتائج خطيرة على وحدة البلاد بما يؤسّسه من فوضى طائفيّة ومفاسد أخلاقيّة وإشاعة الفتنة. إضافة إلى رفض عبارة «تحجير التّكفير» الواردة في الفصل السّادس والتي تتعارض مع واجب الدّولة ومؤسّساتها الدّينيّة والرّسميّة في تحجير المجاهرة بالكفر بما يتنافى في نظرها مع الأخلاق الإسلاميّة العامّة وما ينشأ عنه من إستفزاز لمشاعر المسلمين وإعتداء على المقدّسات. ودعا البيان إلى تجنيب المساجد التّوظيف الحزبي مع التّمسّك بحرّيّة الخطاب الدّيني داخلها في الإهتمام بالشّأن العام ومصالح النّاس." ثمّ نطالع في نهاية المقال: "ويُذكر أنّ عددا من أساتذة جامعة الزّيتونة إلتقوا في المجلس الوطني التأسيسي بعدد من النوّاب وناقشوهم في مضمون البيان في محاولة لتبليغ أصواتهم لرئاسة المجلس التأسيسي وتغيير ما يعترضون عليه من مضامين في مشروع الدّستور."



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا فرق بين الإسلام التّونسي الزّيتوني المعتدل وإسلام الوهابي ...
- لا فرق بين الإسلام التّونسي الزّيتوني المعتدل وإسلام الوهابي ...
- فليأتوا بحديث مثله - سورة الله
- فليأتوا بحديث مثله - سورة الانسان
- خواطر لمن يعقلون - ج10
- خواطر لمن يعقلون - ج9
- هل يستطيع جمال أبو لاشين تطبيق المقياس الذي يستعمله مع إسرائ ...
- خواطر لمن يعقلون - ج8
- خواطر لمن يعقلون - ج7
- خواطر لمن يعقلون - ج6
- خواطر لمن يعقلون - ج5
- خواطر لمن يعقلون - ج4
- خواطر لمن يعقلون - ج3
- عندما قال أرييل شارون: لقد جئتكم بالذّبح
- من سيربح المليون - نسخة خاصّة بمناسبة إحتفال المسلمين بالمول ...
- خواطر لمن يعقلون - ج1
- خواطر لمن يعقلون - ج2
- عش حرا فلا رب غيرك
- ردّ على مقال هادي ناصر سعيد الباقر عنوانه -علي بن أبي طالب ع ...
- كلّ عام والمسلمون متخلّفون همجيّون في قمامة الإسلام ينعمون! ...


المزيد.....




- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - لا فرق بين الإسلام التّونسي الزّيتوني المعتدل وإسلام الوهابيّة والقاعدة والجماعات الإرهابيّة المتشدّد - ج1