أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - ردّ على أكاذيب ونفاق أحمد عصيد بخصوص الجذور الحقيقية للإسلاموفوبيا – ج2















المزيد.....

ردّ على أكاذيب ونفاق أحمد عصيد بخصوص الجذور الحقيقية للإسلاموفوبيا – ج2


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 4380 - 2014 / 3 / 1 - 21:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ردّ على أكاذيب ونفاق أحمد عصيد بخصوص الجذور الحقيقية للإسلاموفوبيا – ج2

-----------------
(يمكنكم الإطلاع على بقيّة مقالاتي على المدوّنة: http://utopia-666.over-blog.com )
-----------------

ويقول عصيد: "وتعود الظّاهرة أيضا إلى المرحلة الكولونيالية التي كرّست أشكالا من التعامل بين الإنسان الغربي الأبيض وباقي سكّان المعمورة، قوامها نوع من التّعالي والمركزيّة الغربيّة. وقد لعب الإسلام دور اللّحام الإيديولوجي بين مكوّنات المجتمعات الإسلاميّة في مواجهة الإحتلال وتأطير المقاومة والحركات الوطنيّة. هذه العوامل حكمت نظرة الإنسان الغربي للجاليات المسلمة بعد المرحلة الإستعماريّة، فأظهر نوعا من التّعاملات العنصرية لم يكن الجيل الأول من المهاجرين يشعر بها، حيث كان يُعطي الأولويّة لعلاقته بالدّولة وللمكتسبات المادية والخدمات الإجتماعية، على العلاقة بالأفراد. ويُفسّر هذا الإعجاب الشديد الذي كان يعبّر عنه أفراد هذا الجيل بالدول الغربية ومؤسساتها مقارنة بواقع بلدانهم المتردّي، كما كانت أزمة الهويّة الناتجة عن حالة الإغتراب متحكما فيها عبر الحفاظ على علاقة وطيدة بالجذور وبالوطن الأصلي وبالتقاليد والعادات الأصلية."
نجد أنفسنا هنا أمام كاتب يناقض نفسه من سطر إلى آخر. يقول أنّ المرحلة الكولونيالية "كرّست أشكالا من التعامل بين الإنسان الغربي الأبيض وباقي سكّان المعمورة، قوامها نوع من التّعالي والمركزيّة الغربيّة" ثمّ يقول أنّ الغرب "أظهر نوعا من التّعاملات العنصرية لم يكن الجيل الأول من المهاجرين يشعر بها، حيث كان يُعطي الأولويّة لعلاقته بالدّولة وللمكتسبات المادية والخدمات الإجتماعية، على العلاقة بالأفراد". نحن نعلم أنّه منذ بداية هذه المرحلة الإستعمارية الغربية للبلدان العربيّة كان هناك أناس هاجروا إلى الغرب وإستقرّوا فيه، ومن بينهم كتّاب وشعراء جزائريّون وتونسيّون ومغاربة كانت وجهتهم فرنسا ومصريّون إتّجهوا إلى بريطانيا. وكانوا يعيشون حياة طبيعيّة، لا تختلف عن حياة السّكّان الأصليّين في تلك البلدان، وكانوا يتمتّعون بالخدمات الإجتماعيّة ولهم مكتسبات مادّيّة، كما يقول الكاتب، وهي أشياء لم يكن المهاجر يتمتّع بها في بلاده الغارقة في واقعها المتردّي. فكيف يجب أن نفهم هذا الكلام المتناقض؟ أمّا بخصوص التّعالي، فبإمكانك أن ترجع إلى التّاريخ وتسألها عن علاقة المستعمرين المسلمين مع الأقباط في مصر مثلا أو مع الأمازيغ في شمال إفريقيا وستلاحظ أنواعا من التّمييز العرقي الحقيقي والتّفرقة قلّما ستجد نظيرها في "المرحلة الكولونيالية" التي تتحدّث عنها على أساس أنّها مرحلة مؤسّسة في تاريخ الإسلاموفوبيا. فهل هناك تمييز عرقي جيّد وتمييز عرقي سيء في نظرك، أم أنّك لا تحاول من خلال كلّ هذا الدّوران إلاّ تنزيه الإسلام، خاصّة بداياته، ممّا علق به من دماء وقتل وتمييز، تمهيدا لإلصاق كلّ التّهم بالغرب...؟
ويواصل عصيد حديثه قائلا: "هذه الروابط التي كانت تلعب دور التّوازن النّفسي سرعان ما شرعت في التلاشي والذوبان مع الجيل الثاني والثالث من المهاجرين، وذلك بسبب ضعف العلاقة بالوطن الأصلي، وظهور عامل جديد هو الوهابيّة العالمية المتشدّدة التي تمتلك شبكات تمويل هائلة، والتي نجحت في إستقطاب نسب كبيرة من أعضاء الجالية، حيث أصبحت تلعب دور العزاء النّفسي والتعويض عن حالة الإغتراب وفقدان المرجعية بالنسبة لأعضاء الجالية الذين عانوا من ضعف الإندماج، وساهم في ذلك بشكل كبير تفاقم الأزمة الإقتصادية وتزايد البطالة مما دفع بالعديد من الشباب نحو المساجد التي يؤطّرها أئمّة بعضهم سلفيّون وهابيّون، لا يكتفون بإمامة الصّلاة والوعظ والإرشاد الدّيني بل يركّزون على تكريس الخصوصيّة بمعناها المغلق، ونشر ثقافة الممانعة ضدّ قيم حقوق الإنسان على الخصوص، وضرب ثقافة التّعايش في الصّميم إلى حدّ يصل إلى درجة زرع مشاعر النّفور والكراهيّة للمواطنين غير المسلمين، مما يظهر في سلوك أبناء الجالية بشكل عنيف. وقد إستعملت القضيّة الفلسطينية وأخطاء سياسة الهيمنة المعتمدة لدى الخارجية الأمريكية بشكل كثيف لتيسير عملية التأطير المنحرف هذه."
أوّلا، هل تلاشي العلاقات بين المسلمين المهاجرين وبلدانهم أو بين بعضهم البعض كان بسبب مؤامرة غربيّة؟ ما دخل الغرب في هذا الأمر؟ وحتّى لو فرضنا أنّ هذا التّفكّك والضّعف في العلاقات كان سببا من أسباب كراهية الغرب للإسلام فالمسلمون هم السّبب وليس الغرب.
ثانيا، الوهابيّة المتشدّدة التي تحاول أن تُظهرها هنا على أنّها دخيلة على الإسلام هي في الحقيقة تطبيق أمين للإسلام وإقتداء بما كان يفعله محمّد بن آمنة وصحابته وإلتزام بما جاء في القرآن والأحاديث. فالنّعوت والأوصاف التي تضعها على كاهل الوهابيّة يجب أن تطبّقها على الإسلام، لأنّك لو نظرت في كتب التّفسير والأحاديث والسّيرة وتمعّنت في آيات القرآن ستجد تطابقا كلّيّا بين جرائم محمّد بن آمنة وجرائم الوهابيّة، وبين شريعة القرآن المتشدّدة وتشدّد الوهابيّة، وبين تكفير محمّد بن آمنة والقرآن لكلّ غير المسلمين وما ينادي به الوهابيّة في هذا الموضوع، إلخ.
ثالثا، أنت تعتبر الوهابيّة العالميّة أحد أسباب خوف الغرب من الإسلام، فما دخل الغرب في ذلك؟ الوهابيّة إنتشرت مستفيدة من منظومة حقوق الإنسان وحماية الحرّيّات التي يطبّقها الغرب، مثلما إستفاد من نفس تلك المنظومة المسلمون العاديون فبنوا المساجد وأسّسوا الجمعيّات الدّعويّة، إلخ. وإذا كانت المساجد التي تتحدّث عنها "يؤطّرها أئمّة بعضهم سلفيّون وهابيّون" ساهموا في تعفّن الجوّ وزرع الكراهيّة في نفوس المسلمين تجاه الغرب، فلتعلم أنّ قرآنك نفسه فيه من الآيات المحرّضة على غير المسلمين (كراهية، براء، عنف، قتل، إلخ) ما يعجز مقالي هذا عن ذكره بالتّفصيل. وبالتّالي، فأيّ إمام، مهما كان محبّا لكلّ البشر، لو أراد تقديم خطاب لا يحرّض على الكراهيّة، لن يستطيع إلاّ تناسي تلك الآيات وإغفال الحديث عنها، ولكنّه سيسقط في فخّ آيات أخرى تتحدّث عن نفس تلك الكراهيّة وتحيل بطريقة ملتوية على ما حاول تناسيه وإغفاله. إذن، فالعيب ليس فقط في الأئمّة والشّيوخ (سواء كانوا وهابيّين أو سلفيّين أو زيتونيّين أو أزهريّين) بل العيب في القرآن نفسه وفي الأحاديث والسّيرة. العيب في الإسلام كلّه، لأنّه يدّعي أنّ الدّين عند الله الإسلام وبالتّالي فالأديان الأخرى على خطأ ومن يؤمنون بها كفّار وحكم الكافر في الإسلام "القتل".
رابعا، يكفي أن أحيلك على الآية: "يا أيّها الذين آمنوا لا تتّخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولّهم منكم فإنّه منهم إنّ الله لا يهدي القوم الظّالمين" (المائدة، 51) في مفهوم البراء في الإسلام، أي قطع الصّلة مع الكفّار فلا يحبّهم المسلم ولا يناصرهم ولا يقيم في ديارهم إلاّ لضرورة. فالمسلم، حسب التّفاسير، عليه أن يوالي في الله وأن يعادي في الله وأن يحبّ في الله وأن يُبغض في الله فيحبّ المسلمين ويناصرهم ويعادي الكافرين ويبغضهم ويتبرّأ منهم. ومن ذلك ما رواه إبن عبّاس عن محمّد بن آمنة: "أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله والحبّ في الله والبُغضُ في الله". (رواه الطبراني في الكبير: 11/215، والبغوي في شرح السّنّة: 3/329، بسند حسن) أليس هذا دليلا على أنّ الخوف والكراهية صناعة إسلاميّة بإمتياز، وبسند نبويّ وقرآني أيضا؟




#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ردّ على أكاذيب ونفاق أحمد عصيد بخصوص الجذور الحقيقية للإسلام ...
- خرافة الإسلام التّونسي الزّيتوني الوسطي: الطاهر بن عاشور أنم ...
- خواطر لمن يعقلون - ج14
- رسالة مفتوحة إلى عبد الجليل التميمي: متى يعتذر العرب المسلمو ...
- خواطر لمن يعقلون - ج13
- خواطر لمن يعقلون - ج12
- خواطر لمن يعقلون - ج11
- الإسلام دين شرك ووثنيّة وإن كره وكذب المسلمون - ج3
- الإسلام دين شرك ووثنيّة وإن كره وكذب المسلمون - ج2
- الإسلام دين شرك ووثنيّة وإن كره وكذب المسلمون - ج1
- كلّ عام وأنت الهوى
- سمفونيّة
- الحاكمون بأمر الشّبح
- لا فرق بين الإسلام التّونسي الزّيتوني المعتدل وإسلام الوهابي ...
- لا فرق بين الإسلام التّونسي الزّيتوني المعتدل وإسلام الوهابي ...
- لا فرق بين الإسلام التّونسي الزّيتوني المعتدل وإسلام الوهابي ...
- فليأتوا بحديث مثله - سورة الله
- فليأتوا بحديث مثله - سورة الانسان
- خواطر لمن يعقلون - ج10
- خواطر لمن يعقلون - ج9


المزيد.....




- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - ردّ على أكاذيب ونفاق أحمد عصيد بخصوص الجذور الحقيقية للإسلاموفوبيا – ج2