أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - أوراق أيلولية .. الورقة العشرون والأخيرة .














المزيد.....

أوراق أيلولية .. الورقة العشرون والأخيرة .


ميساء البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4387 - 2014 / 3 / 8 - 13:27
المحور: الادب والفن
    


دوام الحال من المحال أيها " المذبوح " ..
نعم .. دوام الحال من المحال ..
أنا لم أغلق باب الحكايات .. أنا لم أفرغ من كتاب .. أنا لم أنتهِ من مشوار .. أنا أغلقت على نفسي باب الحياة .. اعتزلت الحياة .. انزويت في ركن قصي .. تاهت مني طريق العودة .. هربت خطواتي إليك ولم تعد معي .. لا أدري أيها " المذبوح " أين خطواتي الآن .. كل ما أعلمه أن أيلول في كل زيارة له يترك فيَّ شيئاً من الخريف ..
هذا العام ترك أيلول لي الخريف بأكمله .. تربع الخريف على قلبي أيها " المذبوح " فمنعني أن أصعد إليك .. ومنعني أيضاً أن أستقبلك في صحن الدار ..
لماذا قسوتُ عليك ؟
خِفتُ ؟!
مما خفت أنا .. ما الذي فيك أيها " المذبوح " أخافني.. وجعلني أنكمش على ذاتي .. وأغلق أوراقي عند منتصف الحروف .. وأرسل إليك الريح فارغة مني .. ومن حروفي .. ومن تتمة الطريق ؟
لماذا عصَبتُ عيون الحروف كي لا تراك .. وهل تستحق أنتَ كل هذه القسوة .. وكل هذا الخوف ؟
سألتني في أول لقاء .. لمَ كل هذا الخوف .. وللآن لم أجد الجواب ؟
ربما لأنك ممددٌّ على سرير الشقاء .. وأنا تعبت بما يكفي .. وأيلول ألقى بكل الخريف في حجري فلم أعد قادرة على النهوض والجري وراء شقاءك ولعقه .. كي يذوب عنك .. كي يرحل عنك ..
الشمس لم تعد تهديني أساورَ من ضياء أهتدِ بها إلى قلبك لأقرأ ما فيه من حروف عشق .. والقمر تآمر مع أيلول وأخذ من عينيِّ فوضى السهر .. فأصبح النوم يجافيني .. ويضطهدني طول السهر .. وأفكار شاردة لا تنام على وسادة .. وأحلام هاجرت خلفك .. وتاهت معك .. وتمددت معك على سرير الشقاء .. وأنا ببراءة طفلة أكور نقطة صغيرة في محيط الاستقرار ..
أريد أن أبني بيتاً لا تسقط أوراقه كل خريف .. ولا يجرني معه إلى حكايات مغلفة بحبات السكر .. وكثير من الدموع المالحة تنساب بغزارة على وجنتي سندريلا .. وعروس البحر .. وياسمينة السندباد ..
دعني في همَّي أيها " المذبوح " فما عدت أعرف الطريق إليك .. ولا عدت أعرف طريق العودة .. كل ما حولي خريف ممدد على قوارير الانتظار .. ينتظر كلمة منك .. من سيد الشقاء .. ينتظر شارة البدء ليطوف معك في رحلة جديدة من الشقاء .. أيها "المذبوح " سكنتَ فيَّ .. وسكنتُ إليك .. وأصبحنا قطعة من العذاب .. فانتظرني على حافة الوجع القريب .. لأرتب لقاءً بين النجوم .. تكتبُ فيه وصيتها للشمس والقمر والسحاب ..
انتظرني أيها " المذبوح " فالخريف يشبهك .. ويشبهني .. ويشبه خطواتي إليك .. خطواتي التي ملت وتعبت من الترحال .. خريفنا يشبهنا .. فلنكور نقطة الختام في خريف واحد .. نكتب عليه حروفاً من ورق أصفر .. ورق أيلول .. حروفاً تسقطها الريح .. أو لا تسقطها .. تبعثرها الريح .. أو لا تبعثرها .. لا يهم طالما أنك شبيهي في هذه الحياة .. وخريفك هو خريفي ..
وتجمعنا فيروز على موائد الصباح حيث تدور فناجين القهوة وأحاديث الشوق وأغنية لا تغادر مآقينا ..
" ورقو الأصفر شهر أيلول تحت الشبابيك ذكرني فيك " .



#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلامي .. كزبد البحر !
- أوراق أيلولية .. الورقة التاسعة عشر .
- سأكتب إليك ...
- علب الأيام
- إلى أشعار آخر
- حينما تغفو الفراشات
- العشاء الأخير
- أوراق أيلولية .. الورقة الثامنة عشر .
- الجغرافيا الجديدة
- لمن يرد أن يستمع !
- فقط .. لمن يرد أن يستمع !
- سلسلة أوراق أيلولية .. الورقة السابعة عشرة .
- للشمس سلام
- سلسلة أوراق أيلولية .. الورقة السادسة عشرة .
- أوراق للنعي
- ليَّ كل الغيم
- أجبني عن .. أسئلتي المشروعة ...
- أوراق أيلولية .. الورقة الخامسة عشر .
- في غرفة الإنعاش
- رقصة المطر


المزيد.....




- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل
- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي
- رحيل الممثل الأميركي جيمس رانسون منتحرا عن 46 عاما


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - أوراق أيلولية .. الورقة العشرون والأخيرة .