أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - إلى أشعار آخر














المزيد.....

إلى أشعار آخر


ميساء البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4362 - 2014 / 2 / 11 - 17:44
المحور: الادب والفن
    


إلى إشعار آخر
نذرت نفسي للصوم ..
كل شيءٍ في الغياب يصبح شرعياً ومنطقياً !
حين تغيب الشمس , أو يأفل القمر , أو ينزوي البحر , أو تنكمش الجبال , لا معنى لأن أبقى أضجُّ في ثرثرتي , وأرتدي على وجهي ملامح الزهو والفرح!
ما الحياة .. إن كانت شمسها الذهبية تهددني بالمغيب طِوال الوقت , وقمرها الفضي يتربع على عرش الغياب .. دون أن يقدم إليَّ أسباباً , أو يدور في فلكه أي عذر ؟
والبحر .. هذا البحر الكبير , المترامي الأطراف , الثلاثي الأبعاد , أيضاً يهددني , بل ولديه نيَّة مبيتة للانزواء خلف صخرة بعيدة عن مرمى البصر !
والجبال .. الجبال التي كانت أحجية لي منذ الصغر , ولغزاً يحيرني , ويضعني دائماً في خانة السؤال .. كيف يقف هذا الكون على قدميه دونما عكازٍ , وكيف يكون صلباً .. لا تهزه ريح عاتية , ولا تغرقه جحافل المطر ؟
هذه الجبال أيضاً تراود نفسها على الانكماش !
وأنا التي كنتُ أسكن هذه الجبال , أختبئ داخلها حين يدق ناقوس الخطر , أحصِّن نفسي بعلوِّها , وأتدثر بصمتها , كيف سأبدو فيما بعد لباقي البشر ؟
هل سأبدو لهم كعملاق بشري يزحف نحو أهل الأرض ؟!
سيخافون مني , وينتشرون بعيداً عني , وقد يشهرون رماحهم في وجهي , أو يحاولون تصويب سهامهم تجاه قلبي , وقلبي أميٌّ لا يجيد قراءة أبجدية هؤلاء البشر .. فكيف سينجو منهم , أو يفرُّ ؟
لا شمس بعد اليوم تدفئني , ولا قمر يؤنسني , ولا بحر يحتضن خوفي وأرقي , ولا جبال تخبئني في حالة الهلع , ولا غيمة تظللني من طيش المطر .
أنا وحدي في مرمى الهدف !
ويحاصرني الليل بعينين يملؤهما الشك , وترتجف على شفتيه عبارات مستعارة من قواميس اللغة , يمدحني ويهجوني بنفس الوقت , ويطلب مني أن أعتلي عرش الكلمات لأسبِّحه وأقدِّسه , وأن أهبط إلى سابع أرض إن لاح بالأفق نجم شارد يبحث عن ضالته في رياض الأفق !
ونسيَّ , أو تناسى , أن النجوم جذورها غافية في عمق السماء , لا تطالها مخالبُّ الليل , مهما طالت , ومهما قست , ومهما اخشوشنت , ومهما عربَّدت !
وأن من خُلق ليزحف على الرمال , سيبقى طِوال العمر من الزواحف , وإن نبتت على شرفاته أجنحة مضيئة , وزعانف ملونة , وأعداد لا حصر له من الأذرع والأرجل .
ومع ذلك أنا لم أستسلم , ولم يكن الاستسلام في أبجديتي , لكنَّ الحياة داخل عيون الليل قاتلة ..
والحياة خارج عيون الليل .. دونما شمس , دونما قمر , دونما بحر , دونما جبال أنتمي إليها , وأحمل هويتها , وأكتب على جبيني اسمها .. حياة مفرغة من النعم .. أكسجينها خانق , هواؤها مالح , ماؤها لا يسمن من جوع , ولا يروي من ظمأ .
وأنتَ أيها الليل الأسود , دعني أعلنها عليك , وعلى الملأ , أنني منذ اللحظة التي نصبَّت فيها عينيك قاضياً عليَّ , وجلاداً بنفس الوقت , انسحبت من حدائق اللوز , موطني , وموطن أشعاري , وموطن الفقراء من أبناء الشمس , وأنذرت نفسي للصيام عنك إلى الأبد .
لا ثرثرة بعد اليوم مع عينين لا يملؤهما الحبُّ , ويعبث , ويلهو , ويتبختر , في أحداقهما شيطان الشك .
لا ثرثرة بعد اليوم معك أيها الليل , وصيام عنك يا إلى آخر الدهر , صيام عنك يا ليل إلى إشعار آخر !



#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حينما تغفو الفراشات
- العشاء الأخير
- أوراق أيلولية .. الورقة الثامنة عشر .
- الجغرافيا الجديدة
- لمن يرد أن يستمع !
- فقط .. لمن يرد أن يستمع !
- سلسلة أوراق أيلولية .. الورقة السابعة عشرة .
- للشمس سلام
- سلسلة أوراق أيلولية .. الورقة السادسة عشرة .
- أوراق للنعي
- ليَّ كل الغيم
- أجبني عن .. أسئلتي المشروعة ...
- أوراق أيلولية .. الورقة الخامسة عشر .
- في غرفة الإنعاش
- رقصة المطر
- أوراق أيلولية .. الورقة الرابعة عشر
- أوراق أيلولية .. الورقة الثالثة عشر .
- أوراق أيلولية .. الورقة الحادية عشر .. والورقة الثانية عشر
- من امرأة
- ميساء البشيتي


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - إلى أشعار آخر