ميساء البشيتي
الحوار المتمدن-العدد: 4275 - 2013 / 11 / 14 - 12:48
المحور:
الادب والفن
الورقة الثالثة عشر
" اليوم عاد .. كأن شيئاً لم يكن " هبّت ريح صغيرة .. فُتح الكتاب .. صفحة جديدة .. عليها دمعة وزفرة وبعض من عصبية جارفة .. ركضتُ إليه .. مسحتُ الدمعة .. وبددت الزفرة .. وحاولت أن أهدئ من روع تلك العصبية ..
لا ذنب له .. نعم أدركت ذلك من عصبيته .. ربما كان الحق على أيلول فهو دائم الغيرة والشك وافتعال المشاكل .. ربما كان أيلول هو من أغلق الكتاب ..لا أستبعد على أيلول أفعال كهذه فرياحه دائماً تنثر كل أوراقي .. وتبعثر كل أحلامي إن كانت تؤرقه أو تقض له مضجعاً ..
من أين ستبدأ .. سألته بدلال وخبث خريفي بامتياز ..
من العنوان .. من " المذبوح " .. ممن ذبحني من الوريد إلى الوريد .. ممن دس سكينه في بطانة روحي فأرداها ممزقة الفؤاد .. ممن عبث في تلابيب عمري فأصبحت فصلاً واحداً .. خريف دائم .. لا ربيع له ولا صيف .. لا شتاء يدغدغ برموشه أبواب الحياة .. إنما خريف إثرَ خريف ..
ولكن .. وغمزني بطرف عينه كأنه يوصلُ إليَّ رسالة ما .. كان هذا أجمل خريف .. وضحك باقتضاب .. وتابع .. كانت علامات الحزن تتبع كل جملة ..
كاد أن يتوقف قلبي عن النبض لشدة الحزن المتراكم على الصفحات ..لأول مرة أحتار .. هل أعود أدراجي .. وأقفل الكتاب .. وأنسى كل ما حصل .. وأعتبر أن كل ما كان .. كان مجرد حلم .. وذهب لحال سبيله ..
أم أبقى بجوار قبرٍ من الأحزان .. لا يكفُّ عن النحيب .. ولا يرى شيئاً في الوجود جميلاً ..
أتيت لأزرع زهرة من الفل على إحدى التلال المنسية هناك خلف المحيطات .. فإذ بيِّ أزرعها على قبر متحرك من الأحزان ..
#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟