أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - لمن يرد أن يستمع !














المزيد.....

لمن يرد أن يستمع !


ميساء البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4323 - 2014 / 1 / 1 - 15:22
المحور: الادب والفن
    


فقط .. لمن يريد أن يستمع !
أنتظر الأعياد بلهفة المشتاق .. بفرحة طفل صغير ينتظر العيد على باب الدار .. أعدُّ للأعياد قلباً معطراً بالفرح .. وأماني لا حصر لها .. بدءاً من الأمن والآمان .. وانتهاءً بالسلم والسلام .. وأحلم بالعيد دون أن أكترث عيد من .. ولمن .. بما فيه العيد الوطني وعيد العمال .
وفي كل عيد أجلس وحيدة أترقب من يقرع الباب .. ولا أحد .. " ما في حدا , لا تندهي ما في حدا " .. وأطوي صفحة العيد بحزن وملل .. ومع ذلك في كل موسمٍ للأعياد أقف في الباب .. وأنتظر العيد بلهفة المشتاق !
عام جديد يهلُّ علينا .. أفرح أنا بالعام الجديد .. وأبدأ برسم خريطة حلم جديد يليق بهذا العام .. وما أن ينتصف الليل وتعلن ساعة الوقت أننا دخلنا بسلام العام الجديد حتى تحلُّ بيَّ حالة غريبة من الكآبة الممزوجة بالحزن والقهر والسخط والغضب ..
ماذا يعني عام آخر جديد ؟
يعني الكثير .. وهذا ليس تحاملاً مني على العام الجديد .. وليست مبالغة .. أو سرد عبارات لا يحتملها النص .. هدفها السامي تعكير أجواء الصفو في العام الجديد ..
في العام الجديد .. كبرنا .. فما عادت تنطلي علينا حيل الكبار .. وأكاذيبهم البيضاء .. من أن الفقر أكثر نبلاً .. والثراء ولد في أرض ملعونة .. والسماء تغدق بالمطر فقط على الأراضي الجدباء ..
في العام الجديد .. تكاثرت أعدادنا .. فكثرت الخيام .. وتمزقت أوصالها من التضخم .. وأصبح لها جيوباً .. وأخذت تجرُّ خلفها أذيالاً .. وتعلمت كيف تبسط يدها للمطر إن فاجأها الظمأ ..
وفي العام الجديد .. هرمنا .. فلم تعد خيامنا قادرة على التصدي بصدرها العاري وثوبها الممزق لموجات البرد والثلج والصقيع ..
وأصبحنا أكثر هشاشة فكل نشرة أخبار تبكينا .. وصور المجازر تستنزف طاقات الأمل في حياة أصبح نصفها الملآن دم .. ونصفها الفارغ تهديد ووعيد !
أصبحنا أكثر حساسية فلم نعد نحتمل أكثر من وجهة نظر .. لم نعد نستوعب فكرة الرأي والرأي الآخر .. وليس لدينا القدرة على تخيل أنه يوجد في هذا العالم من لا ينتمي إلى نفس وجهة نظرنا !
أصبحنا أكثر عدوانية فالسلام بين الأخوة بالبندقية والتحية بين الجوار بالرصاص .. والويل الويل لمن يقف على نافذة الصباح يغازل وردة الجوار ..
أصبحنا أكثر أميِّة .. فلا طالب للعلم .. ولا ساع إلى حقول الثقافة .. ولا منتمٍ إلى الفن .. ولا قارع لطبول الماضي العريق .. ولا مستهلٍ إلا بالسلاح !
أصبحنا أقل آدمية وأكثر وحشية .. أصبحنا أقل إنسانية وأكثر شيطنة من إبليس .. أصبحنا كجيل
" بعبع " يأكل ولا يشبع .. تنادي عليه ولا يسمع .. يذهب ولا يرجع ..
نحن قد ذهبنا .. ولم نرجع .. وما يتحرك منا على هذه الأرض ما هي إلا أجسادنا .. لكنها خالية من أرواحنا .. أرواحنا التي ذهبت ضحية الظلم .. وما بقي على الأرض هي أشباح الظلم والظلام ..
وأبشع أنواع الظلم أن يظلم الإنسان نفسه .. فيكسر المرآة التي تعكس بشاعته .. ظناً منه أنه يواري بشاعته .. ولا يدرك أن العالم يرى كل هذه البشاعة بمرآة أكبر !
في مستهل العام الجديد دعونا نتطهر من جهلنا .. من أنانيتنا .. من إفراطنا في الظلم .. من إسفافنا لكل الحقائق .. من التسليم بأن الخطأ وارد .. لأن الاستمرار في الخطأ جريمة لا تغتفر..
دعونا نعيد الدم إلى العروق .. وإلى الوجوه .. وإلى شرايين الحياة .. وليس إلى الشوارع والأزقة وأبواب المخيمات ..
دعونا نغلق بالشمع الأحمر خيام العزاء .. فالحياة للجميع .. وليس من حق أيٍ كان أن ينهيها .
وكل عام وكلماتي ليست ثقيلة على أحد ..
ولتحل علينا البركة والخير والأمن والآمان إذا شاء الله .







#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقط .. لمن يرد أن يستمع !
- سلسلة أوراق أيلولية .. الورقة السابعة عشرة .
- للشمس سلام
- سلسلة أوراق أيلولية .. الورقة السادسة عشرة .
- أوراق للنعي
- ليَّ كل الغيم
- أجبني عن .. أسئلتي المشروعة ...
- أوراق أيلولية .. الورقة الخامسة عشر .
- في غرفة الإنعاش
- رقصة المطر
- أوراق أيلولية .. الورقة الرابعة عشر
- أوراق أيلولية .. الورقة الثالثة عشر .
- أوراق أيلولية .. الورقة الحادية عشر .. والورقة الثانية عشر
- من امرأة
- ميساء البشيتي
- همسة في أذن أبي
- طفل في السبعين .
- أوراق أيلولية . الورقة التاسعة .. الورقة العاشرة .. الورقة ا ...
- ليس على هذه الأرض ما يستحق الحياة
- أوراق أيلولية .. الورقة السادسة والسابعة والثامنة .


المزيد.....




- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...
- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - لمن يرد أن يستمع !