أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحمن خضير عباس - طائرة العامري














المزيد.....

طائرة العامري


رحمن خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4387 - 2014 / 3 / 8 - 09:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طائرة العامري
رحمن خضير عباس
نحن –عراقيي الخارج – نشكر وزير النقل هادي العامري ، لأنه استطاع أن يرفع اسم العراق (عاليا) فكل الصحافة العالمية في ألمانيا وفرنسا وانكلترا وامريكا وكندا . كانت تتحدث عن هذا الإنجاز الكبير . كما شاركتها قنوات البث التلفزيوني والفضائيات في كل العالم ، من افريقيا التي نست مشاكلها الى الصين التي توقفت دقائق عن إنتاج السلع لتصديرها الينا .كل الميديا تلهج بإسم العراق ! . لقد ارجع وزيرنا الطائرة القادمة من بيروت بركابها السبعين ، المرضى منهم واصحاب الأعمال والزوار ، لأنها لم تنتظر نجله المبجل والذي تأخر عن موعد الإقلاع ، فاتصل النجل بسيادة الوزير العامري ، قائلا : الطائرة لم تحترم تأخري ، فما كان من وزيرنا العبقري الا ان يتصل بالمطار ، او يذهب بنفسه – لاادري – ليعطي تعليماته السامية بوجوب منع الطائرة من الهبوط على مدرج مطار (حسن العامري )، فعادت الطائرة بركابها المتعبين وبضائعها وطاقمها الى لبنان ، لجلب النجل المفدى للسيد الوزير . وهكذا فان الوزير إيّاه قد قام بسابقة جديدة لم يحلم بها اي وزير نقل في العالم ، وربما سيقوم الخبراء في الدول المتقدمة بدراستها ، واستخلاص النتائج منها . ومنها ان الطائرات يجب ان تنتظر الركاب – ولاسيما اولاد الوزراء – الى مالا نهاية !!!! او قد تصنع مدرجات خاصة تصل الطائرة بالمواخير والفنادق واماكن المتعة .
هادي العامري من سياسيي الصدفة الذين قدموا الى العراق من ايران بعد الغزو الأمريكي ، حينما ارادت امريكا ان تجعل من العراق ( واحة للديمقراطية على طريقة رعاة البقر ) اعطت الضوء الأخضر لهؤلاء ان يحكموا العراق ولاسيما الأحزاب التي تسمي نفسها اسلامية ، عن طريق المحاصصة وكان العامري من المسؤلين عن فيلق بدر ذي الولاء الإيراني ، وبتوزيع المحاصصة ، اصبح وزيرا للنقل ، لا لأنه جدير بذالك وانما كان ثمة اتجاه لتوزيع المناصب على الأتباع والموالين ، فكانت نصيب هذه الوزارة للمجلس الأعلى ، فمنح الرجل رتبة وزير ، هي في الحقيقة لاتناسب إمكاناته ومؤهلاته بنسبة مائة بالمائة . فالنقل في العراق منهار ، او لاوجود له ، سواء البحري او البري او الجوي . وموقف الوزارة من حماية الموانيء معروف ويدل على قصر نظر ، وموقفها من المشاريع الكويتية معروف ايضا . والطرق المعبدة في عهد الدكتاتورية ، لم تصلها يد الصيانة ، فبقيت كما هي ، وكأنها تعود لعصر آخر . اما السكك الحديد التي كنا نفخر بها الى نهاية السبعينات ، فلم تمتد اليها يد البناء او الترميم . واذا كان شاوشيسكو يقول لمن حاكموه : "انظروا الى هذه العمارات السكنية التي بنيتها ، اتحداكم اذا استطعتم اعادة صباغتها " وهذا لسان حال دكتاتور العراقي ايضا ، فمع انه سبب في تدميره للعراق ، لكنه بنى جسورا وشوارع ومدنا في ظل الحصار والحرب اما هؤلاء الذين أتوا باسم المظلومية فلم يفعلوا شيئا على الإطلاق، وانشغلوا بالمعارك حول توزيع المغانم ، وكأنهم أمراء الحرب . والسؤال الذي يطرح نفسه : ماذا يفعل العامري ؟ وماهي إنجازاته في مجال النقل ؟
نستطيع القول بصريح العبارة ، انّ ما حدث مع الطائرة يشكل خرقا لكل سلوك حضاري ، واستهتارا بكل المعايير الأخلاقية ، وعلى الحكومة الفاشلة في بغداد أن تقيل هذا الوزير ، وتقدمه الى المحاكم بتهمة استغلال المنصب ، والإساءة الى بلده . أقول ذالك لأنني على يقين ، بان هذا الوزير لن يستقيل من تلقاء نفسه ، ولن يعتذر الى الشعب العراقي ، وانه سيكذب ويلفق التهم الى أشخاص آخرين ، وسوف أذكّر العامري - إن نفعت الذكرى - بإبناء الرؤساء الذين لاقوا مصيرا مؤلما بعد ان عاثوا فسادا ، واستهتروا بكل القيم ،عدي وقصي وابناء مبارك وابناء القذافي ، وآخرهم الساعدي الذي سلمته النيجر بالأمس الى ليبيا .



#رحمن_خضير_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا ستقول السيدة النعيمي الى دولة الرئيس
- حكايات مرّة
- حول ضرب البريطانيين في البصرة
- هاشيدا...رائحة الدم ولون الدمع
- جان جينيه ..القبر والمدينة
- فنانون ..بلاحدود
- مسرى الناي .. سِفر الوجع المزمن
- على صهوة المجد.. واشكالية الهوية الشعرية
- عيّنة من نوابك ..ايها الشعب العراقي
- مظاهرات اليوم
- تجليات الواقع والخيال ..في رواية طوفان صدفي
- هروب سجناء القاعدة
- السطوع
- مدن اخرى ..وقلق المكان
- الجونوسايد في مصر
- رواية (كوميديا الحب الألهي) والذاكرة المعطوبة
- الرحيل ..وحزن اوتار العود
- علي دواي .. بصيص أمل في عراق جريح
- قف بالمعرة ..
- وأد الأطفال ..في بلاد النفط


المزيد.....




- تحقيق لـCNN.. قوات الدعم السريع تطلق العنان لحملة إرهاب وترو ...
- ستتم إعادتهم لغزة.. مراسل CNN ينقل معاناة أمهات وأطفالهن الر ...
- أردوغان يريد أن يكمل -ما تبقى من أعمال في سوريا-
- استسلام مجموعة جديدة من جنود كييف للجيش الروسي (فيديو)
- عودوا إلى الواقع! لن نستطيع التخلص من النفط والغاز
- اللقاء بين ترامب وماسك - مجرد وجبة إفطار!
- -غباء مستفحل أو صفاقة-.. مدفيديف يفسر دوافع تصريحات باريس وب ...
- باشينيان ينضم إلى مهنئي بوتين
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 31819 قتيلا ...
- هل مات الملك تشارلز الثالث؟ إشاعة كاذبة مصدرها وسائل إعلام ر ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحمن خضير عباس - طائرة العامري