أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - حدثنا القرد فقال















المزيد.....

حدثنا القرد فقال


مصطفى لغتيري

الحوار المتمدن-العدد: 4383 - 2014 / 3 / 4 - 14:16
المحور: الادب والفن
    


حدثنا القرد فقال..

قصص قصيرة جدا
قد تصدر قريبا في كتاب.

مصطفى لغتيري

سلطة
قويا كان القرد ومهابا. كل القردة تخافه وتأتمر بأمره، بيد أن سعادته لم تكتم. كان على يقين أنه في يوم ما، سيظهر قرد شاب و قوي، سيتغلب عليه ويقتله، ثم يحل مكانه. راودته فكرة قتل جميع القردة الذكور، لكنه تراجع عن ذلك حين فكر في أنه -حتما- سيحتاجهم لصد أي عدوان خارجي. بعد طول تأمل استقر رأيه على أن يجمع القردة ، ويخطب فيهم خطبة عصماء حول مزايا التداول السلمي على السلطة، وحثهم على اختيار قرد جديد للقيادة، حين تظهر علامات الشيخوخة على القرد القائد، شرط أن يحتفظ هذا الأخير بمكانة رمزية في هرم السلطة، حتى يقضي نحبه.
بإكبار استمعت القردة إلى خطبة الزعيم ، لكن قردة عجوز لكزت ابنها الشاب القوي، الذي يقعى بجانبها، ثم خاطبته محرضة:
إنها فرصتك للانقضاض، يبدو أن القائد قد وهن، وحيلته هذه لن تنطلي سوى على الأغبياء""-

-رحلة
قام القرد الحاكم بجولة، قادته إلى بلدان عدة.
بعد زمن طويل من الترحال عاد إلى وطنه، محاولا الاستفادة من الخبرة التي أكسبه أياها السفر.
أول قرار اتخذه، بعد عودته: أمر ببناء سياج يحيط بمنطقة نفوذه، حتى يمنع باقي القردة من القيام برحلة مماثلة لرحلته

كابوس

في منامه رأى القرد أنه أصبح إنسانا، وفي بيته يأسر عددا كبيرا من القردة.
صباحا استيقظ القرد، أحس بعطش شديد، توجه نحو البحيرة ليطفئ غلته.
حين مد عنقه نحو المياه رأى وجها أرعبه، ففر مذعورا نحو مستقره أعلى الشجرة.

وصية
حين أزف أجل القرد العجوز، جمع من حوله أبناءه و أحفاده، ثم أوصاهم قائلا :
- كونوا دوما أقوياء و ماكرين، فالأرض ،أبدا ،لن يرثها الطيبون

وفاء
كان قردا مغمورا، لا يهتم به أحد، فاكتفى بذاته إلى أبعد الحدود. وحدها قردة كانت تحبه ، ودوما تلازمه .. كل صباح تمرر يدها على رقبته ثم تنصرف.. كان ذلك يشعره بأنه أسعد قرد على البسيطة.
التحق القرد بالسيرك ،فحقق نجاحا منقطع النظير.. أصبح قردا مشهورا تهافتتن عليه إناث القردة من كل حدب و صوب.. فتن القرد بعالمه الجديد، فأهمل القردة التي أحبته قبل الشهرة.ز تألمت القردة فتحول حبه له إلى كره مقيت.
كانت إناث القردة تحدث صخبا من حوله، لكن لا واحدة منهن تجرأت على لمس رقبته.. اكتأب القرد.. في إحدى الأماسي جلس وحيدا يفكر في وضعه الجديد.. بعد طول تأمل توصل إلى مايلي:
-القردة التي أحبته قبل الشهرة أحبته لذاته.
- إناث القردة اللواتي أحببنه بعد الشهرة.. يعشقن الشهرة فقط.
حينذاك عاد القرد للاهتمام بالقردة الأولى، فأضحت كل صباح تمرر يدها على رقبته من جديد.

استمناء
بلغ القرد سن الحلم، فانشغل بوضعه الجديد.. بحث عن أنثى تلبي رغباته، لكنه لم يظفر بواحدة.
في إحدى الأماسي تسلل نحو القرية التي يسكنها البشر .ز في طريقه رأى صبية يتسللون نحو الأحراش .. دفعه الفضول لاقتفاء أثرهم دون أن يفطنوا لوجوده.. حين أصبح الصبية بعيدين عن الأنظار أخرجوا أعضاءهم التناسلية وأخذوا يمارسون حركات أضحكت القرد، لكن ما لبثت أن ظهرت علامات الانتشاء على وجوههم.
في صباح اليوم التالي لمح جمع من القردة مستغربين القرد الشاب يمسك عضوه ويقوم بحركات سريعة وغريبة.
بعد لحظات ظهرت علامات البهجة و الاسترخا على ملامح القرد.. حينذاك أمسك القردة الذكور أعضاءها التناسلية بين يديها وطفقت تقلد حركات القرد الشاب، فأصيبت إناث القردة بالذهول.

استتشراف
في حضن أمه كان القرد الطفل يستمتع بالتقاط الحشرات الدقيقة من فروة أمه، لكنه كان يشعر بالتقزز حين يضعه في فمه.
"حينما أكبر-قال القرد الطفل – سأفكر جديا في حل آخرلهذه الحشرات غير ما تقوم به أمي".. قال ذلك ثم راح في غفوة لذيذة، فيما استمرت أمه في التقاط الحشرات و مضغها.

استنتاج
اجتمعت القردة، وفكرت في أنها لو رغبت في أن تسود في الأرض، لزاما عليها أن تقضي على جنس البشر ،فهو الجنس الأذكى المنافس القوي لها.. و لكي يتحقق مرادها كان عليها أن تأسر إنسانا و تدرسه.
فعلت القردة ذلك، أسرت إنسانا و أخضعتها للمراقبة الطويلة، فتوصلت إلى أنها لا يمكنها التفوق على الإنسان أبدا ،فهو كائن غريب الأطوار يمكن أن يضحك وهو في قمة حزنه، كما يمكنه أن يبكي و هو في ذروة فرحه.

تحرش

كانت قردة جميلة. كل القردة الذكور تتحرش بها.. استمتعت بالأمر زمنا طويلا ، ثم ما لبثت أن ملت كلمات الغزل ، التي تحاصرها في كل وقت وآن، فقررت أن تغير جنسها.
تسللت نحو مختبر لإجراء التجارب على القردة. تغير جنسها، ثم عادت إلى موطنها.
هي الآن تتحرش بقردة جميلة قد تفكر يوما في تغيير جنسه.
وحم
إنها قردة حامل.. كل صباح تتسلل نحو أرض الأسود.. هنالك كانت تختفي وسط الأدغال، وتطيل النظر إلى أسد قوي.
إنها تأمل في أن تصح "نظرية" الوحم، وتلد –بدل قرد- شبلا.

استنساخ
منذ أن سمعت بحكاية النعجة "دولي" تملك القردة أمل قوي في الخلود.
لكن حين أذيع خير الشيخوخة المبكرة ،التي تعاني منها "دولي" عدلت القردة عن الخلود، واكتفت بالإنجاب كحل للاستمرار.

الشيطان
كلما وقعت خصومة بين القردة عزت ذلك إلى أحابيل الشيطان وألاعيبه.
ذات يوم اجتمعت فيما بينها لتحديد خصائص هذا الشيطان الذي حير عقولها.
قال أحد القردة:
- إنه ذكي وماكر وشرير.
عقب آخر:
- إذن هو يشبه البشر.
أردف ثالث:
- طبعا لا يمكن إلا أن يشبه البشر، لكنه عجوز جدا، فامتلك خبرة واسعة بجميع الطباع.

هدنة
بعد حروب طاحنة بين قبيلتين من القردة، هلك فيها كل الكبار القادرين على القتال، اضطر القادة إلى التوقيع على هدنة طويلة الأمد.
فعلوا ذلك في انتظار أن يكبر الصغار ويصبحوا مستعدين للقتال لتستأنف الحرب من جديد.

حب
لكي يعبر القرد لقردة عن حبه أهداها وردة حمراء، كان قد اكتسب هذه الخبرة حين وقع لمدة من الزمن أسيرا لدى البشر.
أمسكت القردة الوردة، لكنها لم تفهم شيئا.
من أجل أن تدرك القردة غاية القرد من إهدائها الوردة، كان لزاما عليها أن تقع –لمدة كافية- أسيرة لدى البشر.

معضلة
بعد رحلة شاقة للبحث عن الغذاء منهكا عاد القرد إلى موطنه خاوي الوفاض يرين عليه غم ثقيل.
وحيدا جلس يفكر في معضلة الغذاء، التي ابتليت بها بنات جنسه.. فجأة انبثق له من حيث لا يدري فهد شرس. شلت المفاجأة حركة القرد، فانقض عليه الفهد وافترسه.

صداقة
ليلا رأى قرد قمرا مشعا.. تأمله للحظات، ثم ما لبث أن افتتن به، فقرر أن يتخذه صديقا.
طفق القرد يتنقل برشاقة من فنن إلى آخر، و بين الفينة و الأخرى يتفقد صديقه القمر و يبتسم له ، ثم يعود إلى ديدنه.
فجأة ممرت ظلمة حالكة المكان.. متوترا لحث القرد عن صديقه القمر فلم يجده.
فكر في أنه ارتكب خطأ أغضب القمر، فتملكه شعور مرير بالذنب.

استغراب
من وراء القضبان كان القرد يتأمل الناس، وهم يمرون أمام القفص.. يتوقفون للحظات، ثم يرمون صوبه، بأريحية، أنوعا من الطعام.
تذكر القرد أولئك الناس الذين أمسكوه يوما واقتلعوه بقوة من موطنه، حيث الطعام والعشيرة والانطلاق.
بعد لحظات من التأمل قال القرد في نفسه: "كم هم غريبو الأطوار هؤلاء البشر".

وحدة
فكر القرد في توحيد جميع القردة تحت راية واحدة وشعار واحد.. اتصل بجميع القادة، فرحبوا بالفكرة، وقد جال في ذهن كل منهم أنه الأصلح لقيادة جميع القردة.
اجتمع القادة للتداول في الأمر. كان القردة صاحب الفكرة قد أعد العدة للإجهاز على جميع القادة ليتربع وحده على عرش القردة.

حسرة
من موقعه كان القرد يتأمل الضفة الأخرى متحسرا، وقد استبدت بذهنه الأشجار المثمرة.
في نفسه قال :"فقط لو أستطيع العبور إلى الضفة الأخرى لتغيرت حياتي رأسا على عقب".
في الضفة المقابلة كان أسد جائع متخفيا يرقب القرد متحسرا.. في نفسه يقول:
"فقط لو يعبر هذا القرد نحو هذه الضفة، لكان لي بلا شك غداء شهيا".

نعيم
لردح من الزمن عاشت القردة في مكان خصيب، وافر الماء والغذاء.
تدريجيا اقتحمت حيوانات مفترسة المكان، ففرت القردة مذعورة نحو مستقر آخر، قليل الغذاء، شحيح المياه.
مرت سنوات على هذا النزوح، فتناقلت القردة جيلا بعد جيل ذكرى نعيمهم المفقود.
بعد هذا الزمن الطويل، كلما مات قرد، اعتقد باقي القردة أن روحه ستعود –بلاريب- إلى أرض الأجداد تلك وافرة الخصب.

تلوث
لمدة طويلة راقب القرد النهر، فلحظ أن التمساح الكامن في الأعماق يظهر في أوقات متباعدة لينقض على كل حيوان قاده العطش نحو ماء النهر.
بعد تفكير طويل قرر القرد أن لا يشرب من مياه النهر إلا حين ينشغل التمساح بفريسة جديدة.
نجح القرد في مسعاه و تجنب أنياب التمساح الحادة.. شيء واحد أثقل على قلبه، لقد كان يشرب مياه ملوثة بدماء فرائس التمساح.

مرآة
صدفة عثر قرد على مرآة خلفها وراءهم أناس بعد نزهة في الغابة.
أمسكها القرد بكلتا يديه و تطلع فيها منبهرا. رأى قردا آخر يشبهه يطل عليه مندهشا من المرآة.
مأخوذا بالمفاجأة رمى القرد المرآة ، ثم ما لبث أن اقترب منها بحذر.. أمسكها ثانية .. تطلع إليها من جديد، فرأى ذات القرد هادئا يطل عليه ثانية دون أن يهاجمه.
هذه المرة لم يفاجأ بالأمر، ولم يرم المرأة، بل أخذها معه نحو مأواه، وأخفاها هناك في مكان آمن.
منذ ذلك الحين كاما أحس القرد بالوحدة، أخرج المرآة من مخبئها، وتطلع بتحبب نحو قرد المرآة المسالم.

عاصفة
اجتاحت الغابة عاصفة هوجاء، بقوة هوجاء رجت الأشجار، فأسقطت جل الثمار أرضا.
صباحا حين اختفت العصفة انتشرت القردة على امتداد أرض الغابة. تجمع الثمار المتناثرة هنا وهناك قبل أن تنقض عليه باقي الحيونات.
من مكانها الخفي تلصصت العاصفة على القردة وقد ارتسمت على شفتيها ابتسامة ماكر، ثم قالت في نفسها
:"من يجرؤ على القول أنني بدون فائدة".

مرور

في أرض القردة، مزمجرة و مكشرة عن أنيابها مرت مهرولة جماعة من الذئاب، فجفلت القردة وانتفضت هاربة نحو أعالي الشجر.
حين عبرت الذئاب المكان بحذر عادت القردة نحو مكانها لكن في مخيلتها نحت بعمق أن الذئاب قد مرت من هنا.

مزحة
أمسكت السماء ماءها، فجفت الينابيع و قلت الثمار. تداولت القردة فيما بينها ، فقررت الهجرة إلى حيث يوجد الماء و الغذاء.
حين عزمت على تنفيذ ما اتفقت عليه ، نظرت السماء إلي قطيع القردة وقالت " لم أكن جادة في ذلك، فقط كنت أمازحكن".. ايبتسمت السماء ثم أغرقت الغابة مطرا.

هجرة
استطاع رجل أن يهرب قرد محليا نحو أوربا. هنالك وفي غفلة من الرجل فر القرد نحو الغابة.. بحث عن بنات جنسه من القردة. بعد عناء كبير وصل القرد إلى وجهته.. تجمعت القردة من حوله تتطلع بفضول نحو هذا الوافد الجديد. تأملته القردة مليا، ثم ما لبثت أن انفضت من حوله.. بهدوء ودون أن تصيبه بأذى.
جال القرد في الغابة فهاله كثرة الثمار وتنوعها.
حينذاك فقط انشغعل القرد بالتفكير في وسيلة لاستقدام عشيرته من القردة التي خلفها وراءه نحو الضفة الشمالية.

شهرة
وقع اختيار على قرد ليرافق مسكشفي الفضاء في رحلة نحو القمر.
هنالك في الكوكب الميت أجريت على القرد تجارب عدة.
بعد عودته إلى الارض تغيرت حياة القرد كليا، لقد استقطب اهتمام الجميع، و أصبح يقوم برحلات حول العالم، ويظهر على شاشات التلفزيون ويوقع البطاقات للمعجبين.
إنه الآن يفكر جديا في كتابة سيرته الذاتية.

خلاصتان
بعد مناورات ناجحة، تخلص القرد بأعجوبة من مخالب الأسد وأنيابه.
حين عاد- في حالة مزرية- إلى موطنه، تحلق حوله القردة، يهنئونه بنجاته.
لفترة من الزمن ظل القرد شاردا، لا يكاد يصدق ما حدث له.
بعد أن استعاد القرد هدوءه، خاطب القردة قائلا في خلاصتين:
1-لننجو من الأسود يجب أن نحيط موطننا بآكلات العشب
2- ليس المشكل في الأسود.. مشكلتنا أننا كائنات مسالمة.

قتل
رأى القرد قناصين، يحملون بنادقهم، ويجوبون الغابة بحثا عن الطرائد.
عن كثب اقتفى خطواتهم مدفوعا برغبة كبيرة في معرفة ما سيقومون به.
فجأة ظهر سرب من الغزلان.ز تحفز الرجال وسددوا بنادقهم نحو القطيع..أطلقوا النار، فأصابوا بعضا منها.
رأى القرد الغزلان تباعا تتساقط أرضا مضرجةفي دمائها..ارتعب القرد،ففر نحو مستقره، وقد ترسخ فيذهنه أن هناك كائنات يمكنها أن تقتل عن بعد ودون حاجة لمخالب أو أنياب.

بداية
بينما كان نوح منهمكا في صنع سفينة قبيل الطوفان ليحشر فيها من اتبع دعوته، وكثيرا من الحيوان. كان قرد يتأمل ما يحدث أمام ناظريه.
حين استقر في ركن من السفينة وغمر الماء الأرض فأغرق جميع الكائنات،ثم مالبثت أن غيض الماء واستوت السفينة على الجودي،فقال القرد في نفسه:" هاهي لعنة البداية تطاردنا من جديد".

افتراض
على افتراض أن ما ذهب إليه داروين صحيح فيما يخص نظرية التطور، ففي أعماق كل منا،على الأقل على مستوى الجينات، يربض قرد يتربص متحينا الفرصة للظهور.
إذا كنت في شك من ذلك خذ موزة.زقشرها بتأن و استرق النظر إلى الناس من حولك وخاصة إلى أعينهم، ستتأكد-لا محالة- أن الافتراض لا يخلو من صحة.

جنحة
أظهر قرد شاب جنوحا نحو الانعزال.كان لا يشارك باقي القردة الصغار ألعابهم، ودوما يجلس وحيدا وعلى سحنته سمات الاستغراق في التفكير.
انتبهت القردة إلى ذلك.. تداولوا الأمر بينهم، ثم ما لبثوا أن ألقوا القبض على القرد الشاب و سجنوه في انتظار أن يتخلص من ميولاته البشرية.

المجد
بعد محاولات شاقة،تعلم القرد القراءة و الكتابة، فعكف على قراءة سير عظماء البشر، أولئك الذين خلدهم التاريخ.
بعد أن قرأ القرد أكثر الكتب انتشارا، لاحظ أن أكثرا العظماء مجدا هم أكثرهم قتلا لإخوانهم البشر.

قمار
تعلم القرد لعبة القمار، فكسب جولات كثيرة. جمع بفضلها سيده مالا وفيرا.
بعد مدة امتنع القرد عن اللعب.كان شرطه الوحيد ليستأنف اللعبة الحصول على نسبة من الأرباح، و في ذهنه أن يفتدي نفسه بمبلغ كبير.

القفص
انتهى الرجل من صنع قفص، فقال مبتهجا بصوت مسموع:" كم يليق هذا القفص بقردي الجميل".
حزينا دخل القرد القفص، وأقعى في ركن منه، نظر إلى الرجل بأسى، ثم قال في نفسه:"هذا ليس عدلا.. لا أستحق ذلك ،فأنا قرد طيب ومسالم".

رجوع
على مقربة من قفص القرد كانت الببغاء ترطن بكلمات حفظتها من كلام البشر. بحسرة تأملها القرد للحظات، ثم قال: "آه لو أستطيع الكلام ،لقلت لسيدي بأنني أحب الرجوع إلى موطني".

محاكمة
بين ظهراني البشر تردد كثيرا على أسماع القرد عبارة" جريمة ضد الإنسانية" وعلم أن كثيرا من القادة قدموا إلى محاكمات دولية جراء ارتكابهم لإبادات ضد البشر.
بعد زمن تخلص من أسره وعاد إلى موطنهالأصلي وعاش حرا بين الأشجار.
ذات ليلة اجتاح الغابة طوفان مدمر قتل عددا كبيرا من الحيوانات.
صباحا بعد أن نجا القردة بأعجوبة رأى الجثث متناثرة هنا و هناك. اخترقه ألم حاد،ثم بحسرة تساءل:
"ترى من سيقدم إلى المحاكمة الآن؟".

الفيلسوف
سلك القردطريقا لا يعرف عنه شيئا بحثا عن أمر غامض لا يتبين كنهه. فقط مدفوعا كان بحدسه لفعل ذلك.
قضى في بحثه زمنا طويلا. نمت لحيته وأنفش شعره وانحنى ظهره.
في الأماسي الطويلة أصبح القرد يجمع من حوله شباب القردة ويحكي لهم كلاما معقدا عن السلطة والمال والنساء.
انتبه القرد القائد لما يقوم به القرد الفيلسوف، وهو يفكر الآن في سقيه السم غيلة.



#مصطفى_لغتيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امرأة تخشى الحب - رواية- الكتاب كاملا_ دار النايا سوريا 2013
- رقصة العنكبوت -رواية- الكتاب كاملا.
- أسلاك شائكة- رواية- الكتاب كاملا
- لعبة القدر
- قصص قصيرة جدا من جنوب المتوسط
- الجسر
- شيء من الوجل - الكتاب كاملا
- بورتريهات قصصية في -ظلال حارقة - للكاتب المغربي ادريس الواغي ...
- ثيمة الصمت في -حطب بكامل غاباته المرتعشة - للشاعرعبد الغني ف ...
- ضجة بسبب صورة غلاف مجموعة قصصية
- العرب تحاور مصطفى لغتيري حول اتحاد كتاب المغرب
- امرأة تخشى الحب
- ورقة حول مشروع النشر و الإعلام و التواصل.‎
- إلى أصدقائي الرائعين
- التجديد تحاور لغتيري حول المبادرات الجديدة لاتحاد كتاب المغر ...
- في ذكرى ميلادي السابعة و الأربعين.
- البيان الختامي للمؤتمر الوطني الثامن عشر لاتحاد كتاب المغرب
- فجر جديد في اتحاد كتاب المغرب
- هواجس امرأة - مجموعة قصصية - الكتاب كاملا.
- -رجال وكلاب- لمصطفى لغتيري: أو : جدلية الوضوح والتعتيم


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - حدثنا القرد فقال