أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - بورتريهات قصصية في -ظلال حارقة - للكاتب المغربي ادريس الواغيش. مصطفى لغتيري.














المزيد.....

بورتريهات قصصية في -ظلال حارقة - للكاتب المغربي ادريس الواغيش. مصطفى لغتيري.


مصطفى لغتيري

الحوار المتمدن-العدد: 3999 - 2013 / 2 / 10 - 18:48
المحور: الادب والفن
    


لبورتريهات قصصية في "ظلال حارقة " للكاتب المغربي ادريس الواغيش.
مصطفى لغتيري.

غالبا ما أتجنب قراءة تقديم كتاب أدبي ، أو - على الأقل - أؤجل قراءته إلى حين الانتهاء من قراءة النص أو النصوص التي يتضمنها الكتاب ، انطلاقا من اعتقاد، مفاده أن التقديم غالبا ما يكون موجها ، يفرض على القارئ النظر إلى النص من خلال وجهة نظر صاحب التقديم ، لكن إزاء المجموعة القصصية "ظلال حارقة " للكاتب المغربي ادريس الواغيش ، وجدت نفسي منجذبا إلى قراءة التقديم أولا ، و السبب في ذلك أنه من تحبير الكاتب نفسه ، بمعنى أنه جزء بننيوي من المجموعة ،و إن تمايز عنها باعتباره إحدى العتبات ، التي يوظفها الكاتب لأهداف معروفة و أخرى خفية ، لا يمكن الإلمام بتفاصيلها كل الإلمام.
عندما قرأت التقديم شعرت بأنه بالإضافة إلى كلمة "قصص "التي زينت الغلاف ، يعد نوعا من الميثاق الذي يعقده الكاتب مع قارئه ، فيسيجه بنوع من التأطير ، الذي يكشف فيه الكاتب عن مقصديته ، حتى أن كلمة "قصص" سابقة الذكرة تصبح متأرجحة ، و لا يجب التعامل معها في مطلقها ، و لعل هذا ما دفع الكاتب ليتحدث في التقديم عن ملامسة كتاباته للسيرة الذاتية ، كمايضيف كاشفا عن نواياه و تصوره لفن القص قائلا " في هذه الإضمامة من القصص الطويلة / القصيرة ، ستجد الآخر و ستجد..ني ، بكل تناقضاتي و انكساراتي و أحلامي المعطوبة، أحلام لا تختلف في شيء عن أحلام الآخرين و ظلال نحترق فيها جميعا".
يطرح هذا التقديم إشكالا حقيقيا ، باعتبار ماهية الجنس القصصي الذي اختار الكاتب الكتابة ضمنه ، مما يطرح على المتلقي أسئلة عديدة ، من قبيل: هل القصة هي مجرد حامل لمضامين؟ هل هي أداة لنقل واقع ذاتي أو غيري ؟ هل تحتاج القصة إلى من يبررها إن لم تبرر ذاتها؟
و دون الخوض في إجابات على الأسئلة السالفة ، و التي أتغيا منها فقط التفكير في القصة ماهية و وظيفة ، و تقنيات ، سأنكب على المجموعة القصصية ملتزما بما أراده الكاتب لها ، أي الكشف عن حياة / حيوات ، تكتوي بنار الواقع ، الذي غالبا ما يكون صلفا و معاندا ، لا يسمح للذات بتحقيق رغباتها ،التي تسعى جاهدة للظفر بها بوسائل مشروعة و غير مشروعة .
ولقد استوقفتني في المجموعة بورتريهات عدة أبدع الكاتب في تقديمها إلى القارئ و أهمها صورة الطفل و صورة الشاب و صورة الكهل .
بخصوص الطفل قدمت لنا "ظلال حارقة " صورة دينامية لطفل حيوي تميزه الشقاوة و الطموح و الذكاء المفرط ،و هو طفل بدوي فاجأه اليتم باكرا، لكنه لم يقض على طموحاته، يقول السارد في الصفحة السابعة " لم يكن ماتيو طفلا عاديا كباقي أطفال القرية . شقاوة مفرطة و ملامح نصرانية ، بشعر أكثر حمرة و عينين حادتين كالسيف ، تطلقان نظرات كالسهام . نابغة في الرياضيات ، المادة التي أطاحت برؤوس كثيرة ، و جعلت العديد العديد من من أطفال البلدة ينقادون مكرهين للآداب و فروعها ، بينما كان متفوقا في كل المواد العلمية على غير العادة . لم يخنه ذكاؤه كما حدث للكثيرين ، لكن صحة أب باغته سعال مزمن ، زاد من حدته تدخين "الكيف" و تناول الأعشاب و دماء الضفادع البرية و وصفات حكماء يعجلون بهادم الملذات".
أما صورة الشاب ، فقدمها السرد مرتبطة بالرغبة في الحب ، أي أن حضور الجنس الآخر كان محددا لوجوده ، و هو شاب لا يميزه عن الطفل الذي قدمه السارد غير انشغاله بغيره بدل تقوقعه على ذاته ، لكنه يتميز بنفس الحماس و الاندفاع ، يصور السارد الشاب في موقف فارق في حياته فيقول في الصفحة19:" أتذكر جيدا " و أنا في كامل وعيي " أنني كنت نازلا كثور هائج من الطابق العلوي ، الذي يفضي مباشرة إلى ساحة الثانوية ، فصدمتها عن غير قصد ، لكن بقوة أفقدتها توازنها ، فكادت تسقط على إثرها أرضا . التفت.. لم تكن إلا هي .... بصدرها المكتنز تحت بلوزتها و عينين عسليتين ، و شعر أسود فاحم يتناغم مع بياض السحاب في سماء فصل الربيع . انتظرت أي رد فعل منها، لأبدأ معركتي على الطريقة المعتادة ، لكن نظرتها و ابتسامتها كان لهما أكثر من معنى ، أربكا كل حساباتي . قالت بصوت رخيم لا يكاد يسمع من الغجل " الله يسامح" . ياه .. أ إلى هذا الحد تكون ابتسامة واحدة منها ، كافية لإخم الوحشية الراقدة في أعماقي".
هكذا استطاعت نظرت حب أن تروض الوحش الكاسر في نفس الشاب ، لتتكلف صروف الحياة بالباقي ، فقد قدم الكاتب صورة عن الرجل الكهل منكسر ، توالت عليه الخيبات ، يقول عنه السارد في الصفحة 29 "بدأت معالم صورة جديدة ترتسم في مخيلتي ، لرجل حسبته فولاذيا لا ينكسر ، لكنها لعنة الديون و جبروتها . كاد الرجل يغرق في الرخام الصيني المستورد تدريجيا ، و هو واقف أمامي بلا حراك ، حتى لم يق إلا الرأس ، و كتفان لا يقويان على حمل الهزيمة".
إنها ثلاثة بورتريهان تعطينا صورة تقريبية عن الاجواء التي تسبح فيها القصة عند الكاتب ادريس الواغيش ، و التي لا تقتصر على ما توقفنا عنده و إنما انطلاقا من تصور خاص لفن القص قدمت صورا "واقعية" للكثير من الشخوص و الظواهر ، محاولا رصد فسيفساء الحياة و النسج منها نصوصا قصصية تستحق القراءة,



#مصطفى_لغتيري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثيمة الصمت في -حطب بكامل غاباته المرتعشة - للشاعرعبد الغني ف ...
- ضجة بسبب صورة غلاف مجموعة قصصية
- العرب تحاور مصطفى لغتيري حول اتحاد كتاب المغرب
- امرأة تخشى الحب
- ورقة حول مشروع النشر و الإعلام و التواصل.‎
- إلى أصدقائي الرائعين
- التجديد تحاور لغتيري حول المبادرات الجديدة لاتحاد كتاب المغر ...
- في ذكرى ميلادي السابعة و الأربعين.
- البيان الختامي للمؤتمر الوطني الثامن عشر لاتحاد كتاب المغرب
- فجر جديد في اتحاد كتاب المغرب
- هواجس امرأة - مجموعة قصصية - الكتاب كاملا.
- -رجال وكلاب- لمصطفى لغتيري: أو : جدلية الوضوح والتعتيم
- رواية ابن السماء للروائي المغربي مصطفى لغتيري
- -تراتيل أمازيغية- مخطوط رواية جديدة لمصطفى لغتيري.
- اللعب بتقنيات السرد في رواية عبدالغفور خوى -الطيور تغني كي ل ...
- الفانطستيك و لعبة الإيهام بالحقيقة
- الفانطاستيك في رحاب أكادير الجميللة
- الرؤية البانورامية و تعدد الأصوات في -على ضفاف البحيرة - لمص ...
- الأديب عبد الغفور خوى يكتب الرواية كي لا يموت
- جريدة السياسة الكويتية:- رقصة العنكبوت - للمغربي مصطفى لغتير ...


المزيد.....




- المقاطعة، من ردّة الفعل إلى ثقافة التعوّد، سلاحنا الشعبي في ...
- لوحة فنية قابلة للأكل...زائر يتناول -الموزة المليونية- للفنا ...
- إيشيتا تشاكرابورتي: من قيود الطفولة في الهند إلى الريادة الف ...
- فرقة موسيقية بريطانية تؤسس شبكة تضامن للفنانين الداعمين لغزة ...
- رحيل المفكر السوداني جعفر شيخ إدريس الذي بنى جسرًا بين الأصا ...
- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - بورتريهات قصصية في -ظلال حارقة - للكاتب المغربي ادريس الواغيش. مصطفى لغتيري.