أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - رواية ابن السماء للروائي المغربي مصطفى لغتيري















المزيد.....

رواية ابن السماء للروائي المغربي مصطفى لغتيري


مصطفى لغتيري

الحوار المتمدن-العدد: 3793 - 2012 / 7 / 19 - 21:59
المحور: الادب والفن
    


كتب المقال : عبد الواحد بنعضرا.

صدرت عن دار محاكاة والنايا بسورية رواية جديدة هذا العام للروائي والقاص المغربي مصطفى لغتيري.

وتعد هذه الرواية مغامرة جديدة في أسلوب الكتابة، إذ تقوم على تكسير أفق انتظار القارئ في مرات عديدة، حيث يتدخل الكاتب ليشرك القارئ معه في بناء الرواية، وهذا ما يطلق عليه ميتارواية، فنجد المؤلف يقول:"وهكذا أجدني مرة أخرى في حيص بيص، كيف يمكنني التعامل مع هذا الوضع الطارئ؟ كنت قد قررت مسبقا أن رجال المركب سيكونون حلا مناسبا (...) تصوروا معي لو أن البحارة رموا الرجل في عرض البحر" (ص. 13)، ويقول في مكان آخر: "هانحن على الشاطئ. ونفترض أن هذا الشاطئ فارغ من البشر، بل وبعيد عن أية قرية أو مدنية. إنه شاطئ ناء لا يخطر به بشر. وهنا سنكون أمام افتراض أننا سنعيد قصة حي بن يقظان (...) لذا سأحاول التفكير بشكل مختلف، وسأهيئ لهذا البطل... ظروفا مناسبة لينخرط في حياة الناس" (ص. 16)، وفي موضع آخر يقول: "هنا سيفطن القارئ أنني التجأت إلى قصة "النبي" القديمة التي وردت في الكتب السماوية. لعل ذلك ينقذني من الورطة التي وضعت نفسي فيها، بجعلي البطل في مكان منقطع عن الناس. لاعلينا. ثم ما المانع من ذلك، ألم يصبح التناص أمرا مشاعا ومعترفا به..." (ص. 18 – 19). فهذا الأسلوب يعتمد على إشراك المؤلف للقارئ في تقنية الكتابة، مثلما مرّ معنا في المقطع السابق عند الحديث عن التناص. بيد ان هذه الطريقة في الكتابة تحتاج إلى دربة ومراس حتى لا تظهر متكلفة أو مصطنعة.

يمكن تقسيم الرواية إلى قسمين كبيرين:

ــ قسم أول: أعتبرُه قسما أنطولوجيا وجوديا، يتجلى في اسم البطل: ابن السماء، هذا الكائن النحس، كما أطلق عليه المؤلف، نحس لأنه كلما هيأ له ظروفا لتسهيل اندماجه في حياته الجديدة، يأتي بأفعال تعقد مهمته؛ إذ يبتدئ المؤلف روايته موضحا: "حقيقة أتعبتني هذه الرواية، وحين أقول ذلك، لا أعني المعنى الرائج للتعب، الذي قد يعبر به المرء ــ بشكل مبالغ فيه ــ عن تبرم يحسه نحو عمل ما. بل أقصد أنها أنهكتني، فما يزيد عن عشر سنوات، وأنا أحاول كتابتها، لكنها أبدا لا تستقيم بين يدي، في كل مرة أجد نفسي عاجزا لا أتقدم في العمل خطوة واحدة. والسبب في ذلك أن هذا البطل الذي اخترته لروايتي لا يطاوعني في شيء، إنه دائم التمرد. أكدّ الذهن وأضعه في مكان مناسب، يمنحه القدرة والقوة على التقدم خطوات إلى الأمام، بيد أنني ما إن أكتب صفحة أو صفحتين، حتى أجدني غير قادر على كتابة جملة إضافية. إنه بطل نحس" (ص. 5).

هذا الكائن في أصله لا ماضي له، وضعه المؤلف في البحر، ثم أشرك القارئ في اختيار أصله، ليختار السماء، إنه أصلا كائن ميت تلبست روحه بجسد آخر، كان مزعجا لأهل السماء، منفر مقيتا سيستقر الرأي على طرده من السماء، وهنا ستبدأ معاناة البطل. ليستقر به الحال أخيرا في قرية في كنف أسرة مهمشة وسمعة ملطخة بعار الأم ذات الماضي الذي يعرفه كل أهالي القرية، تتكون من أب عجوز وفتاتين يافعتين جميلتين متعطشتين لكل شيء للقوة، للشبق الجنسي، للسلطة... وهو بقوته الجسدية، وتخلفه الذهني، وهيامه أحيانا في تأملاته، ستجد فيه الفتاتان ضالتهما. هذا الجزء فضلا عما سبق ذكره عن تقنيات الكتابة، استثمر فيه الكاتب القصص والأساطير المعروفة، ليطرح ضمنيا أسئلة عديدة على بعض المعتقدات الدينية، تلميحا وليس تصريحا خاصة أننا بصدد عمل فني.

ــ قسم ثاني: يمكن أن أسميه قسم تاريخي إلى حد ما، فهو يتناول تطور هذه الأسرة التي احتضنت البطل، خلال حقبة الاستعمار الفرنسي للمغرب، ويتميز هذا القسم بضمور وخفوت دور البطل، الذي توارى إلى الخلف، ولعل الاسم الذي صار يحمله خير معبر عن ذلك، إذ ارتقى لدرجة ولي وأطلق عليه اسم "سيدي الساكت"، والمفارقة أن ارتقاء البطل إلى ولي سيوازيه اختفاؤه عن مسرح الأحداث. في هذا القسم سلط المؤلف الضوء على الدور الذي تلعبه النساء في سير الأحداث، من مناورات، وإطلاق الشائعات، والتجسس على أخبار زوار زاوية سيدي الساكت؛ بحيث يظهر المؤلف أن كثيرا من الأحداث الجسام تنسج شبكة خيوطها المرأة.

المفارقة الأخرى في هذا القسم، أن ادعاء الوَلاية، والنقاء، والزهد، واكبه كل التصرفات التي تناقض "قدسية" الولاية، خمر، زنا، رشاوي، غنى وثراء فاحش، تحكم في كل أفراد القرية، تعامل مع الضباط الفرنسيين (أحدهم سيكون عشيقا للؤلؤة زوجة الولي، وسيصبح منهمكا في ممارسة الجنس معها بشكل منتظم، وبطقوس خاصة في بيت الأسرة)، أخت زوجة "الولي"، سلمى ستدير شبكة كبيرة للدعارة، وستعمل على إبعاد زوجها إلى حيث لا يرجع، إلى أحد البلدان الأسيوية للمشاركة في الحرب، للتخلص منه، سيعود لا حقا ولكن معاقا، وستطرده المرأتان، حتى وجد ميتا في أحد الأماكن.



عرفت أطوار الرواية موت الولي، ولكن هذا الأمر بالنسبة للمرأتين خدمهما، إذ ازدادت قدسية الولي، وازداد غناهما.

ستعرف النهاية، تحولا لدى أحد أفراد الأسرة، وهو ابن لؤلؤة ــ وابن الولي سيدي الساكت ــ الذي عاد من الدراسة في فرنسا، وسينضم للحركة الوطنية، وهذه مفارقة أخرى في هذا القسم، فضلا عن أن الرجل درس العلم، وهو ينتمي لأسرة تسترزق من نشر الخرافة، ستختتم الرواية بالفقرة التالية: "مشى في طريقه لا يدري أين تقوده قدماه، وهو يفكر في وضع أسرته في القرية، الذي أشعره بالخجل، ثم في وضع البلد الذي يخضع لتجبر فرنسا العظيمة، التي تقدس الحرية في بلادها وتدوس عليها في بلاد الآخرين. كان قرار ما ينبت في أعماقه تدريجيا، ثم ما لبث أن تعملق حتى أصبح راسخا لا يمكن زعزعته. سيغادر البلدة حالا، ويلتحق، بكوكبة من الوطنيين الأحرار الذين يناضلون من أجل طرد فرنسا من البلد. فيما هو يمضي حثيثا نحو وجهته، انتصبت عبارة قوية وراسخة في ذهنه: لقد آن الأوان ليتغير كل شيء".

خلافا للقسم الأول، جاء هذا القسم متخففا من الحمولة الانطولوجية للقسم الأول، مليئا بالأحداث، وهذا ما يدفعني للتساؤل: إلم نكن أمام روايتين، في الحقيقة؟ إذ تختلف بنية القسمين في كل شيء. وعلى العموم فهناك تحول كبير في أسلوب الأستاذ لغتيري، مقارنة بأعماله السابقة، إذ خرج المؤلف مما يمكن أن نسميه رواية/قصة طويلة، إلى رواية فيها تعقيدات أكبر للشخصيات، وتعقد أكبر لنفسية هذه الشخصيات. مع حرصه على تجنب تفاصيل التفاصيل التي تميز الكتابات المشرقية



#مصطفى_لغتيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -تراتيل أمازيغية- مخطوط رواية جديدة لمصطفى لغتيري.
- اللعب بتقنيات السرد في رواية عبدالغفور خوى -الطيور تغني كي ل ...
- الفانطستيك و لعبة الإيهام بالحقيقة
- الفانطاستيك في رحاب أكادير الجميللة
- الرؤية البانورامية و تعدد الأصوات في -على ضفاف البحيرة - لمص ...
- الأديب عبد الغفور خوى يكتب الرواية كي لا يموت
- جريدة السياسة الكويتية:- رقصة العنكبوت - للمغربي مصطفى لغتير ...
- السخرية أسلوبا لفضح تناقضات المجتمع في رواية -ابن السماء- لم ...
- -أسلاك شائكة- رواية جديدة لمصطفى لغتيري. الفصل الاول..
- جزء من رواية -ليلة إفريقية- لمصطفى لغتيري
- الفصل الأول من رواية -على ضفاف البحيرة- لمصطفى لغتيري
- العلام يرد على رسالة لغتيري المفتوحة
- رسالة مفتوحة إلى الناقد عبد الرحيم العلام.
- لطيفة الشابي شاعرة رومانسية من توزر مدينة أبي القاسم الشابي
- من أجل إنقاذ اتحاد كتاب المغرب.
- هشام ناجح صوت جديد في الرواية المغربية
- أحمد بوزفور و قصة القصة.
- الناقد التونسي عبدالدائم السلامي يمنطق اللامعقول في الرواية ...
- الشاعرة التونسية السيدة نصري تنسج قصائدها على إيقاع المزامير ...
- القاص المغربي عبدالغفور خوى يصدر الطبعة الثانية لمجموعته الق ...


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - رواية ابن السماء للروائي المغربي مصطفى لغتيري