أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - لطيفة الشابي شاعرة رومانسية من توزر مدينة أبي القاسم الشابي














المزيد.....

لطيفة الشابي شاعرة رومانسية من توزر مدينة أبي القاسم الشابي


مصطفى لغتيري

الحوار المتمدن-العدد: 3718 - 2012 / 5 / 5 - 01:37
المحور: الادب والفن
    


مصطفى لغتيري.

تضم مدينة توزر التونسية بين أحضانها - كما هو معلوم- عددا كبيرا من الشعراء ..و إن كانت المدينة قد اشتهرت بشاعرها الكبير أبي القاسم الشابي ، فإنها تتوفر على أسماء شعرية اخرى عرفتها و تعرفها المدينة على امتداد تاريخها الشعري الطويل ، فمن القدامى يمكن ذكر الشاعر اخريف ، أما من المحدثين الذين ما يزالون يمسكون بشعلة الشعر متأججة ...، و يصرون على الحفاظ عليها متوهجة ، فلائحتهم تطول و تعز عن الحصر ، و يمكن أن نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الشاعر شكري ميعادي و الشاعر محمد بوحوش.
و تساهم الشواعر كذلك بنصيب لا يستهان به في تقديم وجه المدينة الشعري المشرق ، و من بينهن الشاعرة لطيفة الشابي ، التي اختارت نهجا رومانسيا أو اختارها ، و قد تجلى هذا الاختيار واضحا انطلاقا من التصدير ، الذي أصرت الشاعرة ان يدبج بقلم ميخائيل نعيمة ، و مما جاء فيه " الشعر لذة التمتع بالحياة ، و الرعشة أمام الموت ، الشعر هو الحياة باكية و ضاحكة ، و ناطقة و صامتة ، و مولولة و مهلهلة ، و شاكية و مسبحة و مقبلة و مدبرة..".
و قد بصم هذا التوجه الرومانسي قصائد الشاعرة بأكملها ، مما يعني حضور الذات و الطبيعة و الحب و العواطف الجياشة فرحا و قرحا ، و ما إلى ذلك من الثيمات التي تستهوي الشعراء الرومانسيين ، لأن الشعر في عرف هؤلاء تعبير غنائي عما يعتمل في نفس الشاعر من انفعالات و عواطف ، تنتصر للخير و تذم شرور العالم بشتى أواعها.
و من بين القصائد التي تعبر عن الحضور القوي للذات ،و قد وظفت فيها الشاعرة ضمير المتكلم ، نقرأ قصيدة " أنا كعشاق الزمان" :
أنا كعشاق الزمان
أمضي إلى الوعد
و بي وعد وعيد
و بي عهد
و يأس دفين
و بي نار تلظى
و دم نازف من وريد

هذا الحضور القوي للذات المثقلة بعواطفها و همومها تجد في الطبيعة مأوى للهروب من قسوة العالم و صلافته ، لذا نلمس طغيان الحقل الدلالي للطبيعة في جل القصائد انطلاقا من العنوان ، معبرا عنه بلفظة "المطير" ، ففي قصيدة "عساه عام مطير" مثلا ،يمكن أن نتوقف عند نموذج من المعجم المحتفي بالطبيعة ، فنحصي كلماته ، و منها : ريش - البيض- تطير- مطير- وهاد- الموج- عصفها- الجراد- رياح- جيادي- صهيل- عناقيد- الغلال...و من هذه القصيدة نقرأ :
و بذرت
بذرة الحب
في رحم الأرض الولود
فأينعت
هلاهل الغلال عناقيد الأسى
على رؤوس الأفاعي

و لا يستقيم الشعر لدى الشعراء الرومانسيين دون أن يضربوا عميقا في وهاد الحب و شعابه ، متيمين ، قلقين ، حائرين ، يتلظون بنيرانه المستعرة ، تقول لطيفة في قصيدة " لن يجف النبع":

كلما شب بالقلب
حريقي
خيبت
ظني السماء
و تضيف في نفس القصيدة:
لك عهودي
لك وقودي
لك مواثيقي
فضم التهاب
فؤادك
إلى لهيب
حريقي
و اتق الداء
بداء
و لا تكتمل سمفونية الشعر الرومانسي إلا إذا جللها الحزن الشفيف ، الذي يحفز على اندلاق القول الجميل ، تقول الشابي في قصيدة " غريب الديار" :
أراني بداري غريب الديار
و اشكو زماني مظالم زماني
ماذا دهاك تراك زماني
تعاني تماما كمثلي تعاني
و تضيف في قصيدة " ذو الوجهين" :
سعيت إليك
و أعياني المسير
باكي القلب
و دامي كسير
سأضحك يا دنبا
حتى العويل
و أبكي ليضحك
دمعي الغزير
و هكذا تستمر الشاعرة لطيفة الشابي في نثر ورودها الرومانسية ، محاولة التماهي مع أسلافها الرومانسيين كأبي القاسم الشابي و إيليا ابي ماضي و غيرهما ، لتبث ما وقر في نفسها من عواطف و لواعج و هموم ، و تمنح المتلقي قصائد مشبوبة ، تخلق لديه متعة يستحقها الشعر و قارئه



#مصطفى_لغتيري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل إنقاذ اتحاد كتاب المغرب.
- هشام ناجح صوت جديد في الرواية المغربية
- أحمد بوزفور و قصة القصة.
- الناقد التونسي عبدالدائم السلامي يمنطق اللامعقول في الرواية ...
- الشاعرة التونسية السيدة نصري تنسج قصائدها على إيقاع المزامير ...
- القاص المغربي عبدالغفور خوى يصدر الطبعة الثانية لمجموعته الق ...
- صديقتي لا تحزني
- المرأة المتمردة في - وحي ذاكرة الليل - للأديبة العراقية رحاب ...
- بلاغة الإضمار في-تلك الحياة -للقاص المصري شريف عابدين
- نص اتفاقية تعاون وتواصل بين اتحاد كتاب المغرب واتحاد الكتاب ...
- حفل توقيع اتفاقية تعاون وتواصل بين اتحاد كتاب المغرب واتحاد ...
- أدباء الدار البيضاء يحتفون بالدكتور محمد البدوي رئيس اتحاد ك ...
- تكريم منور صمادح
- بسمة البوعبيدي تكشف الجغرافيا السرية للمرأة التونسية
- طريق العودة
- سمفونية الفنون في مهرجان الجريد
- في أحضان توزر مدينة أبي القاسم الشابي
- الطريق إلى توزر..مدينة أبي القاسم الشابي
- تونس..الإنسان والأدب والثورة
- سطوة الزمن في ديوان الشاعر التونسي محمد عمار شعابنية -ثلاثون ...


المزيد.....




- -شاعر البيت الأبيض-.. عندما يفتخر جو بايدن بأصوله الأيرلندية ...
- مطابخ فرنسا تحت المجهر.. عنصرية واعتداءات جنسية في قلب -عالم ...
- الحرب في السودان تدمر البنية الثقافية والعلمية وتلتهم عشرات ...
- إفران -جوهرة- الأطلس وبوابة السياحة الجبلية بالمغرب
- يمكنك التحدّث لا الغناء.. المشي السريع مفتاح لطول العمر
- هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيوني ...
- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - لطيفة الشابي شاعرة رومانسية من توزر مدينة أبي القاسم الشابي