أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - الشاعرة التونسية السيدة نصري تنسج قصائدها على إيقاع المزامير.














المزيد.....

الشاعرة التونسية السيدة نصري تنسج قصائدها على إيقاع المزامير.


مصطفى لغتيري

الحوار المتمدن-العدد: 3714 - 2012 / 5 / 1 - 13:45
المحور: الادب والفن
    


الشاعرة التونسية السيدة نصري تنسج قصائدها على إيقاع المزامير.
مصطفى لغتيري.

تطرح العتبات على الدارسين و النقاد إشكالا حقيقيا ، يتجلى في كونها من جهة مفاتيح للنصوص ، لكنها من جهة ثانية مربكة و مخاتلة ، و لا تؤدي- في كثير من الأحيان- غير وظائف تموهية أو جمالية أو تجارية ، فتوهم القارئ بقبضه على معاني النصوص التي تتجللها ، لهذا ما إن يغوص في بحيرة هاته النصوص، حتى يكتشف أنه أخطأ الظن ، و إذا بالعتبات لم تكن سوى شرك ، نصبه له الكاتب من أجل أن يورطه في فعل القراءة.
للعتبات - كما هو معلوم- أدوار عدة ، منها أنها تمنح هوية للنص و تغري بقراءته ، بالإضافة إلى حمايته ، حتى لا يختلط بنصوص و هويات أخرى.
إن العتبة الأساسية في ديوان " مزامير الفرح" و أقصد بها العنوان تحديدا، تحيل مباشرة على مزامير داود ، التي يعرف كل من قرأها أنها نصوص مخاتلة ، جميلة و مربكة ، حتى أنه من الصعب إدراجها ضمن النصوص الدينية ، الواثقة من نفسها ، و الغارقة في بحر جديتها و في تجهمها... و لعل هذا الاختيار من الشاعرة ليس بريئا ، بل تحكمه نية مبيتة ، وسبق إصرار و ترصد ، و يتأكد ذلك من خلال النصوص ، التي تغنت بالإنسان و الحب و أشياء أخرى ، تقول الشاعرة في قصيدة مزامير الفرح ص :22.
يا فرحي المستراب
تملص من ربقة الانتظار
واحضن جنوني ولون ترانيم هذا المساء
اشرع لي أفقا مشمس الوجنات
وسوره بالأمنيات ..
سوف أمضي مع الوقت
أسابق مهراته في انتشاء
من عبروا الضفة الفاصلة
ما بين مهجتي والسراب
موحش قمري وموغل في الضباب....
يشاكسني شبح طالع من سكون الظلام
فانتجع للهوى البابلي مئننة...
لأخرج عن عاديات الكلام
هذا الاختيار الموارب لعناوين الديوان سيتكرس في باقي العناوين الداخلية، حيث سارت الشاعرة على نفس الديدن ،لتغترف من المزامير و الكتب المقدسة عموما ، و من بين العناوين التي احتفت بهذا الاختيار نجد" سفر يهوذا" ، الذي تقول فيه:
هو ذا زمن التشظي..التلاشي..و الخواء..
أجمع أصواتي و صلاتي..ندائي..
و تراتيل الدجى..
أقوم فيها ميمما.. هيا اتبعيني..
"للوادي المقدس"..غشاها الكدر.
الماء أعلن عن تنصله و غار غارقا.
و الطين استكان.
و هذه رجع الهرم.
فانزوى لمشيئتة..يهوذا"
و لتعاليم "البغاء".
و تتكاتف صورة الغلاف، التي تتشكل من قلب مبتسم و حروف موسيقية متناثرة، مع العناوين و عتبة التجنس ، أقصد الإشارة إلى جنس الكتاب باعتباره شعرا ، لتمنح الديوان بعدا جماليا ،يحتفي بالحب بمعناه المقدس ، الصوفي حينا و الدنيوي حينا آخر ، تقول الشاعرو في قصيدة "بيروت سوءتنا الجديدة ص 36
يا أنثى التطلع و الفرح
كنت الهوى المسفوح توقا للتسامي،
حلما مخمليا..
غادة صهباء..عروسا تميس بين الضفتين..
مجللة طللا..
الشمس تختزلين مشرقها..
فيستأثرها مداك.
تخطرين غزالة زرقاء العيون
خضراء الخبب
هذا الحضور المنتشي بنفسه للمزامير، تخلل الديوان بأكمله فنقرأ ""مزمور الكينونة" و "مزمور البعث" و" مزامير العتمة "، و كأن الشاعرة مصرة على أن تمنح ديوانها بعضا من قداسة الكتب الدينية ، و قد تأكد ذلك بكثرة التناص في القصائد.. التي نلمس فيها امتصاصا لبعض النصوص المقدسة ، تثقول السيدة نصري في قصيدة"ظلال النشيد"
من كهوف الموت أرتد
و أزهو بانبثاقي.
من تجاويف الدجى الرث أجيء
أنشد الخيط الذي ظل يدانيني
و أشدو للضحى أنجما
فتغدو أجنحة.
و تستمر الشاعرة في نسج قصائدها على نفس المنوال ، محاوله أن تلم شتات العالم و الذات في جميل القول، مهتدية بهدي المزامير ، و كأني بها لا ترى شعرا إلا إذا تسربل بترانيم، تحيل على النص المقدس ،و تنهل من القلق الدنوي المدنس.



#مصطفى_لغتيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاص المغربي عبدالغفور خوى يصدر الطبعة الثانية لمجموعته الق ...
- صديقتي لا تحزني
- المرأة المتمردة في - وحي ذاكرة الليل - للأديبة العراقية رحاب ...
- بلاغة الإضمار في-تلك الحياة -للقاص المصري شريف عابدين
- نص اتفاقية تعاون وتواصل بين اتحاد كتاب المغرب واتحاد الكتاب ...
- حفل توقيع اتفاقية تعاون وتواصل بين اتحاد كتاب المغرب واتحاد ...
- أدباء الدار البيضاء يحتفون بالدكتور محمد البدوي رئيس اتحاد ك ...
- تكريم منور صمادح
- بسمة البوعبيدي تكشف الجغرافيا السرية للمرأة التونسية
- طريق العودة
- سمفونية الفنون في مهرجان الجريد
- في أحضان توزر مدينة أبي القاسم الشابي
- الطريق إلى توزر..مدينة أبي القاسم الشابي
- تونس..الإنسان والأدب والثورة
- سطوة الزمن في ديوان الشاعر التونسي محمد عمار شعابنية -ثلاثون ...
- استدعاء الشخصية الأدبية في -شوارد- للشاعر التونسي محمد بوحوش
- -طيف اللقاء- للشاعرة التونسية نجاة المازني أو عندما تشبه الش ...
- لغتيري للمغربية : رواية -ابن السماء - معنية ببنية العقل الخر ...
- العوفي و لغتيري يتحدثان لجريدة التجديد عن علاقة الأدب بالسيا ...
- الكتاب الشباب درع الاتحاد الواقي


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - الشاعرة التونسية السيدة نصري تنسج قصائدها على إيقاع المزامير.