مصطفى لغتيري
الحوار المتمدن-العدد: 3716 - 2012 / 5 / 3 - 01:15
المحور:
الادب والفن
أحمد بوزفور و قصة القصة.
مصطفى لغتيري.
من وحي مهرجان خنيفرة للقصة القصيرة.
للحياة أن تندلق كما تشاء .قطرة قطرة ، أو دفقا بعد دفق ، فالذاكرة أترعتها الوجوه و السحنات ، حتى فاضت أو تكاد عن حاجتها ..صفت ، غربلت ، و اكتفت بقلة القلة ، و مازاد عن ذلك سقط متاع ، لا يستوجب الحسرة ، حين تعيث به بلوى النسيان.
من قلة القلة هاته ذلك الوجه العزيز ، الموغل ، المتوغل في عمقه الإنساني البديع ..رجل أحسن الأدب باصطفائه جوهرة تتوسط قلادته .. كلما تزين مجمع بحضوره ، تألق الجمع ، و تبدد الشك ، و ترسخ اليقين ، و طفح البشر في محيا الأدب ، فتراه طلقا ، سمحا ، تنشرع أبوابه ، فيلجها الحالمون من كل فج عميق.
"السي أحمد " أيقونة القصة .رائدها .. حاديها ..سائسها ..عاشقها.. حين يخبر عنها يجيد القول ، و يكشف المكنون ، فعجبت لعاشق يكشف أسرار معشوقته على العالمين ، فكأني به يستهدي بقول النواسي المأثور :" فلا خير في لذات يتبعها ستر".. لكن حذار ، فالمعشوقة متعددة الوجوه و الأسرار ، كلما انكشف لها سر ، خلقت لنفسها أسرارا..
في خلوته بها يراودها "السي أحمد "عن نفسها ، تقاوم ، تتمنع ، تدلل ، تتغنج ، لكنها في نهاية المطاف تضعف ، تلين ، يزل لسانها ، فتبوح بالسر راضية مرضية ، يتلقف العاشق/ العشيق قصة القصة ، و حين يلتئم الجمع ، لا يبخل بها ، بل يفضح العشيقة على رؤوس الأشهاد .. يستغرب كل من سهر الليالي كيف خانته اللئيمة ، و باحت بسرها لواسطة العقد..
القصة يا صديقي ذكية و إن بدت بلهاء ، سهلة الانقياد .. قد تتغنج و ترمي بغوايتها ذات اليمين و ذات الشمال ، لكنها - في عمق العمق- لا تخون .. حنكتها الأيام و الليالي ، و هذبتها السنون ، و علمتها أن العشق لا يتأتى إلا مع الحلول ، و ما دون ذلك هباء .. و تدرك أن الحلول قد تحقق منذ زمن بعيد ، و واستقرت روحها في روح العميد ، و طاب لها المقام ، و ستظل هناك آمنة، مطمئنة ، إلى أبد الأبدين
#مصطفى_لغتيري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟