أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي الجبوري - ما هي أسباب فشل الأنظمة السياسية الإسلامية؟














المزيد.....

ما هي أسباب فشل الأنظمة السياسية الإسلامية؟


غازي الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 4381 - 2014 / 3 / 2 - 22:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهدت الفترة التي أعقبت وفاة الرسول محمد (اللهم صل وبارك عليه وآله) قيام عدة أنظمة سياسية حاكمة منطلقة من نظرية الإسلام ، الدين الإلهي الوحيد والذي لا يختلف اثنان من المسلمين على كماله وانعدام النقص فيه لكونه صادر من الإله الذي خلقنا والأعلم بما يصلح لنا وما لا يصلح.
إلا أن ما تحقق على عهد هذه الأنظمة من مقومات الحياة الحرة الكريمة التي يريدها الله تعالى لعباده من بني آدم اخذ يضمحل عما كان الحكم عليه في عهد الرسول (اللهم صل وبارك عليه وآله) - والذي جسد وعكس طبيعة النظام النموذج للحكم الذي أمر الله تعالى به - كلما ابتعدنا زمنياً عن ذلك العهد لدرجة انه أصبح اليوم يجسد النقيض تماماً لذلك النظام الإسلامي الأول ، إلا انه لازال يتم استغلاله للوصول باسمه وبواسطته إلى مواقع السلطة والمال من قبل الطامعين بها بسبب جهل الكثير من الناس المتعلقين بالدين الإسلامي ورمزه الرسول الكريم (اللهم صل وبارك عليه وآله) وظنهم أن هؤلاء نموذج لحكام العهد الأول.
ويعتقد أغلبية المسلمين أن الحكم الوحيد الأقرب للنموذج الأول هو عهد كل من أبو بكر وعمر وعثمان وعلي (اللهم صل وبارك عليه وآله) وعمر بن عبد العزيز رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته من بين الأنظمة الأخرى التي حكمت باسم الدين الإسلامي عبر التاريخ.
ولذلك فإننا لا نفتري على الناس في عدّ جهلهم بحقيقة الحكام باسم الدين الإسلامي من أهم أسباب تولي الأنظمة السياسية الإسلامية نظرياً المناقضة له واقعياً لان هناك دليل صارخ على ذلك وهو وجود الكثير من الأتباع والناخبين لهؤلاء الحكام وإنهم لازالوا يصدقونهم وأعادوا انتخابهم في الأنظمة الانتخابية برغم فشل جميع التجارب السابقة لحكم المتاجرين باسم الإسلام وبرغم كل ما أصاب المسلمين على أيدي هؤلاء الحكام من أضرار وتخلف وتراجع وانتهاكات للحقوق والحريات.
وهذا ما دعا أعداء الدين الإسلامي إلى اتخاذ هذا الفشل كأحد أسلحة محاربة الإسلام مبررين ذلك بان الدين الإسلامي دين يدعو إلى الجهل والتخلف والطائفية والتعصب والتطرف والعنف والتمييز بين المرأة والرجل وبين الثري والفقير ، بل ودفع ذلك حتى المسلمين من استغلال هذا الفشل الفظيع للمطالبة بقوة بفصل الدين عن السياسة وإبعاد الأحزاب الإسلامية عن السلطة والمطالبة بإقامة أنظمة سياسية وضعية.
وهذا بالتأكيد يعد اكبر ضربة يوجهها الحاكمين باسم الدين الإسلامي له ناهيك عن قيامهم بإنشاء أديان فرعية على شكل فرق وطوائف ضالة تدعي الانتماء للدين الإسلامي وهو منها براء ، أسهمت في خلق تخندق حاد على هذا الأساس أدى في النهاية إلى صراع تاريخي دموي للاستيلاء على السلطة والاستئثار بها مستغلين تصديق الناس لهم بسبب الجهل كما اشرنا آنفاً وهذا اخطر ما نتج عن هذه السياسة التي كان للأعداء الدور الرئيسي في بذرها وتنميتها وترسيخها في العقول والنفوس مما يسمح لنا أن نعده افتك سلاح على الإطلاق يستخدمه أعدائنا ضدنا بل انه افتك حتى من أسلحة الدمار الشامل للعدد الكبير من القتلى الذي نتج عن الصراع بين هذه الفرق والطوائف الضالة والتقسيم والتمزق والضعف الذي سهل على الأعداء احتلال بلادنا ونهب خيراتنا.
ولحل هذه الإشكالية الخطيرة المزمنة فان الحل يكمن في قيام الناس المدركين لهذه الحقيقة بالسعي لبناء نظام سياسي لا يمت للدين الإسلامي من الناحية النظرية وإنما يعمل على بناء المجتمع المنشود الذي يريده الله تعالى لنا والذي يوفر كل مقومات الحياة الحرة الكريمة والمرفهة للمواطن دون الإشارة من قريب أو بعيد إلى الإسلام لكي لا يواجه من قبل أعداءه ولكي نثبت أن كلاً من الديمقراطية والإسلام يجمعان على هدف واحد وهو جعل الإنسان سعيد في كل زمان ومكان لان مقاصد كليهما هي جلب المنافع ودفع المفاسد وبالتالي فليس هناك أدنى تناقض بينهما وهذا يتطلب تشريع قانون يحضر إقامة أحزاب دينية وحتى قومية لأنها تفعل ما تفعله الأحزاب الدينية في تقسيم البلاد لضمان قيام أحزاب وطنية توحد البلاد وتحرص على استقلالها وتقدمها والحد من التبعية للدول الأخرى تحت أغطية دينية وقومية وتنفيذ أجنداتها.



#غازي_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسؤولون العراقيون وضعوا انفسهم في موقع العدو الاول للشعب و ...
- ليس دفاعا عن المالكي
- هل تغيير مواقف الحكيم والصدر السياسية من المالكي تكتيكية أم ...
- أليس من العدل أن يجرَّم كل دين أو حزب قام بما يراد تجريم الب ...
- ابرز سلبيات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية وعم ...
- المطالبة بإقامة أقاليم في العراق وخطأ الظن بقدرتها على حماية ...
- هل أكدت نتائج انتخابات مجالس المحافظات اتهامات القائمة العرا ...
- من هو الرمز الوطني؟
- اتهامات القائمة العراقية للمالكي ووجوب تفنيدها لتجنب كارثة و ...
- إذا كان ظلم الأجنبي جريمة .. فماذا نسمي ظلم الأقربينا؟
- ماهي المعايير التي يجب اعتمادها في تحديد عائدية المناطق التي ...
- ما يجري في العراق اختبار للقوة لكسب الأصوات أم تمهيد لخارطة ...
- عولمة التضامن طريقنا الى العالم المنشود والممكن بدلاً من عول ...
- قضية للمناقشة : هذه هي أفضل وأسرع الحلول لأخطر واهم معاناة ع ...
- بناء الديمقراطية هو الطريق الوحيد لإنهاء التظاهرات وثورات ال ...
- توزيع نصف واردات الدولة شهريا اقل مطلب لتخفيف معاناة العراقي ...
- اتهام التظاهرات بالتسييس سلاح العاجزين والفاشلين والفاسدين
- عدوى رعب العنف في العراق تنتقل إلى برامج التسلية التلفزيونية
- كفى حياة أسوء من الموت!!!
- المشروع الوطني لتعميق الديمقراطية وتوسيع المساواة


المزيد.....




- سوريا.. ما حقيقة صورة سجين -الحفرة- في سجن صيدنايا؟
- أعلام المعارضة ترفرف.. احتفالات في مرتفعات الجولان المحتلة ب ...
- غانتس: نحن أمام ساعات مصيرية لاستعادة مختطفينا في غزة
- مقتل 3 جنود إسرائيليين من لواء جفعاتي بشمال غزة .. حيث الحصا ...
- بعد مفاوضات طويلة.. اتفاق تجارة حرة بين الاتحاد الأوروبي ومي ...
- بعد ألمانيا.. دول أوروبية تعلق طلبات اللجوء المقدمة من السور ...
- ماذا يحدث في سوريا وماذا بعد؟ من وجهة نظر العمليات المنهجية ...
- الجيش الإسرائيلي: مقتل 3 جنود في معارك شمال قطاع غزة
- إيران تعلن انفتاحها على الحوار مع قيادة سوريا الجديدة
- سوريون مقيمون في لبنان يعودون لبلادهم.. ما هي المعابر المفتو ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي الجبوري - ما هي أسباب فشل الأنظمة السياسية الإسلامية؟