أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوهر يوحنان عوديش - موقف جميل في زمن قبيح














المزيد.....

موقف جميل في زمن قبيح


كوهر يوحنان عوديش

الحوار المتمدن-العدد: 4380 - 2014 / 3 / 1 - 10:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في خطوة تعتبر مفاجئة للعراقيين وللمهتمين بالشأن العراقي قرر زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر اعتزال العمل السياسي والبراءة من وزرائه في الحكومة ونوابه في البرلمان العراقي، ورغم ان اعتزال السيد مقتدى الصدر للعمل السياسي يؤدي الى تشتت اصوات تابعيه مما يؤدي الى تقلقل الموازين السياسية وترجيح كفة على اخرى ( باعتباره زعيم ديني له نفوذ لا يستهان به، فله كتلة برلمانية تضم 40 من اصل 325 نائبا وستة وزراء في الحكومة )، الا ان قرارا كهذا يحتاج الى شجاعة وجرأة طالما افتقدها الرؤساء والسياسيين ورجال الدين على حد سواء في العراق وفي الشرق الاوسط عموما.
ان الاسباب التي ادت الى اعتزال الزعيم الديني الشاب للعمل السياسي كثيرة، لكن يمكن ايجازها في عدة اسباب تعتبر الاهم في اتخاذ قرار مصيري كهذا، واول هذه الاسباب يعود الى الواقع المعاشي والامني المزري والمتردي للمواطن العراقي بصورة عامة، فالخدمات مفقودة والامن والامان لا وجود لهما والمستوى المعيشي للمواطن في تردي مستمر رغم الميزانية الخيالية للبلد. اما السبب الثاني فيكمن في اداء اعضاء البرلمان الانتهازي الذين ابتعدوا عن معاناة الشعب ومطاليبه واصبح جل اهتمامهم منصبا على كيفية ترسيخ وتثبيت امتيازات ومنافع شخصية بعيدة كل البعد عن هموم المواطن العادي ومآسيه وكذلك عن مشاكل البلد المتفاقمة ( وفي الوقت نفسه لا يمكن نسيان استغلال اكثرية نواب البرلمان لانتمائهم الطائفي، وليس الوطني!، لكسب الاصوات والوصول الى عضوية البرلمان، وعندما يقف هؤلاء بالضد من ارادة الشعب ومصالحه ويفرضون مصالحهم على مصلحة الشعب والوطن فانهم بهذا انما يسيئون الى طائفتهم ومرجعياتهم ومبادئهم الدينية، لذلك فان قرار السيد مقتدى بالاعتزال انما كان حفاظا على سمعة ال صدر المشرفة، وعدم استغلال هذا الاسم الكبير لتحقيق نوايا ومصالح شخصية ) . اما السبب الثالث فقد وضحه السيد مقتدى بكل بساطة واختصار في خطابه المتلفز حيث قال في كلمته ان ( السياسة اصبحت بابا للظلم والاستهتار والتفرد والانتهاك ليتربع ديكتاتور وطاغوت فيتسلط على الاموال فينهبها وعلى الرقاب فيقصفها وعلى المدن فيحاربها وعلى الطوائف فيفرقها وعلى الضمائر فيشتريها وعلى القلوب فيكسرها، ليكون الجميع مصوتا على بقائه!) ويضيف السيد مقتدى ويقول ( العراق تحكمه ثلة جاءت من خلف الحدود لطالما انتظرناها لتحررنا من ديكتاتورية لتتمسك هي الاخرى بالكرسي باسم الشيعة والتشيع). لا اظن ان هذا الكلام يحتاج الى شرح وتفسير بل هو واضح وضوح الشمس، وهو بكل اختصار يكشف لنا حالة الحكم ونظامه المقيت التي وصل اليها العراق بعد عناء وعذاب طويل، ولا يمكن لاي كان مهما كان منصبه ان ينكر هذه الحالة او يبررها بالاعذار القبيحة والحجج الواهية، لان التشبث بالكرسي واحتكار الحكم وتهميش الاخر والفتك بالمعارض ونهب ما يمكن من اموال الوطن وغيرها من القاذورات التي كان حكام العراق الجديد يعيبون بها النظام السابق، انما هم بانفسهم بلحمهم ودمهم يقومون بها بابشع الصور وباضعاف ما كان يقوم بها النظام السابق، وهذا يكشف لنا نحن العراقيين ان الشعارات الرنانة، مثل التحرر من الدكتاتورية وبناء بلد ديمقراطي وتوزيع خيرات الوطن على الشعب وغيرها من الشعارات والكلمات الجميلة والمنمقة، التي رافقت عملية اسقاط النظام السابق لم تكن سوى ذريعة لاحتلال العراق واخضاع شعبه ووسيلة لاستبدال نظام دكتاتوري باخر مثله لكن باسم الديمقراطية هذه المرة.
اضافة الى هذه الاسباب يمكن اعتبار الضغوطات الخارجية والداخلية التي بدأت تمارس على السيد مقتدى الصدر للموافقة على الولاية الثالثة للسيد نوري المالكي وقبولها ( ويمكن ان تأتي بعدها الولاية الرابعة والخامسة والسادسة الى ان تصبح ولاية وراثية! ) سببا اضافيا لاعتزال السيد مقتدى للعمل السياسي ( فما فائدة العمل السياسي اذا كان الرئيس هو هو مهما تغيرت الاحوال ومهما كانت نسبة التصويت )، لانه في حالة التشبث بالحكم واحتكاره يكون العمل السياسي بلا فائدة وبلا نتيجة، وبنفس الوقت يكون كل المشاركين في الحكومة متحملين لجزء غير يسير من المسؤولية عن كل الجرائم التي ترتكب بحق الشعب والوطن.
سؤال بسيط:- اذا كان السيد نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي لا يستطيع ارضاء زعيم ديني وسياسي من ابناء طائفته فكيف به ارضاء مواطن عادي من غير طائفته في وطن طائفي حتى النخاع؟ وكيف له ان يطالب بولاية ثالثة ويفرض نفسه لحكم العراق لاربعة اعوام اخرى بعد كل الويلات التي لحقت بالشعب والدمار الذي لحق بالوطن منذ تسلمه للحكم لحد يومنا هذا؟

كوهر يوحنان عوديش
[email protected]



#كوهر_يوحنان_عوديش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمية لشعب ينقرض!
- تفجيرات اربيل الارهابية ضد من؟
- رؤسائنا متى يتعلمون ؟
- بين مضايقات الحكومة وتصريحات السيد يونادم كنا ضاع مسيحيي الع ...
- سركيس اغاجان فرصة ضيعناها!
- ما هذا كان طموحنا
- البلاد عندما يحكمها القتلة!
- عراقنا الجديد بلا تجديد!
- رسالة شكر من حمير العراق الى الجيش الامريكي
- الاعور بين العميان سلطان
- النائب الاشوري ( يونادم كنا ) ينعت المسيحيين العراقيين بالار ...
- بماذا تختلف باسكال وردة عن طارق عزيز حتى تعاتبه؟!
- متى تصبح مصلحة الوطن اعلى من مصالحكم؟
- الانتخابات الجديدة هل ستغير وجه العراق؟
- برلمان للعرض فقط
- الدم العراقي في احقر المزادات!
- مقترح لبديل عن الانتخابات العراقية
- حقوق كلابهم محفوظة ودماء ابنائنا – علناً – مهدورة!
- مسيحيو العراق بين قبضة الطائفية وسندان الدستور
- مصادرة اموال البعثيين ام نقل لملكيتها؟


المزيد.....




- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-
- اثنتا عشر قنبلة على فوردو : كيف أنقذت إيران 400 كغ من اليورا ...
- بعد -نصر- ترامب في الناتو: أي مكانة لأوروبا في ميزان القوى ا ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو لـ-وقف فوري- لإطلاق النار في غزة وإسبا ...
- كريستيانو رونالدو يواصل اللعب في النصر حتى 2027
- -نرفض حصول إيران على سلاح نووي-.. القمة الأوروبية: ندعو لفرض ...
- البيت الأبيض يتّهم خامنئي بمحاولة -حفظ ماء الوجه-
- بخيوط من ذهب وحرير أسود.. الكعبة ترتدي كسوتها الجديدة مع بدا ...
- رافائيل غروسي يكشف معلومات مهمّة عن البرنامج النووي الإيراني ...
- ترامب يضغط لوقف حرب غزة ونتنياهو يرى فرصة لاتفاقات سلام جديد ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوهر يوحنان عوديش - موقف جميل في زمن قبيح