أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد علي عوض - أوكرانيا والعراق ... تماثليات














المزيد.....

أوكرانيا والعراق ... تماثليات


عبد علي عوض

الحوار المتمدن-العدد: 4376 - 2014 / 2 / 25 - 19:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يُصاب المتتبع العراقي بالغرابة والدهشة لِما يجري من أحداث في أوكرانيا، حيث أنَّ الجزء الاكبر من سيناريو الواقع العراقي طيلة العقد المنصرم يتكرر في أوكرانيا حالياً مع الفارق من جانب الجهات المتسببة الفاعلة والمحركة له. ففي بداية إنهيار الاتحاد السوفيتي قبل ثلاثة وعشرين عام، أخذَتْ تتبلور مافيات الجريمة المنظمة في مختلف النشاطات الاقتصادية الاوكرانية، وإنتشرَت طبقة التجار الطفيليين لإغراق السوق الداخلية بالسلع المستورَدة مقابل توقف الانتاج الصناعي المحلي على أمل بيع المجمعات الصناعية الضخمة برخص التراب من خلال عمليات التخصيص ألتي أنعشَتْ الفئات الطفيلية من المجتمع الأوكرانيي ( وهو ما خططَ له الحاكم المدني في العراق برايمر بعد عام 2003 لتصفية القطاع العام الصناعي العراقي وتهيئة الظروف الداخلية لظهور الأوليغارشية العراقية على أنقاضه)... بسبب ذلك الواقع تعمَّقَ التفاوت الطبقي وظهرَت شريحة الأوليغارشية المتخَمة ألتي قامت بتهريب المليارات من العملة الصعبة، يقابل ذلك إزدياد الديون الخارجية على أوكرانيا، إذ بلغَت 80 مليار دولار أمريكي!..... إستمرار هذا الواقع المزري بسبب الإختلال والتدهور الحاصل في البناء الإقتصادي – الإجتماعي نتيجة الفوضى السياسية، جَعلَ الإرهاص الجماهيري التراكمي الصامت يتحول إلى إنفجار عارم، وكل ذلك ناتج عن أنَّ الذين إستحوذوا على السلطة، ما كان هدفهم تطوير وبناء الدولة والمجتمع، إنمّا جَعلْ الأمور تسير هكذا وتسكين الشعب بالشعارات المورفينية الكاذبة، وآخرهم كان الرئيس المخلوع يونوكوفيتش، الذي إتضحَ أنه الفاسد الأول والمتسترعلى مافيات الفساد من خلال الصلاحيات ألتي منحها لنفسه وعن طريق تغيير بعض بنود الدستور المقرور عام 2004 ألتي جعلته يتمادى بحصر السلطات بيده، وهذه الصورة هي ذاتها في العراق من ناحية الفساد المستشري، إضافةً إلى أنّ وزارات الدفاع والداخلية والأمن والإستخبارات بيد رئيس الوزراء حصراً.
المفارقة أنّ غالبية المعتصمين هم من أصحاب المطاليب العادلة (تحسين المستوى المعيشي للناس، القضاء على البطالة، محاربة الفساد وإحالة أقطابه إلى القضاء)، لكن الذي جرى هو سيطرة الحركة البينديرية النازية (نسبةً إلى مؤسس الحركة بنديرا – شخص نازي ساهم مع القوات النازية الألمانية في الحرب العالمية الثانية بقتل الأبرياء من المدنيين والجيش الأحمر في غرب أوكرانيا) على تلك الإعتصامات وحولتها من سلمية إلى مسلحة دموية بتحريك من الأوليغارشية المحلية ودعم الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي (تمَّ ضَخ 5 مليارات دولار)، وهذه الحالة تشابه ما حَدثَ من إعتصامات سلمية في الأنبار ذات المطالب المشروعة، حيث نعلم جميعاً كيف إخترقت بعض القوى السياسية العراقية المعتصمين وجيَّرَتْ إعتصامهم لصالحها بالتنسيق مع قوى الارهاب داعش والقاعدة وبدعم من بعض حكومات الدول الاقليمية، وكانت النتيجة هي تصاعد العمليات الارهابية التي دفع ثمنها أبناء الأنبار الأبرياء خاصةً وعراقيو الوسط والجنوب عامةً.
بعد أن إنتهى الاستعمار المباشر (العسكري)، حَلَّ محله الاستعمار الجديد (الإقتصادي) كنهج على إنفراد لكل دولة كانت إستعمارية في الماضي... لكن ما يقوم به الإتحاد الأوربي حالياً من خلال سياسته التطبيقية الدولية، تدل على أنه إبتعدَ عن الهدف الرئيسي ألذي تأسسَ من أجله (التكامل الاقتصادي بين الدول الأعضاء)، إذ أخذَ يوحد المواقف المنفردة لأعضائه بصورة جماعية ويلوّح بفرض العقوبات الاقتصادية على كل دولة تتقاطع سياساتها معه. وآخِر دليل على تلك السياسة التسلطية هو الشرط الذي وضعه أمام أوكرانيا الذي يتلخص في أنَّ قبول أوكرانيا في عضوية الاتحاد الاوربي يجب أن يقابله قطع كل أشكال التعاون وفي مقدمته التعاون الاقتصادي مع روسيا!!.
إنَّ النهج الراهن للاتحاد الأوربي يبرهن أنه يمثل مرحلة متقدمة من الإستعمار الجديد ضد البلدان النامية والفقيرة.



#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقويض تعددية الأحزاب السياسية وأهدافها
- مصفاة ميسان وتبريرات الدكتور الشهرستاني
- رسالة مفتوحة إلى المحكمة الإتحادية العليا ... قبل فوات الأوا ...
- تشكيل إئتلاف مدني ديمقراطي... خطوة متقدمة ولكن!
- مصير السلطة أهَم من مصير العراق
- وزارة التعليم العالي... بيروقراطية متخلفة!
- الدول ذات الإقتصاد الإنتقالي والعراق
- وثيقة السلم الإجتماعي السلطوية وليست الشعبية ... سانت ليغو أ ...
- إلغاء الرواتب التقاعدية والمنافع الإجتماعية لن يكفي... يجب إ ...
- عصاميّة الشعوب وألإرادة السياسية
- ما سيقوم به مجلس النواب قريباً هو الأسوأ...!
- 14 تموز ... ومفهوم الثورة
- القلق الآني لأحزاب السلطة
- قضمْ المجتمع إسلاموياً و مصادرة الحقوق المدنية
- ما بعد الفصل السابع و صلاحيات مجالس المحافظات والإنتخابات ال ...
- مَنْ يحمي القانون إذا كان مغفّلاً ... والإنتخابات البرلمانية ...
- الأزمة المصرية الأثيوبية... وحقوق العراق المائية
- هل ستقوم مجالس المحافظات الجديدة بملاحقة ملفات الفساد لسابقا ...
- ملاحظات حول بعض مداخلات المشاركين في ندوة المعهد العراقي للإ ...
- تنمية الإقتصاد الوطني أمْ حماية الإقتصاد الطفَيلي المافيوي!


المزيد.....




- انقضت عليه وعضت جذعه وذراعه.. رجل ينجو من هجوم سمكة قرش وسط ...
- الرئاسة الفلسطينية ترد على تصريحات مرشد إيران: شعبنا ليس بحا ...
- وفاء شبروني تقف أمام طلبة كلية الإعلام بجامعة دمشق محاضرة با ...
- السلطة الفلسطينية ترد على خامنئي: -الفلسطينيون هم من يدفعون ...
- ماذا نعرف عن كلوديا شينباوم أول رئيسة للمكسيك؟
- من هي كلوديا شينباوم العالمة الخجولة التي أصبحت أول رئيسة لل ...
- الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يكلف رئيس الوزراء مصطفى مدبو ...
- تشييع جثمان صحفية أوكرانية قُتلت وهي تحاول إسعاف المصابين
- ألمانيا تتجه نحو الإخفاق في أهدافها المناخية في أفق 2030
- في موقع الفياضانات..شولتس يدعو إلى استعداد أكبر للكوارث


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد علي عوض - أوكرانيا والعراق ... تماثليات