أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد علي عوض - وثيقة السلم الإجتماعي السلطوية وليست الشعبية ... سانت ليغو أحد أسلحتها














المزيد.....

وثيقة السلم الإجتماعي السلطوية وليست الشعبية ... سانت ليغو أحد أسلحتها


عبد علي عوض

الحوار المتمدن-العدد: 4218 - 2013 / 9 / 17 - 20:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرَّ عقد من السنين، كان ولايزال حصاده المزيد مِن ثمار العلقم المُر، وآكِلُها شعبٌ صارَ لحمه أرخص وأبخسُ ثمناً من لحم الحيوانات البائِت للإستهلاك البشري!. لا أعني بكلامي هذا، الحنين إلى نظام طغاة البعث البائد الذي أصبح بدوره متفضلاً على النظام الجديد بما أبقاه للقادة الجُدد من خبرة على صعيد الممارسة والتطبيق، لكن واقع العراق المأساوي هو الذي يشهد بذلك.
إنَّ عِلمْ التنبؤ العام: الإجتماعي – السياسي – الإقتصادي – الثقافي، ما عاد يقتصر نشاطه وتطبيقات نظرياته على النُخَب العلمية المتخصصة به، إنّما تعدّاه حتى وصَلَ إلى أبسط شرائح المجتمع، فحينما نسأل عامل المَسطر وراعي الجبل وفلاح الريف عمّا يجري في البلد، ستكون أجوبتهم متقاربة ومتشابهة، لكونها نابعة من خلال حسّهم الفطري ومبنية على مشاهداتهم ومعاناتهم اليومية وعلى ما يسمعونه من تصريحات زائفة وريائية منافِقة للمسؤولين، وتتّسِم آراؤهم تلك بالعفوية الصادقة وتُعبِّر في ذات الوقت عن الرأي الجمعي المُطلَق للعراقيين، بإستثناء القلّة القليلة من المنتفعين من السلطة، المنتشرين كخلايا السرطان المتجذّرة في الجسد العراقي يستحيل إقتلاعهم والتخلص منهم.
لقد أكّدت الأحداث الجارية وعلى كافة الصُعد، أنّ ما تمَّ التأسيس له ما بعد 2003 هو ليس وضع أساسيات عملية البناء الديمقراطي كما روَّجَ له الإحتلال الأمريكي زيفاً. فعلى صعيد السياسة الخارجية، نرى حالة الإنبطاح للدول الأخرى والتذلل لها لكسَب مرضاتها بحجة – أنّ السياسة الخارجية للعراق الجديد قائمة على عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، لكن تلك الدول متدخلة ومتوغلة في الشأن العراقي لحد النخاع.. فما الذي يجعل أصحاب القرار العراقي هكذا منبطحين لتلك الأنظمة ألتي لا تريد للعراق والعراقيين سوى الخراب والدمار!!.. إنه ثمن البقاء في السلطة. فزيارة رئيس البرلمان العراقي إلى تركيا كانت بدافعَين، أولهما العامل الطائفي لحضرة الرئيس، وثانيهما مصالحه وشركاته التجارية في تركيا، تلك الزيارة أعطَت لرئيس حكومة تركيا أوردغان الإخواني جرعة الأمل للبقاء كلاعب رئيسي على المسرح السياسي الداخلي التركي والإقليمي، بعد ما تلّقى صفعات موجعة بسبب ما آلَ إليه مصير الإخوان المسلمين في مصر وتراجع الولايات المتحدة عن الضربة العسكرية ضد النظام السوري وبفضل المبادرة الروسية، وكذلك زيارته إلى إيران بناءً على طلب ورغبة قوى الإسلام السياسي الشيعية لغرض كسب الدعم من الدولة الجارة والشقيقة في الدين والطائفة، وهكذا فإنّ الزيارة حققَت أهدافها لتأمين كرسي الحكم والحفاظ عليه. وأما على الأصعدة الأمنية والإجتماعية والثقافية والإقتصادية والفساد، فهيَ تتحدث عن نفسها بلا رتوش!
أشرَقَت علينا وثيقة السلم الإجتماعي، والمفارقة هنا أنّ صاحبها الذي أصبحَ نائباً لرئيس الجمهورية (بتكليف شرعي!!) خضيّر الخزاعي الذي هو أحد ألَدْ الأعداء اللقطاء للديمقراطية ومفاهيمها، وهو إعترَفَ بذلك علانيةً من على شاشة الفضائية العراقية آنذاك حينما قال: رضينا بالديمقراطية على مَضَضْ!!!.. فأي سلم إجتماعي يأتي من وراء هذا الشخص الذي يحمل فكراً ظلامياً متقوقعاً، عدا حالات الفساد المتورط بها عندما كان وزيراً للتربية، وهذا ما جَهَرَ به المرجع الديني الشيخ بشير النجفي. إنّ المهزلة في هذه المسرحية – وثيقة السلم الإجتماعي – هي أنها موجّهة إلى القوى السياسية المشاركة في السلطة فقط وليس للقوى والشخصيات الوطنية السياسية ومنظمات المجتمع المدني والنُخَب العلمية والثقافية، لذا يتّضح الهدف الحقيقي من وراء تلك الوثيقة – ألا وهو الحفاظ على السلطة بيَد صاحب الوثيقة ومَنْ لفَّ لفهُ.
مِنْ أجل أن تسير مراحل تنفيذ المخطط الرامي للبقاء في السلطة وتعزيزاً لتحقيق جوهر الوثيقة، أخذ لملوم البرلمان بألتوافق التام على فرض نظام - سانت ليغو المعدل – في الإنتخابات البرلمانية القادمة، ألذي يضمن ويؤمّن إستمرار دكتاتورية وبقاء تلك الأحزاب في الحكم. فإذا كان طاغية البعث يفرض دكتاتوريته بإنتخابات مزيّفة وبنتائج 100% لصالحه، فإن تلك النسبة هي ذاتها ستبقى بفضل نظام سانت ليغو المعدل، لكنها مقسَّمة بين الكتل المتناطحة من أجل الغنائم والنفوذ، ألتي باعَت العراق بأبخس الأثمان للجهات الخارجية!.



#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلغاء الرواتب التقاعدية والمنافع الإجتماعية لن يكفي... يجب إ ...
- عصاميّة الشعوب وألإرادة السياسية
- ما سيقوم به مجلس النواب قريباً هو الأسوأ...!
- 14 تموز ... ومفهوم الثورة
- القلق الآني لأحزاب السلطة
- قضمْ المجتمع إسلاموياً و مصادرة الحقوق المدنية
- ما بعد الفصل السابع و صلاحيات مجالس المحافظات والإنتخابات ال ...
- مَنْ يحمي القانون إذا كان مغفّلاً ... والإنتخابات البرلمانية ...
- الأزمة المصرية الأثيوبية... وحقوق العراق المائية
- هل ستقوم مجالس المحافظات الجديدة بملاحقة ملفات الفساد لسابقا ...
- ملاحظات حول بعض مداخلات المشاركين في ندوة المعهد العراقي للإ ...
- تنمية الإقتصاد الوطني أمْ حماية الإقتصاد الطفَيلي المافيوي!
- تنمية الإقتصاد الوطني أمْ حماية الإقتصاد الطفيلي المافيوي!
- الإعلام المرئي المستقل المؤمن بالعملية الديمقراطية و دوره في ...
- التيار الديمقراطي والحتمية الأصعب
- إعتقال الدكتور مظهر محمد صالح .. هو عدم تقدير للإعتبار الأكا ...
- الإقتصاد العراقي و سايكس – پيكو الإقتصاد العالمي
- محطات تثير القلق... تستوجب التوقف عندها !
- الأمطار من نعمة الى نقمة... اللامبالاة بدلاً عن صرامة القانو ...
- البطاقة التموينية... وأسلوب معالجة إلغائها


المزيد.....




- -أكسيوس-: الولايات المتحدة قد توقف إمدادات الأسلحة لإسرائيل ...
- طهران تؤكد على تطوير علاقاتها مع روسيا في مختلف المجالات
- الخارجية المصرية: لا يمكن أن تستمر الانتهاكات الإسرائيلية دو ...
- المغرب.. ارتفاع جديد في حصيلة ضحايا التسمم الغذائي بمراكش
- رويترز: مدير الـ -سي آي إيه- يزور إسرائيل الأربعاء
- كيم جونغ أون يهنئ الرئيس بوتين بمناسبة تنصيبه رئيسا لروسيا ل ...
- الخارجية الأمريكية توافق على بيع معدات تحديث صواريخ للإمارات ...
- بعد تعليقها لساعات.. استئناف حركة الملاحة في مضيق البوسفور
- قوات كييف تستهدف مستودعا للنفط في لوغانسك بصواريخ -ATACMS- ا ...
- مصدر مصري: تم إبلاغ إسرائيل بخطورة التصعيد وجاهزية مصر للتعا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد علي عوض - وثيقة السلم الإجتماعي السلطوية وليست الشعبية ... سانت ليغو أحد أسلحتها