أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبد علي عوض - إلغاء الرواتب التقاعدية والمنافع الإجتماعية لن يكفي... يجب إزالة آثارها ومخلفاتها














المزيد.....

إلغاء الرواتب التقاعدية والمنافع الإجتماعية لن يكفي... يجب إزالة آثارها ومخلفاتها


عبد علي عوض

الحوار المتمدن-العدد: 4203 - 2013 / 9 / 2 - 18:07
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لَم يدرك المتنعّمون والمتنغنغون بالسلطة وإمتيازاتها لعقدٍ من الزمن أنَّ الواقع الحالي لايمكن أنْ يستمر، إذ أخذت غالبية شرائح العراقيين، وفي مقدمتهم المضطهَدين إبّان النظام الفاشي المقبور، بالتذمّر والإمتعاض، لأنّ الذي تغيّر هي ألأسماء والوجوه فقط، أمّا الممارسات والسلوكيات والذهنيات فهي باقية ذاتها كالسابق – بعثية بإمتياز!. لقد أخذَ المنحنى البياني للسُخط الشعبي بالتصاعد بعدَ أنْ وجدَ العراقيون أنّ كل ماهو محرَّم أصبحَ مُستباح!... دم الإنسان العراقي وكرامته، المال العام، السيادة العراقية والإستقلال الوطني، إستشراء الفساد، الإستهتار بالقوانين والقيَم والمعايير الأخلاقية والوطنية.
عندما خَرجت المظاهرات في شباط 2011، لم تطالب آنذاك بإسقاط النظام، بَلْ كانت شعاراتها ذات مطاليب حياتية ووطنية مشروعة: لا للفساد، لا للإرهاب، نعم للعدالة الإجتماعية، تصحيح مسار العملية السياسية. إذن لماذا تمَّ قمعها؟ الجواب هو أنّ تلك الشعارات مَسَّتْ جميع مَنْ هُم في السلطة، فجميعهم غارقون بالفساد المُشرعَن والمحرَّم، وأغلبهم مرتبط بالمجاميع الإرهابية لكل الأطراف.
لستُ بقانوني، ولكن أعلم كمسألة بديهية أنّ قرار حظر التظاهرات يكون مقبول وقانوني في حالتَين هما عند إعلان حالة الطواريء والأحكام العرفية، لكن الحالتين غير موجودتان، فلماذا جرى قمعها في بغداد والناصرية ما دامَتْ تطالب بإلغاء الرواتب التقاعدية (اللاقانونية) فقط للدرجات الخاصة!؟ فلو طالبَ المتظاهرون بإسقاط النظام فسيكون وبحكم المؤكد سحقهم بالدبابات والمدرّعات بلا تردد وكما هو حاصل في سوريا!
لقد فضَحت تظاهرات بغداد أولئك المتربّعين على السلطة من خلال عدم ظهورهم ومشاركتهم في التظاهرات، لا بَل رفض أغلبهم بالتنازل عن تلك الإمتيازات وهذا شيء متوقّع من أشخاص وصلوا إلى السلطة صدفةً وبغباء وجهل الأغلبية من الناخبين.
لقد إنصاع المسؤولون لمطلب إلغاء الرواتب التقاعدية ويقول بعضهم إنّ الإلغاء سيزيل التمايز الطبقي!!!... هذا غير صحيح، لكون تراكم الأموال لديهم بين رواتب وإمتيازات إضافية طيلة العشر سنوات المنصرمة، خَلقَت منهم طبقة طفيلية من الحيتان والقطط السمان، تلك الطبقة تمادَت بجشعها لحد تدخلها السافر في مختلف الأنشطة الإقتصادية والرسمية من خلال عقود الصفقات التجارية والسلاح والعقارات والسياحة وتجريف الأراضي الزراعية والقائمة تطول. لذا، ومن أجل وأد تلك الطبقة وإزالة آثار نشاطها التخريبي، يستلزم الأمر إصرار الشعب على تحقيق المطاليب التالية:
• بما أنّ قرار منح الرواتب التقاعدية غير قانوني، وحتى يكون القرار الجديد عادل، فيجب أن يكون تطبيقه بأثر رجعي، أي يجب إسترداد مبالغ الرواتب التقاعدية السابقة.
• تخفيض رواتب الرئاسات الثلاث والوزراء ووكلائهم وأعضاء البرلمان ومجالس المحافظات والمجالس المحلية بنسبة 75%، وإلغاء المنافع الإجتماعية وألإمتيازات الإضافية الأخرى.
• عند تنفيذ الفقرة الثانية، وحتى لايشعر بالغبن كل مَن سيأتي لاحقاً في المستقبل لتسنّم درجة وظيفية خاصة، يتوجّب إسترداد فرق الرواتب وجميع أموال المنافع الإجتماعية والإمتيازات الإضافية من السابقين، وإنْ لم يستجيبوا حينذاك يستلزم الأمر مصادرة أموالهم (الحرام) المنقولة وغير المنقولة في داخل العراق وخارجه وإحالتهم إلى القضاء. وفي هذه النقطة بالذات وكمثال وللتذكير – ماذا يعني إمتلاك أحد أعضاء البرلمان مصرفاً مالياً وبفترة وجيزة بعد أنْ كان حافياً يرتدي السمائل البالية!!.
• يجب أنْ ينحصر إستخدام سيارات الدولة للمهمات والنشاطات الرسمية وليس للإستخدامات الخاصة – لعوائل وذوي وأقرباء وأصدقاء المسؤولين، فمَن يريد من هؤلاء واسطة نقل للأغراض الشخصية، عليه شراؤها من ماله الخاص، لأنّ السيارة الرسمية تُعتبَر من أموال الشعب وليست من أموال (الخلّفوه).
• يجب أنْ تتظافر جهود جميع الخيّرين من أجل إقرار قانون الأحزاب الذي سيخلص العراق والعراقيين من القسم الأعظم من الكوارث ألتي حلّت بهم، فبدونه لايمكن التخلص من جميع المافيات السياسية والدينية.
إنّ التراكمات الكميّة من الفساد بكل أشكاله لعقد من السنين أفرزت وفجّرَت النزر القليل من التراكم النوعي الجماهيري (التظاهر والإحتجاج) الرافض لظاهرة واحدة من الظواهر السلبية، ورد الفعل هذا المتمثل بالمظاهرات ذات المطلب الواحد لايتناسب مع حجم وإجمالي الظواهر السلبية الأخرى لأحزاب السلطة. فعندما يكون الإحتجاج شامل ويتناسب مع الحالة السلبية العامة للدولة، عند ذاك سيتحوّل إلى إعصار شعبي مارد!. هل يتساءل كل واحد من المسؤولين مع نفسه – عندما تحين لحظة الإنفجار الشعبي العارم، ماذا سيكون مصيره؟!.



#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصاميّة الشعوب وألإرادة السياسية
- ما سيقوم به مجلس النواب قريباً هو الأسوأ...!
- 14 تموز ... ومفهوم الثورة
- القلق الآني لأحزاب السلطة
- قضمْ المجتمع إسلاموياً و مصادرة الحقوق المدنية
- ما بعد الفصل السابع و صلاحيات مجالس المحافظات والإنتخابات ال ...
- مَنْ يحمي القانون إذا كان مغفّلاً ... والإنتخابات البرلمانية ...
- الأزمة المصرية الأثيوبية... وحقوق العراق المائية
- هل ستقوم مجالس المحافظات الجديدة بملاحقة ملفات الفساد لسابقا ...
- ملاحظات حول بعض مداخلات المشاركين في ندوة المعهد العراقي للإ ...
- تنمية الإقتصاد الوطني أمْ حماية الإقتصاد الطفَيلي المافيوي!
- تنمية الإقتصاد الوطني أمْ حماية الإقتصاد الطفيلي المافيوي!
- الإعلام المرئي المستقل المؤمن بالعملية الديمقراطية و دوره في ...
- التيار الديمقراطي والحتمية الأصعب
- إعتقال الدكتور مظهر محمد صالح .. هو عدم تقدير للإعتبار الأكا ...
- الإقتصاد العراقي و سايكس – پيكو الإقتصاد العالمي
- محطات تثير القلق... تستوجب التوقف عندها !
- الأمطار من نعمة الى نقمة... اللامبالاة بدلاً عن صرامة القانو ...
- البطاقة التموينية... وأسلوب معالجة إلغائها
- قانون الإنتخابات والملحق الجزائي !


المزيد.....




- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبد علي عوض - إلغاء الرواتب التقاعدية والمنافع الإجتماعية لن يكفي... يجب إزالة آثارها ومخلفاتها