أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد علي عوض - مصفاة ميسان وتبريرات الدكتور الشهرستاني














المزيد.....

مصفاة ميسان وتبريرات الدكتور الشهرستاني


عبد علي عوض

الحوار المتمدن-العدد: 4315 - 2013 / 12 / 24 - 17:40
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


إنّ أركان التنمية الشاملة تتمثل بالثروات الطبيعية الموجودة تحت الأرض والمياه والأراضي الخصبة والبشرية (الزخم السكاني والطاقات العلمية)، وفي مقالة سابقة بيّنتُ الأسباب ألتي تجعل بعض الدول مُجبَرة على تقديم الإغراءات لشركات الإستثمار الأجنبية للنهوض بواقعها الإقتصادي، فألدول الخليجية تمتلك الثروات الطبيعية لكنها تفتقد الثروة البشرية وتعاني من أراضيها الجرداء الصحراوية (تدريجياً حولتها الى بساط أخضر لوفرة الأموال) مع عدم وجود الثروة المائية، وتكون الصورة معكوسة في مصر والأردن، إذ أنّ البلدَين يعانيان من شحة الموارد الطبيعية والتمويل المالي لكن يمتلكان القدرات البشرية، وهذه الصورة لاتنطبق على العراق، حيث تتوفر الموارد الطبيعية - المالية والبشرية والتربة الخصبة والمياه، إذن ما هي الدوافع الحقيقية الدفينة لفتح أبواب الإستثمار في مجال الصناعة النفطية!؟.
قبل يومين تابعتُ المقابلة التي اُجريَتْ مع نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة الدكتور حسين الشهرستاني، ومن الأمور التي سُئلَ عنها قضية مصفاة ميسان وما اُثيرَ من تساؤلات حول الشركة السويسرية– ساتارم- التي تمَّ التوقيع معها على مذكرة التفاهم، وكانت تتلخص تلك التساؤلات في مجالَين – المجال التمويلي للمشروع، إذ أنَّ تلك الشركة لاتمتلك رأسمالاً تشغيلياً كبيراً قياساً بتكلفة بناء المصفاة (6 مليارات دولار)، والمجال الثاني هو التخصص في بناء المصافي، حيث إتضحَ أن الشركة المذكورة لاتمتلك الباع الطويل في مضمار بناء المصافي.
علينا الإنتباه إلى ما ذكره السيد الشهرستاني من أنّ الشركة المعنية إعتمَدتْ على القروض من البنوك الكبيرة، طبعاً من المؤكد أن تلك البنوك فرضَت فوائد عالية على قروضها مما أدى ذلك إلى إرتفاع التكلفة لبناء المصفاة، ونحن نعلم جيداً أنّ تكلفة بناء مصفاة بطاقة تصفية (150 الف برميل يومياً كمصفاة ميسان) وبالأسعار الجارية العالمية تتراوح بين 1,5 إلى 2 مليار دولار!. النقطة الأخرى المثيرة التي ذكرها نائب رئيس الوزراء هي أنّ تلك الشركة ستقوم بشراء النفط الخام العراقي بالسعر العالمي وتبيع مشتقاته النفطية للعراق بالسعر العالمي أيضاً مع تخفيض بسيط في السعر. إذا كان الأمر كذلك، فمعدل سعر اللتر الواحد من البنزين هو 1،5 دولار بالسوق العالمي أي 1600 دينار، فهَل أنّ معدل دخل الفرد العراقي ومستواه المعيشي يسمح بذلك!!؟؟.. والطامّة الكبرى الأخرى هي أنّ الأرض المُزمَع إنشاء المصفاة عليها تُعطى مجاناً للشركة! ... وقبل مقابلة السيد الشهرستاني، سبقتها مقابلة أخرى على الفضائية العراقية الرسمية مع ثلاثة أشخاص – الناطق الرسمي بإسم وزارة النفط ومعاون مدير الدائرة الإقتصادية ومسؤول الشؤون القانونية في الوزارة، وللأسف ما تفوّه به الثلاثة من تبريرات ساذجة وسطحية، أكدَتْ على التغييب المتعمَّد للعقل الأكاديمي الإقتصادي العراقي الذي يستطيع الحفاظ على الثروات الطبيعية وإستغلالها بالشكل الأمثل وتحقيق التنمية المستدامة.
لقد أصبَحت الصورة واضحة، فما جرى حول قضية مصفاة ميسان يمثل إحدى صوَر الجريمة الإقتصادية بحق ثروات العراق!... العراق بحاجة إلى بناء العديد من المصافي حتى يستطيع تصدير المشتقات النفطية الى الخارج، ونعلم جيداً أن سعر البرميل الواحد من تلك المشتقات في السوق العالمية يُقدَّر بـ 6 – 10 أضعاف سعر برميل النفط الخام. فإذا سارت وزارة النفط بهذا النهج التخريبي في بناء المصافي (كما حصل مع الشركة السويسرية)، فلن يستطيع العراق تصدير مشتقاته النفطية التي تعود عليه بالعوائد المالية الكبيرة.
آخِر ما أقوله للسيد النائب هو أنَّ ما موجود من الثروات الطبيعية وما يتصل بها من الصناعات التحويلية والإستخراجية هي ملك مطلَق للشعب العراقي، فلا يجوز إشراك أية جهة في إمتلاكها وتقاسم عوائدها، بَل يجب الثبات على نهج عقود المقاولات وليس إقتسام الثروات.
إضافة ًإلى ذلك، يجب تذكير السيد النائب، هو إذا كانت وزارة النفط تعاني من العجز في التخصيصات المالية لبناء المصافي، فبإمكان الحكومة أن تحد من إستيراد السلع الإستهلاكية التي تعدَّت أقيامها ألـ 74 مليار دولار في عام 2013 من خلال زيادة التعرفة الكركية ومنع دخول بعض السلع الكمالية وتحويل ثلثي تلك المبالغ إلى بناء الصافي ومشاريع البُنى التحتية والمشاريع الأخرى.



#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة إلى المحكمة الإتحادية العليا ... قبل فوات الأوا ...
- تشكيل إئتلاف مدني ديمقراطي... خطوة متقدمة ولكن!
- مصير السلطة أهَم من مصير العراق
- وزارة التعليم العالي... بيروقراطية متخلفة!
- الدول ذات الإقتصاد الإنتقالي والعراق
- وثيقة السلم الإجتماعي السلطوية وليست الشعبية ... سانت ليغو أ ...
- إلغاء الرواتب التقاعدية والمنافع الإجتماعية لن يكفي... يجب إ ...
- عصاميّة الشعوب وألإرادة السياسية
- ما سيقوم به مجلس النواب قريباً هو الأسوأ...!
- 14 تموز ... ومفهوم الثورة
- القلق الآني لأحزاب السلطة
- قضمْ المجتمع إسلاموياً و مصادرة الحقوق المدنية
- ما بعد الفصل السابع و صلاحيات مجالس المحافظات والإنتخابات ال ...
- مَنْ يحمي القانون إذا كان مغفّلاً ... والإنتخابات البرلمانية ...
- الأزمة المصرية الأثيوبية... وحقوق العراق المائية
- هل ستقوم مجالس المحافظات الجديدة بملاحقة ملفات الفساد لسابقا ...
- ملاحظات حول بعض مداخلات المشاركين في ندوة المعهد العراقي للإ ...
- تنمية الإقتصاد الوطني أمْ حماية الإقتصاد الطفَيلي المافيوي!
- تنمية الإقتصاد الوطني أمْ حماية الإقتصاد الطفيلي المافيوي!
- الإعلام المرئي المستقل المؤمن بالعملية الديمقراطية و دوره في ...


المزيد.....




- التنمية الاقتصادية الروسية تقدم توقعات جديدة لأداء الاقتصاد ...
- مصر تعلن حجم الأموال من صفقة رأس الحكمة في خزانة الدولة
- السيارات الكهربائية تغزو شوارع الأردن.. ما مصير محطات الوقود ...
- كيف غيّر ميسي وجه الاقتصاد الرياضي الأميركي بانتقاله إلى إنت ...
- بعد 200 يوم من حرب غزة.. الاقتصاد الإسرائيلي يواجه صعوبات وت ...
- كبير الاقتصاديين ببنك إنجلترا: خفض الفائدة قد لا يزال بعيدا ...
- الصين تدافع عن حقها في التجارة مع روسيا
- الإمارات تسمح بتأجيل سداد القروض لمتضرري المنخفض الجوي
- نادي المصدرين الإسبان: العلاقات التجارية مع إسرائيل تتدهور ب ...
- -ركلها من الخلف-.. فتاة حلبة تتسبب بحرمان مقاتل من المنافسة ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عبد علي عوض - مصفاة ميسان وتبريرات الدكتور الشهرستاني