أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر زكي الزعزوع - عندما نبعث نحن الموتى














المزيد.....

عندما نبعث نحن الموتى


ثائر زكي الزعزوع

الحوار المتمدن-العدد: 1243 - 2005 / 6 / 29 - 07:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما نبعث نحن الموتى

ثائر زكي الزعزوع
تعم التظاهرات والندوات أرجاء العالم مطالبة بالتخلص من الديكتاتورية، ونظام الحكم الواحد، ومطالبة بالديمقراطية باعتبارها الحل الجذري لكل المشاكل العالقة منذ عقود طويلة...
الشارع المصري يغلي كما لم يفعل من قبل منددا بالرئيس غير القابل للزوال، ومطالبا بضرورة فتح ملفات "باشاوات التعذيب" الذين انتهكوا كرامة المواطن المصري، وحركة "كفاية" يزداد المتحركون من خلال فلكها يوما بعد يوم، ولعل المشاهد التي تعرضها شاشات التلفزيونات تنبئ بأن النظام المصري صار ضعيفاً، وقد، هنا للتقليل، قد ينهار النظام بين ليلة وضحاها نتيجة هذه الضغوط الداخلية المتزايدة.
والمعارضة الليبية تطالب القذافي بالتنحي عن الحكم، وتطرح مشروع عمل للمرحلة التي تلي "الاستجابة" المفترضة للطلب من قبل العقيد"العميد" "كونه أقدم حاكم في العالم".
والشارع في سوريا بات أكثر ارتياحا في طرح فكرة التغيير، بعد أن أبدى استياءه من نتائج المؤتمر القطري العاشر الذي كان يعول عليه كثيرا، وصار يذكر بالاسم الفاسدين والمفسدين الذين شكلوا ذكرى غير حميدة في ذاكرة السوريين، وآن الأوان لمعالجة أوضاعهم...
قبل ذلك كان الحراك لبنانيا عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وقد أدى ذلك الحراك وقتها إلى استقالة حكومة عمر كرامي، وأدى بعد ذلك إلى عودة الجنرال المنفي ميشيل عون، ومازال الشارع اللبناني مشتعلا غضبا والأصوات تعلو يوما بعد يوم للمطالبة برحيل الرئيس الممدد له أميل لحود.
هكذا فجأة وفي غضون سنتين اثنتين تغيرت صورة الشارع العربي، الذي لم يكن يراهن عليه إلا في الاستفتاءات الرئاسية، إذ كان الشارع الوحيد في العالم الذي يستطيع الحاكم أن يحصد من خلاله الأغلبية الساحقة، و النسبة المذهلة التي تبلغ 99.99 والتي تحولت مع مرور الأيام إلى طرفة لطالما استخدمت في العروض المسرحية الكوميدية، وإلى نكتة يتداولها أبناء الشارع العربي أنفسهم.
برزت خلال السنتين المنصرمتين، وتحديدا منذ احتلال بغداد وإسقاط نظام صدام حسين، العديد من الحركات والتنظيمات السياسية، والحقوق إنسانية، والاجتماعية، التي تطالب بإعادة هيكلة المجتمع العربي، بحيث تزول فكرة الحاكم الواحد الأوحد المستمدة أصلا من فكرة أمير المؤمنين، لتحل بديلا عنها فكرة الحكم الديمقراطي الذي يمكن أن يتغير بفعل عوامل انتخابية لا بفعل عوامل سماوية كالموت أو الاغتيال، وأن يخضع المسؤولون في الدولة التي يحلم المنادون بتحقيقها للمساءلة في حال ارتكبوا أي تقصير أثناء أدائهم واجبهم في خدمة مصالح الشعب، لا أن تكون مواقعهم تخولهم الخطأ دون الصواب، وقوانينهم منزلة لا تتم مناقشتها فهي صك جيء به من أعالي السماء.
هذه الأحلام كلها وأحلام سواها باتت كوابيس تؤرق صفو نوم الأنظمة العربية، وتمنعهم من التنعم بلذات الكرسي ورفاهية كونهم لا شركاء لهم، لهم الأرض وما عليها، وهم على كل شيء قادرون، وكل ذلك لأنهم باتوا يخشون أن تكرر الولايات المتحدة الأميركية ما فعلته مع نظام طالبان ومع نظام صدام، فلا هم يريدون أن يرسلوا إلى غوانتانامو، ولا يريدون أن تعرض صورهم بالملابس الداخلية ليراها الناس الذين عانوا أيما معاناة إبان فترة حكمهم وآن الأوان ليشمتوا بهم وليقولوا وبأصوات تصل إلى الجهات كلها: كم نحن فرحون، يستحقون هذا وأكثر.
وعلى الرغم من نفي الولايات المتحدة وعلى لسان أكبر قادتها أنها قد تلجأ إلى أسلوب الإطاحة الذي اتبعته مع طالبان وصدام، إلا إن وجود قواتها "المرعبة" قريبا في العراق وفي أفغانستان، يجعل من الصعب على "الحكام" تصديق التصريحات العليا، ويفضلون تصديق تلميحات لا تصريحات تطلقها مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية أو مساعد وزير الدفاع أو سيناتور متشدد بين حين وآخر.
ولكن لماذا يصدقون تلك التلميحات ولا يصدقون التصريحات والتطمينات؟
الأمر بسيط وواضح فكون الأعداء الذين خلقتهم هذه الأنظمة في الداخل هم أكثر بكثير من الحلفاء فإنها على ثقة شبه مطلقة بأن أي زلزلة يمكن أن تضرب البلد الذين يتربعون على عرشه منذ آلاف السنين قادرة وبسهولة على أن تلقي بهم في حفرة أشبه بحفرة الرئيس العراقي السابق، أو في كهف من كهوف الجبال كما هو الحال مع حكام أفغانستان السابقين.
الشارع العربي من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب بدأ يعد العدة لهدم التماثيل، وتمزيق الصور، والتخلص من الشعارات الأبدية، والهتافات التي تصم الآذان وهو موقن أن اللحظة لذلك لا شك آتية عاجلا أم آجلا، ولكنه مازال يحتفظ بقليل من كسل وخوف المراحل السابقة ولذلك فهو لا يكلف نفسه عناء الذهاب إلى تلك اللحظة التاريخية بل هو ينتظر مجيئها على أحر من الجمر.
وهكذا قد يستيقظ النائمون بل هكذا قد يبعث الموتى بالذهاب إلى اللحظة لا بانتظار مجيئها.
من أطرف التصريحات التي سمعتها خلال الشهرين الماضيين تصريح لولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز قاله حين حل ضيفا على باريس فهو بشر بالديمقراطية في المملكة العربية السعودية، فتخيلوا معي "الديمقراطية" في "المملكة العربية السعودية" وعلى يد آل سعود أنفسهم، كم ستبدو تلك الديمقراطية غريبة، بل لعلها ستبدو مضحكة...
ويا ديمقراطية يا...............



#ثائر_زكي_الزعزوع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعيدا من السياسة
- ما الذي يعنيه أن تكتب في السياسة
- لماذا التنكيل بسوريا؟
- كي تكون معارضا
- انتماءات
- كنا هناك... أذكر سلمى تماما
- فن تصريف الفجائع
- -المعارضة-سر وجود -النظام-
- -سوريا-ليست-سورية-
- ما هكذا يكون النقد ياأستاذ نصرة
- فلنفكر معا
- اعتصام وتفكير
- طهروا أبناءكم
- مامعنى رأيك؟
- بيانان الأخوان المسلمون ورفعت الأسد يدعوان للمصالحة الوطنية ...
- آخر أخبار الوطن
- نص المحو
- قاب فراغين
- فهرنهايت 11/9 سيد البيت الأبيض عاريا
- بيكاسو يدين (الحريـــة) الأميركية


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر زكي الزعزوع - عندما نبعث نحن الموتى