أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر زكي الزعزوع - ما الذي يعنيه أن تكتب في السياسة














المزيد.....

ما الذي يعنيه أن تكتب في السياسة


ثائر زكي الزعزوع

الحوار المتمدن-العدد: 1238 - 2005 / 6 / 24 - 08:48
المحور: الادب والفن
    


ما الذي يعنيه أن تكتب في السياسة؟

ثائر زكي الزعزوع
هل يعني هذا أن تملأ مقالك بالمصطلحات والتراكيب السياسية، وأن تحشد ما استطعت من أسماء سياسيين، أحياء وأمواتا، وهل يعني أن تناقش قضايا الصراع العربي الإسرائيلي أو أن تحكي عن السعار الذي تعاني منه الولايات المتحدة الأميركية تجاه العالم القديم، سواء في القارة العجوز أوروبا أم تجاه سكان خارج التاريخ وأقصد بذلك المنطقة العربية؟
هل تعني الكتابة في السياسة أن تتحدث عن صدام حسين وجورج بوش وحسني مبارك والقذافي ووو أم يعني أن تتحدث عن سايكس بيكو، ووادي عربة وأوسلو ومدريد وشارون ورابين وعرفات، وحسن نصر الله وحزب الله وحمد بن جاسم وعيسى بن خليفة وجاك شيراك وأحمد بن بيلا، وهل تعني السياسة أن تحلل حوادث اغتيال الحريري و سمير قصير وجورج حاوي ولا تتحدث إلا عن أولئك الذين تتصدر أخبارهم النشرات الإخبارية، والتحليلات وترتفع صورهم في الشوارع والمقاهي والحافلات؟؟
وما الذي يعنيه ألاّ تكتب في السياسة؟
هل يعني هذا ألا تتحدث عن الفقر الذي تعاني منه، وعن الحرمان الذي تعيشه مذ ولدتك أمك، وعن رغبتك العارمة بالصراخ بصوت يسمعه الجميع: حرام إنهم يسرقوننا، أو حرام لم يتركوا لنا شيئا لنأكله، أو حرام دعونا نكمل حياتنا بلا فساد ولا مفسدين، أو حرام أن يجوع أولادنا، وألا تكون لهم كرامة في وطنهم... هل هذه سياسة؟ لا فنحن لم نبحث أزمة البوليساريو... ولا أزمة دارفور... ولا أزمة الرهائن الأجانب في العراق... ولا تحدثنا عن حركة كفاية في مصر... ولا عن حقوق الإنسان في كل البلدان التي تتحدث اللغة التي ورثتها من قحطان ومن عدنان، نحن تحدثنا في شأن إنساني، له علاقة بالجوع والفقر ولا علاقة له بالسياسة فهل هذه سياسة؟
إذن أين اللاسياسة؟
وما هو تعريف السياسة؟
السياسة حسب التعريف العربي الدارج لها هي كل شيء يمكن الحديث فيه، هي غلاء الأسعار، وانخفاض الأجور، وسوء التعليم، والحُفَر في الطرقات، والقمامة التي تتكدس حيثما وجه المواطن وجهه، والسبب في هذا التعريف الملتبس لها هو الالتباس في عمل رجال السياسة مع رجال الحكومة، والسبب الأكثر وضوحا هو هيمنة الحاكم بوصفه رب القرار السياسي والإداري والتعليمي والثقافي والفني والعسكري، وأي قرار يمكن أن يتخذ أو يفكر فيه، فالإصلاح الاقتصادي لا يمر إلا عبر قناة واحدة هي قناة القرار السياسي، ولا فضل للحكومة سوى في التنفيذ، ودون تفكير أحيانا، وكون الحاكم العربي يفهم في كل شيء، ولعل الدليل على ذلك هو أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين تدخل حتى في الأدب فصار أديبا يعلم الأدباء كيف يمكن أن تكتب الرواية، وكان الراحل ستالين له باع طويل في الفهم أيضا فهو كان يفهم في كل شيء أيضا، ولذلك فإنه لم يكن قرار يمرّ إلاّ عبر بوابة حكمته، وهكذا الحال في الواقع العربي فلا قرار مهما كان صغيرا يمرّ إلاّ عبر بوابة الحاكم الواحد المطلق، وفي نهاية المطاف يعتبر انتقاد المرء لغلاء الأسعار تدخلا في السياسة، مع إنه لا علاقة للسياسة بالتسعيرة، فهو شأن يخص الحكومة التي يمكن مساءلتها، والحكومة وجدت أصلا لتفكر في حلول، ولكن مع التباس المفاهيم تحولت الحكومة إلى سياسة، والبرلمان إلى سياسة، وعليه فإن الحديث عن اتحاد العمال هو حديث في السياسة كون اتحاد العمال يتبع أوتوماتيكيا المؤسسة السياسية، ويرتبط بالنظام بصلة وثيقة، ولا خلاف بينهما على الإطلاق.
إذن أين السياسة؟
وما هي اللاسياسة؟
حسب علمي البسيط فإننا ملزمون ومجبرون على الخوض في السياسة والحديث في السياسة، وأن نأكل ونشرب وننام ونستيقظ سياسة في سياسة، فلا يمكننا الفصل لعدم وضوح الرؤية، ولا يمكننا الفصل لعدم وجود رجال يبحثون في السياسة سوانا، كلنا سياسيون، هكذا ولدنا وليس هذا خيارنا، سياسيون بحكم العادة والحاجة.
لا نكتب في الاجتماع إلا لنمر عبر بوابة السياسة، ولا نكتب في الثقافة إلا لنمر عبر البوابة ذاتها نلمّح أحيانا خشية مقص الرقيب وكفّ الحسيب، ونصرّح عندما لا يكون ثمة مجال إلا للتصريح، نصرح حين نريد الحديث عن مناقب قادتنا أو مواقفهم النبيلة، ونصرّح بلا خوف حين ندبّج لهم قصائد المديح، ونصوص الاستجداء التي تتضمن في حواشيها طلب بيت أو سيارة أو مكافأة مجزية، لا نكتب رسائل لحبيباتنا إلا إذا أخذنا مفرداتها من سلّة السياسة، أحبك رغم الحدود... كم أكره أميركا التي تجعل العالم يفتقد العصافير... آه لو أنني قادر على شراء ما تحبينه ولكن الراتب لا يكفي...
سياسة... سياسة.
كانت جدتي رحمها الله تتحدث في السياسة، وكان جدي رحمه الله أيضا يتحدث في السياسة، وأبي وأمي وأخوتي وجيراني وأصدقائي، والذين أراهم في السرفيس، وسائق سيارة الأجرة، والشرطي... كلهم يتحدثون في السياسة، نجلس في المقهى لنتحدث في السياسة، نسهر في النوادي الليالي لنلوك السياسة على إيقاع الموسيقا وهز الخصر والبطن تصوروا عالما سياسيا بأكمله!. ومع هذا فقبل سنتين التقيت شابا هولندياً يدرس الديانات الشرقية، وسألته بحكم العادة ليس إلا عن رأيه في الاحتلال الأميركي للعراق فقال لي: لا أحب الحديث في السياسة، قلت له: ولكنكم نظمتم الكثير من المظاهرات احتجاجا على الحرب فقال لي ببرود: هذه قصة لها علاقة بالإنسانية، ولا علاقة لها بالسياسة أبداً...
فهل هذا صحيح؟



#ثائر_زكي_الزعزوع (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا التنكيل بسوريا؟
- كي تكون معارضا
- انتماءات
- كنا هناك... أذكر سلمى تماما
- فن تصريف الفجائع
- -المعارضة-سر وجود -النظام-
- -سوريا-ليست-سورية-
- ما هكذا يكون النقد ياأستاذ نصرة
- فلنفكر معا
- اعتصام وتفكير
- طهروا أبناءكم
- مامعنى رأيك؟
- بيانان الأخوان المسلمون ورفعت الأسد يدعوان للمصالحة الوطنية ...
- آخر أخبار الوطن
- نص المحو
- قاب فراغين
- فهرنهايت 11/9 سيد البيت الأبيض عاريا
- بيكاسو يدين (الحريـــة) الأميركية
- قصائد
- الروائية السوريةأميمة الخش: المفجع أن ثقافتنا باتت من الركاك ...


المزيد.....




- “أحداث مشوقة في انتظارك” موعد عرض المؤسس عثمان الحلقة 195 ال ...
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور ظهورها عبر nateg ...
- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر زكي الزعزوع - ما الذي يعنيه أن تكتب في السياسة