أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر زكي الزعزوع - فهرنهايت 11/9 سيد البيت الأبيض عاريا














المزيد.....

فهرنهايت 11/9 سيد البيت الأبيض عاريا


ثائر زكي الزعزوع

الحوار المتمدن-العدد: 923 - 2004 / 8 / 12 - 08:52
المحور: الادب والفن
    


خلال حفل توزيع جوائز أوسكار منذ عامين، وبينما عملية (حرية العراق) تطبخ بهدوء وقف المخرج السينمائي الأميركي المعروف مايكل مور ليصرخ بكل ما أوتي من قوة لقد خدعتنا يا جورج بوش..عار عليك يا سيد بوش، عار عليك.
كان مور يحتج وهو يتسلم جائزته الخاصة على سياسة الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش تجاه الشعب الأميركي الذي خدعه بتزييف نتيجة الانتخابات في فلوريدا على حساب المرشح الديمقراطي آل غور، وتجاه العالم بأسره الذي شن عليه الرئيس الأميركي المنصب زورا حربا، ويعد العدة لشن حرب ثانية.
فهرنهايت 11/9 هو الفيلم الوثائقي الذي حققه مايكل مؤخرا واجتاح به مهرجان كان السينمائي فحصد سعفته الذهبية دون منافسة.
والفيلم ليس روائيا يؤدي شخصياته ممثلون، بل إن ممثلي الواقع هم أبطال العمل والحد، والحدث الواقعي والتاريخ هما مادة العمل.
يبدأ الفيلم بكشف اللبس الذي حدث في فلوريدا والتزوير الذي رافق عملية الاقتراع لانتخاب رئيس للولايات المتحدة، وكيف أن جورج دبليو بوش فاز بالمنصب، دن أن يكون هناك أي تفسير منطقي لهذا الفوز، ويرافق الفيلم بعد ذلك شخصيته المحورية والتي يؤديها باقتدار السيد جورج بوش، ليسرد وقائع من سيرته المهنية، وتورطه بعلاقات اقتصادية مشبوهة مع العدو رقم (1) للولايات المتحدة فيما بعد طبعا، أسامة بن لادن ومع عائلته، التي استثمرت في هذا الرجل(بوش) كما يلمح الفيلم في مواضع عديدة منه، ويصرح بهذا في مواضع أخرى..
ويبين لنا الفيلم تخبط سيد البيت الأبيض في بداية مسيرته الرئاسية، فبعد مرور ثمانية أشهر علمن الرئاسة نكتشف أن بوش أمضى نصف هذه المدة تقريبا في إجازة في مزرعته يلعب الغولف ويصطاد السمك، ويداعب كلابه!
ثم وفجأة وأثناء زيارة كان يقوم بها إلى فلوريدا وفي 11/9/2001 يبدأ عمله الحقيقي... وجه بوش وهو يتلقى نبأ ارتطام الطائرة الأولى ببرجي مبنى التجارة العالمي يجعل المتابع يشك للحظات بأن هذا الرجل هو رئيس أقوى دولة في العالم. فهو اصفرّ لونه وبدا شارد الذهن وهو يستمع إلى كلام الأطفال في المدرسة التي كان يقوم بزيارتها، وحين أبلغ بخبر ارتطام الطائرة الثانية، بدا مذنبا، خائفا، لكنه استمر يقرأ مع الصغار حكاية العنزة على الرغم من غيابه التام عنهم.
بعد شهر من تلك الحادثة بدأت القوات الأميركية تدك عروش القاعدة في أفغانستان، بل تدك أفغانستان دكا، فعلى الرغم من المحاولات الحثيثة التي بذلت لإلصاق تهمة ضرب برجي مبنى التجارة العالمي، ومبنى البنتاغون بالطائرات، وعلى الرغم من أنه لا يمكن لتلك المحاولات أن تكلل بالنجاح إلا أنها بذلت بإخلاص لإلصاق تلك التهمة بالعراق وبرئيسه السابق صدام حسين، إلا أن تلك المحاولات كلها باءت بالفشل ، ولم تجد الرئيس بوش نفعا ، فلم يجد بدا من إلصاق التهمة بحلفائه القدماء، وشركائه الماضي القريب، تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن.
وهكذا استفز الأميركيين جميعا وبدأت حمى الحرب تغلي في المكتب البيضاوي، إذ اكتشف الرئيس الغر عديم المران السياسي المطلع مع حاشيته الكبيرة على خفايا الاقتصاد، ولكن لا علم لهم بالكيفية التي يمكن أن تدار بها دولة كبيرة مثل الولايات المتحدة، يعاني بعض أبنائها من البطالة، ومن التشرد، نقول اكتشف الرئيس الجمهوري بأن لا مجال للنأي عن المشكلات الداخلية، إلا بالإبقاء على رحى الحرب تدور، ولا حل إلا بإقناع المواطنين أن توفير الأمن لهم هو أهم من تأمين الخبز... ولكن حرب أفغانستان انتهت، ونظام طالبان انتهى، وتنظيم القاعدة تم تفكيكه، أو هكذا قيل على الأقل، ونقل الكثير من قيادييه إلى غوانتانامو...ولا بد الآن أن يعود المواطنون ليطالبوا رئيسهم وأعضاء إدارته بحل مشكلاتهم العالقة.. وفجأة يعود الحلم القديم بالثأر من العراق، والاستيلاء على اقتصاده ليداعب مخيلة الرئيس الاقتصادي، فالعراق يمثل ثاني أكبر احتياطي للنفط في العالم، ومن أدرى بقيمة النفط العراقي من السيد جورج دبليو بوش الذي عمل مطولا في شركات نفطية؟ ولكن ما المبرر الذي يمكن أن يقدم لإقناع الناس بأن العراقي يشكل خطرا وهو البلد المرهق من حروب وحصار وديكتاتور؟ إنه يمتلك أسلحة دمار شامل. وهكذا انتشرت هذه العبارة في خطابات الرئيس وكبار معاونيه كما انتشرت قبلها مفردة الإرهاب، وبدأت الحرب الإعلامية أولا، وعلى مدى سنة كاملة صارت أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها العراقيون تشكل كابوسا لمواطني الولايات المتحدة، الذين لم تفارق مخيلتهم لحظة واحدة صورة برجي التجارة وهما يهويان مخلفين دمارا هائلا، وثلاثة آلاف قتيل من المدنيين الأبرياء.. فهل يسمح الشعب بأن يتكرر ما حدث؟ الجواب بكل تأكيد هو لا، وهكذا ناصر الكثيرون رئيسهم المحارب في حربه الجديدة، ووافقوا على إرسال أبنائهم في (النزهة) التي أعدها لهم بوش للقضاء على نظام صدام الذي يشكل خطرا كبيرا على (أمننا القومي)، وهكذا وقعت الحرب على العراق، وصار العراق محتلا، وظهرت المقاومة العراقية التي كبدت المحتلين خسائر جعلت الأم التي أرسلت ابنها راضية إلى الحرب تبكيه كل لحظة، وهم ينقلون لها خبر موته، فتحول موقفها من مؤيدة للحرب إلى رافضة لها بكل أشكالها.
بهذا الترتيب يسرد مايكل مور وثائقيا سيرة أربع سنوات لم تنته بعد من حكم سيد البيت الأبيض المحارب جورج دبليو بوش، مادته الأساسية حوارات مقتضبة مع بعض الأشخاص، وتصريحات وخطابات لمسؤولي الإدارة الأميركية، وصور لا حصر لها تمثل ما خلفته تصرفات تلك الإدارة بدءاً بأحداث أيلول ومرورا بأفغانستان، وانتهاء بما حدث ولا زال يحدث في العراق...
فهرنهايت11/9 لا يقدم مادة سينمائية، ولا يمكن تصنيفه على أنه فيلم للمتعة، بل هو فيلم للحقيقة والتعرية.
روائي وصحفي سوري
[email protected]



#ثائر_زكي_الزعزوع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيكاسو يدين (الحريـــة) الأميركية
- قصائد
- الروائية السوريةأميمة الخش: المفجع أن ثقافتنا باتت من الركاك ...
- حوار مع الفنان التشكيلي محمد غنوم
- كِفَايَتِي مِنَ الحُبِّ
- كتاب اليأس - للمقاومين الحق في أن يقاوموا .. ولي الحق في أن ...
- حوار مع الرسام السوري برهان نظامي : حين أمسك بالسكين أحس بأن ...
- يامجلس الحكم العراقي: لا تصنع الديمقراطية بالإلغاء
- عبد الرحمن منيف قصة موت غير معلن
- نولد ونموت
- الديكتاتور في يومه الأخير
- الحوار المتمدن …. الحوار الحر


المزيد.....




- -مرّوكِية حارة-لهشام العسري في القاعات السينمائية المغربية ب ...
- أحزان أكبر مدينة عربية.. سردية تحولات -القاهرة المتنازع عليه ...
- سلطنة عمان تستضيف الدورة الـ15 لمهرجان المسرح العربي
- “لولو بتعيط الحرامي سرقها” .. تردد قناة وناسة الجديد لمشاهدة ...
- معرض -بث حي-.. لوحات فنية تجسد -كل أنواع الموت- في حرب إسرائ ...
- فرقة بريطانية تجعل المسرح منبرا للاجئين يتيح لهم التعبير عن ...
- أول حكم على ترامب في قضية -الممثلة الإباحية-
- الموت يفجع بطل الفنون القتالية المختلطة فرانسيس نغانو
- وينك يا لولو! تردد قناة وناسة أطفال الجديد 2024 لمشاهدة لولو ...
- فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر زكي الزعزوع - فهرنهايت 11/9 سيد البيت الأبيض عاريا