عُشَّاقُ لغَةِ الضَّاد، المَقالُ السَابعُ عَشر..بقلم الكاتب ماهر عبد الواحد

محمود سلامة محمود الهايشة
(Mahmoud Salama Mahmoud El-haysha)

الحوار المتمدن-العدد: 4364 - 2014 / 2 / 13 - 00:45
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

كُنتُ قدْ عَمِلتُ بمدينتى الأقصُر وأسْوان ، وكنتُ عِنْدَما أنظر الى صَفحَةِ السماء ليلا ، أرى أنَّ مَنظرَ النجومِ مُتألِقٌ لامِع ، وَصَفحَة السَمَاء نقية وكانَ يُخيَّل إلىَّ أنَّ حَجْمَ النجوم أكبَرُ في مصر العليا منه في الوجه البحرى والدلتا ، وكانتْ صَفحَة السَمَاء تختلِفُ مِنْ وَقتٍ لآخر ، وكنت أتفهم بيت امرىء القيس الذى يقول :

إذا مَا الثريَّا في السَمَاءِ تعَرَّضَتْ تَعَرُّضَ أثناءِ الوشاحِ المُفَصَّلِ
معاني الكلمات :
التعرض : الاستقبال ، والتعرض إبداء العرض ، وهو الناحية ، والتعرض الأخذ في الذهاب عرضا .
الأثناء : النواحي ، والأثناء الأوساط ، واحدها ثنى مثل عصى وثنى مثل معى ، وثنى بوزن فعل مثل نجى ، وكذلك آناء بمعنى الأوقات و الآلاء بمعنى النعم .
المفصل : الذي فصل بين خرزه بالذهب و العاج و غيره .
يقول : تجاوزت إليها في وقت إبداء الثريا عرضها في السماء كإبداء الوشاح الذي فصل بين جواهره وخرزه بالذهب أو غيره ، عند رؤية نواحى كواكب الثريا في الأفق الشرقي ، وقدْ تشابهتْ نواحيها بنواحى جواهر الوشاح ، وقد قال البعضَ : أنه شبه كواكب الثريا بجواهر الوشاح لأن الثريا تأخذ وسط السماء كما أن الوشاح يأخذ وسط المرأة المتوشحة ، وقال بعضهم : إنما تَعْرُضُ أوّلَ ما تَطْلُع وحين تغرُبُ ،كما أن الوشاحَ إذا طُرحَ يَلقاكَ بعُرْضِهِ ، وهو ناحيته، وقد زعم بعض العلماء أنه أرادَ الجَوْزاء فاستعاض عنها بالثريا لأن التعرض للجوزاء دون الثريا ، وقال بعضهم في تعرض الثريا أنها إذا بلغت كبد السماء أخذت في العرض ذاهبة ساعة كما ان الوشاح يقع مائلا إلى احد شقى المتوشحة به .
وقد وصف كثير من المتقدمين الثريا ، وكلُّ أبدع فيه وأحسن فمن ذلك قول ذى الرُّمَّة :
وَرَدْتُ اعْتِسافاً والثُّريا كأنها على قِمَّةِ الرَّأس ابنُ ماءٍ محلَّقُ
ومن ذلك قول ابن المعتز :
وترى الثريا في السماءِ كأنها بَيْضاتُ أُدحىُّ يَلُحْنَ بفدْفدِ
وكقول الأشهب بن رُميلة :
ولاحَتْ لِساريها الثُّريا كأنها لدَى الأفق الغربي فُرْطُ مُسَلسَلُ
ولابن الطثرية :
إذا ما الثريا في السماء كأنها جُمانُ وهى مِنْ سِلكِهِ فتبَدَّدَا
وإلى الغد نكمل إن شاء الله .
بقلم/ مـاهر عبد الواحـــــد (نشر بتصرف).

#محمود_سلامة_محمود_الهايشة (هاشتاغ)       Mahmoud_Salama_Mahmoud_El-haysha#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل