أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس ساجت الغزي - العقود الوهمية














المزيد.....

العقود الوهمية


عباس ساجت الغزي

الحوار المتمدن-العدد: 4363 - 2014 / 2 / 12 - 15:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ذات يوماً حين كنت اراجع دائرة البلدية من اجل استملاك قطعة الارض الخاصة بشريحة الصحفيين , عرفت ان هنالك عقود عمل توزع على اشخاص معينين رغبة في نيل رضاهم او كسب ودهم او اخراس السنتهم , نعم .. هذا ما لمسته من خلال الحديث والاتفاق الذي حصل على مقربة مني وانا احاول ان اقوم باستنساخ كتاب طلبته مني موظفة الاملاك .
بدأ الحديث بان وجه الصحافي سؤال للموظف المختص بالعقود " لماذا لم نشمل باي من العقود التي رفعتها البلدية رغم اني اوصيتكم اكثر من مرة بان يقتطع لي اثنان او ثلاثة لأقاربي , مع اني اعرف لمن ذهبت العقود لكن ما راح تخلصون من لساني" ليبادر الموظف مسرعاً بوضع ثلاث اوراق بيضاء على المنضدة وهو يقول للصحافي " اكتب طلب بالأسماء واعتبر الموضوع منتهي " .
مثلما يتصور بعضكم الان , قد تصورت في بادئ الامر بان العقد ان يعمل صاحبه من اجل تقديم خدمة للبلد مقابل اجر شهري ولو كان قليل لا يتناسب مع واقع الخدمة والوضع المعيشي الراهن , لكن تبين لي ان تلك العقود هي وهمية يعني ( اشخاص لا يعملون لكنهم يتسلمون اجور من الحكومة ) وصادف ان كنت بعمل في مديرية ماء ذي قار , لأجد احد الزملاء يراجع من اجل استلام راتب العقد لزوجته ( ربة البيت ) التي لا تعرف اين تقع تلك المديرية من خارطة المدينة .
كان الموقفان بداية معرفتي بمسالة العقود التي تدر الارباح من السحت الحرام على البعض لتخرس السنتهم العهر التي لا تبغي مرضاة الله وخدمة المواطن , ولكن لعق نتانة ايدي البعض لتدر لهم بضع دراهم يقنعون بها انفسهم بان الامور بخير وان الشعب يعيش بخيرات تلك العقود التي تقتصر عليهم فقط دون غيرهم .
كنت ارى البعض من الزملاء الصحفيين وهم يتوافدون على مبنى المحافظة ويتبادلون العناق مع اصحاب البدلات الفاخرة من المسؤولين بابتسامة عريضة تشبه لقاء النصر بعد صراع مرير مع الاعداء , ليتحول بعدها الحديث الى همس مصحوباً بتقديم معاملة وردية الغلاف واخرى خضراء للتوقيع من المسؤول , لينتهي اللقاء بابتسامة ولاء بان اقاتل حد الموت من اجل بقاءك بمنصبك .
الالاف من العقود واكثر ان لم اكن ابالغ تحت مسميات المشاريع وغيرها .. , توزع على اناس لا يقدمون خدمات للوطن والمدينة سوى انها كسب ولاءات خوفاً من بعض المتنفذين في الحكومة او من اجل كسب اشخاص لدعايات انتخابية او اسكات صوت يثير جلبة في اروقة اصحاب العقود الوهمية .
والنتيجة تردي الواقع الخدمي وتفشي الفقر في صفوف الشرفاء الذين يبحثون عن اللقمة الحلال بالتجوال باكراً من اجل تقديم مساعدة او رفع حجر من الطريق او زرع ابتسامة امل فيما بينهم بان الوطن لهم بثرواته وهم يحلمون بغد مشرق وليس عقد وهمي .
عباس ساجت الغزي



#عباس_ساجت_الغزي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولاية الغريب
- الصفحة التفاعلية
- المحسوبية والمهنية
- الوطن المخطوف
- المسؤول وغياب روح المسؤولية
- شجرة بغداد
- السياسة .. دجاجة تعاشر الديوك
- دروب العفة الموحشة
- اصحاب العقد النفسية
- الجهاد بين التكليف والتكفير
- الفقراء نبض الوطن
- المؤامرة الوطنية
- المعادلة الصعبة
- نفوس تعالت .. فهوت
- الروح الوطنية
- ذي قار ابطال المهمات
- ذئاب العراق
- ثعالب العراق
- أيَّ حرب نخوض ؟؟
- العراقيون وملامح الحزن باستقبال 2014


المزيد.....




- فر عبر سياج ليسقط بحفرة عميقة.. قصة إنقاذ حصان هارب من مزرعة ...
- أول تعليق من بوتين بعد قمة ألاسكا مع ترامب
- -حد يبلغ الصغار-.. علاء مبارك يعلق على فيديو لمسؤول فلسطيني ...
- الجزائر: عشرات القتلى والجرحى بحادث سقوط حافلة ركاب وتبون يع ...
- ما أبرز ما حدث في قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين؟
- فيضانات مفاجئة في باكستان تقتل المئات، والأمطار تعيق إنقاذ م ...
- -رفع العلم الإسرائيلي- خلال احتجاجات في السويداء، وممر بصرى ...
- -سنسعى لزيادة الضغط على إسرائيل-.. رئيسة وزراء الدنمارك: نتن ...
- سياسي ألماني بعد قمة ألاسكا: أوروبا مطالبة بتحمل مسؤولية أمن ...
- فرنسا تدين -بأشد العبارات- موافقة إسرائيل على مشروع استيطاني ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس ساجت الغزي - العقود الوهمية